رواية "منارة الموت" للكاتبة الفلسطينيّة هناء عبيد
قراءة وتحليل: نزهة أبوعوش
تحليل الشخصيّات في الرواية:
شخصيّة بطل الرّواية، آدم راوٍ بضمير الأنا، شخصيّة نامية ومتطوّرة، واعية لكلّ ما يدور حولها؛ ديناميّة متحرّكة.
آدم هو الشخصيّة الّتي أطّرت حدود الرواية وأحداثها المتسلسلة. كان واضحا للقارئ صورة أدام من الخارج، هو ذلك الفتى الأعرج قليل الحيلة، يعيش في بيئة فقيرة جدّا، لا تتوفّر له ولأسرته أقلّ الاحتياجات الأساسيّة.
لأمّا الشّخصيّة الدّاخليّة فقد استطاع الرّاوي أن يظهر لنا جوانبه الفسيولوجيّة بدقّة مفرطة: الحزن، والخوف والقهر ممّا يعانيه من سخرية المجتمع الّذي حوله، وخاصّة طلّاب المدرسة. من بداية الرّواية حتى نهايتها لم يتوقّف الرّاوي عن تعبيره عن نفسيّته المتعبة من أفراد المجتمع، وعن قلقه تجاه مستقبله المحكوم عليه بالفشل؛ لأنّه يدرك تماما خلفيّة عائلته الفقيرة ووضع والده، بائع الذرة.
من البديهيّ أن تكون تلك الشّخصيّة واضحة ومنكشفة أمام القارئ؛ لأنّ استخدام ضمير الأنا أعطتها حريّة التّعبير عن الذّات؛ بينما أغلقت أمامها الانفتاح على دواخل شخصيّات أخرى في الرّواية؛ لأنّه ليس بالراوي الّذي يعلم كلّ شيء ويتحدّث بضمير ال (هو ) الّذي بإمكانه أن يكشف أمام القارئ كلّ ما يعتمر ضمير الشخصيّة.
هناك شخصيّات لم تنكشف تماما أمام القارئ، نحو الشخصيّات الّتي حملت الاعاقات الفسيولوجيّة المختلفة، وهي من عمّال المصنع؛ وخاصّة أنّها كانت الشّخصيّات الضّحيّة. كيف اختفت؟ ماذا كانت تعرف. لقد حملت تلك الشخصيّات قضيّة، بيع الأدوية الفاسدة والتّجارة بالأعضاء البشريّة. لماذا لم تدافع عن تلك القضيّة الرّهيبة من الدّمار والفساد في المجتمع؟ ماذا كانت تشعر؟ ما هي طموحاتها، وأحلامها؟ ماذا كانت تخفي في داخلها؛ خاصّة وأنّ كذلك شخصيّة الأمّ والابّ ظلّت شخصيّتاتهما ثابتة وغير ديناميّة لم يتّضح ما بداخلهما تماما من توقّعات وطموح، وتدخّل في حياة أبنائهم، خاصّة آدم الّذي يعاني من إِعاقته.
من المنطق ألا تقحم الكاتبة روايتها في الأمور الفلسفيّة، أو الحكم، أو الّتي تتعلّق بالتجربة والثقافات المختلفة وغيرها؛ لأنّ الرّاوي مجرّد مراهق قليل الخبرة.
عندما استخدمت الكاتبة في نهاية فصول الرواية تقنيّة جديدة، حيث تحدّثت بعض الشّخصيّات بصيغة الأنا نحو شخصيّة جورج، وشخصيّة هانا؛ حيث كشفت تلك الشّخصيّات عن نفسها بشكل مختصر.
بالنسبة للصّراع بين الشخصيّات، كان صراعا داخليّا مدفونا بالنسبة لمعظم الشخصيّات؛ بينما عظم الصّراع وازداد حدّة في شخصيّة جورج الّذي فقد والدته نتيجة تناولها الدّواء المغشوش؛ لذلك فقد حياته مقتولا من قبل المجرمين الفاسدين؛ من أجل إخفاء سرّهم الّذي اكتشفه.
شخصيّة الكاتبة انعكست بالإيجابية الّتي ظهرت في أحداث الرّواية: العطاء والاشفاق على المحتاجين والفقراء والاحساس بشعورهم، ومحاولة رسم البسمة على شفاههم، وخاصّة الطّفل سام صاحب متلازمة داون...الخِ
قراءة وتحليل: نزهة أبوعوش
تحليل الشخصيّات في الرواية:
شخصيّة بطل الرّواية، آدم راوٍ بضمير الأنا، شخصيّة نامية ومتطوّرة، واعية لكلّ ما يدور حولها؛ ديناميّة متحرّكة.
آدم هو الشخصيّة الّتي أطّرت حدود الرواية وأحداثها المتسلسلة. كان واضحا للقارئ صورة أدام من الخارج، هو ذلك الفتى الأعرج قليل الحيلة، يعيش في بيئة فقيرة جدّا، لا تتوفّر له ولأسرته أقلّ الاحتياجات الأساسيّة.
لأمّا الشّخصيّة الدّاخليّة فقد استطاع الرّاوي أن يظهر لنا جوانبه الفسيولوجيّة بدقّة مفرطة: الحزن، والخوف والقهر ممّا يعانيه من سخرية المجتمع الّذي حوله، وخاصّة طلّاب المدرسة. من بداية الرّواية حتى نهايتها لم يتوقّف الرّاوي عن تعبيره عن نفسيّته المتعبة من أفراد المجتمع، وعن قلقه تجاه مستقبله المحكوم عليه بالفشل؛ لأنّه يدرك تماما خلفيّة عائلته الفقيرة ووضع والده، بائع الذرة.
من البديهيّ أن تكون تلك الشّخصيّة واضحة ومنكشفة أمام القارئ؛ لأنّ استخدام ضمير الأنا أعطتها حريّة التّعبير عن الذّات؛ بينما أغلقت أمامها الانفتاح على دواخل شخصيّات أخرى في الرّواية؛ لأنّه ليس بالراوي الّذي يعلم كلّ شيء ويتحدّث بضمير ال (هو ) الّذي بإمكانه أن يكشف أمام القارئ كلّ ما يعتمر ضمير الشخصيّة.
هناك شخصيّات لم تنكشف تماما أمام القارئ، نحو الشخصيّات الّتي حملت الاعاقات الفسيولوجيّة المختلفة، وهي من عمّال المصنع؛ وخاصّة أنّها كانت الشّخصيّات الضّحيّة. كيف اختفت؟ ماذا كانت تعرف. لقد حملت تلك الشخصيّات قضيّة، بيع الأدوية الفاسدة والتّجارة بالأعضاء البشريّة. لماذا لم تدافع عن تلك القضيّة الرّهيبة من الدّمار والفساد في المجتمع؟ ماذا كانت تشعر؟ ما هي طموحاتها، وأحلامها؟ ماذا كانت تخفي في داخلها؛ خاصّة وأنّ كذلك شخصيّة الأمّ والابّ ظلّت شخصيّتاتهما ثابتة وغير ديناميّة لم يتّضح ما بداخلهما تماما من توقّعات وطموح، وتدخّل في حياة أبنائهم، خاصّة آدم الّذي يعاني من إِعاقته.
من المنطق ألا تقحم الكاتبة روايتها في الأمور الفلسفيّة، أو الحكم، أو الّتي تتعلّق بالتجربة والثقافات المختلفة وغيرها؛ لأنّ الرّاوي مجرّد مراهق قليل الخبرة.
عندما استخدمت الكاتبة في نهاية فصول الرواية تقنيّة جديدة، حيث تحدّثت بعض الشّخصيّات بصيغة الأنا نحو شخصيّة جورج، وشخصيّة هانا؛ حيث كشفت تلك الشّخصيّات عن نفسها بشكل مختصر.
بالنسبة للصّراع بين الشخصيّات، كان صراعا داخليّا مدفونا بالنسبة لمعظم الشخصيّات؛ بينما عظم الصّراع وازداد حدّة في شخصيّة جورج الّذي فقد والدته نتيجة تناولها الدّواء المغشوش؛ لذلك فقد حياته مقتولا من قبل المجرمين الفاسدين؛ من أجل إخفاء سرّهم الّذي اكتشفه.
شخصيّة الكاتبة انعكست بالإيجابية الّتي ظهرت في أحداث الرّواية: العطاء والاشفاق على المحتاجين والفقراء والاحساس بشعورهم، ومحاولة رسم البسمة على شفاههم، وخاصّة الطّفل سام صاحب متلازمة داون...الخِ