الأخبار
إعلام إسرائيلي: إسرائيل تستعد لاجتياح رفح "قريباً جداً" وبتنسيق مع واشنطنأبو عبيدة: الاحتلال عالق في غزة ويحاول إيهام العالم بأنه قضى على فصائل المقاومةبعد جنازة السعدني.. نائب مصري يتقدم بتعديل تشريعي لتنظيم تصوير الجنازاتبايدن يعلن استثمار سبعة مليارات دولار في الطاقة الشمسيةوفاة العلامة اليمني الشيخ عبد المجيد الزنداني في تركيامنح الخليجيين تأشيرات شنغن لـ 5 أعوام عند التقديم للمرة الأولىتقرير: إسرائيل تفشل عسكرياً بغزة وتتجه نحو طريق مسدودالخارجية الأمريكية: لا سبيل للقيام بعملية برفح لا تضر بالمدنييننيويورك تايمز: إسرائيل أخفقت وكتائب حماس تحت الأرض وفوقهاحماس تدين تصريحات بلينكن وترفض تحميلها مسؤولية تعطيل الاتفاقمصر تطالب بتحقيق دولي بالمجازر والمقابر الجماعية في قطاع غزةالمراجعة المستقلة للأونروا تخلص إلى أن الوكالة تتبع نهجا حياديا قويامسؤول أممي يدعو للتحقيق باكتشاف مقبرة جماعية في مجمع ناصر الطبي بخانيونسإطلاق مجموعة تنسيق قطاع الإعلام الفلسطينياتفاق على تشكيل هيئة تأسيسية لجمعية الناشرين الفلسطينيين
2024/4/26
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

البدر العيني وكتابه "السيف المهند في سيرة الملك المؤيد" في رسالة جامعية

تاريخ النشر : 2023-01-17
البدر العيني وكتابه "السيف المهند في سيرة الملك المؤيد" في رسالة جامعية

بقلم: أبو الحسن الجمال – كاتب ومؤرخ مصري

يشكل بدر الدين العيني إحدى حلقات تاريخ مصر الإسلامية؛ تلك المدرسة التي بدأت بابن عبد الحكم ومازالت تعطي حتى اليوم، وقد أنجبت العشرات من أعلام المؤرخين أمثال: الكندي وابنه، وابن زولاق، والمسبحي، والنويري، والقلقشندي، وابن فضل الله العمري، والمقريزي، وابن حجر العسقلاني، وابن تغري بردي، والسخاوي، والسيوطي، وابن إياس الحنفي وصولاً إلى عبد الرحمن الجبرتي..

وقد كان للبدر العيني عطاءات في مجالات عدة؛ فهو المحدث، والفقيه، والمفسر، والمؤرخ، وكاتب السير، وقد برع في كل هذه المجالات، وفي مجال التاريخ أمدّ المكتبة العربية بالعديد من الكتب التي دلت على طول باعه في هذا المجال، ومن أهم كتبه "عقد الجمان في تاريخ الزمان" في التاريخ الإسلامي العام ويقع في حوالي ستين مجلد، وله كتب أخرى منها "السيف المهند في سيرة الملك المؤيد" شيخ المحمودي.. وحسناً اختارته الباحثة هبة حسنين حبيش ليكون موضوع رسالتها للدكتوراه والتي حصلت عليها مؤخراً من كلية الآداب بجامعة الإسكندرية، وجاءت تحت عنوان "مظاهر الحياة السياسية في عهد الملك المؤيد شيخ المحمودي(815-824هـ/1412-1421م) من خلال كتاب"السيف المهند في سيرة الملك المؤيد" لبدر الدين العيني"، بإشراف الأستاذ الدكتور حمدي عبد المنعم محمد حسين أستاذ التاريخ الإسلامي والحضارة الإسلامية، فقامت بدراسة كل ما يتعلق بالملك المؤيد شيخ المحمودي وعصره من خلال كتابه "السيف المهند في سيرة الملك المؤيد" لما يحتويه من تاريخ المماليك الجراكسة بصفة عامة، وذلك لأنها فترة مهمة في تاريخ مصر المملوكية وتأتي أهمية هذا المصدر لأنه يتحدث عن شخصية ملك أو سلطان من مماليك مصر، فأرادت أن توضح ما ترتب على حكمه من أفعال وأقوال حسنة أو غير ذلك بالتحليل الدقيق لهذا المصدر.

ويعد كتاب "السيف المهند في سيرة الملك المؤيد" مصدراً مهماً في التاريخ لعصر الملك المؤيد شيخ المحمودي الذي تولى حكم دولة المماليك الجراكسة في الفترة من 815-824هـ وتكمن أهميته في أن المؤلف بدر الدين العيني كان شاهداً عياناً على أحداث عصره، وإن كتبه تزلفاً وتودداً للملك المؤيد، ولكنه كان حافلاً بسرد الأحداث التاريخية في لغة آسرة وقد استفاد العيني بخبرته كمؤرخ موسوعي وقد خدّم على موضوعه بتميزه في العلوم الأخرى.. إذن نحن بإزاء موسوعة موسوعة ثقافية ضخمة؛ فقد اهتم العيني بالغ الاهتمام بالشواهد القرآنية التي أكثر منها، كما استشهد بالحديث النبوي في القضايا التاريخية، ويراه أصلاً ثابتاً للاستدلال بعد كتاب الله تعالى على الرغم من وقوعه في هفوات وسقاطات الأحاديث النبوية،  كما استعان بالشواهد الأدبية والتاريخية ولكن جاءت الشواهد الأدبية عند العيني قليلة جداً قياساً للشواهد القرآنية.

وذكرت الباحثة أن البدر العيني ظهر في كتابه السيف المهند مؤيداً وداعماً على طول الخط لسياسات المؤيد شيخ في كل فصول الكتاب، ومادحاً، له وقام بالاستشهاد بالرؤيا والأحلام في أكثر من موضع بالكتاب، وذلك لتعظيم وتدعيم موقف المؤيد شيخ؛ وهذا يدل على عدم أمانته في العرض والتحليل واتباعه لهوى نفسه وعدم مصداقيته ونفاقه في كثير من أحداث الكتاب بعد مقارنته بهذه الأحداث من خلال مصادر مؤرخين معاصرين.

وتبرهن الباحثة على رؤيتها بإزاء العيني وكتابه بأن المجتمع المصري في عهد الملك المؤيد شيخ قد تعرض لسوء الأوضاع السياسية والاقتصادية بسبب من أحاط به من بطانة اتصفت بسوء الأخلاق وزراء انفردوا بالجشع والطمع والرغبة الشديدة في تحقيق المصالح الشخصية، وأن أطماع المؤيد شيخ فى السلطنة كانت سبباً رئيسياً في خراب مصر والشام لكثرة ما أثاره من الفتن وأسباب الشر أيام نيابته بطرابلس ودمشق، وأنه عندما تولى الحكم أفسد الدولة لكثرة المظالم التي وقعت في أيامه ونهب البلاد وتسلط أتباعه على الناس يسومونهم الذلة ويأخذون ما قدروا عليه بغير وازع من عقل أو دين، بالإضافة إلى الفتن والثورات والعصيان الذي اتصف به عصره كانت أساس الوضع السياسي المضطرب الغير مستقر للبلاد كان من نتائجه تذبذب الوضع الاقتصادي وتقلب سعر الذهب وانتشار الأمراض والأوبئة مثل: الطاعون وما تبع ذلك من غلاء الأسعار، وحدوث مجاعات وأزمات كأزمة القمح، وقد أثّر ذلك على سوء أحوال الرعية من فقر وجوع.. إذن فالمؤيد شيح كحاكم للبلاد فشل فى إداره البلاد سياسياً واقتصادياً واجتماعيا.

وتنقل الباحثة عن مؤرخين آخرين عن فساد الملك المؤيد شيخ وسؤء أخلاقه وسوء تقديره للأمور منها إقدامه على قتل ابنه بالسم، وتضاربت الأقاويل عن سبب القتل، فمنهم من يقول أنه خوفه على السلطة بعد تفوق ابنه في حملته على البلاد القرمانية، فخشى أن يخلعه ويجلس مكانه، ومنهم من يرجع سبب القتل إلى أن إبراهيم كان ينوي قتل والده من أجل الانفراد بالسلطة، ومنهم من يقول أنه يعشق بعض جواري والده وأنه يرغب في التخلص من والده من أجل الوصول إليهن، وبصرف النظر عن الأسباب التي ذكرها مؤرخي العصر المملوكي فإنها لم تكن مبررا لإقدام المؤيد شيخ على هذه الجريمة التي يسجلها ضده التاريخ ولم تغتفر له.

وقد تناولت الباحثة ما للمؤيد شيخ وما عليه، ومن أعماله الحسنة فقد ذكرت أنه اهتم اهتماماً لم يسبق لأي من الملوك الجراكسة السابقين بالعلم والعلماء، فقد كان يكرم أهل العلم بسخاء، فقد كان يفرق عليهم الذهب والفضة، وكان أيضاً يذكر بنفسه المنقطعين من العلماء، ويرسل لهم نصيبهم من الذهب، حتى أنه عندما حدث الغلاء في البلاد وانعدم الخبز فقد كان يرسل بنفسه إلى كل واحد من المدرسين في المدارس والمشايخ في الخانقاوات والزوايا مبلغ عشرة دنانير وأردبا من القمح، وكان يحسن استقبال أهل العلم القادمين إلى البلاد وينعم عليهم بوفرة من المال.

وقد قسمت الباحثة هذه الدراسة إلى مقدمة وثلاثة فصول ثم كانت الخاتمة التي اشتملت على أهم النتائج التي توصلت إليها الدراسة، ثم اردفت ذلك بثبت المصادر والمراجع التي اعتمدت عليها

ففي المقدمة فقد تحدث الباحثة عن أهمية الموضوع ومنهج الدراسة والدراسات السابقة عرض لفصول الدراسة كعرض وتحليل لأهم المصادر.

أما الدراسة التمهيدية فقد تعرضت الباحثة فيها إلى التطور السياسي لدولة المماليك الجراكسة من حيث نشأتهم وأصولهم وبداية ظهورهم على مسرح الأحداث السياسية حتى وصولهم للحكم.

وفي الفصل الأول بعنوان "العيني ومنهجه من خلال السيف المهند في سيرة الملك المؤيد" لبدر الدين العيني، وقد تحدثت فيه عن بدر الدين العيني وحياته ونشأته ومؤلفاته، ثم تعرضت لمنهجه في كتاب السيف المهند في سيرة الملك المؤيد بالدرس والتحليل، ثم قامت الباحثة بدراسة الملك المؤيد شيخ المحمودي في كتابات المؤرخين المعاصرين له، حيث استعرضت الباحثة آراء المؤرخين المعاصرين لبدر الدين العيني،وقامت بمقارنة ما نقلوه من أحداث تاريخية للمؤيد شيخ وما نقله بدر الدين العيني من خلال كتاب السيف المهند في سيرة الملك المؤيد.

أما الفصل الثاني والذي جاء تحت عنوان "السياسة الداخلية والخارجية للمؤيد شيخ من خلال كتاب السيف المهند في سيرة الملك المؤيد" لبدر الدين العيني، وفيه تحدثت الباحثة عن الإصلاحات التي قام بها المؤيد شيخ في دولة المماليك البرجية، ثم عرجت للحديث عن سياسة السلطان المؤيد شيخ الداخلية وهذه الفترة التي كانت على صفيح ساخن من الفتن والثورات الداخلية وفي مقدمتها ثورة الأمير نوروز والأمير شيخ والأمير نوروز في بداية الأمر لخلع الناصر، وتقسيم السلطة بينهما، ولكن بعد خلع الناصر حدث عداء بين المؤيد شيخ والأمير نوروز حول الانفراد والسيطرة بالحكم، وأخذ المؤيد شيخ التدابير والحيل ضد الأمير نوروز إلى أن تمكن في النهاية من قتله والانفراد بالسلطنة، ثم ثورات وفتن عديدة قام بها تنم الحسني، وتوسعات تيمورلنك وحركة الأمير طوغان الحسنى وفتنة الأمير أقباي المؤيدي وفساد العربان، السياسة الخارجية، وتحتوى على علاقة المؤيد شيخ بالممالك المجاورة له من ترك وجركس والروم بالإضافة إلى بعد صيته في البلاد وعند ملوك الأطراف وتقدم الولايات له في القلاع الإسلامية والبلاد الشامية والحلبية والصفدية والطرابلسية والكراكية ووصل المؤيد شيخ إلى أبلستين ثم ملطة وأنقذ أهلها من الترك..

وفي الفصل الثالث وعنوانه "نظام الحكم والإدارة من خلال كتاب السيف المهند في سيرة الملك المؤيد"، وقد قامت الباحثة بالحديث نظام الحكم والإدارة لهذا العصر في مرآة العيني وما يحمله من صفات ومواقف في فترة حكمه كما تحدثت عن المراسيم الخاصة بكل منصب وذكر مهامه واختصاصاته..

وفي النهاية نتمنى للباحثة التوفيق في نشر هذه الرسالة لتعم الفائدة..


 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف