الأخبار
قطر تُعيد تقييم دورها كوسيط في محادثات وقف إطلاق النار بغزة.. لهذا السببالمتطرف بن غفير يدعو لإعدام الأسرى الفلسطينيين لحل أزمة اكتظاظ السجوننتنياهو: هدفنا القضاء على حماس والتأكد أن غزة لن تشكل خطراً على إسرائيلالصفدي: نتنياهو يحاول صرف الأنظار عن غزة بتصعيد الأوضاع مع إيرانمؤسسة أممية: إسرائيل تواصل فرض قيود غير قانونية على دخول المساعدات الإنسانية لغزةوزير الخارجية السعودي: هناك كيل بمكياليين بمأساة غزةتعرف على أفضل خدمات موقع حلم العربغالانت: إسرائيل ليس أمامها خيار سوى الرد على الهجوم الإيراني غير المسبوقلماذا أخرت إسرائيل إجراءات العملية العسكرية في رفح؟شاهد: الاحتلال يمنع عودة النازحين إلى شمال غزة ويطلق النار على الآلاف بشارع الرشيدجيش الاحتلال يستدعي لواءين احتياطيين للقتال في غزةالكشف عن تفاصيل رد حماس على المقترح الأخير بشأن وقف إطلاق النار وتبادل الأسرىإيران: إذا واصلت إسرائيل عملياتها فستتلقى ردّاً أقوى بعشرات المرّاتإعلام الاحتلال: نتنياهو أرجأ موعداً كان محدداً لاجتياح رفحإصابة مطار عسكري إسرائيلي بالهجوم الصاروخي الإيراني
2024/4/18
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

كأس العالم 2022.. قطر تنظيم مبهر والسعودية تدخل التاريخ

تاريخ النشر : 2022-11-24
كأس العالم 2022.. قطر تنظيم مبهر والسعودية تدخل التاريخ

د. سمير الددا

كأس العالم 2022.. قطر تنظيم مبهر والسعودية تدخل التاريخ

بقلم: د. سمير الددا

قبيل انطلاق فعاليات نهائيات بطولة كأس العالم 2022 في العاصمة القطرية الدوحة يوم الأحد 21 نوفمبر الجاري لوحظ انخراط وسائل اعلامية غربية في شن حملة تشويه وتحريض على دولة قطر.

المدهش في الأمر توقيت الحملة وتناولها لأحداث قديمة تجاوز عمرها السبع سنوات وتضخيم هذه الأحداث، في محاولة يائسة على ما يبدو من القائمين على هذه الحملة تحبيط معنويات القطريين ومنعهم من حقهم الطبيعي حصد ثمار تعبهم طيلة اكثر من عقد من الزمن واستثمار مليارات الدولارات في هذا الحدث الأهم والضخم عالمياً.

هذه الحملة الرخيصة واضح جداً انها تنم عن نوايا غير طيبة, أغلب الظن أن أصحابها عمدوا إلى اخفائها مراهنين على فشل الدوحة في تلبية الاتفاق الذي ابرمته مع الفيفا عام 2012 لتنظيم نسخة كاس العالم 2022 في الدوحة وفقاً لمعايير الفيفا الصارمة بخصوص البنية التحتية الواجب توفيرها كشرط تنظيم البطولة في مجال الملاعب, الفنادق, الطرق, المطارات, المواصلات, الاتصالات, الكهرباء, المياه والصرف الصحي وخصوصاً ان الدوحة تتوقع استضافة حوالي مليون ونصف مليون زائر لمدة شهر تقريباً هي فترة المونديال, وهذا رقم ضخم يشكل اكثر من 50% من عدد سكان قطر الذي لا يتعدى 3 مليون نسمة, مما يستوجب الاستعداد لاستيعاب هذا العدد الكبير وخصوصاً في مجال البنى التحتية كما اشرنا, بالاضافة إلى غير ذلك من خدمات كالامن والامان والارشاد والتوعية والطعام والشراب والترفيه وخلاف ذلك, نعم لم يستوعب هؤلاء في الغرب (الذين يعتبرون انفسهم هم العالم الأول أو السادة) نجاح دولة من خارج نادي الدول السادة في ادارة حدث عالمي بهذا الوزن والذي كان حكراً عليهم تقريباً منذ نشأته عام 1930.

نعم كانوا يراهنون عل فشل العرب (ليس فقط قطر), بغية تعزيز الصورة النبطية الخاطئة عن العرب السائدة في الغرب التي روجوا لها طيلة عقود ويسعون الى ترسيخها في وجدان شعوبهم وشعوب العالم بأن العربي عبارة عن ثري أحمق لا يستطيع القيام بأي شئ ومهووس بالجنس والنساء, ويعيش عبئاً على الغرب الذي يدير له كافة شؤون حياته ويوفر له مأكله ومشربه ولباسه وامنه, وبالتالي يجب عليه ان يبقى اسيراً وتابعاً, واذا ما حاول العرب ان يستقلوا بقراراتهم بما يحقق مصالحهم , فهذا كفر يخرج من الملة من وجهة نظر الغرب.  

لكن عندما تيقن هؤلاء البائسون في الشهرين الاخيرين من نجاح قطر في كسب التحدي بجدارة وإقتدار, بل تميزت بمراحل في تنظيم كأس العالم نسخة 2022 عن كل سبق ان نظمها منهم, أزعجهم كثيراً أن يحسب للعرب انجازاً عالمياً ضخماً بهذا الوزن, لان ذلك من شانه ان يعكس للعالم امكانيات العرب الحقيقية وقدراتهم الفعلية مما سينسف كل ادعاءات الغرب الكاذبة حول العرب والتي دأبوا على ترويجها لعقود زوراً وبهتاناً, وسيدمر كل ما بذلوه لتشويه صورة العرب بهدف حشرهم في اطار زائف يمكنهم من تهميشهم ويسهل السيطرة عليهم والاستيلاء على مقدراتهم..

يخشى الغربيون من هذا النجاح العربي الباهر ومنقطع النظير, لانه سيكون له ابعاداً لن تقتصر على البعد الرياضي, لان ذلك من شأنه أن يخلق للعالم انطباعاً جديداً بأن العرب قادرون على القيام بأضخم المهام بتميز, وبمستوى يفوق بكثير اداء الغربيين لنفس المهام, وبالتالي يؤسس لصورة عربية جديدة تبرز حقيقة العرب وامكانياتهم وقدراتهم وبالتالي يستحقون ان يخرجوا من  عباءة التبيعة ويكونوا مستقلين ويديروا شؤونهم بأنفسهم ولهم مصالحهم الخاصة قرارهم الذي يحقق ويراعي تلك المصالح.

لا أعرف اذا كان الغربيون يدركون اننا العرب والمسلمين اصحاب تاريخ حافل مشرف وحضارة امتدت لالاف السنين ووصلت الى قلب اوروبا التي كانت حينئذ تعيش في ظلمات بعضها فوق بعض وكانت نخبهم الاوروبية ترسل ابنائهم وبناتهم الى بلادنا لينهلوا من معين حضارتنا الاسلامية التي كانت تنير مشارق الارض ومغاربها.  

تكبدت قطر مشاق جسيمة طيلة السنوات العشر الماضية وتعرضت لمؤامرات في غاية الخطورة هددت امنها القومي وأنفقت مبالغ هائلة هي الأضخم في تاريخ كأس العالم في سبيل أن ترسم وتقدم للعالم هذه الصورة المشرفة للعرب وتليق بهم وبتاريخهم وماضيهم.

عائدات البطولة والتي قدرها ناصر الخاطر المدير التنفيذي لكأس العالم قطر 2022 بحوالي 17 مليار دولار وهي الأعلى تاريخياً (ان تحققت), ورغم ذلك انها لا تقارن ولا تتعدى 8% من التكاليف الاجمالية للبطولة والتي قدرتها مصادر مطلعة بحوالي 220 مليار دولار شملت مشاريع البنية التحتية الضرورية مثل انشاء مدينة جديدة " مدينة لوسيل " شمال الدوحة على ماحة 38 كيلو متر مربع  تستوعب حوالي نصف مليون نسمة وبها استاذ لوسيل الحديث والذي يمكنه استيعاب 85 الف متفرج ومن المقرر ان تقوم عليه المبارة النهائية الطرق والمواصلات والاتصالات والمطارات والموانئ والجسور والانفاق والمرافق الرياضية وشبكات كهرباء ومياه وصرف صحي وغيرها اللازمة لاحتضان هذا الحدث الكبير والمتوقع ان تحتضن قطر خلال فعالياته حوالي مليون ونصف مليون زائر لمدة شهر تقريباً هي فترة المونديال وهذا رقم ضخم اذا ما قارناه بعدد سكان قطر الذي لا يتجاوز 3 ملايين نسمة, والنجاح في استيعاب زيادة سكانية هائلة تزيد عن 50% من سكان الدولة في حد ذاته تحدي قائم بذاته وخصوصاً ان هؤلاء الزوار في اغلبيتهم من طبقة النخبة المقتدرة والتي تتوقع مستوى اقامة بخدمات مميزة ومنهم اصحاب نفوذ اعلامي وسياسي واجتماعي وارضائهم ضرورة حتمية لينقلوا صورة ايجابية للبلد, وهذا ما اخذه المنظمون في الاعتبار وكان من أهم عوامل نجاحهم.

وفي السياق ذاته, قدم الفريق السعودي صورة مشرقة اخرى للعرب, حين حقق مفاجأة هي الاضخم في تاريخ كأس العالم وفقاً لتصريحات الفيفا بفوزه على منتخب الارجنتين احد اقوى المرشحين للفوز بالبطولة ويضم ابرز وأغلى لاعبين في العالم, وقدم مباراة كبيرة تليق بحجم الحدث وتفوق بكثير على أداء الفريق الارجنتيني فنياً واستحق الفوز بجدارة....لقد نال المنتخب السعودي إعجاب العالم كله ورفع اسم السعودية عالياً وجعله يتردد في كل زوايا الكرة الأرضية, وهذا هو المغزى الاهم من مثل تلك المنافسات.

لعب أعضاء الفريق السعودي بأريحية ملفتة وبحماس منقطع النظير, وعلى الارجح ان السبب وراء هذا كله كلمة الأمير محمد بن سلمان ولي العهد السعودي للفربق "بأن لا احد يتوقع منهم الفوز أو حتى التعادل" نظراً لقوة فرق مجموعتهم, وطالبهم فقط بان يستمتعوا باللعب, مما كان له اثر حاسم في تحرر اعضاء المنتخب من كافة الضغوط النفسية التي تصاحب مثل هذه المباريات, فلعبوا بالفعل بحريتهم وتفنن كل منهم في اظهار مهاراته وامكانياته وتقديم لمساته الابداعية وبفضل الله تحولت هذه المهارات وتلك اللمسات الى لوحة فنية  ولا اروع, مكنتهم عن جدارة واستحقاق من انتزاع أغلى فوز في هذه البطولة بل في تاريخ كأس العالم, بهدفين ولا أجمل وخصوصاً قذيفة ارض ارض الرهيبة التي سددها في مرمى الارجنتين كابتن المنتخب سالم الدوسري من خارج منطقة الجزاء بعدما راوغ عدد من دفاع المنتخب الارجنتيني مما يذكر بهدف نجم المنتخب السعودي السابق سعيد العويران في مرمى المنتخب البلجيكي في مونديال 1994 عندما استحوذ على الكرة من امام منطقة جزاء فريقه لينطلق بها كالسهم على طول الملعب نحو مرمى بلجيكا وراوغ في طريقه اكثر من نصف الفريق البلجيكي بما فيهم حارس المرمى ليودعها هدفاً من اروع ما شاهد العالم من اهداف في كأس العالم.

آخر الكلام:

·  الرياضة العربية بجناحيها القطري والسعودي حلقت عالياً في سماء العالم, ويبدو انها نجحت الى حد كبير في ترميم الصورة العربية التي شوهتها السياسة, ويبدو ان الرياضيين العرب تفوقوا في تمثيل شعوبهم وتقديم صورة حقيقية لهم امام العالم بعدما فشل ساستهم في ذلك.

· أهل فلسطين رغم جراحهم النازفة يومياً خرجوا الى الشوارع ابتهاجاً بفوز اهلهم في السعودية..

· طيلة أكثر من ثمانين عاماً كنا نشاهد من بعيد لبعيد نهائيات مباريات كأس العالم تنتقل من دولة لاخرى في دول الغرب, بعد هذه السنوات الطويلة ها هي قطر اول دولة عربية واول دولة مسلمة وأول دولة شرق اوسطية تحتضن هذه المباريات.

· هذه النسخة من تصفيات كأس العالم هي الأعلى تكلفة تاريخياً وأتمنى أن تكون الاكثر اثارة وابهاراً والأفضل تنظيماً وادارة, والأهم أن تعكس بنجاح الصورة الحقيقية عن العالم العربي.

· أهلنا في قطر, السعودية وتونس (التي حققت هي الاخرى انجازاً لافتاً بتعادل بطعم الفوز كما اجمع النقاد مع بلجيكا) أفرحتمونا في زمن عز فيه الفرح, اسعدتمونا اسعدكم الله وحقق آمالكم..

مزيداً من الفوز والتألق بإذن الله.. قلوبنا معكم.

 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف