الأخبار
بعد جنازة السعدني.. نائب مصري يتقدم بتعديل تشريعي لتنظيم تصوير الجنازاتبايدن يعلن استثمار سبعة مليارات دولار في الطاقة الشمسيةوفاة العلامة اليمني الشيخ عبد المجيد الزنداني في تركيامنح الخليجيين تأشيرات شنغن لـ 5 أعوام عند التقديم للمرة الأولىتقرير: إسرائيل تفشل عسكريا بغزة وتتجه نحو طريق مسدودالخارجية الأمريكية: لا سبيل للقيام بعملية برفح لا تضر بالمدنييننيويورك تايمز: إسرائيل أخفقت وكتائب حماس تحت الأرض وفوقهاحماس تدين تصريحات بلينكن وترفض تحميلها مسؤولية تعطيل الاتفاقمصر تطالب بتحقيق دولي بالمجازر والمقابر الجماعية في قطاع غزةالمراجعة المستقلة للأونروا تخلص إلى أن الوكالة تتبع نهجا حياديا قويامسؤول أممي يدعو للتحقيق باكتشاف مقبرة جماعية في مجمع ناصر الطبي بخانيونسإطلاق مجموعة تنسيق قطاع الإعلام الفلسطينياتفاق على تشكيل هيئة تأسيسية لجمعية الناشرين الفلسطينيينمسؤولون أميركيون:إسرائيل لم تضع خطة لإجلاء المدنيين من رفح..وحماس ستظلّ قوة بغزة بعد الحربنتنياهو: سنزيد الضغط العسكري والسياسي على حماس خلال الأيام المقبلة
2024/4/24
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

لغة الشّعر في القصيدة العربيّة قديمًا وحديثًا

تاريخ النشر : 2022-12-21
لغة الشّعر في القصيدة العربيّة قديمًا وَحديثًا

بقلم: الأديبة والكاتبة المسرحية والناقدة والشاعر فوزية بن حورية


في حضور مبهج ومُقنع نوعًا وَعددًا، ثلاثة أجيال شعريّة تلتقي وتساهم في إنجاح أوّل ورشة يُقيمها ( نادي الشّعر " مختار اللّغماني" ).
موضوعها: ( لغة الشّعر في القصيدة العربيّة قدبمًا وَ حديثًا):
مُساهمةً منه في الاحتفاء باليوم العالميّ للّغة العربيّة نظّم ( نادي الشّعر "مختار اللّغماني" ) برئاسة الدكتور عبد العزيز الحاجي بعد ظهر يوم الجمعة المُنقضي 16 ديسمبر 2022 في ( المركز الثّقافيّ لِمدينة تونس) أوّل ورشة شعريّة هذا الموسم موضوعها ( لغةُ الشّعر في القصيدة العربيّة قديمًا وَحديثًا). وقد سعدنا في هذا الإطار بحضور لفيف من المبدعات والمبدعين الذبن يلتحقون بنا لأوّل مرّة، في مقدّمتهم مواهب تلمذيّة واعدة مُمثّلة في الشّاعرات الثّلاث ( آية خمّاسي) و( مرام بن سمير) و( إسراء القادري).

كما سعدنا أيضا بحضور الشّاعرة ( روضة بو سليمي) التي صدرت لها اخيرا في الَمغرب الاقصى باكورتها الشّعريّة (لاحباء في الخيال)، وبحضور الشاعر ( عرّادي نصري) الذي صدرت له هو ايضا منذ أشهر باكورته السّعريّة ( هذا الذي املى) المُتحصّلة على جائزة كرسيّ أبي القاسم الشّابّي، وقد حلّ بيننا ( نصري) مصحوبا بصديقه الشّاعر ( بسّام عصام زيدي).

وإذ قسّم العمل في الورشة إلى قسمين : نظريّ و تطبيقيّ فقد تدخّل في المرحلة الأولى ثلاقة مبدعين ينتمون إلى هيئة النّادي التّسييريّة تناول كلّ واحد منهم تحوٍلات اللّغة الشّعريّة في مرحلة من مراحل الشّعر العربيّ،. فكانت العُجالة الاولى متمثّلة في تنزيل موضوع الورشة بين إكراهات الشّعريّة الشّفويّة و نقيضتها الشّعريّة الكتابيّة، حيث بيّن المُتدخّل انّ اللّغة الشّعريّة في النّموذج الشْعريّ التّأسيسيّ العربيّ عامّة ظهرت مُسوّرة بالحسّيّ وَالمنطقيّ والعقلانيّ تبعا لهيمنة خصائص الشّعريّة الشّفويّة في غياب الكتابة و تبعا لسيطرة الإنشاد كطريقة في تواصل الشْاعر مع متلقّيه في ذاك العصر. وهي ظاهرة وإن ظلّت مُهيمنة هيمنة مُطلقة طيلة العصر الجاهليْ فقد احدث فيها العصر الإسلاميّ تحوّلا نسبيّا مع ظهور الكتابة و تراجع المشافهة فتبلورت علاقة جديدة بين الشّاعر كاتبا لا مُنشدا فقط، وبين المتقبّل قارئا لا متلقْيا بالسّماع فقط، كما كان هو الشان في العصر الجاهليّ، وهي علاقة انعكست إيجابيّا على لغة الشّعر التي أصبحت لغة اكثر غناء بالدّلالة وبانفتاح سعر المُحدثين على لغة العصر وعلى الحياة الحضريّة في القرن الثّاني ( الانفتاح على الحضارة الفارسيّة و ظهور مجالس الانس والغناء والطّرب...).. وقد مثّل شعر ابي تمّام النّموذج الابرز لهذا التْحوّل الذي ظهرت فيه لغة الشّعر استعاريْة غنيْة بالدّلالة مُمّا يجوز معه الحديث حقّا عن ثنائيّة الشّاعر المؤلّف أو الكاتب والمتقبّل القارئ والتي سنجدها اوضح ما تكون لغةً وتجربةً في الشّعر الصّوفيٍ التي تستمدّ غناها من اعتماد المتصوّفين الرّموز فيكتابتهم للشْعر وفي تحويل تجاربهم فنّيّا: الاسماء رموزًا، مثلا ( اسماء المرأة زمزا للجمال المطدق، واسم الخمرة رمزا للنّشوة الرٍوحيّة.. )، والحروف رموزًا ( العين رمزا للصّفو والصّفاء، مُقابل الغيْن رمزا للكدر....).

الشّاعرة ( علياء علول الكشو) كانت هي المُتدخّلة الثّانية حيث اهتمّت بمنزلة اللّغة الشّعريّة في المُوشّحات في الشّعر المشرقيّ وفي الشّعر الأندلسيّ حيث استوقفها غناها النّاتج اصلا عن غنى المجتمع العربيّ الإسلاميّ الذي كان آنذاك عبارة عن خليط بين الاجناس البشريّة المتنوّعة ،وهو غنى جعل شعر الموشّحات، كما قالت الأستاذة ( علياء) إضافةً فنّيّة حقيقيّة للمدوّنة الشّعريْة العربيْة في مستوى اللّغة وفي مستوى التّجربة الفنّيْة ككلّ. وقد ختمت عُجالتها هذه بِملاحظتيْن هامّتين، في الأولى اشارت إلى تراجع سطوع شعر الموشّحات في الاندلس خاصّة عندما بدأ العرب يفقدون مواطن من نفوذهم ممّا جعل الشّعراء بعودون إلى نموذج القصيدة الخليلية يلوذون به املا في تحقيق توازن الذْات.

أمّا الملاحظة الثّانية التي ختمت بها الشّاعرة ( علياء علولو الكشو) حديثها فتتعلّق بمحاولة بعض السّعراء الرّومنسيّين العرب ان يحيوا شعر الموشْحات دون ان يحقّقوا في ذلك نجاحًا مُعتبرًا.

ثالث المُتدخّلين كانت الاديبة الاستاذة ( ريم العيساوي) حيث بيّنت بالاستناد إلى طه حسين في كتابه ( الشّعر الجاهليّ) غنى لغة هذا الشّعر بفضل تعدّد اللّهجات آنذاك. و قد اطلقت المتحدّثة هذا الحُكم بعد ان توقّفت مليّا عند مراحل هذا الشّعر قديما...

في القسم الثْاني من هذه الوزشة انصت الحاضرون إلى التّلميذات الثّلاث ( آية خمّاسي ،و مرام بن سمير، وإسراء قادري) اللاتي اتحفننا بنصوص إبداعيّة جميلة وواعدة تفاعل معها بعض الحاضرين بما اقتضته من ملاحظات
تخصّ لا حاضر هؤلاء المواهب فقط بل ايضا ما ينتطر ثلاثتهنّ من بذل الجهد في المطالعة والكتابة.
وكان مسك الختام كالعادة مع قراءات إبداعيّة ( في الفصحى وفي لغة موليير) شارك فيها جميع الحاضرين. عبد العزز الحاجي.

 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف