الأخبار
2024/4/16
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

لماذا رفضت حُكم العراق؟

تاريخ النشر : 2022-11-28
لماذا رفضت حُكم العراق؟
لماذا رفضت حُكم العراق!؟

بقلم: العارف الحكيم العزيز عزيز حميد مجيد

قد لا يخفى على البعض خصوصاً الذين كانت تربطنا بهم علاقات طيبة وكذا المقرّبين جداً من الاهل و الأحباب وقد طلبوا ولا يزالون أحياناً يطلبون تفسيراً لتركي للعراق بعد سقوط الصنم .. هذا وأني مُذ وطأت أقدامي أرض (الهنود الحمر) نهاية تسعينات القرن الماضي .. هارباً من الظلم الذي لحقني ليس من صدام فحسب.. فتلك كانت قائمة علينا وعلى عائلتنا قبل الجميع .. حتى قبل إنقلاب البعث الجاهل الذي جاء بآلقطار الأنكلو - أمريكي قبل عام 1968م؛ بل أضيف لذلك الأرهاب؛ إرهاب ومحاصرة مجاهدي ودعاة ما بعد 2003م أيّ المتحاصصون الذين إجتمعوا يداً واحدة حتى مع المجرمين والقتلة لمعاداتنا .. لنهب الناس والعراق وتحويله إلى خربة وفوضى كما يشهد العالم .. الشيئ الوحيد المهم للجميع هو استمرار الرواتب!

حاول الكثيرين بعد لجؤئنا حتى إلى عهد قريب .. خصوصا القوى المعروفة التي حللتُ عليهم ضيفاً - وللتأريخ رحبّوا بي أشد الترحيب في البداية - بشكل لم أصدقه بنفسي بعكس ما أشاع بعض المتأسلمين من "الأصدقاء والمعارف" بوجوب التقية معهم و عدم إعطاء تفاصيل للمضيّفين .. ولم أكن أعرف بأنّ هؤلاء "الطفيليين" يريدون إضافتي لقائمتهم .. قائمة العاجزين العاطلين عن العمل وللآن ومازالو كذلك منذ أكثر من نصف قرن لا يتقنون سوى التحايل واستنزاف حقوق الناس كما كان البعث الرجيم, وقد ثبت لي ذلك بعد دخولي لبلد "الكفر" كما يسمونه جزافاً - حيث جائني الكثيرين منهم: [بلكه تشوفلنه شغلة على الكاش]! تصور وضع هؤلاء المرتزقة الطفيليين الذين كانوا يقيمون قبلي هنا بعشرات السنين ولم يعملوا لأجل لقمة حلال .. وأنا الذي دخلت البلد لأشهر فقط وعملت منذ اليوم الأول لدخولي .. جاؤوني يطلبون العون والعمل لمعيشتهم..!

المهم كذبوا ومازالوا يكذبون لأن مجالسهم الخاصة و العامة خالية من الفكر والحكمة .. سوى الغيبة و النفاق و الكذب و الدجل.. وبينما رأيت العكس في بلاد "الكفر" ؛ كانوا يتودّدون و يتقرّبون ويقدّمون المساعدات المتواصلة للجميع و في بداية وصولي لمطار بيرسون و بعدها, في اليوم الثاني من إقامتي فيالفندق الذي إستضافوني فيه مع عائلتي , خرجت للشارع و تعرفت على مهندس إيراني شاءت الأقدار أن يكون مثلي مختصاً في الكهرباء و رحب بي عندما تكلمت معه بآللغة الفارسية التي أتقنها جيدأً بحيث تصور أني إيراني..

المهم رحّب بي هو الآخر ولا أعرف ما كان يجري عليّ في الخفاء ومن وراء الكواليس - خصوصا بعد ما عرفت الأطراف المعنية زهدي في السياسة ومن السياسيين بسبب تجربتي المريرة معهم في بلادنا .. وللآن أجهل التفاصيل عن ملاحقتي لكني أعرف عموماً ما يهدف من ورائه الباحثون عن هويتي .. ولا يهمني ما دمت أعمل الخير !؟

وهكذا بدأت أعمل في شركة بعنوان (كوكَر إليكترستي) _ (شركة النمر للكهرباء), و للمقاولات الكهربائية و أنظمة الحرائق, وهكذا إنشغلت ليل نهار أعمل بمرتب جيد و بقيت فيها بحدود 10 سنوات حتى مرضي .. بعد ما أصبحت مديراً لها بمرور الزمن(كان يعمل فيها بحدود عشرين مهندسا و عاملاً), ونسيت العراق إلا ما كنت أقدمه من مساعدات مادية للمقربين وبعض الفقراء و السجناء السياسيين بفضل الله كل شهر ومناسبة .. هذا إلى جانب متابعة وكتابة البحوث المختلفة حول العلم والثقافة والمعرفة والفكر الذي يعاديه العراقيون ومعظم بلادنا للأسف.... إلخ. و لم أتوانى عن الكتابة في الصحف والمجلات المختلفة العربية و الأجنبية حين كانت الفرصة تسمح لي بذلك إلى جانب إلقاء محاضرات في مركز الشهيد الصدر الذي كان يحضره دعاة ما بعد 2003م وكذلك مركز الرسول الأعظم(ص) والزهراء و غيره أثناء المناسبات.

المهم كنت من أوائل الزائرين للعراق بعد سقوط الصنم آلبعثي الجاهلي عام 2003م, وأردت دخول السياسة مجدداً لأن معظم المناطق المركزية في بغداد كانوا على معرفة من تأريخي وجهادي إضافة إلى محافظة بعقوبة كآلخالص ونواحيها وكذلك العزيزية وتوابعها و بدرة والكوت وتوابعها وغيرها من المدن , لكني رأيت أن الفواصل كبيرة بين ما أفكر فيه وما أحمله من هموم وفكر وبين فكر ألأحزاب وآلسياسيين الذين فهموا من الجهاد والتنظيم بانه سلب و نهب للأمة بآلرواتب والمحاصصة لا أكثر ولا أقل.

بعض المقربيين أشاروا عليّ بدخول البرلمان على الأقل إن كنت لا أرتاح للمتحاصصين و نواياهم الشريرة؛ لكني رأيت لا فرق سواءا كنت داخل البرلمان أو خارجه .. ورأيت أنني سأضيع بينهم وأكون كأحدهم و ربما أقل أو أكثر في النهب والسلب والظلم , فبآلتأكيد لا يمكن أن أشاركهم في النهب والتحاصص , لأني وفيّ لفكر أستاذي الصدر الأول!!

لذلك سحبت نفسي ولم أكمل حتى(معاملة التقاعد) الشرعية قبل ما تكون قانونية والذي كنت أستحقه وبقيت كما أنا لحد اليوم رغم إني كنت من أوائل المفصولين السياسيين وربما أوّل مفصول سياسي في العراق حيث حدث ذلك عام 1979م يوم لم يبق في العراق مجاهد أو مؤمن شريف بعد إعدام اخوتي الدعاة الحقيقيين المائة في أيام محدودة من عام 1980م , ليخلوا العراق من المؤمنين .. بآلاضافة إلى أستاذنا الصدر الأول الذي خانه الشعب وحتى دعاة اليوم ومَنْ حولهم بسبب كفرهم وإنحرافهم ونفاقهم ولقمة الحرام التي لا يستسيغون غيرها! والمظاهرة التي فجرّناها بعد مظاهرة الكاظمية أمام بيته في النجف أيام محاصرته لم يحضره سوى أقل من مائة مؤمن من مختلف أنحاء العراق .. (تصور عشرين مليون عراقي تقريباً لم يحضر لنصرته منهم سوى أقل من 100 شخص) كانت مجموعتي هي التي تنظم التظاهرة!!؟؟

المهم ما زلت قاعداً لكني مشغولا بآلبحوث و الدراسات التي تعبر عن الفكر الأنساني الذي ورثته من آدم و للخاتم ولحد الآن, وما زلت كذلك رغم المرض والإبتلاآت المختلفة, وسأبقى أحمل ذلك التراث العالمي الكوني رغم جهل الجاهلين من حولي.
المهم .. إتصل بي بعض المخلصين خلال السنوات الماضية وحتى قبل أششهر وهم نوادر في عراق الجهل اليوم, وقالوا : [إن البلد يتجه للخراب الكامل والدمار الشامل والضياع لجهل المتحاصصين بآلفكر والفلسفة والحضارة والخطط الأعمارية حيث لا يستهويهم سوى الفساد وسرقة الرواتب و الأموال والبنادق ؛ وما عليكم إلا أن تأتي وتنهي الأمر ..

قلت لهم بجواب واضح:
[لا أملك مليشيا أو قوات لتدافع عن الفكر الكوني الذي أحمله لإقامة العدل و المساواة و الذي يعاديه المتحاصصون بشكل أشد من البعثيين لأنهم يعرفون بأنّ زيادة الوعي في الأمة تعني كنسهم من الوجود لذلك يخافون الفكر والثقافة و الفلسفة بل و يحاربونهم وبقتلونهم .. خصوصا وإن أول خطوة أقوم بها بعد دخولي للعمل السياسي وتلك المواجهة, هي: محاكمة جميع المتحاصصين خصوصا العتاوي الكبار الذين سرقوا ومرتزقتهم الذين ماتت قلوبهم بحدود ترليوني دولار - لا دينار .. وهذه غير ممكنة وسط شعب ذاق أكثره لقمة الحرام بسببهم .. لذا بدون وجود جيش و أمن ومخابرات عقائدية منظمة .. لا كآلمخابرات و آلمليشيا و القوات الحالية المتبشركة بقيادة المتحاصصين الذين أياديهم على الزناد كما قال صديقي السيد العامري .....!!؟

وختمت القول لسؤآلهم.. وأنا أواسي بجوابي أؤلئك المخلصين الذين لا يزيد عددهم الآن ريما على أصابع اليد, قائلاً :
متى ينتهي البنيان يوماً تمامه.. إذا كنت تبنيه وغيرك يهدم!؟

 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف