الأخبار
إعلام إسرائيلي: إسرائيل تستعد لاجتياح رفح "قريباً جداً" وبتنسيق مع واشنطنأبو عبيدة: الاحتلال عالق في غزة ويحاول إيهام العالم بأنه قضى على فصائل المقاومةبعد جنازة السعدني.. نائب مصري يتقدم بتعديل تشريعي لتنظيم تصوير الجنازاتبايدن يعلن استثمار سبعة مليارات دولار في الطاقة الشمسيةوفاة العلامة اليمني الشيخ عبد المجيد الزنداني في تركيامنح الخليجيين تأشيرات شنغن لـ 5 أعوام عند التقديم للمرة الأولىتقرير: إسرائيل تفشل عسكرياً بغزة وتتجه نحو طريق مسدودالخارجية الأمريكية: لا سبيل للقيام بعملية برفح لا تضر بالمدنييننيويورك تايمز: إسرائيل أخفقت وكتائب حماس تحت الأرض وفوقهاحماس تدين تصريحات بلينكن وترفض تحميلها مسؤولية تعطيل الاتفاقمصر تطالب بتحقيق دولي بالمجازر والمقابر الجماعية في قطاع غزةالمراجعة المستقلة للأونروا تخلص إلى أن الوكالة تتبع نهجا حياديا قويامسؤول أممي يدعو للتحقيق باكتشاف مقبرة جماعية في مجمع ناصر الطبي بخانيونسإطلاق مجموعة تنسيق قطاع الإعلام الفلسطينياتفاق على تشكيل هيئة تأسيسية لجمعية الناشرين الفلسطينيين
2024/4/24
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

وبكت الدالية

تاريخ النشر : 2022-12-24
وبكت الدالية

- ناس حدهوم أحمد

وقف محمد نادل مقهى المواعيد أمام داليته الجميلة التي يحيطها دوما بكامل عنايته الفائقة. ولم يكن يعلم بأن نظرته الحالية هي الأخيرة. فقد كان يحدق فيها بإمعان غير معهود منه ودون أن
يدري أنها نظرة وداع.

الدالية كانت تتأهب لموسم ولادتها خلال الصيف الذي لاح على الأبواب. لتجود بعناقيدها الفريدة وبظلالها الرائعة فتضفي على باحة المقهى بهاءً ورونقاً من فوق رؤوس الرواد خلال كل
المساءات الدافئة والمقمرة. الجميع كان في انتظار هذه الولادة أسوة بالولادات الأخرى المنصرمة. لم يبق سوى برهة زمنية قصيرة حتى تطل تلك العناقيد الرضيعة مشرقة كنجوم خضراء تكاد تهتف بألحان الربيع والصيف الذي يليه وقد تزامن مع حلول شهر رمضان الكريم . ليخلو الرواد لسهراتهم إلى غاية ميعاد دق الطبول إعلانا لوقت السحور.

هاهي الدالية قد أورقت ونشرت براعيمها الورقية الخضراء فتحولت إلى غطاء نباتي باهر. وكان النادل محمد مسرورا وفخورا بها في آن . فهو الذي لم يتخل يوما عن إروائها بالماء الزلال الصافي والنظيف فكان يزيد في إحيائها وبعث الحياة فيها لتجود هي أيضا على فضاء المقهى بعناقيدها المثقلة بحبيبات العنب ليتذوقها الفقراء والمعجبون بعد الفطور خلال الشهر المقدس.

الرواد يثنون على الدالية وخيراتها التي تكون دائما في متناول الجميع بدون استثناء .إنها محط إعجاب وحب وحنان .
فجأة وبدون سابق إعلام هجمت وحوش الإسمنت لتمزق الأوراق بلا رحمة أو ضمير وذلك قبل استئناف الأشغال الوهمية فكأن بينهما ثأر وانتقام . لم يبق سوى أعواد الشجيرة مغروسة
بثبات في الحوض المسيج الذي بناه لها محمد بكل شغف واعتزاز. وبعد الهجوم أصبح الفضاء كأنه أصيب بزلزال.

لاحظ الرواد قطرات مائية صافية لامعة مثل الضوء تنبثق عن رأس الجدع المقطوع والمتفرع من الحوض. كانت دموع الدالية شبيهة بدموع أم ثكلى فقدت فلدات أكبادها. هذا المصاب
أحدث تصدعا وجلبة داخل المقهى وخارجها. ولم يعد هناك من حديث إلا عن نكبة الدالية. الأم المفجوعة.

وقف الجميع يملؤهم الغيظ والحزن وهم يتأملون تلك القطرات من الدموع تسيل قطرة قطرة بدون انقطاع لأيام. والرواد يرددون
- إنها تبكي
- الدالية تبكي
- إنها تبكي عناقيدها التي أجهضت
الحزن خيم على الجميع ودموع الدالية تقطر في هدوء منكسر.
الترقب لعودة وحوش الإسمنت لاقتلاع جذور الشجيرة يرتعش في عيون الرواد. ستختفي تلك الهالة الخضراء من الساحة.
ولن يبقى سوى الذكريات
هذا ما جاء من أجله وحوش الإسمنت أعداء المناطق الخضراء.

 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف