الأخبار
إعلام إسرائيلي: إسرائيل تستعد لاجتياح رفح "قريباً جداً" وبتنسيق مع واشنطنأبو عبيدة: الاحتلال عالق في غزة ويحاول إيهام العالم بأنه قضى على فصائل المقاومةبعد جنازة السعدني.. نائب مصري يتقدم بتعديل تشريعي لتنظيم تصوير الجنازاتبايدن يعلن استثمار سبعة مليارات دولار في الطاقة الشمسيةوفاة العلامة اليمني الشيخ عبد المجيد الزنداني في تركيامنح الخليجيين تأشيرات شنغن لـ 5 أعوام عند التقديم للمرة الأولىتقرير: إسرائيل تفشل عسكرياً بغزة وتتجه نحو طريق مسدودالخارجية الأمريكية: لا سبيل للقيام بعملية برفح لا تضر بالمدنييننيويورك تايمز: إسرائيل أخفقت وكتائب حماس تحت الأرض وفوقهاحماس تدين تصريحات بلينكن وترفض تحميلها مسؤولية تعطيل الاتفاقمصر تطالب بتحقيق دولي بالمجازر والمقابر الجماعية في قطاع غزةالمراجعة المستقلة للأونروا تخلص إلى أن الوكالة تتبع نهجا حياديا قويامسؤول أممي يدعو للتحقيق باكتشاف مقبرة جماعية في مجمع ناصر الطبي بخانيونسإطلاق مجموعة تنسيق قطاع الإعلام الفلسطينياتفاق على تشكيل هيئة تأسيسية لجمعية الناشرين الفلسطينيين
2024/4/26
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

طاهر أبو فاشا

تاريخ النشر : 2022-11-28
طاهر أبو فاشا

بقلم: سمير الأمير

كنا رفاق سكن بفندق أبو طبل برأس البر، حيث كان يعقد مؤتمر الأدباء سنة ١٩٨٥، لم أكن قد التقيته من قبل، ونمت قبل أن ياتي إلى الغرفة المشتركة وحين جاء متأخرا أيقظني..
قال بصوت مرتفع: من رفيقي؟
قلت: سمير الأمير من المنصورة

قال: وماذا تكتب؟
فتعجبت، الرجل يوقظني في الثالثة ليسألني ماذا أكتب؟ ولكني كنت سعيدا طبعا وكنت أعلم أن محمد العتر رحمة الله عليه وضعني مع الشاعر الكبير تكريما لي

قلت: اكتب شعرا وأترجم وأحكي قصص أطفال من مختلف بقاع العالم.

وكان معي عددان من مجلة ماجد بهما قصتان لي، فأخرجتهما من الحقيبة ليرى الرجل قصصي
ثم سألني السؤال الأصعب: وماذا قرأت لي؟
قلت: قرأت لسيادتكم كتاب "الذين أدركتهم حِرفة الأدب".. وكسرت حاء (حرفة)
فقال: حُرفة بضم الحاء يابني..
ونمنا لساعتين أو ثلاثة بعد ليلة من الحكي من ليالي "الف ليلة وليلة" وفي الصباح جلسنا لمائدة الافطار مع الأدباء وجاءت مذيعة للتسجيل مع الأستاذ طاهر للإذاعة المصرية، وانطلق هو مستخدما الألفاظ وأسماء الأعضاء دون تحفظ..
واعترضت المذيعة برقة،
فقال لها وهو يضحك: يابنتي انا "حاديكي" اللي عندي وانتي في المونتاج خدي اللي يعجبك.. وممكن "تسيبيه" لو مش عاجبك!، مع آني متأكد "إنه" حيعجبك...
وضحكنا طبعا، وكان معنا على المائدة الشاعر محمد الشهاوي الذي جاء من جولته المبكرة جدا حول المبني القريب من النيل، قبلها لم أكن أعرفه شخصيا ولكن لفت نظري الهدوء الذي يعلو وجهه والتؤدة والطمأنينة في مشيته، فسألت أحد الجالسين معنا في الصالة ذات النوافذ الزجاجية الكبيرة التي تري الجالس فيها كل ما حول الفندق: من هذا الرجل الطيب؟ 
الذي يتجول وحيدا؟
فرد:الا تعرفه؟إنه الشاعر الكبير محمد الشهاوي وما يفعله ليس سوى عادات الصوفيين وأهل الطريق.
و أيضا ضم مجلسنا الصباحي الكاتب محمد السيد عيد، والقاص قاسم مسعد عليوه والشاعر سمير عبد الباقي وكنت أبلغ من العمر وقتها ٢٥عاما أو أقل قليلا!

غير أنني طبعا كنت محظوظا جدا فقد تعرفت في هذا المؤتمر على أصدقاء ظلوا أصدقائي حتى الآن بعد مضي أكثر من ٣٧ عاما منهم مسعود شومان وعبده المصري وخالد حريب،أما عبد المنعم الباز الذي كان مغرما بالتصوير فالتقط صورا لمعظم المشاركين فقد كنت أعرفه من الجامعة أو من ندوة حزب التجمع، واستمعت الى اشعار ومنافسات محمد أبو دومة ودرويش الأسيوطي،
وعرفت الدكتورة امينة رشيد والدكتور سيد البحراوي،
لكن بقيت رفقة العظيم طاهر أبو فاشا في السكن أبرز ذكرياتي عن هذا المؤتمر، فالرجل لم يكن من هواة النوم مبكرا، وكنا كل ليلة بعد أن تنتهي وقائع المؤتمر نتحلق حوله جميعا ليحكي لنا قصص عن أيام دراسته في الأزهر ومغامراته مع الأزهريين، الذين يبدو انهم كانوا من عجينة مختلفة عن الأزهريين الآن، من حيث تفتح الأدمغة والشقاوة وخفة الدم ولذلك لم أستغرب ما حكاه العم سليمان فياض بعد ذلك عن هؤلاء الظرفاء المعممين ونكاتهم ومغامراتهم المدهشة.

كان العظيم طاهر أبو فاشا دمياطيا طبعا، ويرتبط بعلاقة خاصة مع أدباء دمياط، ولذا تيسر لي ان اتابع أخباره عن طريق ما يحكيه سمير الفيل ومحمد العتر، فعرفت أنه تجرع مرارة موت ابنه وعاش أعواما حزينة، وبعد وفاته حدثنا سمير الفيل أنهم اتصلوا به ليأخذ مكتبته التى يبدو انه كان قد أوصى بها لأدباء دمياط أو لقصر الثقافة بدمياط لا أذكر بالتحديد، ولكن ما آلمني، هو أن سمير الفيل ذهب فوجد الكتب موضوعة كيفما اتفق في كراتين على السلم، تنتظر من يحملها إلى مستقرها الأخير بمسقط رأسه..!

 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف