الأخبار
إعلام إسرائيلي: إسرائيل تستعد لاجتياح رفح "قريباً جداً" وبتنسيق مع واشنطنأبو عبيدة: الاحتلال عالق في غزة ويحاول إيهام العالم بأنه قضى على فصائل المقاومةبعد جنازة السعدني.. نائب مصري يتقدم بتعديل تشريعي لتنظيم تصوير الجنازاتبايدن يعلن استثمار سبعة مليارات دولار في الطاقة الشمسيةوفاة العلامة اليمني الشيخ عبد المجيد الزنداني في تركيامنح الخليجيين تأشيرات شنغن لـ 5 أعوام عند التقديم للمرة الأولىتقرير: إسرائيل تفشل عسكرياً بغزة وتتجه نحو طريق مسدودالخارجية الأمريكية: لا سبيل للقيام بعملية برفح لا تضر بالمدنييننيويورك تايمز: إسرائيل أخفقت وكتائب حماس تحت الأرض وفوقهاحماس تدين تصريحات بلينكن وترفض تحميلها مسؤولية تعطيل الاتفاقمصر تطالب بتحقيق دولي بالمجازر والمقابر الجماعية في قطاع غزةالمراجعة المستقلة للأونروا تخلص إلى أن الوكالة تتبع نهجا حياديا قويامسؤول أممي يدعو للتحقيق باكتشاف مقبرة جماعية في مجمع ناصر الطبي بخانيونسإطلاق مجموعة تنسيق قطاع الإعلام الفلسطينياتفاق على تشكيل هيئة تأسيسية لجمعية الناشرين الفلسطينيين
2024/4/25
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

روسيا.. فلسطين ألف مائة عام حوار الحضارات

تاريخ النشر : 2022-12-19
روسيا.. فلسطين ألف مائة عام حوار الحضارات

بقلم: فخري سليمان - القدس
                      
صدر عن مؤسسة الجامعة للحوار والتعليم كتاب بعنوان "روسيا.. فلسطين  الف ومئة عام من حوار الحضارات" للاستاذ الدكتور عمر محاميد و تناول في كتابه، وعلى امتداد ثلاثمائة وأربع وعشرين صفحة، وبرؤية تاريخية شاملة، وبوعي عميق صفحات العلاقة بين فلسطين وروسيا. وتتبع الكاتب البدايات الأولى لتلك العلاقة منذ رحلة الأسقف دانييل الروسي إلى فلسطين وانتهاء بدور المفكرين والكتاب الفلسطينيين ممن تخرجوا من السيمينار الروسي في فلسطين. وعرج الكاتب على ما للكتاب والمبدعين الروس، من انطباعات ووجهات نظر ومذكرات عن فلسطين، وكيف وصفوا الحياة في فلسطين بعد ان شاهدوا بأم العين كيف يعيش الفلسطينيون، وكيف يمارسون طقوسهم اليومية.. 

وبرهافة جراح حاذق يشق الأستاذ محاميد بمبضع قلمه غلالة الزمن واخذنا في رحلة عبر الزمن او على بساط يراعه إلى مشاعر الكتاب الروس العظام مثل مؤلف رواية المعطف و صاحب المفتش والارواح الميتة نيقولاي غوغول. ناهيك عما كتبه العقيد نيكولاي فلاديمير فيتش الليربيرغ الذي كتب واصفا رحلته إلى فلسطين: " فجر 21 أيار من عام 1846 ومن خلف الأمواج وفي التيار البحري الرائع  هذه هي شواطئ يافا بعد سفر طويل ومتعب، بعد هذا العذاب المرير من البحار و الرحيل وصلنا شواطئ يافا. هنا وهناك انتشرت القوارب العربية التي اهتزت في الماء". 

هذا جزء من مقالة سأنشرها في الصحافة الفلسطينية بعد الانتهاء من كتابتها  هناك في كتاب الاستاذ الدكتور محاميد مساران اعتمدهما الكاتب. الأول هوتسجيل كتابات مفكرين وسياسيين روس عبروا فيها عن وجهات نظرهم ومشاعرهم تجاه فلسطين والفلسطينيين وهنا مسار اخر اتجه اليه اهتمام الكاتب. ويبدو ان الكاتب قد بذل جهودا كبرى ليصل إلى ما وصل اليه من معلومات.

لقد بحث الكاتب واشتغل بهمة ونشاط عاليين حين اثمرت جهوده تلك عن اكتشاف تفاصيل ومعلومات عن أملاك الكنيسة الأرثوذكسية الروسية في الأراضي الفلسطينية. ولا يوجد هناك أدنى شك بالقيمة الثمينة للنتائج التي توصل إليها الاستاذ عمر محاميد. و على مساحة ثلاثمائة وأربع وعشرين صفحة وستة فصول عرض الكاتب وتحدث عن رحلات الحجيج الروسي إلى فلسطين منذ الرحلة الأولى للأسف دانييل الذي وضع الأسس القواعد لهذا الصرح العالي من العلاقات، حيث أسس لحوار ثقافي متنوع الانغام،. حوار ديني ثقافي سياسي روحي.

ويعرج الكاتب على دور الجمعية الأمبراطورية  الأرثوكسية الفلسطينية التي تأسست عام  1882 ودور المنشورات والاصدارات والرحلات والمحلات والمدارس الروسية في فلسطين. وقد جاء إلى فلسطين الالاف منابناء الشعب الروسي حجاجا وزوار من فقراء الشعب ومن أبناء العائلة المالكة القياصرة الروس ومن المثقفين والأداء والشعراء والدبلوماسيين الذين تركوا لنا كنوزا من المعرفة والمعلومات والقصائد والاغاني والقصص والروايات المساواة من فلسطين وجبال وسهول وبحاروووديان وصحاري وأشجار نخيل وزيتون فلسطين. 

لهذا كرس الكاتب الفصل الأول للحديث عن فلسطين ومكانته الثقافية بين ثقافات شعوب العالم.  وفي الفصل الثاني تناول الاستاذ عمر تاريخ الرحلات الدينية الروسية والعالمية إلى فلسطين وما ارمه رجال الدين والسياسة والعلم من مختلف اقطار العالم الأوروبي الغربي والشرقيمن مذكرات ورسائل عن فلسطين، وأهمها رحلة الأسقف دانييل أثناء الحروب الصليبية. فينا تناول الفصل الثالثاهم الرحلات والكتب عن فلسطين، ونذكر منها رحلة الأديب الروسي الشهير صاحب رواية الأرواح الميتة والمفارش والعطف... نيكولا فاسيليفيتش غوغول وكتاب فلسطين للناشر والصحفي سوفورين الذي قام برحلته عام1887 واغناتي كراتشكوفسكي وغيرهم.. 

وجاء في الفصل الرابع نصوص وصور وبعض الوثائق ومعلومات اشهد لها الصور والوثائق من أرشيف مخالف المكتبات كمكتبة العلوم الروسية ومكتبة جامعت سانت بطرسبورغ وارشيف البروفيسور كلثوم عوده. وتناول الكاتب في مجلده الثاني من كتاب روسيا وفلسطين... حوار الحضارات تاريخ تأسيس الجمعية الروسية الفلسطينية والعلاقات السياسية الروسية الفلسطينية وتأثير فلسطين في السياسة الشرقية الروسية والنشاط الأدبي الواسعلخريجي المؤسسات التعليمية الروسية وتأثير هذا على الأدب والفكر العربي الحديث ودخول أفكار الثورة الاشتراكية وترجمة الأدب الروسي للعربية ونشوء تيارات أدبية في القصة والرواية( الواقعية الاشتراكية) والشعر الحديث. 

فيما يتناول الفصل الخامس من المجلد الثاني تأثير السياسة الشرقية الروسية  او ما عرف بالمسالة الشرقية على الحياة السيرة الروسية والدبلوماسية تجاه الأرض المقدسة الفلسطينية وصناعة القرار الروسي واهتمام العائلة المالكة في "الصعود" إلى فلسطين. أما الفصل السادس فيتناول نشاط روسيا والمنظمات الروسية المخالفة منذ تأسيس اللجنة الفلسطينية وشراء الأملاك في فلسطين بعد صدور الفرمان العثماني عام 1856الذي سمح للدول الأجنبية بشراء وإقامة المؤسسات على اراضي فلسطين.

وتحدث الفصل السابع عن تأسيس للمدارس الروسية والمؤسسات التربوية  السيمينار في الناصرة وبيت حالا ونا كان لذلك من تأثير على الحياة الأدبية والثقافيةالفلسطينية. فمن فلسطين خرجت بالعربية الأعمال الأولى للفيلسوف الروسي الأديب ليف توليستوي واشعار أمير الشعراء الروس العظيم بوشكين. فمن حيفا والقدس خرجت إلى النور المجلات الأدبية الأولى للكتاب الفلسطينيين خريجي السيمينار الروسي، ومن هذه الإصدارات الفكرية والادبية عرف العرب النظرات التربوية واعمال المستشرقين. وفي الفصل الثامن تناول الكاتب نشاطات خريجي السيمينار الروسي رواد الأدب والشعر الفلسطيني ومنهم خليل بيدس صاحب النفاس العصرية وسليم قبعين صاحب مجلة الإخاء وكلثوم عدة اول امرأة عربية من الناصرة تحظى بأوسمة الصداقة وارفع لقب علمي من جامعة روسية "لقب بروفيسور". نشاط الشاعر إسكندر خوري البيتجالي. 

وختم الكاتب للأستاذ عمر محاميد كتابه بفصل تاسع من المجلد الثاني لكتابه روسيا وفلسطين ألف ومئة عام من حوار الحضارات بالحديث عن تأثير نشلطهؤلاء الأدباء على الحياة الأدبية والثقافية الفلسطينية، كما اطلق عليه أدب للفقراء ومصطلح ادب المقامة للاستعداد والطغيان واجب الطبقات الوسطى ونضالها من أجل الحرية والانعتاق من قبضة النبلاء القساة كما في ادب تشيخوف ودستويفسكي وتولستوي وغوركي الذي رفع من شأن أبناء الطبقة العاملة والطبقات المسحوق وحولهم إلى أبطال قديسين يناضلون من اجل السعادة وخير الإنسانية.

 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف