الأخبار
إعلام إسرائيلي: إسرائيل تستعد لاجتياح رفح "قريباً جداً" وبتنسيق مع واشنطنأبو عبيدة: الاحتلال عالق في غزة ويحاول إيهام العالم بأنه قضى على فصائل المقاومةبعد جنازة السعدني.. نائب مصري يتقدم بتعديل تشريعي لتنظيم تصوير الجنازاتبايدن يعلن استثمار سبعة مليارات دولار في الطاقة الشمسيةوفاة العلامة اليمني الشيخ عبد المجيد الزنداني في تركيامنح الخليجيين تأشيرات شنغن لـ 5 أعوام عند التقديم للمرة الأولىتقرير: إسرائيل تفشل عسكرياً بغزة وتتجه نحو طريق مسدودالخارجية الأمريكية: لا سبيل للقيام بعملية برفح لا تضر بالمدنييننيويورك تايمز: إسرائيل أخفقت وكتائب حماس تحت الأرض وفوقهاحماس تدين تصريحات بلينكن وترفض تحميلها مسؤولية تعطيل الاتفاقمصر تطالب بتحقيق دولي بالمجازر والمقابر الجماعية في قطاع غزةالمراجعة المستقلة للأونروا تخلص إلى أن الوكالة تتبع نهجا حياديا قويامسؤول أممي يدعو للتحقيق باكتشاف مقبرة جماعية في مجمع ناصر الطبي بخانيونسإطلاق مجموعة تنسيق قطاع الإعلام الفلسطينياتفاق على تشكيل هيئة تأسيسية لجمعية الناشرين الفلسطينيين
2024/4/25
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

بلينكن وتثمين "إعلان القدس"

تاريخ النشر : 2023-02-02
بلينكن وتثمين "إعلان القدس"

فاضل المناصفة

بلينكن وتثمين "إعلان القدس"

بقلم: فاضل المناصفة

بدأ وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن جولته الشرق أوسطية زيارة استمرت حتى يوم الثلاثاء انطلقت من مصر وتنتهي بزيارة إسرائيل والضفة الغربية في خضم احداث عنف كبيرة تشهدها جنين وغيرها من الأراضي الفلسطينية أدت إلى رد فعل منطقي من قبل السلطة الفلسطينية التي علقت التنسيق الأمني مع سلطات الاحتلال الإسرائيلي بعد مقتل عشرة فلسطينيين تسعة منهم في مخيم جنين للاجئين.

لا تختلف المقاربة الأمريكية في التعامل مع ملف الشرق الأوسط سوآءا كانت من الحزب الجمهوري أو الديمقراطي حيث تتركز في مضمونها أساسا على ضرورة الحفاظ على الوضع القائم واحياء جهود السلام وضرورة وقف التصعيد، ولكن حل الدولتين قد غاب هذه المرة عن أجندة بلينكن الذي يضع نصبه أعينه المزيد من التقارب مع إسرائيل كشريك استراتيجي في المنطقة مع التعويل على مصر كوسيط هام بعد أن بإمكانها اليوم نقل رسائل الى حماس والجهاد خاصة مع القنوات الديبلوماسية بين القاهرة وغزة، وتولي الإدارة الأمريكية لعلاقتها مع مصر أولوية كبير خاصة بعد أن نجحت القاهرة في جهود التهدئة بعد معركة سيف القدس في مايو 2021 و استطاعت في وقت وجيز أن تصل الى هدنة بين الجهاد الإسلامي وحكومة لابيد في المواجهة الأخيرة في أغسطس الماضي.

زيارة بلينكن تندرج ضمن تفعيل وتثمين " إعلان القدس" للشراكة الاستراتيجية الذي وقعه الرئيس الأميركي جو بايدن مع رئيس الوزراء الإسرائيلي يائير لبيد، وهي زيارة تضع في أولوياتها الملف الإيراني وضرورة أن تقف إسرائيل معززة بالقوة الأمريكية في وجه أي محاولة إيرانية لامتلاك سلاح نووي، وقد سعت إسرائيل الى رفع مستوى التصعيد خلال الأيام الأخيرة قبل زيارة بلينكن لربط الملف الأمني الداخلي لإسرائيل بالملف الخارجي لتحصل على دعم أمريكي من شانه أن يقف حاجزا أمام المحاولات الفلسطينية للتوجه إلى محكمة العدل الدولية: لقد استعمل بلينكن مصطلحات قوية في ادانته لهجوم القدس ووصفه بالهجوم المروع وهي إشارة بأن الولايات المتحدة ستسقط الرواية الفلسطينية امام محكمة العدل الدولية و ستؤكد بأن الرد الإسرائيلي يأتي كرد فعل دفاعي على الوحشية التي يمارسها الفلسطينيون في حق الإسرائيليين وما هجوم القدس الشرقية الا خير دليل على ذلك.

بكل تأكيد سيحاول بلينكن خلال زيارته الى رام الله ممارسة الضغط على السلطة وتذكيرها بأن وضعها الضعيف وتراجعها سيمكن حماس من ملأ الفراغ وبالتالي فإن تعليقها للتنسيق الأمني مع سلطة الاحتلال سيكون بمثابة أكبر خطأ ترتكبه السلطة في حق نفسها، بل سيكون له نتائج وخيمة ستجعل الولايات المتحدة تفكر في إعادة النظر في تصنيف فتح بما أن الضفة ستتحول إلى بؤر تنطلق منها هجمات فلسطينية ضد إسرائيل، ولكن محاولة بلينكن ستكون فاشلة إذ لم يعد للسلطة الفلسطينية من شيء لتخسره خاصة وإنها قد جربت نتنياهو سابقا وهي تدرك جيدا بأن حكومته المتطرفة ستعمل لإضعافها أكثر فأكثر ولإسقاط الأمل الأخير من مشروع الدولة الفلسطينية.

" ضرورة الحفاظ على الوضع القائم في الأماكن المقدسة في القدس" هي جملة لطالما كررها المسؤولون الامريكيون في تعقيبهم عن كل تصعيد وهي رسالة تحمل تأنيبا لطيفا لإسرائيل التي تريد وضعا على مقاسها في الأماكن المقدسة وغيرها لطالما كان الخطاب السياسي والعمل الحكومي يسير في اتجاه انكار حل الدولتين بل العمل على الغاء الدولة الفلسطينية وتحويلها كانتونة " يهودا والسامرة " تخضع فيها أماكن ودور العبادة في القدس للسيطرة الأمنية الإسرائيلية المطلقة: الوضع القائم حسب النظرة الأمريكية هو ممارسة إسرائيل لسيطرتها على القدس من دون تصعيد ومن دون دفع الفلسطينيين الى مقاومة الأمر الواقع.
 
الإدارة الامريكية تدرك تماما أن الحلول غير ممكنة بين الفلسطينيين والإسرائيليين وأن إيقاف دوامة العنف في ظل وجود نفس الظروف المغذية له أمر مستحيل وأن اجبار إسرائيل على كف عنفها أمر غير ممكن، ما دامت هذه الأخيرة ترى أن عنفها له مبررات وأن وجودها لن يكون له أساس إذا تم التساهل مع الفلسطينيين، ولكن الإدارة الأمريكية مجبرة على ممارسة دور كلاسيكي في ملف القضية الفلسطينية بحكم أنها لا تريد أن تظهر في صورة غير المهتمة بما يجري على أرض الواقع على الأقل أمام الرأي العام الأمريكي و لفرض هيبتها أمام محور المقاومة الذي تدعمه ايران بالصورة التي تضع إسرائيل في ثوب القوي لهذا يمكن اعتبار الزيارات التي تتم بين الفترة والأخرى مجرد زيارات روتينية تحمل في طياتها رسائل للقوى المعادية للولايات المتحدة وإسرائيل في المنطقة، كل هذا يسير وفق ما تسميه إدارة بايدن "بإعلان القدس".

 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف