الأخبار
سيناتور أمريكي: المشاركون بمنع وصول المساعدات لغزة ينتهكون القانون الدوليالدفاع المدني بغزة: الاحتلال ينسف منازل سكنية بمحيط مستشفى الشفاء38 شهيداً في عدوان إسرائيلي على حلب بسورياالاحتلال الإسرائيلي يغتال نائب قائد الوحدة الصاروخية في حزب الله17 شهيداً في مجزرتين بحق قوات الشرطة شرق مدينة غزةمدير مستشفى كمال عدوان يحذر من مجاعة واسعة بشمال غزة"الإعلامي الحكومي" ينشر تحديثًا لإحصائيات حرب الإبادة الإسرائيلية على غزةغالانت يتلقى عبارات قاسية في واشنطن تجاه إسرائيلإعلام الاحتلال: خلافات حادة بين الجيش والموساد حول صفقة الأسرىالإمارات تواصل دعمها الإنساني للشعب الفلسطيني وتستقبل الدفعة الـ14 من الأطفال الجرحى ومرضى السرطانسرايا القدس تستهدف تجمعاً لجنود الاحتلال بمحيط مستشفى الشفاءقرار تجنيد يهود (الحريديم) يشعل أزمة بإسرائيلطالع التشكيل الوزاري الجديد لحكومة محمد مصطفىمحمد مصطفى يقدم برنامج عمل حكومته للرئيس عباسماذا قال نتنياهو عن مصير قيادة حماس بغزة؟
2024/3/29
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

العمليات الفدائية الفردية أصابت دولة الاحتلال بالعجز

تاريخ النشر : 2023-01-30
العمليات الفدائية الفردية أصابت دولة الاحتلال بالعجز

د. هاني العقاد

العمليات الفدائية الفردية أصابت دولة الاحتلال بالعجز

بقلم: د. هاني العقاد

التصعيد بالتصعيد, والنار بالنار, والدم بالدم, والوجع بالوجع معادلة أرسي قواعدها رجال فلسطينيين آمنوا أن الموت واحد والشهادة هي السبيل والوطن لن يبقي محتلاً للًبد, والشعب لن يرفع الراية مستسلما بل يتسابق فيه الرجال على تدفيع الاحتلال الثمن باهضا لارتكابه الجرائم اليومية بحق أبناء شعبنا دون أن يفكروا أن اليوم التالي قد يأتي محملاً بوجع مضاعف لهذا المحتل المجرم الذي ما ترك للفلسطينيين خيار ليفكروا في غير المواجهة ومنازلة الصهيوني الذي يستبيح الأرض والعرض ويمارس الكراهية والعنصرية  والتطرف, يسرق الأرض ويستوطنها, يقتل ويعدم على مرأي ومسمح العالم الجبان, يدنس المقدسات ويهدم البيوت ويفجر الحارات, يقتحم المدن والمخيمات بعشرات العربات المصفحة المضادة للرصاص, ينشر الموت بين الأزقة, ويحرق الأخضر واليابس انتقاما من اهل هذه المدن التي مازالت تقاوم بأبسط الأدوات معتقدا انه سيقضي على المقاومة الوطنية ويحدث حالة ردع غير مسبوقة يستعيد فيها الهدوء المطلوب ليكمل برنامجه التوسعي الاستيطاني والذي يسعي من خلاله لأنشاء كيان صهيوني خالص القومية على ارض فلسطين.   

أول صفعة على وجه حكومة التطرف الصهيوني الجديدة جاءت موجعة بعد اقل من 24 ساعة على ارتكاب هذه الحكومة مذبحة في مخيم جنين الذي يعتبر عنوان المرحلة وكسر صموده يعني أن دولة الاحتلال ستتمكن من كسر المقاومة وتفكيك خلاياها هناك لا سيما أن خطة الحكومة السالفة "كاسر الأمواج "قد فشلت في ذلك، ارتكب الاحتلال المذبحة ولم يحقق أهدافه من ورائها لكنه واجه مقاومة لم يواجهها من قبل. الصفعة التي تلقتها حكومة التطرف جاءت على قاعدة " مذبحة مقابل مذبحة  والجروح قصاص " وكشفت عجز هذا الكيان الذي أطلق العنان لتطرف كلابه المسعورة (بن غفير وسموترتش ,اريه درعي, يؤاف غالنت وبالطبع زعيمهم نتنياهو ) ليركبوا الموجه ويعتقدوا أنهم بتطرفهم يستطيعوا أن يحققوا مزيدا من  تأييد الشارع الإسرائيلي المحتقن بالأساس ضدهم وبالتالي وتوحيد صفوف الإسرائيليين والتفاهم حول حكومتهم, وأعتقد أن مزيدا من الفشل في مواجهة المزيد من الصفعات سيؤدي في النهاية إلى اسقاط هذه الحكومة الإرهابية.

المحير للمنظومة الأمنية الصهيونية انها لم تجد أي علاقة بين منفذي هذه العمليات ورجال المقاومة سواء في غزة او جنين ما يؤكد ان مذبحة جنين كانت السبب الرئيس وليس كما يصور الاعلام العبري خاصة فيما يخص منفذ عملية الكنيس اليهودي بانها جاءت لانتقام المنفذ لاستشهاد جده قبل 24 عام على ايدي مستوطن متطرف، نعم قد يكون هذا أحد الأسباب لكن السبب الرئيس هو ما حدث في جنين, لا سيما ان شهود عيان ذكروا للأعلام العبري ان المنفذ اثناء تنفيذ العملية كان يهتف لجنين وشهداء جنين. عملية اخري نفذها طفل فلسطيني لم يتجاوز الرابعة عشرة من العمر حيرت رجال الامن لأنها جاءت لتؤكد ان الانتقام لشهداء مجزرة جنين هو اهم أساب اقدام هؤلاء الشبان على تنفيذ هذه العمليات الفردية الناجحة ما يجعلنا نؤكد ان أي تصعيد قادم في أي مدينة فلسطينية اخري كنابلس التي كان يتوعدها وزير الجيش وبن غفير لن تمر مرور الكرام دون ان يدفع المحتل الثمن وفي عمق مدنه المحصنة التي تعج بالعسكر ودوريات رجال المخابرات  والقوات الخاصة ومئات عربات الشرطة ومئات كاميرات المراقبة التي تتتبع كل شخص يسير في شوارع المدينة الفلسطينية التي ترفض بالدم  كل محاولات التهويد وتبقي العاصمة التاريخية  الدولة الفلسطينية.

عمليات فردية اصابت حكومة الاحتلال بالعجز الحقيقي في قدرتها على توقع حدوث مثل هذه العمليات بعدما أصبح لدي الأجهزة الأمنية الإسرائيلية اعتقاد انها استطاعت ان تمنع الفلسطينيين من الوصول الي المدن الإسرائيلية لتنفيذ مثل هذ العمليات، عجز احتلالي حقيقي في دراسة سلوك الأفراد أو حتى النشطاء الفلسطينيين بالرغم من مراقبتها كافة الحسابات الخاصة بالنشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي وتوظيف كل ما تملك المؤسسة الأمنية لجمع المعلومات التي تمكنها من احباط أي عملية متوقعة. تدرك حكومة نتنياهو أنها السبب في هذه المواجهة لكنها لا تعترف بالعجز او عدم القدرة على وقف مثل هذه العمليات ما يعني اننا نتوقع المزيد من العمليات طالما التصعيد الإسرائيلي على حالة ولم تتراجع هذه الحكومة المتطرفة عن مخططاتها الاجرامية.

ما بات واضحا أن هذه الحكومة المجرمة تريد أن توظف هذه العمليات لأجل تصفية الوجود الفلسطيني في القدس واقتلاع الهوية الفلسطينية بترحيل اهالي واقارب المنفذين إلى الضفة دون أن يعترفوا أن هذه العمليات أثبتت أن كل عمليات استهداف الشعب الفلسطيني ستقابل بمزيد من العمليات الفدائية الفردية ولن تنجح هذه الإجراءات في إعادة الامن والاستقرار للقدس المحتلة, ويجب أن يدرك العالم أن برنامج حكومة نتنياهو المتطرفة هو الذي فجر المشهد وأدى لتصاعد مثل هذه العمليات التي تعجز أي حكومة إسرائيلية عن احباطها وتعجز عن منع المزيد منها مهما ارتفع مستوي الإجراءات العقابية بحق الفلسطينيين في القدس والضفة.

العمليات الفردية تعني أن هؤلاء الأبطال لا يتبعوا أي فصيل فلسطيني وليس لهم علاقة بكتائب المقاومة ,وليس لهم أي نشاط وطني وهم  افراد عاديون انتماءهم الأول الدين والشعب والوطن وهذا يعني ان رد دولة الاحتلال على مثل هذه العمليات يساوي صفر وخاصة  الإجراءات العلنية والسرية  التي اتخذها "الكابينت الصهيوني المصغر", والقراءة الأولية لمثل هذه الإجراءات تؤكد انها قد تأتي معاكسة لتوقعات قادة الاحتلال وفي ذات الوقت تكشف حالة العجز التام للمؤسسة الأمنية وعدم قدرتها على منعها بالكامل, هذا العجز سيستمر طالما رجال حكومة نتنياهو يتسابقوا لاتخاذ المزيد من الإجراءات العقابية  والمضادة  لإحباط هذه العمليات الفردية والتي ستحول المجتمع الإسرائيلي لمجتمع مرعوب غير امن في مدنه وحتي بيوته حتي لو حمل الجميع السلاح وناموا وهو على اكتافهم لان قادتهم لا يريدوا ن يعترفوا أن السبيل الوحيد  لوقف العمليات الفردية هو وقف التصعيد بحق الفلسطينيين واغلاق دائرة الدم التي تتسع بفعل سياسة هذه الحكومة المتطرفة.   

 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف