بقلم: رولا طه علي عامر
فَقُلْتُ يَا ليتك تَسْكُنِين مَعِي فِي هَذِهِ الْغُرْفَةِ الصَّغِيرَة أضيء للأماني شمعتان
يَا لَيْتَنَا نَلْتَقِي هُنَا الْعُمر بأَكمله بَعِيدًا عَنْ الشَّوَارِع وَالْغُرَبَاء وَالْحَدَائِق الَّتِي تعرفنا أَكْثَرَ مِمَّا نَعْرِفُهَا
نُحَدِّث اللَّيْل عَنْ الْأَلَم الَّذِي يَعِيشُ فِينَا وننساه فِي النُّور لِأَنَّ الصَّبَّاح خَلِيل الرَّكْض فِي أَقْدَامِنَا
وَهَذَا الْمَسَاء حَزِين
وَوَجْهُك هُو الْمُوَاسَاة الوَحِيدَة للذكريات الرَّاحِلَة وَالْآتِيَة
تَقُولِين أَنَّ الْبِلَادَ لَمْ تَعُدْ صَالَحَة لِلْعَيْش فِيهَا
وَأَقُول هِيَ لَمْ تَكُنْ مُنْذُ البِدايَة
وَمَا اسْتَطَعْنَا الْهَرَب مِنْهَا وَحِين حاولنا وَجَدْنَا أَنْفُسَنَا فِي دَوائِر
هُنَا دَائِرَة لِلْوَطَن بِلَادٌ لَيْسَت كأي بِلَاد
وَهُنَا لِلشَّرْق دَائِرَة كَبِيرَة فِيهَا تَجْلِس الْعَادَات وَالْأُسر
أَشْيَاء تُذَكر وَأَشْيَاء مَللْنَا ذَكَرَهَا وذكراها
دَوائِر تُحِيط بِنَا مِنْ كُلِّ جَانِب
فتعالي نحدق فِي النُّجُوم لَعَل الدُّجَى يتصالح مَعَ الْفَجْرِ وَيُرْسِل إلَيْه أَحْلَامَنَا عُرْبُون صَدَاقَة
وتعالي نُصَدِّق الْأَوْهَام قَلِيلًا
فَلَا ضَيْرَ بالخيال
إنَّمَا الْمُصِيبَة مَوْت الْأَمَل