الأخبار
إعلام إسرائيلي: إسرائيل تستعد لاجتياح رفح "قريباً جداً" وبتنسيق مع واشنطنأبو عبيدة: الاحتلال عالق في غزة ويحاول إيهام العالم بأنه قضى على فصائل المقاومةبعد جنازة السعدني.. نائب مصري يتقدم بتعديل تشريعي لتنظيم تصوير الجنازاتبايدن يعلن استثمار سبعة مليارات دولار في الطاقة الشمسيةوفاة العلامة اليمني الشيخ عبد المجيد الزنداني في تركيامنح الخليجيين تأشيرات شنغن لـ 5 أعوام عند التقديم للمرة الأولىتقرير: إسرائيل تفشل عسكرياً بغزة وتتجه نحو طريق مسدودالخارجية الأمريكية: لا سبيل للقيام بعملية برفح لا تضر بالمدنييننيويورك تايمز: إسرائيل أخفقت وكتائب حماس تحت الأرض وفوقهاحماس تدين تصريحات بلينكن وترفض تحميلها مسؤولية تعطيل الاتفاقمصر تطالب بتحقيق دولي بالمجازر والمقابر الجماعية في قطاع غزةالمراجعة المستقلة للأونروا تخلص إلى أن الوكالة تتبع نهجا حياديا قويامسؤول أممي يدعو للتحقيق باكتشاف مقبرة جماعية في مجمع ناصر الطبي بخانيونسإطلاق مجموعة تنسيق قطاع الإعلام الفلسطينياتفاق على تشكيل هيئة تأسيسية لجمعية الناشرين الفلسطينيين
2024/4/25
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

الانتفاضة الإيرانية تتمة لمسيرة النساء على طريق النهضة

تاريخ النشر : 2022-11-26
الانتفاضة الإيرانية تتمة لمسيرة النساء على طريق النهضة

بقلم: د. محمد الموسوي - كاتب عراقي

نساء وفتيات وأطفال إيران يوقظون العالم من غيبوبة إقتران مشؤوم، وروابط غير محمودة مع نظام الملالي

الثورة الإيرانية الجارية ليست بداية الطريق ولا منتهاه لطالما مسيرة الإصلاح جارية، ومسيرة إصلاح هدم قرون طوال لمجتمع كبير لا تُختزل في شخص أو أشخاص وإنما تؤطر في إطار كفاح إحتماعي يتبناه أهل الفكر الحر الرصين برؤية قامت على قراءة وتحليل التاريخ على مر مراحله المختلفة ومختلف المحاولات الإصلاحية التي نهضت من أجل رفعة الوطن والمجتمع وسلامة القيم والعقائد والتراث ومنظومة الحكم.

فساد المدعين باسم الدين من أسماهم الدكتور علي الوردي بـ (وعاظ السلاطين) قديم ومحاولات الإصلاح مرافقة كانت مرافقة لفسادهم على الدوام لكنها كانت على قلتها وضعفها كانت نوعية وتتعرض للإبادة والوأد من أول يوم، فلقد ترافق الملالي وعاظ السلاطين مع ظلم وقبح السلاطين وأهل المُلك وعززوه وفق ما تقتضيه مصالحهم التي تتوفر دأئما مع السلاطين الذين استخدموا بدورهم كأدوات يروضون بها عامة البسطاء من الناس ما حولهم من رجال دين إلى مجرمون مرتزقة ورواة قصص مختلقة وأساطير يلهون بها الناس ويعبثون بمشاعرهم وعقولهم تحقيقا لرغبات السلاطين، ولما كان كل شيءٍ حكرا على الرجال فما كان تبعا للسلاطين كان الكثير من الرجال تبعا للملالي متأثرين على جهلهم بأحاديث الملالي المنمقة غافلين عن مصالحهم ومصالح أسرهم وأبنائهم التي باتت تتردى سوءا بعد سوء ولا يُدرك حجم هذا التردي سوى النساء اللائي يعايشن أزمة الأسرة والأبناء بكامل تفاصيله ولا ترى غالبية الرجال المسحورة بشعوذة الملالي في تكرار مطالب النساء بإصلاح الحال كله أو بعضه سوى أنه ضجيج دأبت النساء عليه وأن أي زيادة في هذا الضجيج يوصي المُلا بقمعه.

لقد خلق الله الكون متكاملا دون خلل، ولا يمكن تغييب أحد العناصر في الطبيعة أو الحياة أو تغييب أحد شقي الوجود البشري أو تقييد دوره لأن ذلك يعني إيقاع خلل كارثي بالمجتمع البشري والإضرار بالمجتمع الذكوري نفسه الذي أسس لهذا القمع والتغييب بحق المرأة على المديين القريب والبعيد حيث لن تتمكن المرأة المضطهدة من بناء رجل حقيقي يستمر في الوجود كعنصر حقيقي وأساسي.

مسيرة نضال مشرفة للمرأة الإيرانية المعاصرة من زينب باشا "دِهباشي زينب" التي يُنسب لها كل إمرأة قوية شجاعة ذات نخوة وإباء وكرم، إلى بيبي فاطمة استر ابادي التي رقت نفسها لحال بنات الناس ومآسيهن وقامت بالبدء بتعليمهن والدفاع عن حقوق النساء ومواجهة الصعاب ولاقت الظلم من الملالي وسلطات الجبابرة في سبيل ذلك، إلى بيبي مريم بختياري الفارسة الوطنية النبيلة سليلة القبيلة المناضلة ذات التاريخ النضالي المشرف من أجل الثورة الدستورية والتي وقفت إلى جانب أخيها في كفاحه من أجل الوطن والحق، إلى صديقه دولت آبادي التي كانت علما من أعلام نهضة المرأة في إيران، إلى نساء الكومله والديمقراط وغيرهن الكثيرات ممن لا نعرفهن لكننا نعترف بنضالهن وثباتهن ونحييه، إلى فاطمة أميني إلى أشرف رجوي إلى نصرت رمضاني وقوافل كبيرة من الشهيدات كواكب النضال الإيراني إلى مريم رجوي التي تكمل المسيرة اليوم ولا خيار لها سوى الشهادة مع الآلاف من النساء الإيرانيات الزاهدات القائدات أو النصر وتحرير الشعب الإيراني، كما أن السيدة مريم رجوي قائدة لأكبر وأقدم مظلة إئتلاف سياسي معارض لنفس الملالي الذين يحكمون اليوم ويتسلطون على مقدرات البلاد وأرواح العباد منذ 43 سنة مُهلِكة، وقد بلغت مسيرة نضالها اليوم حدا من التطور مكنها بناء وإعداد الآلاف من النساء والشابات الإيرانيات في قلب النظام الإيراني ليكن ركائز قيادية في الآلاف من وحدات المقاومة التابعة لمنظمة مجاهدي خلق ويناضل في هذه الوحدات الرجال إلى جانب النساء اللواتي يخرجن يوميا من بيوتهم إلى ميادين الإنتفاضة بنية الشهادة وعدم العودة إلى البيت...، إنها أعلام منيرة ومسيرة نضال متواصلة بالفخر والشرف وصدق الإنتماء، مسيرة تواصلت بقراءات ناضجة وتحليلات مستفيضة حتى بلغت الثورة الإيرانية مبلغها الباعث على الفخر والإحترام منذ الثورة الدستورية حتى ثورة 1979 حتى إمتداداتها في ثورة الشعب الإيراني الجارية.

لقد مرت إيران بعدة مراحل سياسية متخبطة قبل قيام ثورة 1979 التي سلبها الملالي، ونتيجة لقراءات ومقارنات تاريخية معمقة ومفصلة ظهرت تيار ثوري من المثقفين والمفكرين الأحرار الذين وجدوا أن أزمة بلادهم تكمن في عدة قضايا عالقة وصعبة منها: الإستعباد المعاصر وخاصة إستعباد المرأة وإلغاء دورها ووجودها الإنساني وهو ما بالمجتمع كليا، واستخدام الدين بالباطل كوسيلة من أجل بلوغ الغاية وتشويه الدين، الإحتكار السياسي للسلطة في إطار فردي شمولي، وعدم موائمة القوانين ونهج السلطة مع حاجة البلاد بالتنمية، إعتماد العنف والقمع والدم كوسيلة من أجل البقاء في السلطة، ودراسة كل هذه القضايا وغيرها من قضايا المجتمع توصل هذا التيار إلى أن قضية تحرير المرأة تأتي في مقدمة كل القضايا العالقة هذه، وأنه بتحرير المرأة يتم تحرير المجتمع وتحصين عقائده وصيانة حقوقه وكرامته ومن هنا كانت الثورة الدستورية ونهضة بيبي استر آبادي وزينب باشا وبيبي مريم بختياري وغيرهن كرسالة مقاومة للفساد والطغيان، ثم تأتي ثورة عام 1979 تتمة لذلك، ثم تأتي الإنتفاضة الوطنية الإيرانية الحالية حتى إنتفاضة اليوم 2022 إكمالا للمسيرة بقيادة المرأة الإيرانية التي أثبتت اليوم أنها عنواناً أساسياً للنهضة ومقياسا حقيقياً للإصلاح والتغيير.
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف