الأخبار
إعلام إسرائيلي: إسرائيل تستعد لاجتياح رفح "قريباً جداً" وبتنسيق مع واشنطنأبو عبيدة: الاحتلال عالق في غزة ويحاول إيهام العالم بأنه قضى على فصائل المقاومةبعد جنازة السعدني.. نائب مصري يتقدم بتعديل تشريعي لتنظيم تصوير الجنازاتبايدن يعلن استثمار سبعة مليارات دولار في الطاقة الشمسيةوفاة العلامة اليمني الشيخ عبد المجيد الزنداني في تركيامنح الخليجيين تأشيرات شنغن لـ 5 أعوام عند التقديم للمرة الأولىتقرير: إسرائيل تفشل عسكرياً بغزة وتتجه نحو طريق مسدودالخارجية الأمريكية: لا سبيل للقيام بعملية برفح لا تضر بالمدنييننيويورك تايمز: إسرائيل أخفقت وكتائب حماس تحت الأرض وفوقهاحماس تدين تصريحات بلينكن وترفض تحميلها مسؤولية تعطيل الاتفاقمصر تطالب بتحقيق دولي بالمجازر والمقابر الجماعية في قطاع غزةالمراجعة المستقلة للأونروا تخلص إلى أن الوكالة تتبع نهجا حياديا قويامسؤول أممي يدعو للتحقيق باكتشاف مقبرة جماعية في مجمع ناصر الطبي بخانيونسإطلاق مجموعة تنسيق قطاع الإعلام الفلسطينياتفاق على تشكيل هيئة تأسيسية لجمعية الناشرين الفلسطينيين
2024/4/27
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

دار الشعر بمراكش تحتفي باليوم العالمي للشعر في طاطا

تاريخ النشر : 2023-03-18
تحت إشراف وزارة الشباب والثقافة والتواصل – قطاع الثقافة

وبتنسيق مع المديرية الجهوية للثقافة – جهة سوس ماسة

دار الشعر بمراكش تنظم   الملتقى الشعري الجهوي الثالث (جهة سوس ماسة) – الدورة 3/2023

احتفاء باليوم العالمي للشعر  ** دورة الشاعر عابد أوطاطا ** نداء الشاعر سعيد الباز

مدينة طاطا يومي: 20 و21 مارس 2023

تحت إشراف وزارة الشباب والثقافة والتواصل، قطاع الثقافة وبتنسيق مع المديرية الجهوية لقطاع الثقافة جهة سوس ماسة، تنظم دار الشعر بمراكش الدورة الثالثة لملتقيات الشعر الجهوية، احتفاء باليوم العالمي للشعر، وتحتضن مدينة طاطا فعاليات هذه التظاهرة الشعرية الكبرى يومي 20 و21 مارس 2023، وتشهد تنظيم قراءات شعرية وفقرات موسيقية وندوة محورية ترتبط بأسئلة الشعر والتراث الثقافي المادي واللامادي، ومعرض لإصدارات دائرة الثقافة بالشارقة، وحفل تكريم أحد الوجوه الشعرية والثقافية المرموقة بالجهة. وككل دورة، يوجه شاعر مغربي نداء اليوم العالمي للشعر ، فبعد الشاعر عبدالرفيع الجواهري في دورة ملتقى مراكش أسفي(2021)، والشاعرة خديجة أبي بكر ماء العينين في دورة ملتقى العيون السمارة(2022)، هنا الشاعر سعيد الباز، أحد شعراء الحداثة الشعرية المغربية، يخص دار الشعر بمراكش بهذه الكلمة:

 
نداء الشاعر سعيد الباز

                           لسنا بعد في هذا العالم

 

على غير هدى تسير.

على غير هدى تخاف الفراغ فتقتل الوقت.

وتخاف الموت فتقتل الحياة.

لا تحرق الكتب..، لكنّها تعدم الكتاب رمزيا تنكّل به وتزدريه، فتحذفه من مفردات حياتها وتلغيه بالمرّة من كلّ اللغات. لا تحرّم الفنون من مسرح وموسيقى وتشكيل وسينما... لكنّها تعمل جادّة لتختفي عن ناظرها لتتضاءل وتصغر حتّى تصبح كائنات مجهرية تحتاج إلى أعتى المكروسكوبات دقّة لكي تنعم بشيء من الظهور الخافت.

تُمِيتُ الخبر من أجل أن تحيا الإشاعة، وكالقمصان الملوّنة تستبدل السياسة بالنميمة وتنتعل الأحذية الثقيلة للإقصاء والنكران، وكالمصاب بالهوس القهري تجسّ معاصم الأحداث بحثا عمّا يشبه متربّصا خلف الستائر. تعرف الحقيقة الساطعة كواضحة النهار ومع ذلك لا تصدقها، تشكّك في الخرافة الأكثر غباء ومع ذلك كيقين العجائز تصدقها. تشدو بالحرية والتفرّد وبحبوحة الاختلاف، ومع ذلك بدعوى الطمأنينة وسلامة النفس من صداع الرأس، تنزوي مثل نعامة وحكايتها مع الرمال تدسّ رأسها خانعة في أحقر قطيع تائه في الفلوات. زرافات زرافات بألبسة رياضية تحضنها أماسي أيام الآحاد في أرصفة المقاهي والممرّات الملتوية لشوارع المدينة وبين مكالمة طويلة وأخرى تلعن في السرّ يوم الاثنين وما تلاه من أيّام. درست في سالف الأزمان قولة "اعرف نفسك" لصاحبها ذلك الشيخ اليوناني من أثينا (سقراط) الذي رفع أصبعه عاليا وفي يده الأخرى قدح السمّ مذعنا للموت استجابة لحكم المدينة، لكنها فضّلت:

أن تسير عمياء وعلى غير هدى

على غير هدى تخاف الفراغ فتقتل الوقت.

وتخاف الموت فتقتل الحياة.

 أن تتجاهل نفسها، وأن تهرب منها بعيدا مثل أيّ عدّاء أثيوبي عنيد. تتماثل كائنات الحشود الحائرة مثل عيدان الكبريت أحادية في التفكير نمطية في السلوك، ومثلها سريعة العطب ما أن تشتعل في برهة من الزمن حتّى تكون أكثر استعدادا إلى الارتماء في أقرب مرمدة أو سلّة نفايات. تؤمن بالتغيير وتقول جهرا إنّها مع "نيتشه" بأنّ الحيّة التي لا يمكن لها أن تغيّر جلدها يجب أن تموت، وتصرّح بيقين ظاهر أنّ "هيراقليطس" كان على حقّ لمّا قال: "إنّك لا تنزل النهر مرّتين" فيما هي تسبح في بركة راكدة صباح مساء. تخشى التغيير وتحافظ على ما هو كائن على حساب ما سيكون وتحكم الإمساك بالماضي على حساب المستقبل إمساك الأعمى في دياجير الظلام الدامس، أو كأيّ راكب حافلة متهورة يتشبث بمقابض اليد خشية سقوط محتمل. بعيدا عن قلق الوجود وأسئلته الحارقة تنشغل كائنات الحشود الحائرة بالثرثرة والاهتمام بالآخرين تلوك سيرة بعضها البعض والنكات الرائجة مبدّدة الوقت وسأمها الوجودي بجرعات متفاوتة الحجم خشية سقوط هذا البناء الهشّ والمتهاوي أصلا.

"للحضور في العالم شعريا يقتضي الأمر سيرا باتّجاه الشعر بالتجاوز العارم لكلّ الحدود المسيّجة، بالارتماء في نهر الحياة الجارف... لمواجهة شتى الانهيارات الكامنة في دواخلنا وفي عالمنا الخارجي"

أثناء تعبيرها عن المواقف وإبداء الرأي في الحياة والمجتمع تنحو منحى التعميم فيما يشبه عمى الألوان ليس في رصيدها سوى لونين إمّا أبيض أو أسود ويمكنهما أن يتبادلا المواقع دون أن تفسد رقعة اللعب. عند إصدار الأحكام فهي تميل دوما إلى كلّ ما هو جاهز وقطعي غير قابل لإعادة النظر، وأيّ مراجعة أو محاججة له يعتبر إهانة شخصية وإعلانا عن عدوان صريح يقتضي الصدّ والردّ العنيف. لأنّ ما تسمّيه أنت بالموضوعية أو بالنسبية هو في عُرْفها  منطق فاسد و سقم في التفكير. هكذا تتسيّد المجالس والمنتديات زادها قليل من نظرية المؤامرة لتفسير الخيبات والهزائم فالجهل أبو الرّيبة كما قال المؤرخ الإنجليزي "إدوارد جيبون"، أو عقدة تبخيس الذات لتعليل التخلف أو تقدّم الآخر، وكثير من تضخّم الذات لتأكيد الهوية والانتماء، كلّ هذا الخليط المتناقض يشكّل آلية عجيبة في التفكير. ها هي ثانية تعود وإلى ما لا نهاية:

 على غير هدى تسير

 على غير هدى تخاف الفراغ فتقتل الوقت.

وتخاف الموت فتقتل الحياة.

للحضور في العالم شعريا يقتضي الأمر سيرا باتّجاه الشعر بالحدّية الكاملة، بالانصراف الكليّ، بالتجاوز العارم لكلّ الحدود المسيّجة، بالارتماء في نهر الحياة الجارف... لمواجهة شتى الانهيارات الكامنة في دواخلنا وفي عالمنا الخارجي، على حدّ قول الشاعر النمساوي راينر ماريا ريلكه: "هذا العالم نشيّده فينهار، ثم نشيّده ثانية فننهار نحن". وأن نتوقف تماما عن الترديد بأننا لسنا بعد في هذا العالم.
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف