بين البحر والشّمس!

بين البحر والشّمس!

بقلم: محمود حسونة أبو فيصل

1 )
حتّى لو العشب حنِق
حتّى لو غضب الشّجر…
سأحدُّ مِن ذاكرته!

أُعرّفه…
أنّ النُدى لمحيّاك حِكرًا
أنت…
مَنْ تُشغله أخيرًا
أوّلًا وأوّلّا!

يا خدّيك…
لك النّدى وحدك!
هذا العشب أزعجيه
أزعجي …
هذا الشّجر!
بمَ..
سيأتي لنا خريفها

إلّا أنت
ربيعٌ…
طوال العام خدّيك!

2 )
نحل خلاياك هذا!
أسرابٌ نحلها أسرابٌ
طنينها ناعمٌ…
يُخدّرنا!

على جراح قلوبنا تحطُّ!
تنتهب رحيقها

لماذا…
إلّا الذّبول لا تترك!
بعسلها…
أين تحلُّ
أين ترتحل؟

3 )
في مسافةٍ ضيّقةٍ
ترعرعت…
في حيّزٍ
بين البحر وبين الشّمس
ترعرعت…

تحت إبطي ملحٍ ورمالٍ!
أسماك طريّة…
تحت إبطي
أيضًا…
عروس البحر!

على رأسي
تيجان شوكٍ!
أنثر الحَب…
للطّيورالخُدّج !

4 )
مرور الكرام
أحلامنا تمرُّ!

لكنْ…
قُبيل نهايتها
تستوقفها عيناك!

لنا توقد شموعًا
في صحة عينيك وعينيّ
قرعنا الكؤوس!

حيث…
لا يرْقبنا أحد!
حيث…
لا أحد ينتظرنا!

5 )
في أوقاتها الطّوال
اللّيالي…
تداعب بلطفٍ
نجومنا!

تارةً
لأحصنتها
تشتهيها فرسانًا

أحيانًا تتمنّاها بحارًا !
مِن سفنها…
تُغرق ما تهالك !

منها…
تتمنّى واحدًا!
أبًا لقمرها تتمناه!

6 )
بإصرارٍ يسألني
كلّ مرّةٍ !
مَنْ أنا؟

لا ريب…
سأخسر
أمام هذا اللّيل!
لكنْ
في خِضم فرحته
لن أُسمّيه إلّا ليلًا!

سأموت يا ليل
كما تتمنّى!
لكنْ
لا تسألني متىٰ!

يا ليل سأموت…
لكنّ…
كلمات صمتي
في أعماق لياليك
معلّقةً ستبقى!

7 )
مبهوتًا
اللّيل يتأمّلني!
بهدوءٍ تامٍ…
أستلُّ عنه أرديته!

الأسود لا يَعي الأمر!
الرّمادي…
وحده يريد أنْ يموت!
يتمنّى…
أنْ أتركه رماديًّا!


ما تخفّى أُضرّجه
بالبياض!
بالحمرة ما بقي
وحده ينصبغ!

كاملةً…
يمنحني أصواته اللّيل
ثمّ…
يُخلي لي طريقًا !

8 )
باللاطمأنينة
تأنس نظراتي!
تعلّمني…
عن بلادها كيف أبحث
ليس هنا …هناك
عند نهاياتها الضائعة!

وليدًا…
أشهق أُولىٰ لحظاتها
نحو العتمة وجهها أُولّي
قبل أنْ…
أصرخها قصائد!

كلماتها ليست ناضجة !
لا بدّ مِن مصادفاتٍ
لها تتراخىٰ!

تبتكرها دوائر مجنّحةً !
ربما خطوطًا…
تتعرّج لأعلى أو لأعلى !

عليها…
لا أكون وصيّا
ثمرات… فجّة!
إنْ شاءت تساقطت

ربما تبدو لي حماقةً
لكنّها تُنبّهني
نوىٰ ثمار هذه

لا تعرف نظراتي
انحدارات لأسفل!
نظراتي…
لا تهوىٰ الشُّهب

للسّقوط…
تهوىٰ أشكال المطر!

خفيفًا…
يتراشق للبلل!

للسقيا…
يهمي وابلًا

9 )
على كتفي لا تربت
لا تمتدحني…
تافهًا جدًا سأراني
حقًا مذنبًا !

أنا لا أستيطع إبهار أحدٍ
إلّا إنْ كان ساذجًا!

لا أُدغدغ
إلّا قلبه

جمال وردةٍ واحدةٍ
يكفيني!
مِن سماء اللّيل
تُغنيني نجمةٌ !

10 )
للفراغ حقائب وأمتعة!
غنائم…
يعرضها أحيانًا!

له…
شكوى أيضًا
مِن أحلامه الرّديئة!
تخون شهواته…
لكنّها…
عن إزعاجه لا تكفُّ

الفراغ…
مِن الزّواحف السّامة!

11 )
لم أدعّه…
يترك أثرًا أو صدًى…
منذ الصّباح
طويت هذا النّهار!

للصراخ كانت غايته
كان قادرًا…
على إطلاق ألف صيحةٍ

غابةً كان
أشرقت عليها الشّمس!

12 )
فوق الأطلال حطّت!
طيورنا أطاعت حنينها!

إلى الماضي
واثقةً تنظر
تَشوّقنا إلى ذكراك
يا أطلال!

لا تتغيّر الذكريات!
أبدًا…
على عهدها!

يا أطلال
مِن ذكراك
هل تنصّل أحدٌ

13 )
أيّتها السّماوات البعيدة
أيّتها النّواحي…
تنبّهي!

في أعماق عينيه
صورها تتلاحق
رايات في المدى
ترفرف الٱن…

14 )
★دائمًا ثمّة انتظار معتم ….له عينان تُصغي! خوفه عليّ! منه خوفي!

★ثمّة وداع دائمًا! له شهيّة القتل! لكنه بالبدايات يذكّرنا!

★انتظرْنا عودتك!عُنوةً كنّا مُغيبين! بحضورها الباهي مُعتمين أحضرَتنا !

★إلّا بنظراتنا لن تكون الوردة وردةً! كيف تكون وردةً إنْ لم تنبّهنا! إنْ لم تُنادي! لن أكون أنا أنا! إنْ لم تعبث بخفقان قلبي!

★ كالحب هو الحب! لا يُشبه أيّ آخر!

★ سيأتي حينٌ مِن الدّهر… فيه لا ينتحر العشاق! سيقتلون بعضهم! العاشقون أوّلًا! لكنْ في ذلك تنازعهم العاشقات!

★ من جديد… كلّ شيءٍ مرة أخرىٰ! حين نلتقي في مرةٍ قادمةٍ!


★السّماء واحدةٌ… لكنْ هل غيماتكم تُشبه غيماتنا؟ ماذا عن أقماركم هل له ألوان أقمارنا؟

★الضّفدعة ضخمةٌ مثل تفاحة شهيّة… ما رأٌيك ؟!