مسافر بلا حدود

بقلم: بهائي راغب شراب

أسافر في الوجود
أتنقل من هنا إلى هناك،
من ساعة إلى ساعة،
من نسمة إلى ريح،
من قاحلة إلى خضراء،
من كابوس إلى حلم جميل،
من يوم إلى أسبوع، إلى شهر، إلى سنة،
إلى كل العصور القديمة، والوسطى، والمعاصرة
كما عَلَّمَنا التاريخَ المدسوس
مدرسُ النشوء والارتقاء.
*
وأسافر وحدي
يدفعني الجنون المباح
من قرية إلى مدينة إلى بلد تفتقر لسكانها الهاربين
يسكنون مع الضُبّان
في الجحور.
*
أتجاوز كل الحدود.
أتبع نداء قلبي الحزين..
يؤرقه الحنين
يعذبه أنينُ الفراق الطويل
*
أسافر وحدي
لا اعلم من أكون
ولا كيف جئت
ولا كيف وصلت لحالة فقدان الوجود.
لا احمل أوراقاً تثبت هويتي وعنواني واسمي المجهول.
وبدون خريطة توضح طول المسافات،
البعيدة والقريبة
واتجاهاتها المتعاكسة
ولا إلى أين أءول.
لا توضح ميعاد الوصول
ولا نقطة اللقاء
ولا تحذرني من وعورة الطريق ، الخالي من ..
اشارات المرور،
وهل ستأتي النهايات غريبة عنا
لا نعرفها..
تُشَكِلَها تفاصيلُ الوجوه.
*
قلبي يخشى الفِراقَ
يَحُثَّ السِنينَ ..
تُقَصِرَ أيامَها، شهورَها،
وأن يكتمل القمر..
قبل الضياع في..
بحرِ عينيك العميق.