الأخبار
(رويترز): مصرفان عالميان يرفضان فتح حسابات لـ"مؤسسة غزة الإنسانية"كاتس: الجيش الإسرائيلي يعد خطة لضمان ألا تتمكن إيران من العودة لتهديدناترقُّب لرد حماس.. وإعلام إسرائيلي: ترامب قد يعلن الاثنين التوصل لاتفاق بغزة(فتح) ترد على تصريحات وزير الصناعة الإسرائيلي الداعية لتفكيك السلطة الفلسطينية30 عائلة تنزح قسراً من تجمع عرب المليحات شمال أريحا بفعل اعتداءات الاحتلال ومستوطنيهمقتل جنديين إسرائيليين وإصابة اثنين آخرين بجروح خطيرة في معارك قطاع غزة20 شهيداً في غارات للاحتلال على مواصي خانيونس وحي الصبرة بمدينة غزةغوتيريش: آخر شرايين البقاء على قيد الحياة بغزة تكاد تنقطعترامب وبوتين يبحثان الحرب في أوكرانيا والتطورات بالشرق الأوسطشهيد وثلاثة جرحى بغارة إسرائيلية استهدفت مركبة جنوب بيروتاستشهاد مواطن برصاص الاحتلال قرب مخيم نور شمس شرق طولكرمالشيخ يبحث مع وفد أوروبي وقف العدوان على غزة واعتداءات المستوطنيننحو صفقة ممكنة: قراءة في المقترح الأمريكي ومأزق الخياراتالكشف عن تفاصيل جديدة حول اتفاق غزة المرتقبمسؤولون إسرائيليون: نتنياهو يرغب بشدة في التوصل لصفقة تبادل "بأي ثمن"
2025/7/4
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

صدور ديوان "لا تسألي" لعادل جودة

تاريخ النشر : 2022-11-24
صدور ديوان لا تسألي لعادل جوده

أطلق الكاتب والشاعر الفلسطيني الدكتور عادل جودة سراح ديوانه الجديد "لَا تَسْأَلِي" ليرى النور عبر "دار يافا العلمية للنشر والتوزيع". يقع الديوان في مئة صفحة مقاس 14×21، ويشتمل بين غلافيه على عشرين قصيدة تتأرج بين أنَّات الألم وآهات الأمل، وتتنقل بين حضنين؛ حضن تمثله حواء بكل ما حباها الله من رقة وجمال، وحضن تمثله الأرض بكل ما تحويه من خير وأمان.
 
ففي فضاء حواء خاطب الشاعر في قصيدته الأولى رفيقة دربه وأنيسته؛ زوجه نعمة، مبتدئًا بنص نثري يشع منه الابتسام إذ يقول فيه: "فِي لَحْظَةٍ مَـا، تَتِيهُ الْحُرُوفُ؛ تَتَبَعْثَرُ وَتَتَفَرَّقُ، فَلَا السَّرْدُ يَفِي، وَلَا النَّظْمُ يَكْفِي؛ تَتَوَقَّفُ الْعُيُونُ حَـائِرَةً فِي مَـا تَرَى، وَالْجَوَانِحُ كُلُّهَـا سَـارِحَةً فِي السَّمَـا". ثم انطلق الشاعر يشق عباب البحر الكامل إلى حبيبته يهامسها بإنشاده:
مَـلَكِـــيَّــةُ الْـعَـيْـنَـــيْنِ وَالـشِّـــفَـةِ قَـمَرِيَّـــةُ الـْخَـــدَّيـْنِ سَـاكِنَـتِـي
أَسَـمِـعْتِ هَـمْسَ اللَّــيْلِ فِي سَهَرِي لَـكِ أَنْـتِ يَسْـمُو الْـبَـوْحُ غَـالِيَتِـي
ثم يختم منشدًا وعدَ الحبيب لمحبوبته:
فَـلَكِ الْـوَفَـا مَـا دَامَ بـِي نَـفَسِــي وَلَكِ الرِّضَـا فِـي كُـلِّ أَزْمِنَـتِـــي
وفي رحاب حواء أيضًا، راح الشاعر يتفاعل مع شاكيةٍ له همَّها مع زوجها بقولها: "أحمل من الهم ما تنوء بحمله الجبال"؛ "زوجي لا يحترمني، بل يزدريني ويضربني"، فأرسل الشاعر شكواها بهمسة سريعة تشكل رسالة تحمل الكثير من العتاب تحت عنوان "إليكَ آدم"، يقول في بدايتها:
هَـذَا الْـــحَـنَـانُ أَمَـانٌ فِـيـهِ عِـشْ مَأْمَنَكْ وَكُـنْ لَـهُ بَـاسِـمًـا وَاحْـضُنْ بِـهِ جَنَّـتَـكْ
وَذَا الْـعَـــطَـاءُ سـَخَـاءٌ جُـــدْ لَـهُ بِـالرَّخَـا وَذَا الْـوِئَـامُ اقْـتِرَابٌ مِنْكَ كَـيْ يَـحْضُنَكْ
ثم بأسلوب يجلله الوفاء يختم الشاعر رسالته مناديًا:
حَــوَّاءُ يَـا كُـلَّــنَـا يَـا تَـاجَ قَـامَـاتِنـا لَـكِ الْـوَفَـا، نَـبْـضُ وَعْـدٍ سَـوْفَ لَـنْ أَخْـذُلَـكْ

وفي حضن حواء أيضًا يوثق الشاعر حال حيرته وغيرته على حواءَ مبتدئًا بنص نثري سريع يقول فيه "الْغَيْرَةُ سِلَاحٌ ذُو حَدَّيْنِ؛ ثِقَةٌ تَسْتَنْهِضُ الْحَمِيَّةَ بِـاتِّزَانٍ يُعَمِّقُ الْحُبَّ، أَوْ شَكٌّ يُؤَرِّقُ النَّفْسَ بِأَوْهَـامٍ تَجْلِبُ الْهَمَّ؛ وَأَنَا أَغَارُ عَلَيْكِ"، ثم أرسل لهيبًا يؤرقُه شاديًا:
طَلَّتْ بِسَمْتِ الْخَطْوِ تَشْدُو مَـا هَوَتْ نُــورٌ يُنَـاجِي الْـقَـلْـبَ حَــيْثُمَـا رَسَـتْ
غُنْجٌ يُنَـاغِـي أَضْلُعِي كَسْبَ الرِّضَـا النَّفْسُ؛ مِـنْ لَهْفِ اشْتِيَـاقِهَـا انْتَشَـتْ
وبعد أن ناغى الشاعر جمال محبوبته في عدد من أبيات قصيدته، راح يشكو إليها غيرته شاكيًا:
حَبِيبَتِـي؛ إِنِّـــي أَغَـارُ، فَـارْحَـمِــي قَـلبًـا؛ يَشِـبُّ نَـارَ عِـشْـقٍ مَـا خَـبَتْ
هَـا قَدْ أَعَدْتِ الْـهَمَّ يَـا نَـبْضِـي أَنَـا هَـاتِي يَدَكْ حِسِّـي خُدُودِي كَـمْ ذَوَتْ
ثم قبل أن يختمَ انتفض ببعضِ همِّهِ متسائلًا:
يُـرْضِيكِ يَـا كُلِّي؟ فَدَمْعِي إِنْ جَـرَى يُـجْـرِي عَـلَـى الْـخَـدَّيْـنِ نَـارًا أَحْرَقَتْ
يُـرْضِيكِ؛ عَيْنِي لَا تَرَى فِـيكِ الـضِّيَـا تَـعْمَـىَ فَـلَا تَغْفَـى وَإِنْ نَـامَتْ بَـكَتْ

أما القصيدة التي يحمل الديوان عنوانها؛ فقد قدَّم لها الشاعر بقوله: " حَـدَثٌ جَـلَـلٌ، أَصَـابَ مُهْجَتِـي، فَفَرَّتْ دَمْعَتِـي تَنُوحُ: "لَا تَسْأَلِي"، وفيها يرسل الشاعر أنينَه متوجعًا:
لَا تَسْـأَلِـي عَـمَّـا جَـرَى فِـي لَيْلَتِـي لَا تَسْـأَلِـي عَنْ أَدْمُعِـي فِـي حِيرَتِـي
هَـذَا أَنَـا مُسْتَنْكِفٌ فِـي خَـاطِرِي وَخْـزُ الْـهَوَى مُسْتَرْسِلٌ فِـي غَصَّتِـي
وفي موقع آخر من القصيدة يهامس الشاعر قرةَ عينِهِ:
كَمْ مَـرَّ مِنْ عُمْرِ الْـجَوَى يَا سَلْوَتِـي كَمْ ضَاعَ مِنْ سَعْدِ الْـهَنَـا فِي غَفْوَتِي
هَا قَـدْ عَمَتْ عَيْنِي فَيَا وَيْحَ الدُّجَـى مَـنْ ذَا الَّــذِي أَحْيَـا لَــهُ يَــا قُـرَّتِــي

وفي رحاب الأرض، يرسل الشاعر أنفاسه محملة بأوجاع القهر والحرمان في قصيدة بدأها بنص نثري يقول فيه: "تَـمُرُّ الْأَيَّـامُ وَالسُّنُونُ، وَالنَّكْبَةُ لَمْ تَزَلْ تَسْكُنُ الْعُيُونَ، وَأُولَئِكَ الْأَمَـاجِدُ؛ فِي الْقُدْسِ، وَفِي غَزَّةَ، وَفِي كُلِّ فِلَسْطِينَ، مُرَابِطُونَ؛ يَرْوُونَ بِدِمَـائِهِمْ تُرَابَ الْأَرْضِ، فَبِلِسَـانِ حَـالِهِمُ؛ أَقُولُ: "هُنَـا أَرْضِـي:
هُــنَـا كُنَّـا بِلَا شَــكْوَى هُـنَـا صِرْنَـا بِـــلَا مَـــأْوَى
هِــيَ الْأَيَّـامُ كَـمْ تَـقـْسُو وَعَـيْنُ السَّــطْـوِ كَـمْ تَــقْـوَى
وقبل أن يختم قصيدته خاطب الشاعرُ مغتصبَ أرضِهِ محذرًا:
فَـإِنْ طَـالَــتْ لَـيَـالِـيـكُـم فَــلَا تَـنْسَــوْا بِنَـا بَــــلْوَى
وَلَا تَـنْسَـــوْا مَـآقـيــــنَـا فَـفِـيهَـا الْـوَعْـدُ وَالـنَّـجْــوَى
وفي قصيدة أخرى يستحضر الشاعر حال الوطن، ويرثي حال قادته، وبأنفاسِ حُزنه وأوجاعه يُنادي "أَوَّاهُ يَا وَطَنِي":
آهٍ مِـــنَ الـْـحَــــزَنِ آهٍ مِـــنَ الْأَلَــــمِ كَـمْ كَـانَ فِي وَطَنِي مِنْ فَـارِسٍ نـَهِمِ
إِنْ صَـالَ فِـي وَهـَجٍ وَالسَّيْفُ فِـي يَدِهِ فَـالـنَّـارُ وَاللـَّهَبُ فِي الْـعَيْنِ كَـالـْحِمَمِ

ولكون الوخزة الكبرى تتصل بما يشهده الوطن من انقسام وتشرذم، راح الشاعر عبر أبيات متفرقة ينادي ذوي الهمم النقية معاتبًا:
يَـا إِخْـوَةُ اصْطَلِحُوا لَا نَفْعَ مِنْ عَجَمٍ يَـا إِخْـوَةُ اتَّـعِـظُوا دَعْـكُـمْ مِـنَ اللَّـمَمِ
مَا بَـالُكُـمْ؟ عُمِيَتْ أَبْصَارُكُـمْ! كُتِمَتْ أَنْـفَـاسُــكُـمْ! أَخَـلَـعْـتُـمْ رَايَـةَ الـشـَّمَمِ؟
يَـا إِخْــوَةُ اتَّـفِـقُـوا فَـالْأَرْضُ تَسْأَلُكُمْ وَاللَّـــهُ مَأْمَـنُــكُـمْ لَا حَـــلَّ بِـالـسَّـلَـمِ
ومن ثمَّ يختم الشاعر قصيدته بهمسة لا بد منها، وصرخة ناطقة تهتف بها الجوارح:
سَــوُّوا مَنَـابِرَكُـمْ فَـالشَّـعْبُ مَحْضَنُكُمْ لُـمُّـوا بَنَـادِقَـكـُم وَامْـــضُوا بِـلَا وَجِــمِ
مَـازَالَ فِــي وَلَــدِي أُسْـدٌ بِـهِـمْ جَـلـَدٌ مَـازَالَ فِـي خَلَدِي جَـمْعٌ مِـنَ الْـهِمَمِ
يَـا قُـدْسَنَـا ارْتَـقِبِيْ فَـالْـوَعْـدُ نَرْقُبُهُ يَـا أَرْضُ لَا تَـهِـنِي فَـالْـعَـيْنُ لَـمْ تَـنَـمِ

هذا وقد وثَّق الشاعر في ديوانه "لَا تَسْأَلِي" رسائل أخرى عديدة في محاولة منه لاستنهاض الأمة لاستعادة ما ضاع منها من مبادئ وقيم كما في قصيدة "هَيْهَات"، وما انحرفت عنه من ثقافة الإنسان الساعي للبناء والإصلاح كما في قصيدة "يَا نَبِيَّ اللهِ غِبْنَا"، وما خسرته من جماليات لسانها العربي المبين كما في قصيدة "زَاغَ اللِّسَانُ".
 
وأيضًا أفرد الشاعر مساحة خاصة قدَّم من خلالها للقارئ الكريم بعضًا من وقفاته مع الماضي وأوجاعه عبر عدد آخر من قصائده المتنوعة مثل "صَدِيقُكَ مَنْ صَدَقَكْ"، و"خَمْسُونَ عَامًا"، و"أَنَا لَمْ أَزَلْ"، و"يَا كُحْلَةَ الْعَيْنِ"، و"لَا تَلُمْنِي".
 
وتجدر الإشارة هنا إلى أن للشاعر الدكتور عادل جوده؛ وهو عضو اتحاد الكتاب والأدباء الأردنيين، إصدارات متنوعة أخرى غير هذا الديوان، منها "سجل الطالب" 1986م، و"ومضات وجد" 2009م، و"اتفقنا أم اختلفنا" 2016م"، و"أخ يـا فلسطين" 2017م، و"بحر دير البلح" 2018م، و"شـاطئ المغيب" 2018م، و"رنة جوالك" 2019م، "عتـاب يغلفه الغزل" 2021م. وإصدارات أخرى تحت اللمسات الأخيرة لتكون بين يدي القارئ قريبًا جدًّا بحول الله.

 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف