الأخبار
شهداء في عدوان إسرائيلي مستمر على مخيم نور شمس بطولكرمجمهورية بربادوس تعترف رسمياً بدولة فلسطينإسرائيل تبحث عن طوق نجاة لنتنياهو من تهمة ارتكاب جرائم حرب بغزةصحيفة أمريكية: حماس تبحث نقل قيادتها السياسية إلى خارج قطرعشرة شهداء بينهم أطفال في عدة استهدافات بمدينة رفح"عملية بطيئة وتدريجية".. تفاصيل اجتماع أميركي إسرائيلي بشأن اجتياح رفحالولايات المتحدة تستخدم الفيتو ضد عضوية فلسطين الكاملة بالأمم المتحدةقطر تُعيد تقييم دورها كوسيط في محادثات وقف إطلاق النار بغزة.. لهذا السببالمتطرف بن غفير يدعو لإعدام الأسرى الفلسطينيين لحل أزمة اكتظاظ السجوننتنياهو: هدفنا القضاء على حماس والتأكد أن غزة لن تشكل خطراً على إسرائيلالصفدي: نتنياهو يحاول صرف الأنظار عن غزة بتصعيد الأوضاع مع إيرانمؤسسة أممية: إسرائيل تواصل فرض قيود غير قانونية على دخول المساعدات الإنسانية لغزةوزير الخارجية السعودي: هناك كيل بمكياليين بمأساة غزةتعرف على أفضل خدمات موقع حلم العربغالانت: إسرائيل ليس أمامها خيار سوى الرد على الهجوم الإيراني غير المسبوق
2024/4/20
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

تَغَدَّى عند عمك وأنا بتَغَدَّى عند خَالك

تاريخ النشر : 2022-11-27
تَغَدَّى عند عمك وأنا بتَغَدَّى عند خَالك
تَغَدَّى عند عمك وأنا بتَغَدَّى عند خَالك

بقلم: فيصل بن أحمد الشميري

تُعبـّر الأمثال التي قيلت في زمن ما غابر، وقد تُقال وليدة اللحظة والحدث، ويتناقلها الناس، ليعبروا عن واقع ملموس في حياتهم، وما أشبه هذا المثل بالحكاية والحالة المؤلمة اليمانية، أطراف مُتنازعون وطوائف مُتخاصمون وقَبائل مُتعاكسة، وأقاليم مذهوُلة، ودول مفجُوعة، تناقضٌ عَجيب، يبدو أن لا أفق في المدى القريب للحلِّ الحقيقي والعادل، والسلام الدائم، رغم أن الجميع يدَّعي وينشُد السَّلام ويبتغيه، كلٌّ يغني على ليلاه، فأي ليلي أصدق وأسلم واضمن لليمن واليمنيين.

على مدى أكثر من عقد من الزمان واليمن يعيش في معمعةٍ لا مثيل لها في التاريخ المعاصر، حالة لا حرب، لا سلم. تباين كبير في الرؤي وتناقض كبير في الطرح، واختلاف سُلّم المطالب طبقاً للمكاسب المرجوة، فلا عمالة كاملة ولا وطنية خالصة، ولا تسليم مكتمل ولا سيادة مؤكدة، لا مواطن عند حساب الـمُكتسبات، ولا شهيد عند احتساب الغنائم والمكافآت، ولا موظف عند حصر الموارد والإيرادات، فثلةٌ تتحدث باسم الأغلبية، وقلةٍ تسطو على حقوق المواطنين، ونفرٌ تسلطوا على رقاب الأمة..!؟

والكلُّ في قمة الهرم متفاهمون متقاسمون المغانم والمكاسب والمناصب، متقاسمون في كل شيء فذاك مع ذلك الطرف وأبنه في الطرف الآخر. وذاك مع تلك المليشيات، واخوه مع تلك العصابة. ذاك في طهران وذاك في الرياض والشيخ في اسطنبول والمثقف المغرور في القاهرة، والمقهور يمرُّ عبر ضمران وما أدراك ما ضمران حوادث وموت وتقطُّع ووعورة السنين وآلام العابرين..!

لم يتطور الوضع في اليمن كثيراً، عما كان عليه قبل عقد من الزمن، في العهد الماضي. كما كانت بالتقاسم، فتلك البئر لذلك الشيخ، وذلك المنفذ لذلك الحزب، وذاك الميناء لتلك الجماعة، وتلك الوزارة لتلك القبيلة، وهكذا دواليك..!

فكم من آبارِ نفطٍ ومنافذ للسَلب، ووزارات للقَهر، ومَوَانٍ للنَهب، وكم كمّ هي الإدارات والإيرادات التي لا يستفيد منها المواطن العادي، الذي لا يملك لا قبيلة، ولا مرافق لشيخ، ولا مُنظّر في حزب، ولا بوق مشهور، ولا عميل مغمور. فضاعت حقوق اليمن والمواطنين وظلت تتمدد الحالة الشائكة، فكم من أموال تَبخرت، ومُساعدات ذَهبت، ومعُونات نُهبت، وكم يا مشاريع طُمست قبل أن تبدأ، فلا اليمن تطور ولا الديون توقفت بل وتضاعفت، وعملة انهارت، وتضخم يتعاظم، وأسعارٌ تتعالى..!

إن القصة باختصار ليس وطنية أو قبلية أو دينية أو طائفية ومذهبية وحزبية تلك المسميات مجرد بيادق لركوب الموجة والتنظير للحصول على جزء من الغنيمة، وفي الحقيقة هي ظهور لاعبين جُدد على الساحة اليمنية، ويريدون من القسمة العُلوية، قائلين: ليس الأوليين بأفضل منَّا، وهاهم يتقاسمون ثروات اليمن بعيداً عن الوطن والمواطنين الشرفاء..! ربما أنهم هم المالكيين الحقيقيين لثروات اليمن، والمواطن مجرد عَبدٌ أجير حقير لا له ناقة ولا جمل سوى أن يكون وقود أتون حرب مشتعلة، وعمالة رخيصة، وبوق مستأجر، ومدافع أهبل.

كل الذين ينادون باليمن بدعوات جهوية إنما ينادون للثروات لبطونهم الشرهة، ونادراً ما تجد مسؤول شريف وسياسي صادق وقائد مُحنك، في كل الأطراف، لكن هناك شيخ متسلط وقائد متعجرف وعميل متزلف، وكلهم عملاء كما قال الراقص على رؤوس الثعابين (يرتزقون الله) ..!

كم هو مؤسف حال المواطن البسيط الذي فقد الثقة في كل شيء، في الوطن، في القانون، في الأمن، في الإسلام نفسه، في الاستقرار، حتى في أبسط حقوقه كالراتب فقدها..! شيءٌ مؤسف أن تتبع أولئك الفجرة والسحرة وتجار الدين والنفعيون والخائنون والأنانيون وناهبوا اموالك، لتحصل على قوت يومك، كم هو مؤسف أن تعرف الحقيقة ولا تستطيع أن تبوح بها..!

كل من يتحدث عن اليمن اليوم هم مجرد تجار جشعون طماعون يبيعون لك الوهم ويتاجرون بآلامك ومعانتك فقط، يتاجرون بثروات وآثار ومقدرات وموارد بلادك ويتبادلون على قهرك وهضمك وقمعك وتجويعك..!

فذاك ذهب لخالك لكي ينعم بالقرب من أُمك، وذلك ذهب لعمك ليتزوج بنته، تبادُل مصالح لا اقل ولا أكثر، فلا ذاك وطني ولا ذاك عميل مُستغل لا ذاك انفصالي ولا ذاك وحدودي ولا ذاك شيعي ولا ذاك سُنّي، كلهم يبحثون عن الوجبة الدسمة، والكتف السمين، فلا تخدعك الخُطب الرنانة، والشعارات الجوفاء، والمواقف الإعلامية المظهرية، ودموع التماسيح، كلها مجرد ديكور لحبكة القصة وكل واحد بطريقته، فسوق النخاسة السياسية في اليمن ومع تنافس الأقاليم الدولية، والقبائل المحلية، في ظل تجاذب الطوائف والمذاهب، وتراشق الأحزاب والولاءات الخارجية بإسهاب، عموماً قد يئس منها المواطن ولا خير فيهم أجمعون، ولا خير في بلدٍ تعيش به بلا كرامة، ولا أمن ولا سيادة، ولا راتب واستقرار وقيادة، إلا سيادة المصالح وتبادل المنافع وتقاسم المناصب فيما بينهم، إنهم يضحكون علينا فقط فهم يتشاركون كل شيء، إلا آلامنا ومعاناتنا وقهرنا وغربتنا وأنينا، إلى متى، سيظلون يضحكون علينا، حتى يحكم الله بيننا، ويوِّلى علينا خيارنا، ولكن علينا بالخطوة الأولى تطهير عقولنا..!
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف