الأخبار
إعلام إسرائيلي: إسرائيل تستعد لاجتياح رفح "قريباً جداً" وبتنسيق مع واشنطنأبو عبيدة: الاحتلال عالق في غزة ويحاول إيهام العالم بأنه قضى على فصائل المقاومةبعد جنازة السعدني.. نائب مصري يتقدم بتعديل تشريعي لتنظيم تصوير الجنازاتبايدن يعلن استثمار سبعة مليارات دولار في الطاقة الشمسيةوفاة العلامة اليمني الشيخ عبد المجيد الزنداني في تركيامنح الخليجيين تأشيرات شنغن لـ 5 أعوام عند التقديم للمرة الأولىتقرير: إسرائيل تفشل عسكرياً بغزة وتتجه نحو طريق مسدودالخارجية الأمريكية: لا سبيل للقيام بعملية برفح لا تضر بالمدنييننيويورك تايمز: إسرائيل أخفقت وكتائب حماس تحت الأرض وفوقهاحماس تدين تصريحات بلينكن وترفض تحميلها مسؤولية تعطيل الاتفاقمصر تطالب بتحقيق دولي بالمجازر والمقابر الجماعية في قطاع غزةالمراجعة المستقلة للأونروا تخلص إلى أن الوكالة تتبع نهجا حياديا قويامسؤول أممي يدعو للتحقيق باكتشاف مقبرة جماعية في مجمع ناصر الطبي بخانيونسإطلاق مجموعة تنسيق قطاع الإعلام الفلسطينياتفاق على تشكيل هيئة تأسيسية لجمعية الناشرين الفلسطينيين
2024/4/24
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

فشل أمريكي في وقف التصعيد الإسرائيلي ضد الفلسطينيين

تاريخ النشر : 2023-02-07
فشل أمريكي في وقف التصعيد الإسرائيلي ضد الفلسطينيين

د. هاني العقاد

فشل أمريكي في وقف التصعيد الإسرائيلي ضد الفلسطينيين

بقلم: د. هاني العقاد

الأسبوع الماضي شهدت المنطقة كثافة اتصالات أمريكية مع أطراف متعددة في المنطقة ولحقها العديد من اللقاءات الامريكية الفلسطينية من خلال زيارة (انتوني بلينكن )وزير الخارجية الأمريكي ومدير المخابرات الامريكية (وليم بيرنز) اللذان عقدا أيضا مباحثات مهمة مع رئيس الحكومة الإسرائيلية ووزير جيشة ورئيس الشاباك في محاولة  لأقناعهم  بتخفيض التصعيد ضد الفلسطينيين ,واعلن (انتوني بلينكن) عبر توتير بأنه "اختتم رحلة مثمرة الي دولة الاحتلال والضفة الغربية وأضاف أنه أي الإدارة الأمريكية "ستواصل دعم الأطراف وكل الجهود المبذولة لتهدئة التوترات " وكان بلينكن  قد طالب الرئيس أبو مازن خلال اجتماعه برام الله ان تكون هناك خطوات سريعة للتخفيف التصعيد والعنف وخلق مساحة تسمح للإدارة الامريكية بإعادة الشعور بأمن الجانبيين مع انه يعتقد ان هذه الخطوات ليست كافية,  وأعلن  "انه يتوجب الاستمرار بالعمل ليتمتع الفلسطينيين والإسرائيليين بنفس الحقوق والفرص" وعبر عن شعورة بان الفلسطينيين محبطون ولا يرون أي أمل في المستقبل وهذا ما يهدد الفرص مع مرور الوقت , لكنه في ذات الوقت شدد على التزام الولايات المتحدة بأمن إسرائيل والإسرائيليين وان هذا الالتزام لن يتغير ابدا " ..! وأكد أن إدارة بايدن تعمل على تعميق اتفاقات ابرهام بهدف تعزيز امن إسرائيل في المنطقة متجاهلاً بذلك ان السلام العادل والشامل مع الفلسطينيين اولاً هو الذي يعزز امن واستقرار جميع دولة المنطقة بما فيها دولة الاحتلال.

لم تكن زيارة بلينكن هي التحرك الوحيد بالمنطقة لأن هناك تحرك مصري أردني مهم بالمقابل تداركاً لانفجار المشهد بشكل دراماتيكي ما يُصعب أي دور عربي أو دولي للحديث عن الأمن والاستقرار, الحقيقة أن لقاء رؤساء المخابرات المصرية والأردنية  مع القيادة الفلسطينية حمل رسائل مهمة, أولها أن مصر والأردن معنيتان بألا تتفجر الأوضاع وتصل إلى حد لا يمكن السيطرة عليه لأن دولة الاحتلال باعتقادي تريد أن توصل الأمور إلى هذا الحد ولا ترغب بالمطلق بالتهدئة من طرفها ولا يخفي على أحد أن الرجلين طالبا من الرئيس أبو مازن بذل جهد مضاعف لوقف العمليات الفدائية التي تنطلق من المدن الفلسطينية, في ذات الوقت إن جهود المخابرات الأردنية والمصرية تأتي بالتنسيق مع المخابرات الأمريكية باعتبار أن مصر والأردن دولتان معنيتان باستقرار المنطقة و وقف التوترات  بين الفلسطينيين والإسرائيليين الى مستوي يسمح بالبناء عليه لفتح مسار السلام من جديد . لعل هذه التقاطعات في الجهود تؤكد أن هناك جهود مشتركة لنزع فتيل التفجير في المنطقة والذي بات معروفا انه بيد الاحتلال لأن أي تصعيد من قبل الاحتلال تجاه الفلسطينيين يقابل بمقاومة شرسة من الفدائيين الفلسطينيين ولا يمكن أن تهدأ المناطق الفلسطينية إلا بكف يد المحتل القاتلة عن رقاب أبناء الشعب الفلسطيني ووقف الاعدامات الميدانية والاعتقالات الليلية والاستيطان وكل مخططات حكومة نتنياهو الفاشية.

الضغط الأمريكي على القيادة الفلسطينية أكثر من الطرف الآخر لاسيما أنهم قدموا للفلسطينيين وحدهم خطة امنية يكون الأمريكان فيها شركاء لمساعدة الأجهزة الأمنية الفلسطينية على أداء دور اكثر فاعلية للسيطرة على المناطق بالضفة الغربية دون أن يحققوا نجاح على الجانب الاخر من المعادلة أي أجهزة الأمن الإسرائيلية والجيش بوقف كافة عملياته تجاه المدن الفلسطينية ورجال المقاومة. للأسف  فشل الامريكان حتي الان في اقناع الطرف المعتدي أي دولة الاحتلال وقف كافة الإجراءات العقابية بحق الفلسطينيين وبالتالي يشعر الفلسطينيين أن الأمريكان غير جادون في مساعيهم لدي الإسرائيليين ولم يمارسوا ضغط كاف بالمقابل لإجبار قادة الاحتلال وقف مخططاتهم التصفوية باتجاه السلطة الفلسطينية وكبح جماح الحرب المسعورة التي تشنها وزارة الجيش والامن على الفلسطينيين بالضفة الغربية والقدس بالإضافة إلى وقف كافة الإجراءات التنكيلية والعقابية  من قبل وزير الأمن المتطرف (ايتمار بن غفير) تجاه الاسري الفلسطينيين, ووقف مشاريع قوانين إعدام  الأسرى الفلسطينيين بالرصاص أو على الكرسي الكهربائي.

إن رفض الفلسطينيين العمل بالخطة الأمنية الأمريكية كان من أهم الخطوات التي توحد الجهد الفلسطيني نحو صد الاحتلال المجرم ومواجهة كافة اجراءاته العقابية وسياسة التفتيت التي تتبعها حكومة نتنياهو والمتشددين للكينونة السياسية الفلسطينية  والتي ما باتت تخفي على أحد, ورفض الخطة يعتبرمن أهم الخطوات لمواجهة مخطط خبيث للإيقاع بين رجال المقاومة والأجهزة الأمنية الفلسطينية من جديد بحيث لا يخرج الفلسطينيين من هذا الصدام الا بانهيار السلطة ما يمهد الطريق أمام دولة الاحتلال للبدء بالخطة التالية وهي تنصيب حكام عملاء تجهزهم لهذه المرحلة يعملون تحت السيادة الأمنية الاسرائيلية.

فشل الأمريكان في مسعاهم بسبب غياب العدالة في التدخل، وفشل وزير الخارجية الأمريكي لأنه لم يحمل أي إفكار سياسية تهيئ لإعادة الطرفيين لمسار الحل النهائي، وفشل لأنه لم يستطع اقناع قادة الاحتلال بوقف كافة الاجراءات الاحتلالية.  اليوم اغتالت دولة الاحتلال خمسة  فلسطينيين في مخيم عقبة جبر بأريحا بعد حصارها لعدة أيام في تحديث جديد لدائرة الدم والمواجه مع الفلسطينيين ما يعني ان دولة الاحتلال مصرة على تنفيذ مخطط اعدام كل رجال المقاومة بالمدن الفلسطينية والتخلص منهم ,وبهذا تغلق أي مساحة تركت للوسطاء إن جاز لنا أن نسمي الامريكان وغيرهم وسطاء لبذل مزيد من الجهد لأقناع المحتل  بقبول نزع فتيل التوتر لان( بن غفير) ماض في فرض العقوبات المجرمة على الاسري الفلسطينيين, بل إنه يتباهى بفرض المزيد لأنه يعتبر الاسري الفلسطينيين مجرمين ويجب ان يتعاملوا كمجرمين دون ان يحصلوا على أي حياة ادمية بالمعتقل الي حين إقرار قانون الإعدام وهذا من شانه ان يسرع من تفجر المشهد بشكل لا يمكن السيطرة علية بين الإسرائيليين والفلسطينيين لأن قضية الأسرى لدي الشعب الفلسطيني قضية خط احمر كالقدس واللاجئين والحدود. 

إن هذه العملية تؤكد استمرار الحرب المفتوحة ضد الفلسطينيين ,وتؤكد أن كافة مساعي رجل البيت الأبيض فشلت ومساعي مساعديه الذين تركهم في المنطقة للعمل مع الطرفين باتت لا شيء امام استمرار هذه الحرب، وما نتوقعه اشتداد وتيرتها في الفترة المقبلة إن تركت دولة الاحتلال على حل شعرها تستهدف الفلسطينيين بمزيد من الإجراءات العقابية والفاشية.  

 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف