الأخبار
"عملية بطيئة وتدريجية".. تفاصيل اجتماع أميركي إسرائيلي بشأن اجتياح رفحالولايات المتحدة تستخدم الفيتو ضد عضوية فلسطين الكاملة بالأمم المتحدةقطر تُعيد تقييم دورها كوسيط في محادثات وقف إطلاق النار بغزة.. لهذا السببالمتطرف بن غفير يدعو لإعدام الأسرى الفلسطينيين لحل أزمة اكتظاظ السجوننتنياهو: هدفنا القضاء على حماس والتأكد أن غزة لن تشكل خطراً على إسرائيلالصفدي: نتنياهو يحاول صرف الأنظار عن غزة بتصعيد الأوضاع مع إيرانمؤسسة أممية: إسرائيل تواصل فرض قيود غير قانونية على دخول المساعدات الإنسانية لغزةوزير الخارجية السعودي: هناك كيل بمكياليين بمأساة غزةتعرف على أفضل خدمات موقع حلم العربغالانت: إسرائيل ليس أمامها خيار سوى الرد على الهجوم الإيراني غير المسبوقلماذا أخرت إسرائيل إجراءات العملية العسكرية في رفح؟شاهد: الاحتلال يمنع عودة النازحين إلى شمال غزة ويطلق النار على الآلاف بشارع الرشيدجيش الاحتلال يستدعي لواءين احتياطيين للقتال في غزةالكشف عن تفاصيل رد حماس على المقترح الأخير بشأن وقف إطلاق النار وتبادل الأسرىإيران: إذا واصلت إسرائيل عملياتها فستتلقى ردّاً أقوى بعشرات المرّات
2024/4/19
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

التطبيع من فوق البساط الأحمر

تاريخ النشر : 2022-11-27
التطبيع من فوق البساط الأحمر

خالد صادق

التطبيع من فوق البساط الأحمر
 
بقلم: خالد صادق

حالة تذمر كبيرة ظهرت على مراسلي القنوات الإسرائيلية الذين جاءوا لقطر من أجل تغطية فعاليات مونديال قطر 2022م لكرة القدم حيث قرر هؤلاء المراسلون الكشف عن هوياتهم وإنهم إسرائيليون, ظنا منهم أن التطبيع العربي الرسمي المفروض عنوة على الشعوب العربية أتى أكله, وتم تغيير وجهة النظر العربية في وجود إسرائيل وكيانها في المنطقة, لكنهم فوجئوا برفض عربي كبير لوجودهم, زانهم لا زالوا معزولين في المنطقة ولم يتقبلهم أحد, وكشفوا عن أحداث اعتبروها غريبة حيث قام صاحب نزل بطردهم من مكان اقامتهم عندما علم أنهم إسرائيليون, وقاموا سائق قطري بإنزالهم من سيارته عندما علم أنهم إسرائيليين ورفض حتى أن يأخذ الأجرة منهم على اعتبار أن مالهم حرام ومغمس بالدم, هذا بخلاف المشجعين الذين كانوا يقفون لهم بالمرصاد ليرفعوا في وجوههم علم فلسطين, ويشدوا بالأناشيد الوطنية التي تحيي الفلسطينيين وتناصر القضية الفلسطينية, ويحاولوا أن يشوشوا عليهم في عملهم حسب المراسلين الصهاينة, ولا أدري من أين أتت الثقة لهؤلاء الإسرائيليين للكشف عن هويتهم, وهم يعلمون جيدا أنهم لن يكونوا مقبولين في عالمنا العربي, فالاستقبال الرسمي العربي لقادة الاحتلال فوق البساط الأحمر وفي أروقة الفنادق, لا يعني مطلقا أن هناك قبولا شعبياً للتطبيع مع «إسرائيل» ولا يعني أن الإسرائيلي المغتصب لأرضنا ومقدساتنا بات صاحباً وجاراً للعربي والمسلم, ولا يعني مطلقا فك عزلة «إسرائيل» في منطقتنا فهي حتما ستبقى منبوذة ومذمومة ومدحورة, لأنها قوة استعمارية غاشمة احتلت أرضا عربية واعتدت على مقدسات إسلامية ومسيحية, وتمارس كل اشكال القتل والقمع والاضطهاد والعنصرية ضد شعب أعزل يناضل لأجل استرداد حقوقه وانتزاعها من بين أنياب الاحتلال.

«إسرائيل» حاولت استغلال الرفض العربي لها للترويج أمام العالم أنها تعاني من العزلة, وتتعرض للاضطهاد والرفض في المنطقة, وان السلام مع الدول العربية مجرد شعار فقط, فالشعوب العربية ترفض التعايش مع «إسرائيل» وترفض تقبلها كأمر واقع كما يقولون, وارادت أن تشوه صورة قطر التي رفضت منح الإسرائيليين استثناءات خلال تغطيتهم لأحداث المونديال, وتوفير الحماية لهم من الجماهير العربية والمسلمة, «إسرائيل» التي تمارس القتل والقمع والعنصرية ضد الشعب الفلسطيني بشكل ممنهج, تريد أن تفرض نفسها على الشعوب العربية بالقوة, وأن يتعاملوا معها على أنها أمر واقع, ألم تشاهدوا قبل يومين فقط ما تعرضت له مراسلة قناة فرانس 24 في القدس وهي تغطي الأحداث من هناك كيف هاجمها قطعان المستوطنين الصهاينة عندما علموا فقط انها تتحدث بالعربية, وكيف منعوها من تقديم رسالتها للقناة, وكيف وقفوا أمام عدسة الكاميرا لمنع التصوير, وهتفوا بشعارات الموت للعرب, وعندما اشتكت للشرطة التي كانت تشاهد ما يحدث, طالبها الشرطي بالانسحاب من المكان لتنجو بنفسها, أليست هذه عنصرية بابشع صورها, اليس هذا منعاً من تغطية الأحداث وفيه انتهاك واضح لحق مكفول, اليس هذا قمة التطرف والقهر الذي يمارس على أي مواطن عربي, فكيف يمكن للمواطن العربي ان يتغافل عن كل ذلك, ويتعامل مع «إسرائيل» على انها امر واقع كما يطالب مراسلوها في قطر, احد المراسلين الصهاينة ل“القناة 12” العبرية اعترف بأن «كل المشجعين العرب الذي التقى بهم رفضوا التحدث إليه بشكل عام, بعد ان عرفوا انه مراسل للتلفزيون الإسرائيلي, متسائلا ما جدوى التطبيع مع العالم العربي إن لم نكن مقبولين لديهم, ونحن نؤكد أن التطبيع لم يكن يوما ولن يكون من فوق البساط الأحمر واروقة الفنادق .

اليوم تبرز بوضوح الفوارق بيننا وبينهم وحجم الفجوة التي لا يمكن جسرها, والتباعد الفكري والأخلاقي والقيمي بيننا كعرب ومسلمين وبين اشرار الأرض القتلة ومصاصي الدماء, نتنياهو يتشاور مع اقطاب الإرهاب في العالم وهو الذي يقف على رأسهم, يتشاور مع ايتمار بن غفير, ويصل معه لاتفاق بتشكيل الحكومة على قاعدة «الموت للعرب» والفلسطيني والعربي الجيد هو الميت, وعلى قاعدة تهويد ما تسمى بالدولة, وتقسيم المسجد الأقصى المبارك, وضم الضفة الغربية المحتلة, ويتوافق مع بتسلئيل سموتريتش على تولي حقائب وزارية هامة والعمل على طرد السلطة من الضفة, والقضاء على المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة, واستخدام كل اشكال القوة الممكنة وغير الممكنة للوصول لهذه الأهداف, وتحقيقها بأي طريقة كانت, والبحث عن وطن بديل للفلسطينيين وتحديدا في المنطقة الحدودية المفتوحة بالأردن, ومن الغباء ان تراهن «إسرائيل» على تقبلها عربيا وهى تحمل كل هذا الشر للعالم العربي والإسلامي, والمراسلون الصهاينة في قطر سيبقون منبوذين في كل مكان في العالم, لانهم مجرمون وتقودهم عصابة إجرامية تعيش على دماء المدنيين الأبرياء, وهناك حكومة فاشية تسعى لتحقيق أطماع إسرائيل التوسعية على حساب الامة العربية وخيراتها وثرواتها, «فإسرائيل» هي التهديد الحقيقي لأمن واستقرار المنطقة, وهى غدة سرطانية مزروعة في قلب الأمة, ويجب استئصالها من جذورها حتى يشفى جسد الأمة من هذا المرض العضال المسمى «إسرائيل».

 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف