الأخبار
"عملية بطيئة وتدريجية".. تفاصيل اجتماع أميركي إسرائيلي بشأن اجتياح رفحالولايات المتحدة تستخدم الفيتو ضد عضوية فلسطين الكاملة بالأمم المتحدةقطر تُعيد تقييم دورها كوسيط في محادثات وقف إطلاق النار بغزة.. لهذا السببالمتطرف بن غفير يدعو لإعدام الأسرى الفلسطينيين لحل أزمة اكتظاظ السجوننتنياهو: هدفنا القضاء على حماس والتأكد أن غزة لن تشكل خطراً على إسرائيلالصفدي: نتنياهو يحاول صرف الأنظار عن غزة بتصعيد الأوضاع مع إيرانمؤسسة أممية: إسرائيل تواصل فرض قيود غير قانونية على دخول المساعدات الإنسانية لغزةوزير الخارجية السعودي: هناك كيل بمكياليين بمأساة غزةتعرف على أفضل خدمات موقع حلم العربغالانت: إسرائيل ليس أمامها خيار سوى الرد على الهجوم الإيراني غير المسبوقلماذا أخرت إسرائيل إجراءات العملية العسكرية في رفح؟شاهد: الاحتلال يمنع عودة النازحين إلى شمال غزة ويطلق النار على الآلاف بشارع الرشيدجيش الاحتلال يستدعي لواءين احتياطيين للقتال في غزةالكشف عن تفاصيل رد حماس على المقترح الأخير بشأن وقف إطلاق النار وتبادل الأسرىإيران: إذا واصلت إسرائيل عملياتها فستتلقى ردّاً أقوى بعشرات المرّات
2024/4/19
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

لا تطلقوا الرصاص على أقدامكم!

تاريخ النشر : 2023-02-02
لا تطلقوا الرصاص على أقدامكم!

نجاح محمد علي

لا تطلقوا الرصاص على أقدامكم!

بقلم: نجاح محمد علي - باحث متخصص في الشؤون الإيرانية والإقليمية 

دفع القرار الأخير الذي اتخذه البرلمان الأوروبي بشأن الحرس الثوري السلطات الإيرانية إلى إعداد رد قوي قد تهز عواقبه الاتحاد الأوروبي، بما في ذلك الاحتمال الاستراتيجي المهم للانسحاب من معاهدة حظر الانتشار النووي. 

بعد جلسة الأحد المغلقة للبرلمان الإيراني، بحضور حسين أمير عبد اللهيان وزير الخارجية وحسين سلامي قائد الحرس الثوري، كشف النقاب أن إيران تدرس مجموعة من الخيارات، إذا وضع الاتحاد الأوروبي الحرس الثوري الإيراني على قائمته للإرهاب.

هذه هي المرة الأولى التي يستشهد فيها مسؤول إيراني رفيع المستوى بالانسحاب من معاهدة حظر الانتشار النووي كرد فعل محتمل على إدراج الاتحاد الأوروبي للحرس الثوري الإيراني، الأمر الذي سيكون له تداعيات عميقة على المحادثات المتوقفة بالفعل في فيينا بشأن إحياء الاتفاق النووي الإيراني لعام 2015، والمعروف رسميًا باسم خطة العمل الشاملة المشتركة (JCPOA).

بالإضافة إلى خيار معاهدة حظر الانتشار النووي، تفكر إيران أيضًا في خيارات أخرى، منها بالطبع اعتبار جيوش الدول الأوروبية - بالاضافة الى الجيش الأمريكي- أهدافاً مشروعة، الأمر الذي يشير الى العراق والمنطقة بشكل خاص، في حالة استمرار الاتحاد الأوروبي في تصنيف الحرس الثوري الإيراني. 

تبنى أعضاء البرلمان الأوروبي قبل أيام، قرارًا بشأن الحرس الثوري من شأنه، إذا تم التصرف بناءً عليه، أن يفجر سنوات من الدبلوماسية مع إيران، ويضعها والغرب على طريق المواجهة، وسيؤدي إلى خلق أزمات لا تقف آثارها عند حدود العلاقات الثنائية بين طهران وأوروبا.

تم تبني القرار المعني بأغلبية ساحقة وشمل العديد من الأسطر التي يبدو أنها مستعارة من خطاب سابق للرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب حرفياً. ودعا المجلس الأوروبي إلى إدراج الحرس الثوري الإسلامي في قائمة الجماعات الإرهابية، في خطوة تتناقض بشكل صارخ مع سياسة الاتحاد الأوروبي العامة تجاه إيران في السنوات الأخيرة. 

كما طالب (أعضاء البرلمان الأوروبي) المجلس والدول الأعضاء بإضافة الحرس الثوري الإيراني وقواته الفرعية، بما في ذلك قوات المتطوعين الباسيج شبه العسكرية وفيلق القدس، إلى قائمة الإرهاب في الاتحاد الأوروبي. وقال البرلمان الأوروبي في بيان صحفي عقب اعتماد القرار إن أي دولة ينشر فيها الحرس الثوري الإيراني عمليات عسكرية أو اقتصادية أو إعلامية يجب أن تقطع العلاقات مع هذه المؤسسة وتحرمها من القانون. مثل هذا القرار سيجعل المنطقة والعراق على كف عفريت فيما لو تطور الموقف إلى تطبيقات عملية.

جاء قرار البرلمان الأوروبي في فترة من التوتر المتزايد بين طهران وبروكسل، على خلفية التدخلات الأوروبية السافرة في تأجيج الاضطرابات التي شهدتها إيران وعزم الأوروبيين لإطلاق المرحلة الثانية من الضغوط، وبعد اتهام الغربيين للجمهورية الإسلامية بتزويد روسيا طائرات مسيّرة استخدمتها ضد أوكرانيا.

قبل جلسة الأحد المغلقة، أثارت هذه الخطوة، رغم كونها غير ملزمة وهذا ما أكده منسق السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل، انتقادات كبيرة في إيران. كان رد فعل المسؤولين والمشرعين وكبار رجال المؤسسة الدينية والقادة العسكريين والشخصيات الإعلامية بشدة على الاتحاد الأوروبي. كلهم قالوا إن إيران سترد بقوة على هذه الخطوة. قال رئيس البرلمان محمد باقر قاليباف، إن إيران ستتعامل "بالتأكيد" مع الأوروبيين "بطريقة مختلفة".

وقال : "إذا تم تصنيف الحرس الثوري الإيراني كمنظمة إرهابية، فسنرد بالتأكيد وسنتعامل مع الأوروبيين في المنطقة بطريقة مختلفة". تعهد جميع المسؤولين الإيرانيين برد قوي على الخطوة الأوروبية. قال إمام الجمعة في طهران الذي يعينه الولي الفقيه أعلى سلطة، حجة الإسلام محمد جواد حاج علي اكبري، إن المجلس والحكومة سيقدمان "رداً حاسماً" للاتحاد الأوروبي. 

هناك مؤشرات على أن إيران أعدت بالفعل الرد على الاتحاد الأوروبي، إذا كانت دوله تمضي قدمًا في إدراج الحرس الثوري الإيراني. وهناك مؤشرات أخرى على أن واشنطن وبروكسل أرسلتا رسائل تهدئة الى طهران منها الدعوة لاستئناف محادثات النووي، ويجب أن لا تصدقها القيادة الايرانية التي يتعين عليها التعامل بحزم مع قرار البرلمان الاوروبي خاصة بعد أن تأكد أن لمنظمة مجاهدي خلق يداً فيه.

على مدار المحادثات المطولة بين إيران والغرب، كان الاتحاد الأوروبي، كمنسق للمحادثات، لينًا ومعتدلًا نسبيًا. كان يلعب دور الشرطي الجيد، بينما كانت الولايات المتحدة تقوم بدور الشرطي السيء. يبدو أن اللعبة مستمرة.

عندما اتخذ ترامب الخطوة المثيرة للجدل بتسمية الحرس الثوري الإيراني في عام 2019 منظمة ارهابية، كان الاتحاد الأوروبي حريصًا على التعبير عن عدم ارتياحه من منطلق رأى أن هذه الخطوة كانت لتعطيل المحادثات المستقبلية مع إيران بشأن إحياء الاتفاق النووي الإيراني لعام 2015، المعروف رسميًا باسم خطة العمل الشاملة المشتركة (JCPOA).

لكن، سريعًا إلى الأمام حتى عام 2023، يتحرك الاتحاد الأوروبي في اتجاه يمكن أن يكون نقطة البداية للخطة باء نحو تعقيد المحادثات المعقدة أصلاً. يبدو أن الأوروبيين ليسوا جادين في مواصلة المحادثات وإنهائها لتصل الى نتائج ايجابية رغم أن المماطلة قد تدفع الى توجه ايران نحو النموذج الكوري الشمالي.

إنهم يختلقون الأعذار ويضيفون قضية أخرى ويعقدون المحادثات النووية. أو أنهم يسعون إلى ابتزاز جمهورية إيران الإسلامية. لأنه بعد وفاة السيدة مهسا أميني، أخبر الأمريكيون الأوروبيين أن تطورات جديدة ستحدث في إيران وأن الجمهورية الإسلامية ستضطر إلى تقديم تنازلات.

جدير بالذكر أن الكتلة الأوروبية قدمت 11 تعهدًا لإيران بعد انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي الإيراني، المعروف رسميًا باسم خطة العمل الشاملة المشتركة، لكن وزير الخارجية الايراني السابق محمد جواد ظريف قال إنه لم يتم الوفاء بأي منها.

أكد المسؤولون في جلسة الأحد في البرلمان الإيراني، أنه من المستحيل على إيران تقديم تنازلات أكثر مما قدمته حتى الآن. وذكروا أن "البرلمان شدد على أن قدرة إيران النووية يجب زيادتها وتقويتها رداً على عدم التزام الأوروبيين بوعودهم ". 

قال قائد الحرس الثوري الايراني اللواء حسين سلامي، إن على الأوروبيين «تحمّل العواقب في حال أخطأوا».وأضاف «أوروبا لم تتعلم من أخطائها الماضية وتعتقد أنها بهذه البيانات يمكنها أن تهزّ هذا الجيش العظيم المليء بقوة الإيمان والثقة والقدرة والإرادة»، مشدداً على أن الحرس «لا يقلق على الإطلاق من تهديدات كهذه، لأنه كلما أعطانا أعداؤنا فرصة للتحرك، نتحرك بشكل أقوى».
 
لكن أخطر ما قاله الجنرال سلامي بعد الجلسة المغلقة: " أيدينا مفتوحة، عالم قوتنا واسع، لدينا إمكانية الوصول في كل مكان.. يوفر الحرس الثوري الإيراني اليوم أمن الطاقة والتجارة العالمية في أكثر الممرات المائية استراتيجية في العالمة".
 
وانتقد وزير الخارجية الإيرانية حسين أمير عبداللهيان خلال اتصال هاتفي مع مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل "النهج المتوتر والانفعالي للبرلمان الأوروبي، واعتبره سلوكاً غير مدروس وخاطئا"، وفق بيان صادر عن الخارجية الإيرانية.

ورأى أمير عبداللهيان أن "تصرّف البرلمان الأوروبي في اتهام هذه المؤسسة الصانعة للأمن بالإرهاب هو نوع من إطلاق أوروبا النار على قدمها"، في إشارة إلى الحرس الثوري الإيراني.

من جانبها وصفت صحيفة جوان التابعة للحرس الثوري الايراني القرار الأوروبي بالخطوة الانتقامية، مؤكدة أنّ أوروبا بدأت تخسر رؤيتها الاستراتيجية تجاه طهران بحيث أنها سمحت لعدد من المجموعات الإرهابية المفلسة بإعداد سياساتها في الملف الإيراني.

ووعدت الصحيفة أن الغرب سيواجه نتائج هذه الإجراءات في الكثير من الساحات بدءاً من حدود الكيان الإسرائيلي وصولاً الى الممر المائي العالمي في المنطقة ومضيق هرمز. 

والعاقل يفهم!

 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف