الأخبار
إعلام إسرائيلي: إسرائيل تستعد لاجتياح رفح "قريباً جداً" وبتنسيق مع واشنطنأبو عبيدة: الاحتلال عالق في غزة ويحاول إيهام العالم بأنه قضى على فصائل المقاومةبعد جنازة السعدني.. نائب مصري يتقدم بتعديل تشريعي لتنظيم تصوير الجنازاتبايدن يعلن استثمار سبعة مليارات دولار في الطاقة الشمسيةوفاة العلامة اليمني الشيخ عبد المجيد الزنداني في تركيامنح الخليجيين تأشيرات شنغن لـ 5 أعوام عند التقديم للمرة الأولىتقرير: إسرائيل تفشل عسكرياً بغزة وتتجه نحو طريق مسدودالخارجية الأمريكية: لا سبيل للقيام بعملية برفح لا تضر بالمدنييننيويورك تايمز: إسرائيل أخفقت وكتائب حماس تحت الأرض وفوقهاحماس تدين تصريحات بلينكن وترفض تحميلها مسؤولية تعطيل الاتفاقمصر تطالب بتحقيق دولي بالمجازر والمقابر الجماعية في قطاع غزةالمراجعة المستقلة للأونروا تخلص إلى أن الوكالة تتبع نهجا حياديا قويامسؤول أممي يدعو للتحقيق باكتشاف مقبرة جماعية في مجمع ناصر الطبي بخانيونسإطلاق مجموعة تنسيق قطاع الإعلام الفلسطينياتفاق على تشكيل هيئة تأسيسية لجمعية الناشرين الفلسطينيين
2024/4/24
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

الصراع الدولي في ليبيا (1951-1957)

تاريخ النشر : 2022-12-15
الصراع الدولي في ليبيا (1951-1957)
الصراع الدولي في ليبيا (1951-1957)

في رسالة ماجستير بجامعة جنوب الوادي للباحثة ريهام عبده

بقلم: أبو الحسن الجمال - كاتب ومؤرخ مصري

نوقشت مؤخراً في كلية الآداب بجامعة جنوب الوادي رسالة ماجستير  بعنوان "الصراع الدولي في ليبيا (1951-1957م)"أعدتها الباحثة ريهام عبده حسن عبد المجيد، بإشراف الأستاذ الدكتور سيد محمد عبد العال أستاذ التاريخ الحديث والمعاصر في كلية الآداب جامعة جنوب الوادي بقنا، والدكتور محمد سيد إسماعيل أستاذ مساعد التاريخ الحديث والمعاصر في كلية الآداب جامعة جنوب الوادي بقنا، وقام بمناقشتها الأستاذ الدكتور حمادة وهبه مسعد، أستاذ التاريخ الحديث والمعاصر في كلية الآداب جامعة سوهاج، والأستاذ الدكتور حامد عبد الحميد مشهور أستاذ التاريخ الحديث والمعاصر في كلية الآداب جامعة أسيوط..

ويتناول هذا البحث بالدراسة والتحليل موضوع الصراع الدولي في ليبيا في الفترة من 1951 إلي عام 1957،  وقد مرت ليبيا بفترة تاريخية عصيبة منذ حصولها على الاستقلال في نهاية عام 1951 من خلال تتبع هذه الفترة وما حملته من أحداث, وتظهر لنا عدة حقائق أهمها استخدام هذا البلد ميدانًا للتنافس بين القوى الاستعمارية ومرتعًا خصبًا للتكالب والصراع, جعله منطقة نفوذ تخدم مصالح كل دولة من المتنافسة عليه وعلى رأسها الولايات المتحدة وبريطانيا.

وتحاول الدراسة الوقوف على طبيعة حجم التنافس الغربي على ليبيا فترة الخمسينات. وخاصةً التنافس بين الحلفاء والأصدقاء. كما هو واضح ظاهريًا, فالولايات المتحدة وبريطانيا دولتان من المفترض أنهما تواجدتا في ليبيا بالاتفاق والتفاهم من خلال سياسية غربية أهدافها موحده ، ولكن يبدو أن ليبيا كانت أهم الدلائل على بيان طبيعة العلاقات التي ربطت بين الدولتين في هذا الوقت,  فعلي الرغم من اتفاقهما المُعلن حول السياسة التي يجب اتباعها تجاه ليبيا, إلا أنه دار صراع خفي بينهما للحصول على نفوذ داخل هذا البلد ،وزاد اهتمام الدول بالمنطقة بعد محاولات تسرب النفوذ السوفيتي، لليبيا والذعر الأمريكي من احتمالات حصول السوفييت على موضع قدم داخل ليبيا على أي مستوى , لذلك قامت الولايات المتحدة الأمريكية بالبحث عن صيغ جديدة لسياستها الخارجية , وتمثلت هذه السياسة في ربط المنطقة بسلسلة من التحالفات والاتفاقيات العسكرية حفاظًا على مصالحها الاستراتيجية سياسيًا وعسكريًا واقتصاديًا، واخيراً كان قبول ليبيا مشروع إيزنهاور هو توقف الصراع الدولي في ليبيا.   

وقد قسمت الباحثة هذه الدراسة إلى تمهيد وثلاث فصول، ثم كانت الخاتمة والملاحق وقائمة المصادر والمراجع، ففي التمهيد الذي جاء تحت عنوان "الموقف الدولي من استقلال ليبيا" تناول  في البداية القوى الكبرى واستقلال ليبيا، وبروز القضية الليبية على المسرح الدولي بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية، حيث اهتمت الدول الكبرى بالقضية الليبية، وأخذت كل دولة تنظر إلى ليبيا في ضوء مصالحها الحالية والمستقبلية إلى أن انتقلت القضية الليبية إلى الجمعية العامة للأمم المتحدة للفصل فيها نهائيًا، ثم تحدثت الباحثة بعد ذلك عن المنظمات الدولية والإقليمية واستقلال ليبيا، وتذكر أنه بعد استقلال ليبيا بدأت الدول الغربية في العمل على إضفاء الشرعية على وجودها في ليبيا وتدخلها السافر في الشئون الليبية، في محاولة منها للحفاظ على وضعها، وعلى الجانب الآخر ظل الليبيون يحاولون نزع استقلالها الفعلي. وتم تداول القضية الليبية في الجامعة العربية تم طرحها أيضًا في الأمم المتحدة وتسليط الضوء بشكل خاص على التطورات السياسية والإجراءات الدستورية في ليبيا بعد أن أقرت الأمم المتحدة استقلالها، وهو الموقف الذي قادها في النهاية إلى بناء علاقات منفردة على أساس سياسة الأمر الواقع.

وفي الفصل الأول الذي جاء تحت عنوان "أطراف الصراع الدولي في ليبيا"، تناولت الباحثة مراحل الصراع  منذ عام 1952، بعد توقيع الاتفاقيات المؤقتة التي وطدت النفوذ الدولي في ليبيا، وقد برزت أول مرحلة من خلال محاولات الدول توقيع معاهدات واتفاقيات دائمة مع الحكومة الليبية, فقد أثر نفوذ كل دولة على إمكانية وصول الأخرى إلى أهدافها المستترة وراء سعيها لتوقيع معاهدة أو اتفاقية مع ليبيا, وتناولت أيضاً التنافس الأمريكي البريطاني الفرنسي الذي ظهر جليًا بعد الاستقلال، ومساعي  كل طرف للحصول على موقع الصدارة في  الهيمنة على الساحة الليبية ثم تعرضت بعد ذلك للحديث عن الاتحاد السوفيتي والقوي العربية (مصر والعراق).

أما الفصل الثاني والذي جاء تحت عنوان "أشكال الصراع الدولي في ليبيا"، وذكرت الباحثة أن فكرة التحالف بين ليبيا والدول الغربية قد بدأت إثر عودة الملك إدريس السنوسي إلى برقة في أعقاب هزيمة قوات المحور وتطهير ليبيا من القوات الفاشية، في هذه الفترة بدأت الدول تتطلع إلى فرض تواجدها الفعلي في ليبيا والتآمر على فرض رقابة شديدة على ليبيا من خلال توقيع اتفاقيات تضمن لكل منها تحقيق ما يريده من وجودها في ليبيا.

وأوضحت الباحثة أيضًا تأثيرات النفط الليبي وتدفقه على سياسة ليبيا, فقد فرض النفط الليبي علي السياسة الأمريكية ضرورة التناسق والتفاهم مع بريطانيا, للحصول على هذا النفط الذي أدخل ليبيا في منعطف آخر, ووجه طبيعة العلاقات بين الولايات المتحدة وبريطانيا وبين الدول الأخرى صاحبة الأطماع فيها, والسيطرة عليها. وكانت أهم تداعيات استخراج النفط إيقاف لعبة الصراع على مواقع النفوذ في ليبيا بين الولايات المتحدة بشكل مؤقت ثم استئنافها بعد ذلك ولكن بآليات مختلفة في نطاق أضيق  وبشكل اقل حدة.

أما الفصل الثالث فقد تناول "مشروع  إيزنهاور وتوقف الصراع الدولي في ليبيا"،  بعد خروج فرنسا من ليبيا عام 1955، وتخرج الدراسة من دائرة الصراع البريطاني الأمريكي لتوضيح نقاط الاتفاق بينهما, والتي كان أهمها توقف الدور المصري في ليبيا، الذي كان تهديدًا في منتهى الخطورة على نفوذ الدولتين وتجلي ذلك النفوذ في قبول ليبيا مشروع إيزنهاور عام 1957.

وضمنت الباحثة في الخاتمة أهم النتائج التي توصلت إليها, وقد اعتمدت هذه الدراسة علي مصادر متنوعة كالوثائق غير المنشورة والمنشورة ، والمذاكرات والدوريات، والكتب والمراجع باللغة العربية  والأجنبية.

هذا وقد أثنت لجنة المناقشة على هذه الدراسة والنتائج التي توصلت إليه واستخدمت أدواتها البحثية بدقة خصوصاً وأنها فترة زمنية قصيرة.. ونتمنى أن نرى هذه الدراسة مطبوعة عما قريب.

 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف