الأخبار
إعلام إسرائيلي: إسرائيل تستعد لاجتياح رفح "قريباً جداً" وبتنسيق مع واشنطنأبو عبيدة: الاحتلال عالق في غزة ويحاول إيهام العالم بأنه قضى على فصائل المقاومةبعد جنازة السعدني.. نائب مصري يتقدم بتعديل تشريعي لتنظيم تصوير الجنازاتبايدن يعلن استثمار سبعة مليارات دولار في الطاقة الشمسيةوفاة العلامة اليمني الشيخ عبد المجيد الزنداني في تركيامنح الخليجيين تأشيرات شنغن لـ 5 أعوام عند التقديم للمرة الأولىتقرير: إسرائيل تفشل عسكرياً بغزة وتتجه نحو طريق مسدودالخارجية الأمريكية: لا سبيل للقيام بعملية برفح لا تضر بالمدنييننيويورك تايمز: إسرائيل أخفقت وكتائب حماس تحت الأرض وفوقهاحماس تدين تصريحات بلينكن وترفض تحميلها مسؤولية تعطيل الاتفاقمصر تطالب بتحقيق دولي بالمجازر والمقابر الجماعية في قطاع غزةالمراجعة المستقلة للأونروا تخلص إلى أن الوكالة تتبع نهجا حياديا قويامسؤول أممي يدعو للتحقيق باكتشاف مقبرة جماعية في مجمع ناصر الطبي بخانيونسإطلاق مجموعة تنسيق قطاع الإعلام الفلسطينياتفاق على تشكيل هيئة تأسيسية لجمعية الناشرين الفلسطينيين
2024/4/25
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

دراسة نقدية للناقد العراقي د. هاني عقيل حول رواية "إلى أن يُزهر الصّبّار" للروائية الفلسطينية ريتا عودة

تاريخ النشر : 2022-12-29
السرد الروائي بين الاسترجاع السردي وتقويض البناء

دراسة نقدية للناقد العراقي د. هاني عقيل

حول رواية "إلى أن يُزهر الصّبّار" للروائية الفلسطينية ريتا عودة

من مسلمات الناقد الروائي المعاصر أن يتتبَّع مسارات التطور السردي الحداثي في ظل مناخ روائي تتشابك فيه مجموعة من الأصوات الذاتية يطلقها صاحب الرواية وغالبا ماتعلوا تينك الأصوات على صوت الذات، إذ لابد لصاحب المنتج الروائي أن يعطي مساحة من الحرية للشخصيات داخل الرواية وهذا ما وجدناه في منتج الروائيات العربيات المعاصرات ومنهن على سبيل الذكر لا الحصر (روايات سميرة خاشقجي ورواية غدا سوف يكون الخميس لهدى الرشيد والبراءة المفقودة لهند باغفار)، ففي مجملها تندرج تحت مصطلح السرد العاطفي الرومانتيكي ومن المسلم به أن تكون لهن سطوة على شخصيات الرواية تحت مناخها الرومانتيكي لكننا كثيرا ما نجد انفلات سردي لاحد شخوص الرواية وتمردها على الذات المنتجة وهذا مما لاشك فيه أقصى حالات الابداع اذ نجد أن الروائي يتلاشى في شخوصه رغم أصوات الأنا وهذا مانجده في رواية "انثى العنكبوت" للروائية السعودية (قماشة العليان).
 
الرواية النسوية المعاصرة إن صح التعبير لا تقتل شخوصها بل هي تذهب الى أبعد من ذلك اذ تقوم باحياء فكرة الخلود والموت والميلاد واستلهام موروثات اثنية أو عقائدية ايديولوجية وردت في الكتب المقدسة وهنا تظهر حذاقة الراوي في بث الروح فيها من جديد ورغم سطوتها الدينية الا أن صوته يظهر جليا وفق معالجات سردية وفكرية ولغوية باشتراطات حداثية لا تتأتى لأي كان وهذا ما نجده في رواية الكاتبة الفلسطينية (ريتا عودة) في روايتها الموسومة "إلى أن يُزهر الصّبّار" فهي أدهشتنا برؤيتها لأسطورة حواء وآدم والأفعى والشيطان والصراع الدراماتيكي ضمن الاسترجاع السردي العفوي الذي تميزت به وفق تداعيات حرة استطاعت (ريتا عودة) من خلالها أن تقدّم تحليلا عميقا لفكرة الحبّ الأزلي وفكرة البحث عن الآخر وفق مسارات التيه.

(ريتا عودة) في روايتها "إلى أن يُزهر الصّبّار" أحدثت قفزة مائزة في مسار الرواية النسوية المعاصرة تقصيناها من خلال مسارين
 
المسار الأول والأهمّ كما نراه أنّها عملت على تقنية الاسترجاع السردي دون تقويض البناء الروائي او اضعافه مبتعدة عن السرد التسلسلي التقليدي.
 
المسار الثاني تثوير لغة السرد الروائي من أوّل عتبة لها الى آخر مشهد من الرواية وكأنك أمام (رواية شعرية بامتياز )، وهذا مصطلح روائي قدمته (ريتا عودة) غير مسبوق مما أضفى عليها الكثير من الأنساق النثريّة الحداثية فلا نرى سردا زمنيا متوالدا بل استرسالا سرديا مشهديا مضغوطا بلغة مكثّفة موشورية ذات أصوات متعدّدة.
 
ناهيك عن أنها وبحذاقة متناهية استطاعت أن تتلاعب بازمنتها استرجاعا واستشرافا كوظيفة جمالية دون المساس بسير الأحداث داخل روايتها الموسومة "إلى أن يُزهر الصّبّار" وقد نذهب إلى أكثر من ذلك فمن القناعات النقدية لدى الناقد الروائي أنّ اللغة داخل الرواية تبطئ حركة القصّ، الاَّ أنّ (ريتا عودة) قد تكون تنبهت إلى ذلك فقدمت الى لغة مكثفة للحوار استطاعت من خلالها من تسريع القصّ الروائي لديها فهي تعلم مسبقا أنّ الزمن في الرواية غير موازٍ لزمن الواقع لذا قدَّمتْ لنا أحداثا مكثّفة بلغة مكثّفة متخطيةً بذلك رتابة السرد الروائي التقليدي.
 
كما أننا نعلم كرؤية نقدية معاصرة للرواية العربية أنّ زمن الحكاية هو مجموع الفترة التي تستغرقها الأحداث داخلها كقص سردي غير أنّ زمن السرد هو الذي يتناسب مع البنية السردية، لذا نرى أنّ (ريتا عودة) طوت السنين بجمل بسيطة وهذا ما أدهشنا لتمكنها من تطويع لغة الحوار داخل السرد الروائي.
 
أخطر ما في العمل الروائي هو الكيفية التي يحرك بها الراوي الزمن بخطاب روائي عمودي وزمن أفقي استرجاعا واستشرافا والاحتفاء بتقنية الحذف التي لا بد من خلالها ان يقفز السارد عموديا على افقية الزمن.

**
إنّ من أهم مايميز العمل الروائي هو عملية التناص فهو في مجمله يتشكل داخل الرواية سرديا يحتفى من خلاله برؤية الواقع والخيال فهي في مجملها متخيل سردي لمخيال راوٍ يتصل من خلال روايته خارجيا بالواقع. 

ريتا عودة في روايتها إلى أن يُزهر الصّبّار احتفت بتناصها الاثني الموروث ومن تراثها الديني ومما رصدناه لديها تفاعل السرد وتلك الموروثات الاثنية وهذا مصداقا لقول جوليا كرستيفا التي تعد اول من اطلق مصطلح التناص إذ اعتبرت أنّ (كل نص هو امتصاص وتحويل لنص اخر ) وهذا يوصلنا الى عمل الروائية (ريتا عودة) ومن خلال تناصها قدرتها على تحليل التفاعل بين الدلالات اللغوية ومنابعها الذاتية قدمتها بولادة جديدة يمكن عدها منعطفا جديدا للرواية العربية.
 
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف