الأخبار
إعلام إسرائيلي: إسرائيل تستعد لاجتياح رفح "قريباً جداً" وبتنسيق مع واشنطنأبو عبيدة: الاحتلال عالق في غزة ويحاول إيهام العالم بأنه قضى على فصائل المقاومةبعد جنازة السعدني.. نائب مصري يتقدم بتعديل تشريعي لتنظيم تصوير الجنازاتبايدن يعلن استثمار سبعة مليارات دولار في الطاقة الشمسيةوفاة العلامة اليمني الشيخ عبد المجيد الزنداني في تركيامنح الخليجيين تأشيرات شنغن لـ 5 أعوام عند التقديم للمرة الأولىتقرير: إسرائيل تفشل عسكرياً بغزة وتتجه نحو طريق مسدودالخارجية الأمريكية: لا سبيل للقيام بعملية برفح لا تضر بالمدنييننيويورك تايمز: إسرائيل أخفقت وكتائب حماس تحت الأرض وفوقهاحماس تدين تصريحات بلينكن وترفض تحميلها مسؤولية تعطيل الاتفاقمصر تطالب بتحقيق دولي بالمجازر والمقابر الجماعية في قطاع غزةالمراجعة المستقلة للأونروا تخلص إلى أن الوكالة تتبع نهجا حياديا قويامسؤول أممي يدعو للتحقيق باكتشاف مقبرة جماعية في مجمع ناصر الطبي بخانيونسإطلاق مجموعة تنسيق قطاع الإعلام الفلسطينياتفاق على تشكيل هيئة تأسيسية لجمعية الناشرين الفلسطينيين
2024/4/25
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

من جنين إلى النبي يعقوب.. واقع متغير ومقاربة جديدة تفرض نفسها

تاريخ النشر : 2023-01-30
من جنين إلى النبي يعقوب.. واقع متغير ومقاربة جديدة تفرض نفسها

د. سمير الددا

من جنين إلى النبي يعقوب.. واقع متغير ومقاربة جديدة تفرض نفسها

بقلم: د. سمير الددا

كان يوم الخميس 29 ديسمبر الماضي يوماً فارقاً في تاريخ الشعب الفلسطيني حين تقلد سئ الذكر بنيامين نتنياهو أشد خلق الله كرهاً للاسلام والمسلمين وأشدهم بطشاً بالشعب الفلسطيني, رئاسة حكومة فاشية ارهابية هي الأشد تطرفاً في تاريخ الكيان الصهيوني الغاصب ومكونة من قطيع من البلطجية والارهابيين والفاسدين, منهم من هم اعضاء في منظمات مصنفة بانها كيانات إرهابية في جميع دول العالم تقريباً بما فيها الكيان الغاصب نفسه, بالاضافة الى الولايات المتحدة الأمريكية الأب الروحي للكيان الصهيوني والمملكة المتحدة المؤسس لهذا الكيان الغاصب, ومنهم اصحاب سوابق دخلوا السجون أكثر من مرة, ومنهم من هو ما زال ماثلاً أمام المحاكم ويخضع للتحقيق ومنهم من هو مطلوب على ذمة قضايا جنائية تصل إلى اكثر من 50 قضية ومنهم من صدر حكم قضائي بادانته وتم عزله بعد تنصيبه وذلك لعدم تأهله لشغل منصب وزير بسبب سجله الاجرامي.

من سوء طالع الشعب الفلسطيني أنه نكب بوصول حفنة من هؤلاء المجرمين والإرهابيين والفاشيين والفاسدين مقاليد السلطة في الكيان الصهيوني, ومن سوء الطالع ايضاً تمكن ألد اعداء العرب والمسلمين من السيطرة على عملية صنع القرار في منظومة الموت والدمار الصهيونية وتسخيرها لقتل ابناء وبنات الشعب الفلسطيني العربي المسلم الاعزل يومياً بدون رقيب او عتيد وبدون أي مساءلة دولية.

أشهر وزراء نتنياهو واشدهم اثاارة للجدل, بتسئيل سموترتش الوزير في وزارة الدفاع الصهيونية إلى جانب كونه وزيراً للمالية, وهذا الارهابي المتطرف لا يمتلك أي خبرة في العمل العسكري فالرجل تهرب من الخدمة العسكرية قبل انهاء فترة تجنيده وحكم عليه ودخل السجن بسبب ذلك, ولكن الأكثر دهشةً وغرابةً من ذلك أن الارهابي الفاشي ايتمار بن غفير وزير ما يسمى بالامن القومي, ليس لديه ادنى علاقة بالعمل الامني لا من قريب ولا من بعيد, فالرجل لم ينخرط في العمل العسكري أو الأمني ولو لساعة واحدة حتى انه لم يدخل الخدمة العسكرية الرسمية اطلاقاً (رغم انها اجبارية على كل صهيوني ذكر كان أو انثى), وهذا ما يفسر تخبطه بتصريحات عنصرية بلهاء من هنا وهناك وكأن الحل في تصوره قتل مزيد من الفلسطينيين وهذا أقصى ما استطاع ويستطيع القيام به أي اطلاق يد جنوده باطلاق النار على الفلسطينيين وهدم بيوت منفذي العمليات والدفع نحو تقنين اعدام هؤلاء, وكأن الحكومات الصهيونية السابقة كانت ترمي منفذي العمليات من الفلسطينيين بالورود والفل والياسمين وتوزع عليهم وعلى ذويهم دروع التقدير والاحترام,,,,ولا يدرك هذا الاخرق الى ان ماسبقوه في حكومات صهيونية سابقة قاموا بكل ما يفكر أو سيفكر به من اعدام ميداني شبه يومي للفلسطينيين وطردهم من بيوتهم وهدمها أوسرقتها ومنحها لمستوطنين صهاينة, فمثلاً استشهد العام الماضي 2022 حوالي 230 فلسطيني (معظمهم نساء واطفال) واصابة حوالي 10 الاف في عهد حكومة يائير لبيد ونفتالي بينيت التي كانوا يتعبرونها "معتدلة", ومع ذلك كان اقصى ما استطاع ان يقوم به هذا الاخرق الا ان يكرر ما قام به اسلافه فحصل على هذه النتيجة الكارثية على من انتخبوه بالدرجة الأولى.. وبالفعل إعادة تجريب المجرب ضرب من الغباء ونوع من الافلاس... الجاهل عدو نفسه..!!! 

غطرسة هؤلاء الارهابيين الفاشيين وافتقارهم للخبرة واندفاعهم الأعمى نحو القتل وإراقة الدماء وتفريغ شحنات حقدهم وكرههم لكل ما هو مسلم وعربي أوصلت الاوضاع الامنية في القدس الشرقية المحتلة أيام الخميس والجمعة والسبت الماضية الى هذا المستوى الخطير من التصعيد العسكري الغاشم والمجنون وغير المسبوق مما أسفر عن استشهاد 9 فلسطينيين من بينهم نساء واطفال وشيوخ ليرتفع عدد الشهداء الفلسطينيين منذ تولي هؤلاء المجرمين السلطة قبل حولي شهر الى حوالي 30 شهيدا مما أوغر صدور الفلسطينيين وشكل استفزازاً كبيراً لهم, وهذا ما دفع بأحد ابنائهم واسمه خيري علقم يبلغ من العمر 21 عاماً وهو من الطور شرقي القدس, الى الثأر لابناء شعبه والقيام باطلاق النار من مسدس على حشد من المستوطنين في مستعمرة النبي يعقوب المقامة على اراضي فلسطينية محتلة عام 1967 والواقعة شمال حاجز بيت حنينا في القدس الشرقية المحتلة مما ادى الى مقتل حوالي 8 صهاينة واصابة حوالي 10 اخرين منهم 4 في حالة حرجة انتقاماً لدماء شهداء مجزرة مخيم جنين وذلك مساء يوم الجمعة 27 يناير اي بعد يوم واحد فقط على ارتكاب الصهاينة هذه المجزرة الدموية التي راح ضحيتها 9 فلسطينيين يوم الخميس 26 يناير كما سبقت الاشارة, ومن الجدير بالذكر ان خيري علقم استشهد اثناء تنفيذه للعملية ليسير على نفس درب جده ولنقل ليثأر لجده واسمه ايضاً خيري موسى علقم والذي استشهد طعناً على يد صهيوني مجرم اسمه حاييم فيلرمان في القدس عام 1998.

في اليوم الثالث لهذه الدوامة الدموية (أي السبت 28 يناير) شهدت الأراضي الفلسطينية ثلاثة عمليات أخرى الأولى في القدس ايضاً وقام بها فتىً لا يتجاوز الثالثة عشر من عمره وأسفرت عن إصابة صهيونيين واعتقال الفتى منفذ العملية بعد اصابته, والعملية الثانية كانت شرق مدينة اريحا حيث أطلق فلسطيني النار على جنود صهاينة الا ان سلاحه تعطل بعد اول رصاصة كما افاد بيان عسكري صهيوني وفر المنفذ من المكان, والعملية الثالثة كانت محاولة دهس جنود صهاينة بالقرب من حاجز زعترة جنوب نابلس.

هذه العمليات تشكل ضربة مؤلمة لبن غفير وجرحاً غائراً سيترك ندبةً تشوه كبرياءه وغروره وغطرسته وهو الذي كان يتبجح امام ناخبيه ليل نهار ويسوق نفسه بأنه هو البعبع الذي يخشاه الفلسطينيون وانهم سيختبئوا في بيوتهم بمجرد وصوله للسلطة خوفاً من بطشه...واذا بصبيان لا يتجاوز احدهما 13 عامًا والاخر 21 عاماً يثبتان للصهاينة زيف وكذب ما كان يدعيه بن غفير ويعريانه على حقيقته امام المخدوعين بخطاباته الملتهبة ليكشفوا حقيقته بأنه مجرد فقاعة منتفخة ولكنها فارغة, ولا يجيد غير الكلام,, ليس إلا....وهذه العمليات المتكررة ابرزت عجزه وفشله الذريع في تحقيق ما كان يخدع به ناخبيه من انه سيوفر لهم الامن والامان وانه هو الوحيد القادر على تدجين الفلسطينيين وقمعهم واخضاعهم, ولكن ما حدث في عهده البائس كان العكس تماماً اذ ارتفعت حدة عمليات المقاومة وكبدت الصهاينة خسائر بشرية كبيرة لم يشهدوا لها مثيل منذ سنوات, وهذا قطعاً سيكون له اثر مدمر على مصداقيته وبالطبع سينعكس سلبياً على مستقبله السياسي.

وفي سياق متصل, نتنياهو يدرك جيداً أن شركاءه الفاشيين الجدد في الحكومة يفتقرون للخبرة الأمنية والعسكرية وخصوصاً سموترتش وبن غفير, وبالتالي سيكون من السهل عليه السيطرة عليهم وتوجيههما كيفما يشاء, لذلك وافق على تعيينهما في مناصب وزراية أساسية (احدهما وزيراً في وزارة الدفاع والاخر وزيراً للامن القومي), نتنياهو معروف انه انتهازي بامتياز ولا يأبه كثيراً للقيم والمبادئ والأخلاق ولا يهمه الشأن الداخلي الصهيوني كثيراً, الرجل في هذه المرحلة من حياته بات ما يهمه نفسه فقط لا غير,  وخصوصاً في ظل التهم الموجهة اليه وتنظرها المحاكم حالياً, الان هو يولي جل اهتمامه نحو استغلال الاغلبية البرلمانية التي أصبح يتمتع بها تكتله الحزبي اليميني الاشد تطرفاً في التاريخ الصهيوني لاعادة النظر في القوانين التي تحكم عمل المنظومة القضائية بما فيها المحكمة العليا بغية التوصل الى الكيفية التي تخلصه من التهم التي يواجهها في المحاكم الصهيونية والتي اذا ما تمت إدانته بها (وهذا هو المرجح في ضوء القوانين المعمول بها حالياً) سيحكم عليه بالسجن لخمسة عشر عاماً على الاقل, أي ان الرجل الذي تجاوز الثالثة والسبعبن من العمر (يدخن بشراهة ويعاني من مشاكل في القلب والرئتين وتم نقله للمشافي عدة مرات كان اخرها يوم عيد الغفران الماضي عندما شعر بتعب واضح اثناء مراسم صلاة العيد مما اقتضى نقله من الكنيس الى المستشفى مباشرة) من المرجح ان يقضي ما تبقى من حياته في السجن في حال إدانته كما تتوقع مصادر قانونية صهيونية.

رد الفعل الأمريكي على مجزرة جنين كانت مقززة ويكاد يسبب الغثيان, الولايات المتحدة "دعت الاطراف الى التهدئة", رغم أن عصابات الاحتلال اقتحمت مخيم جنين الذي تعتبره كل القوانين والاعراف الدولية بما فيها الامريكية وحتى الصهيونية بأنه ارض فلسطينية, الموقف الامريكي غير مفهوم اطلاقاً, قوات غاصبة مدججة باحدث واخطر انواع الاسلحة وتستقل عربات مدرعة تقتحم ارض فلسطينية اعترف العالم كله بلا استثناء بما فيهم الصهاينة انفسهم بأنها تابعة للسلطة الوطنية الفلسطينية (بموجب اتفاقية اوسلو) وتقتل نساء واطفال وشيوخ وشبان, والولايات المتحدة اقصى ما ذهبت اليه دعوة الاطراف الى التهدئة وكأن بضعة شبان بمسدسات او اسلحة خفيفة نداً للجيش الصهيوني التي تدعمه كل الدول الغربية وفي المقدمة الولايات المتحدة بالطائرات والدبابات والغواصات والبوارج الحربية حتى الاسلحة النووية والصواريخ العابرة للقارات.....

في حين كان رد فعلها على عملية النبي يعقوب حدث ولا حرج, فقد اتصل الرئيس الأمريكي جو بايدن شخصياً برئيس الحكومة الصهونية معرباً عن تعازيه لاهالي القتلى وشجبه واستنكاره وادانته باشد العبارات للهجوم الارهابي حسب قوله ومعلناً استعداده لتقديم أي شئ يطلبه الكيان الغاصب, وكذلك فعلت نائبة الرئيس كامالا هاريس ووزير الخارجية انتوني بلينكن وغيرهم من المسؤلين الامريكان, على الرغم ان العملية حدثت في اراضي فلسطينية احتلها الصهاينة عام 1967 بالقوة العسكرية ويعتبرها العالم أجمع وفي المقدمة الولايات المتحدة نفسها انها اراضي فلسطينية واقعة تحت الاحتلال بموجب كل القوانين والاعراف الدولية ذات الصلة, أي وفقاً للقانون الدولي لاهلها الحق في مقاومة القوة التي تحتل أرضهم, وبالتالي تكون العملية وفقاً للقانون الدولي مشروعة تماماً.. ولكنه النفاق الامريكي والانحياز السافر لقوى الظلم والعدوان.. حسبنا الله ونعم الوكيل.

آخر الكلام:

التوقعات تشير إلى وصول وزير الخارجية الأمريكي انتوني بلينكن الى المنطقة لن يغير شئ, وابعد ما سيذهب اليه الاجتماع بالقادة السياسيين في فلسطين والكيان الصهيوني والحديث بلا مغزى عن ضبط النفس والتنسيق الامني والسلام وما ألى ذلك, رغم معرفته ان القيادة الفلسطينية ليس بمقدورها عمل أي شئ حقيقي حيال مثل هذه العمليات, لان الذين قاموا بها هم افراد لا ينتمون لاي فصيل كما انهم من أهل القدس التي يحتلها الكيان الصهيوني ويسيطر عليها بالكامل بل يعتبرها "عاصمة له".  

فشل الكيان الغاصب في تأمين ما يعتبرها عاصمته يظهر مدى ركاكة اجراءاته الأمنية رغم الميزانية الهائلة المرصودة لهذا الغرض, كما يبرز افتقار القائمين على الأمن القومي للكفاءة والخبرة وفي مقدمتهم وزيرهم البائس بن غفير رغم تهديده ووعيده... فقد برهن الرجل أن ذلك كل ما لديه.
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف