الأخبار
سرايا القدس تستهدف تجمعاً لجنود الاحتلال بمحيط مستشفى الشفاءقرار تجنيد يهود (الحريديم) يشعل أزمة بإسرائيلطالع التشكيل الوزاري الجديد لحكومة محمد مصطفىمحمد مصطفى يقدم برنامج عمل حكومته للرئيس عباسماذا قال نتنياهو عن مصير قيادة حماس بغزة؟"قطاع غزة على شفا مجاعة من صنع الإنسان" مؤسسة بريطانية تطالب بإنقاذ غزةأخر تطورات العملية العسكرية بمستشفى الشفاء .. الاحتلال ينفذ إعدامات ميدانية لـ 200 فلسطينيما هي الخطة التي تعمل عليها حكومة الاحتلال لاجتياح رفح؟علماء فلك يحددون موعد عيد الفطر لعام 2024برلمانيون بريطانيون يطالبون بوقف توريد الأسلحة إلى إسرائيلالصحة تناشد الفلسطينيين بعدم التواجد عند دوار الكويتي والنابلسيالمنسق الأممي للسلام في الشرق الأوسط: لا غنى عن (أونروا) للوصل للاستقرار الإقليميمقررة الأمم المتحدة تتعرضت للتهديد خلال إعدادها تقرير يثبت أن إسرائيل ترتكبت جرائم حربجيش الاحتلال يشن حملة اعتقالات بمدن الضفةتركيا تكشف حقيقة توفيرها عتاد عسكري لإسرائيل
2024/3/28
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

40 يوم من أصل 40 سنة

تاريخ النشر : 2022-11-26
40 يوم من أصل 40 سنة

الأسير كريم يونس

40 يوم من أصل 40 سنة

بقلم: ريمان أبو الرب

قبل أربعين عاماً، وتحديداً في السادس من يناير، عام 1983، اقتحمت قوات الاحتلال جامعة بئر السبع في النقب المحتل، واعتقلت الطالب ضمن تخصص هندسة الماكنات في الجامعة كريم يونس، بتهمة قتل جندي صهيوني، وزجت به في الأسر.

حكم عليه بالإعدام شنقاً في بادئ الأمر، وألبسوه بدلة الإعدام الحمراء، وأصبحت تلازمه ويرتديها في كل جلسة محاكمة تهيئة لشنقه، وظل الأسير كريم يرتدي البدلة الحمراء، لمدة مئتين وخمسة وسبعين يوما، إلى أن أستطاع محاميه أن يسقط حكم الإعدام، بعد ضغوطات ومطالبات، من قبل مؤسسات حقوقية دولية وعالمية، وتم إستبدال الحكم القديم بالمؤبد المفتوح، والذي تم تحديده لاحقاً بأريعين عاماً.

اليوم يشارف الأسير القائد وعميد الأسرى كريم يونس على إنهاء أربعين عاماً في الأسر، ولم يتبق لإنهاء حكمه بالكامل سوى أربعين يوماً.

في هذا اليوم سينهي كريم يونس اليوم الأخير من العام الأول لإعتقاله، وغداً سينهي اليوم الأخير من العام الثاني لإعتقاله، وبعد غد سينهي اليوم الأخير من العام الثالث لاعتقاله....الخ. فكل يوم ينهيه كريم من هذه الأيام الأربعين المتبقية من حكم المؤبد، هو بمثابة إنهاء عامل كامل، خاصة وأن الجميع ومن انشغلوا عن أخباره ومتابعة مجريات سنوات أسره الأربعين يستطيعون الآن انتظاره والعد تنازليا لمدة أربعين يوما. لم تفلح فصائل المقاومة ، أو السلطة الوطنية الفلسطينية خلال كل عمليات تبادل الأسرى مع الإحتلال، أو من خلال اتفاق أوسلو في تحرير كريم، وبقي هو وعائلته ووالداه اللذان فارقا الحياة وهو في الأسر، يتذوقون الألم ويتسلحون بالأمل كل ساعة.

ولكن كريم ورغم كل ذلك فقد كان متيقناً أنه سيبقى يصارع السجان أربعين عاماً، وكان مدركا أنه سيتنسم الحرية بعد أن ينهي الحكم الذي صدر بحقه من قبل سلطات الاحتلال بالكامل، فبقي يناضل واستمر بعطائه من أجل إخوته ورفاقه الأسرى حفاظا على حقوقهم ومنجزاتهم، ومدركاً أن هذه السنوات التي يقضيها ورفاقه في الأسر لا تساوي أكثر من فقرة واحدة في صفحة النضال الفلسطيني.

أربعون يوما وستشرع أبواب الحرية، ستشرق الشمس في وجه وجسد كريم لأول مرة . بعد أربعينن يوما، ولأول مرة منذ أربعين عاما، وبلا قيود ، ستدخل خيوط الشمس، وتتسلسل إلى وجهه وتداعبه كفتى شقي غاب طويلاً عن حياة طبيعية.

بعد أربعين يوما سينال كريم حريته، وسيعانق الأرض التي أحبها وأحبته، وسيقبل التراب الذي احتضن وضم والديه، وسيودع رفاقا وإخوة عاش معهم وشاركهم كل لحظاتهم، وسيودعه الأسرى بإقامة الحفلات الممزوجة بدموعهم وفرحهم، إبتهاجاً منهم بتحرر رفيقهم وقائدهم وعميدهم وقدوتهم. ولكن مع غصة لا بد منها. فلقد كان كريم وعلى مدار أربعين عاما بمثابة الأب والأخ والمرشد والمعلم للأسرى.

كيف سيستفيقون في صبيحة يوم تحرره، "في الخامس من يناير 2023" ، وكم ستكون مختلطة مشاعر الحزن بالفرح؟. أربعون عاماً جال بها جميع سجون الإحتلال، فكل سجن ومركز تحقيق يعرف كريم وحكايته، ولكن بعد أربعين يوما ستغلق نوافذ هذه الحكاية، وسيعود كريم لحياته الطبيعية، سيرى الشجر والسماء والمطر، وكل شيء حرم منه، سيمارس حياته التي سلبت منه، سيلتقى برفاق الطفولة والدراسة، وسيرى الشوارع تعج بالأطفال والحياة، ستعتاد عينيه على حياته الطبيعية شيئا فشيئا، سيخرج من عتمة السجن إلى نور النهار، سيرى محبيه وهم يحتفلون به، وينتظرونه بفارغ الصبر، ستشهد فلسطين عرسا حقيقيا، سيشارك به الجميع الكبير والصغير، كيف لهذا أن لا يحدث؟، وهو من أفنى زهرة شبابه وعمره في غرف التحقيق وزنازين الأسر، من أجل كرامة وعزة وشموخ فلسطين وشعبها.
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف