الأخبار
إعلام إسرائيلي: إسرائيل تستعد لاجتياح رفح "قريباً جداً" وبتنسيق مع واشنطنأبو عبيدة: الاحتلال عالق في غزة ويحاول إيهام العالم بأنه قضى على فصائل المقاومةبعد جنازة السعدني.. نائب مصري يتقدم بتعديل تشريعي لتنظيم تصوير الجنازاتبايدن يعلن استثمار سبعة مليارات دولار في الطاقة الشمسيةوفاة العلامة اليمني الشيخ عبد المجيد الزنداني في تركيامنح الخليجيين تأشيرات شنغن لـ 5 أعوام عند التقديم للمرة الأولىتقرير: إسرائيل تفشل عسكرياً بغزة وتتجه نحو طريق مسدودالخارجية الأمريكية: لا سبيل للقيام بعملية برفح لا تضر بالمدنييننيويورك تايمز: إسرائيل أخفقت وكتائب حماس تحت الأرض وفوقهاحماس تدين تصريحات بلينكن وترفض تحميلها مسؤولية تعطيل الاتفاقمصر تطالب بتحقيق دولي بالمجازر والمقابر الجماعية في قطاع غزةالمراجعة المستقلة للأونروا تخلص إلى أن الوكالة تتبع نهجا حياديا قويامسؤول أممي يدعو للتحقيق باكتشاف مقبرة جماعية في مجمع ناصر الطبي بخانيونسإطلاق مجموعة تنسيق قطاع الإعلام الفلسطينياتفاق على تشكيل هيئة تأسيسية لجمعية الناشرين الفلسطينيين
2024/4/24
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

الطائفة السلخانية (3)

تاريخ النشر : 2023-01-31
الطائفة السلخانية (3)

سيد سليم سلمي محمد

الطائفة السلخانية (3) 

بقلم: سيد سليم سلمي محمد

سلفية داعش والقاعدة وكل حركات التطرف

كما سبق ذكره، تورط الشباب، ونجا الشيوخ، ولكن الله كشف أكاذيبهم، وكشف فتنتهم، وسلط بعض شيوخ الفتنة على بعض، وأفصحت الأحوال؛ فتم فضح أشباه الرجال! وأخيرا اعترف مشايخ وكتاب سعوديون وغيرهم بأن كل حركات التطرف وهابية، وهذا ما ذكرنا وحذرنا منه قبل أكثر من ثلاثين عاما تسبق اعترافهم هذا ـ وكنت وقتها طالبا في جامعة الأزهر ـ وأقسمت على ذلك، وبعض الشهود أحياء، وكانوا كلما حدث منهم شيء، يقولون: صدقت في توقعك، قلت ذلك وهم في أوج قوتهم وتمكينهم، وتوقعنا ارتداد حركات التطرف عليهم، وأن من أوقد نار التطرف والفرقة؛ لا بد أن يصطلي منها، وحدث ما توقعناه، وانقلب السحر على الساحر.

إنهم اعترفوا متأخرين بعد أن حلت المصائب والكوارث، وربما كان اعترافهم سياسي أو بسبب ضغوط خارجية أو داخلية، أو لوصول نار التطرف إلى أطرافهم؛ وهذا أفضى إلى سن السيوف لذبح الوهابية النجدية المارقة، بعد سن الأقلام، وإليكم الآتي:

هذا سؤال طرحته صحفية عربي21 الثلاثاء، 09 فبراير 2016م، تقرير المحرر: بسام ناصر

ـ (هل تنظيم الدولة حقا "نبتة سلفية وهابية"؟)

أعاد الداعية السعودي عادل الكلباني، قبل أسبوعين وصفه السابق لتنظيم الدولة الإسلامية بـ"النبتة السلفية"، وقال في برنامج تلفزيوني على قناة الـ(أم بي سي): "الفكر الذي تحمله داعش فكر سلفي، فهي ليست إخوانية، ولا قطبية، ولا أشعرية، ولا صوفية، ويستدلون بما في كتبنا نحن". 

وكان الكلباني في 15 آب أغسطس الماضي، غرد على حسابه في "تويتر" واصفا تنظيم الدولة بقوله: "داعش نبتة سلفية يجب أن نواجهها بشفافية". ما أثار عليه ردود فعل سلفية غاضبة وساخطة.

 وتعليقا على مقولة الكلباني، رأى الباحث السعودي الدكتور منصور الهجلة أن الشيخ الكلباني يعني بوصفه لداعش بالنبتة السلفية عدة أمور: 

1ـ داعش تعدّ سلفية، كل مرجعيتها كتب التيار السلفي بنسخته النجدية، ورسائل وفتاوى أئمة الدعوة النجدية.

2ـ كل نظريات التكفير تعدّ وهابية بامتياز

3ـ الأسلوب التربوي في كراهية الآخر وعدم الرحمة به

4ـ الأسلوب التربوي في التعامل مع الآخر

وأجاب الهجلة على السؤال الإشكالي الذي جعله عنوان مقاله: "هل (داعش) نبتة سلفية"؟: "دعني أجتهد في الإجابة على هذا السؤال بتفصيل يوضح أن الجواب: نعم، داعش نبتة سلفية بنسختها الوهابية

ولفت الهجلة إلى أن "الفقه الوهابي كما هو مصرح به في كتب مشايخ الدعوة النجدية قد يكون سهلا على الكثيرين لما يقرأونه في الكتب، لكن لما يكون واقعا معيشا وممارسا، تعرف أن هذا الفقه العقدي الوهابي في نبذ المخالف ونفيه، كثير البشاعة في الواقع".

أوجه التشابه بين "الدولة" والسلفية الوهابية

دفعت طبيعة إدارة تنظيم الدولة لخلافاته مع الفصائل الإسلامية الأخرى، والقوى والجهات الوطنية المختلفة، بعض الباحثين لاستدعاء تجارب إسلامية سابقة رأوا فيها النموذج الملهم، الذي يتغذى تنظيم الدولة على موائده، ويستمد تنظيراته ورؤاه من أدبياته وتأصيلات علمائه ومشايخه. 

ففي بحثه التحليلي التاريخي، رصد الكاتب والباحث السعودي، عبد الله المالكي، طبيعة الاختلاف الذي وقع في مسيرة الدعوة الوهابية، بعد تكوين جماعة (إخوان من أطاع الله) في بداية عشرينيات القرن الماضي، كـ"جيش عقائدي من البدو الموطّنين في مناطق (الهجر)، والذين ساهموا بفعالية في عملية توحيد مناطق الجزيرة العربية تحت سلطان الملك عبد العزيز".

ووفقا للمالكي، وبالاستناد إلى المصادر التاريخية التي استقى منها معلوماته، فإن "الإخوان خرجوا عن السيطرة" وباتوا عبئا على الدولة؛ نتيجة تشددهم وغلوهم، ونزوعهم إلى التطبيق الحرفي لمبادئ الوهابية الأولى، الأمر الذي اضطر معه الملك للاستعانة بكبار العلماء لاحتواء مسالك الغلو والتشدد عند (إخوان من أطاع الله).

وصف المالكي ذلك اللون من الجدل بـ"صراع التأويلات، الصراع على تأويل نصوص العهد القديم للوهابية، وهو صراع مستمر بين وهابيتين، وهابية تؤمن بالواقعية والبراغماتية، ووهابية تؤمن بالوفاء لتعاليم العهد القديم، وكلا الوهابيتين تدعي بأنها الممثل الشرعي للدين الحق". 

واعتبر المالكي أيديولوجية تنظيم الدولة امتدادا لرؤية وتعاليم وهابية (إخوان من طاع الله)، الأوفياء لوهابية العهد القديم في تمسكها الحرفي بمسائل التكفير، والولاء والبراء، وتحريم التواصل السلمي مع المشركين، واعتبار كل من يفعل ذلك كافرا مرتدا. 

من جانبه، أبدى الباحث المصري المتخصص في الحركات الإسلامية، كمال حبيب، موافقته على التوصيف القائل بأن (السلفية في نسختها الوهابية) لعبت دورا كبيرا في تشكيل الموقف الفكري لتنظيم الدولة الإسلامية. 

وجوابا عن سؤال "عربي21" حول أوجه التشابه بين تنظيم الدولة والسلفية الوهابية، ذكر حبيب أن من أشد وجوه التشابه بينهما على المستوى النظري، نزوعهما إلى تكفير الناس أكثر من حرصهما على إثبات إسلامهم وإيمانهم.

أما وجوه التشابه بينهما على المستوى العملي، فإن أشد تجليات ذلك التشابه، بحسب كمال حبيب، تمثلت في اشتراكهما في قتال من يعتبرونهم مرتدين، مشيرا إلى أن هذا السلوك كان معتادا عند الوهابية الأوائل في تعاملهم مع القبائل المخالفة، وهذا عين ما يفعله تنظيم الدولة الإسلامية في العراق وسوريا.

وأكدّ حبيب أن الدولة السعودية الثالثة، ساهمت بشكل كبير في تخفيف غلواء التطرف والغلو الذي ظهر مع جماعة (إخوان من أطاع الله)، مستخدمة في ذلك كبار علماء الوهابية الذين أضفوا على الدولة الشرعية الدينية وعلى ملكها صفة ولي الأمر الشرعي، وكانت نهاية تلك الجماعة في المعركة الفاصلة "السبلة" سنة 1929 بين الملك عبد العزيز وجماعة (إخوان من أطاع الله). وبعد هذا التقرير شن بعض متطرفي الوهابية هجوما عليه وعلى المتحدثين؛ فوا عجبا لهم!
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف