الأخبار
سرايا القدس تستهدف تجمعاً لجنود الاحتلال بمحيط مستشفى الشفاءقرار تجنيد يهود (الحريديم) يشعل أزمة بإسرائيلطالع التشكيل الوزاري الجديد لحكومة محمد مصطفىمحمد مصطفى يقدم برنامج عمل حكومته للرئيس عباسماذا قال نتنياهو عن مصير قيادة حماس بغزة؟"قطاع غزة على شفا مجاعة من صنع الإنسان" مؤسسة بريطانية تطالب بإنقاذ غزةأخر تطورات العملية العسكرية بمستشفى الشفاء .. الاحتلال ينفذ إعدامات ميدانية لـ 200 فلسطينيما هي الخطة التي تعمل عليها حكومة الاحتلال لاجتياح رفح؟علماء فلك يحددون موعد عيد الفطر لعام 2024برلمانيون بريطانيون يطالبون بوقف توريد الأسلحة إلى إسرائيلالصحة تناشد الفلسطينيين بعدم التواجد عند دوار الكويتي والنابلسيالمنسق الأممي للسلام في الشرق الأوسط: لا غنى عن (أونروا) للوصل للاستقرار الإقليميمقررة الأمم المتحدة تتعرضت للتهديد خلال إعدادها تقرير يثبت أن إسرائيل ترتكبت جرائم حربجيش الاحتلال يشن حملة اعتقالات بمدن الضفةتركيا تكشف حقيقة توفيرها عتاد عسكري لإسرائيل
2024/3/29
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

علم فلسطين

تاريخ النشر : 2022-11-27
علم فلسطين
علم فلسطين

بقلم: عبد الغني الشامي

في كانون أول/ ديسمبر من العام 1987م وبالتزامن مع اندلاع انتفاضة الحجارة (م1987-1994م) استيقظ سكان شارع المغربي في حي الصبرة جنوبي مدنية غزة ليفاجئوا بالعلم الفلسطيني يرفرف على المدخل الرئيسي لهذا الشارع المتقاطع مع شارع الثلاثيني.

لم يكن هذا العلم قد رُفع على سارية كما يُرفع اليوم ولكنه رُفع فوق أسلاك الكهرباء (الضغط العالي) كأحد أساليب النضال الفعّالة آنذاك.

استمتع سكان هذا الشارع بألوان هذا العلم الزاهية وهو يرفرف، وكانوا لأول مرة يرون هذا المشهد الغريب ليكحلوا عيونهم فيه، فرفع العلم الفلسطيني كان ممنوعا بأمر عسكري إسرائيلي ومن يرفعه يقدم للمحاكمة العسكرية أو يطلق عليه النار.

الطريقة التي تم خلالها رفع هذا العلم يعرفها نشطاء الانتفاضة الأولى جيدا فهو كان تخصصهم من خلال طريقة مقعدة جدا تضمن أن يظل هذا العلم ثابا على هذه الأسلاك الخطيرة التي يزيد ارتفاعها عن 30مترا، سواء بالإلقاء المباشر على الأسلاك حيث يكون طرفيه قد تم ربطهم بحجرين من أجل عملية التوازن، أو من خلال المقلاع.

ما هي إلا سويعات قليلة من رفع العلم الفلسطيني على أسلاك الكهرباء واحتفاء سكان حي الصبرة به حتى وصلت قوات كبيرة من الجيش الإسرائيلي إلى المنطقة وحاصرتها بالكامل وبدأت بتوقيف المارة من أجل إنزال العلم.

وبالفعل وبعد جهود كبيرة من جيش الاحتلال تم إنزال هذا العلم، ولكن في اليوم التالي تم رفعه مجددا، وقام جيش الاحتلال بنفس السلوك وأنزله، وفي اليوم الثالث رفع مرة ثالثة في نفس المكان ويبقى مرفوعا معلنا استقلال هذه المنطقة.

العلم الفلسطيني هو رمز وطني اتخذه الفلسطينيون راية لهم منذ قرن من الزمان بألوانه الأربعة: الأبيض، الأسود، الأحمر، والأخضر والتي تعني الكثير للشعب الفلسطيني.

كان لهذا العلم هيبته ورمزيته ولا يشعر بهذه القيمة إلا من دفع الدم من أجل رفع هذه الراية لا سيما من عايش انتفاضة الحجارة وكيف كان أطفالها يجمعونه خرقة خرقة ليكونوا منها هذه العلم وكيف كان تلاميذ غزة يرسمونه عل كراستهم بألوان الشمع أو الألوان المائية ويرفعونه في أي مواجهة مع المحتل، وكان من دفع حياته ثمنا لرفعه.

ومع استمرار انتفاضة الحجارة فرض نشطائها هذا العالم على المحتل ليصبح مألوفا في كل مكان وفي كل الطرقات والمفارق وأسلاك الكهرباء ويرفع فوق المدارس والبيوت والمساجد والكنائس.

وكانت سلطات الاحتلال أقرت في عام 1967م قانونا يحظر علم فلسطين ويمنع إنتاج أعمال فنية تتكون من ألوانه الأربعة.

واعترفت جامعة الدول العربية خلال المؤتمر الفلسطيني الذي عقد في غزة عام 1948م بالعلم الفلسطيني، من ثم أكدت منظمة التحرير على ذلك في المؤتمر الفلسطيني في القدس عام 1964م، ووضعت اللجنة التنفيذية لها نظاما خاصا بالعلم يحدد مقاييسه وأبعاده، وألوانه.

 وفي عام 1988م ومع إعلان وثيقة الاستقلال في الجزائر تبنت المنظمة هذا العلم ليكون علم الدولة الفلسطينية.

وفي العام 2015م وافقت الجمعية العامة للأمم المتحدة على رفع علم فلسطين في مقرها في نيويورك بعد القرار الذي صدر عنها آنذاك باعتبار فلسطين دولة مراقب غير عضو في الأمم المتحدة منذ العام 2012م، حيث صوت لصالح القرار 119 دولة وامتنعت 45 دولة بينما عارضت 8 دول.

ومع دخول السلطة الوطنية إلى الأراضي الفلسطينية عام 1994م اصحب العلم الفلسطيني هو العلم الرسمي لها ويرفع على كل المدارس والمؤسسات وتؤدى له التحية الصباحية.

رمزية هذا العلم بدأت تتلاشى شيء فشيء لنراه عبارة عن خرقة مهترئة فوق المؤسسات وأحيانا حتى دون أن تكلف هذه المؤسسات نفسها بتغيره نظرا لعوامل البيئة التي أثرت على ألوانه وحولت اللون الأخضر إلى ازرق أحيانا والأحمر إلى زهري.

إلا أن مونديال قطر أعاد لهذه الراية حضورها وهيبتها فالعلم الفلسطيني بات يُزيّن كل الملاعب القطرية، ويُرفع بأحجام كبيرة في كل المباريات وكل المناسبات ليوصل رسالة لنا قبل أعدائنا أن هذه الراية التي كانت ممنوعة قبل 35 عاما الآن هي ترفع في كل المحافل الدولية والعربية وأن رفعه إلى جانب أنه يشعرنا بأهميتها فإنه يغيظ الاحتلال ويسجل المزيد من النقاط والمواقف لصالحنا.
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف