الأخبار
2025/7/5
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

أيامٌ طويلة

تاريخ النشر : 2023-02-11
أيامٌ طويلة
أيامٌ طويلة

بقلم: محمود حسونة أبو فيصل

1 )
دوّن يا شجر…
اِشهد علينا!
لكِ…
تركنا الأرض!

نحن…
أوائل مَنْ حلّق
اِشهد أنّنا سبقنا

صوب السّماء
أفئدتنا…
كانت دومًا !

2 )
يا لسماء اللّيلة!
كم صلاةٍ عليهم رتّلت
كم نجمٍ زنّرهم!

على سفوحها
كانوا...
غزلانًا مجنّحةً
تطوي المدى

مِن بيننا
افتدتهم السّماء!
أنهضتْ الأرض!
لأجلهم…

أنامتْ…
ما تبقّى مِنْ الخلق !
أودعتهم المجهول!
على رمالٍ…
يخطّون الٱن رسمهم!

3 )
سحبٌ الٱن تطوف
تلملم ما تناثر
مِن هداياها!

لا طاقة للسّحب
ثقيلةٌعطاياها !
في الأعالى!
لن تبقى

كاملةً تنسكب !
بالهدايا بالغيث
هكذا تُفاجئ !
هكذا…
تتحتضن أشجارها!

4 )
عناقها تُنكره!
منه…
تُبرّئ ذمّتها !

الأماكن تختال!
تأبىٰ الزّحام!
وحيدةٌ…
ترغب أنْ تنأىٰ !

لكنّ…
العناق لا يُنكر!
كل حين..
عليها يقرأ قصائده

ألم تعاهدينني
أيّتها الأماكن؟

5 )
في هذا الصّباح…
لم تمرّ غيمةٌ واحدةٌ!

الشّجرة لم تبتئس !
موتها كذبة…
أعمت الزّمان الشّجرة !
ليست أخيرةً المرّة الأخيرة!

6 )
أتريد ألّا ترتوي؟!
اِتبع…
خط النّار هذا!

تمرّغ به
اِمسح جلدك كاملًا!
ما مضى إليك سيهرع

لك كن عونًا
اِتبعه…
لا لترتوي لا لتصل!
لتجتاز الحدود…
اتبعه !

7 )
تُثيرني…
تلك النّجمة
معها أستعيد حكايةً
عاشقًا كنت فيها

قتلتني أميرتها
أولًا!
ثمّ…
عانقتني!

8 )
حالكٌ هنا اللّيل
هنا في عينييّ!

غائبةٌ… أقماره!
نجماته لم تتنادى!
غافيةٌ للٱن
بعيدًا…
عنّي تتبادل أحلامها

9 )
برأسي…
أميل خِفيةً
أمثّل أنّني أقرأ كتابا !
عينيك…
كنت أقرأ!

وشتْ لي بكلماتٍ
تمنّيت أنْ تبلّلني
مطرًا…تمنيتها!

10 )
على حملها…
قلبه لن يعجز!

الأولىٰ أنت دومًا
ما بعدها أنت أيضًا!

أشكالًا… معانيك!
أيّتها الكلمة!
أيّتها العينان…

يا عينيها!

11 )
أتعرف كيف تشفىٰ؟
طوّح هذا الخوف!
في نزهةٍ سأخرجك…
ستحلّق في سمائي!
لكنْ مرّة واحدة فقط
مرّة واحدة يمكنك أنْ تطير!

12 )
★نسلّم على ٱخر غيمةٍ أمطرت… من ناحيتهم كانت تأتي… من ناحية الشّمال…لكنّها احتجبت الٱن! عطِشنا… الرّيحان جفّ !

نعتذر…
★لأماكن كانت بأقمار الطفولة تحتفظ ! لحروف أسماءٍ حفرناها على أعناق الشّجر…لخربشاتنا على ورق الحكايا !

★لصور قديمة جمعتنا تتذكّرنا الٱن ! يصيبها الشوق بلا جدوىٰ ! واحدًا واحدًا تنادي أسماءهم!

نعتذر…
★لبيتٍ صغيرٍ شيّدناه على شواطئ البحر … على أبوابه انتظرناهم طويلًا… لكنّهم تأخروا!!

★ لنارٍ أشعلناها… لكنّها انطفأتْ فجأة… شتّتنا برد الحكاية… في العيون نام الفراق في الملامح!!

★لأوّل كلماتٍ كتبناها قبل عمرٍ قديم … أقرأها الآن فلا تعرفنا!
لا تعرفهم ! أيامٌ طويلةٌ… غابوا !

★كثيرًا افتقدناهم… كنّا نظنّ أنّ النّهايات دائمًا سعيدة !
استسلمْ يا قلب …وقوفنا أتعبك!
لا عهد للأيام !عن غيابنا نحن مَنْ يعتذر! نحن من تأخر!
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف