الأخبار
جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني تُنشئ مخيمات لإيواء النازحين العائدين إلى غزة وشمالهاعودة حرب الإبادة والتهجير"العمل لوقف حرب أوكرانيا".. تفاصيل مكالمة هاتفية بين ترمب وبوتين(حماس) تجري مشاورات في القاهرة بشأن اتفاق غزةمصر والأردن في موقف موحّد: رفض التهجير والتأكيد على ضرورة إعادة إعمار غزة فوراًمصر تعتزم طرح تصور لإعادة إعمار غزة يضمن بقاء الشعب الفلسطيني على أرضهالعاهل الأردني: مصر والدول العربية سيقدمون خطة بشأن غزة(حماس): مخطط ترحيل شعبنا لن ينجح.. وملتزمون بالاتفاق ما التزم الاحتلال بهصحيفة (معاريف): المؤسسة الدفاعية الإسرائيلية ترى أن حماس لم تنتهك الاتفاق حتى الآناستمرار الخروقات.. شهيد وإصابة حرجة برصاص الاحتلال غرب رفح"الصحة" بغزة: الاحتلال يتعمّد عرقلة سفر الحالات المرضية عبر معبر رفح"الإعلامي الحكومي" بغزة: الجهات المختصة تتابع محاولات التلاعب بالأسعار وتحذّر المخالفينلابيد يوجه رسالة لنتنياهو: لقد نفذ الوقت اذهب إلى الدوحة وأحضر المختطفينمسؤولو مستوطنة (كيسوفيم) يعلنون مقتل محتجز في غزةلليوم 22 على التوالي: الاحتلال يواصل عدوانه على مدينة جنين ومخيمها مخلفاً شهداء ودمار
2025/2/13
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

عندما يصعق التاريخ بالذاكرة

تاريخ النشر : 2022-11-23
عندما يصعق التاريخ بالذاكرة (1 )

بقلم: د. فـــرج الجطيلاوي 

أحتفلتا أو تظاهرتا بالفرح المغموس بالندم الحكومتان الغارقتان في وهم التاريخ ومذلة ألأفعال في ليبيا، حيث صدر قرار باءعتبار يوم 23 من شهر أكتوبر الذي نسميه نحن شهر التمور يوم عطلة رسمي إبتهاجا بالتحرير.

ونحن ربما يحق لنا أمام كل العالم ان نتسأل: هل يفرح أحد في مشارق الدنيا ومغاربها بيوم تكبل فيه يداه بعد أن كانتا طليقتين؟. هل يطلق على حروب الإغتصاب والفرقة والتشرذم بين أبناء الوطن والجغرافيا وألإنتماء والمصير المشترك حرب تحرير؟ والله لم يشهد العالم هكذا أكاذيب بالرغم من شراسة كل حروب التاريخ. من يحتفل بعيد "التحرير" كما يسمونه فهو يحتفل بمناسبة تاسيس دولة فاشلة بجدارة والشواهد تحت الشمس ولأول مرة تمارس الظلمة دورا إيجابيا بأن تعري نفسها لشاهد "ماشفش حاجة".

وأنا حنظلة اسوق حكاية وجدتها في التراث الجهادي لليبين المحكي لرجل ليبي ومن مدينة طرابلس رفض ألإصطفاف إستقبالا لموسيليني . كيف كان ذاك المشهد؟.
عندما وقعت الدولة العثمانية إتفاقية ألإستسلام لدولة إيطاليا لما عرف بأتفاقية "لوزان". طلب المفاوض العثماني وهو يبلع ريقه: قائلا ليبيا دولة إسلامية ونريدوا ان تبقى تابعية مفتي الديار الليبية لنا وان ياخذ مرتبه من خزينتنا. فلم يعترض المفاوض ألإيطالي.
كان مفتي الديار الليبية في ذلك الوقت الشيخ"يعرفه التاريخ جيدا !".

عندما تولى بينيتو موسيليني الحكم في إيطاليا التي لقبت في عهده بالأمبراطورية الفاشية. قرر ان يقوم بزيارة للمستعمرة التي هي ليبيا.
 
في سابقة أو لفتة إمبراطورية تم منح الجنسية ألإيطالية للشيخ "مفتي الديار". ربما تحقيرا للحكم التركي كما منح جواز سفر بالشعار والختم الموسيليني.
تقول الحكاية . لقد قابل "المفتي" المكرمة بمكرمة. تماما كما قوبلت مكرمة برنار ليفي بمكرمة " المواطنة".
 
(2)
تقول الحكاية أن المفتي بمساعدة احد كبارتجار التبعية في ذلك الوقت عمل بمثابرة منقطعة النظير. فجمع مبلغا من المال واشترى سيفا ممن ثقل وزنه وثقل ثمنه وجودا وسرجا.
 
(3)
أرتقى المفتي في حفل مهيب. اعد أمام السراي الحمراء بحانب تمثال سيفيروس وكانت الحشود تنتظر مقدم الزعيم ألإمبراطوري الذي حررها من الميري العثماني. ارتجل المفتي الذي نساه العثمانيون كلمة قال فيها نقلا عن الراوي:
يا سعادة امبراطور بلدنا العزيز وامبراطورية روما العتيدة، ولوح بيده بجواز السفر وهو محبورا وقد ارتعش صوته من الغبطة قائلا: لقد شرفتني يا فخامة ألإمبراطور بمنحي هذا الجواز وكان المترجم مذهولا.

(4)
بدأت مراسم تسليم السيف الذهبي والجواد والسرج للأمبراطور غيرأن مشهدا غريبا افسد حفلة المفتي وضيفه.ّإذ بمجموعة من البوليس السري يبدو أنها كانت مندسة وسط الجموع تمسك برجل حافي القدمين تنهال عليه ضربا . اسقط ألرجل ارضا وسط الجمع المرعوب وجيئ بسيخ معدني ملتهب ووضعت علامة صليب على يده اليمنى.
صرخ الرجل وقد تمالك نفسه وهو يقول بصوت محروق لكنه واضح ربما إيقنته بعض من الذاكرات وهذا ما حصل وها هو يروي بعد مرور اكثر من مائة عام بعد نكبة 1911م.

(5)
تروي الذاكرة الصاحية : يا ليمنى "وضعوا" عليك السيمة حتى تخدمي الطليان ديمة ديمة
ردت اليد اليمنى الممسكة باليقين قائلة:
حتى أن كان وضعوا شلوطة"العلامة التي تركها الحرق" ما نكش رانك تحتهم مربوطة
رانك مع اللي عاقدين الخوطة"الدائرة" وفي ضرب المنحس"الرصاص" ثابتة وسقيمة
 
(6)
لعل من لا تؤلمه الذاكرة أو تبهجه لا يحب ان تحكى له حكاية هذا الرجل . فا لذاكرة تجربة وعي بالوجع والبهجة. ألإحتفال بالتحرير يرتبط بسيادة الدولة أرضا ومصيرا ومقدارات . أين كل هذه " هل هي في إتفاقية الصخيرات أو مهزلة أبوزنيقة"؟؟.أم في البند السابع الذي كبل البلاد وكل الحكومات المتتاليةوالنواب البرلمانيون لايتحدثون عنه عند المقابلات المكوكية لما يسمى "المبعوثون الدوليون؟". لأن "علم الإستقلال" تكريسا لهذا البند. والذين لا يعرفون إن هذا البند هو أحد منجزات" عيدالتحرير المجيد" فعليهم ان يعلموا إنه لكذلك.

تقام الاحتفالات والأفراح في وطن مفعم بالزهو، و يرتع الرضى في كل النفوس،وليس في وطن مقسم ومنقسم على نفسه. يتصكع التذمر والتوجس والعوز في كل النفوس والطرقات ؟. خاصة وان مسلسل الإحتفال الذي أقيم في عاصمة البر الجنوبي"سبها" لم تمض عليه سوى ايام قليلة. حاول فيه الراعي الرسمي لهذا الحفل تسلق جدار التاريخ. ربما نسي هذا الراعي أن هذا الجدار حاد الشفرة ولا يطيق التململ لمن يقدم على التشعلق به ،;كما أنه زلق الملمس. ويبدو أن كل الرعاة الرسميين لهذه الإحتفالات الساذجة وللأسف حتى الجموع التي بعض من سلفها المشترك حضر حفلة السراي التي كانا راعييها الرسميين" بينيتو موسيليني ومفتي الديار تنزلق عام 2022" نحو هاوية " إستحسان الرداءة" والحنين للتبعية . ونست او أرغمت عل النسيان أن التاريخ سيضع في دورته ألأخرى وسما محفورا على كل يد يمنى هللت للناتو وتأتي لتحتفل بالتحرير المغشوش. تجنبوا لعبة المصطلحات المزدوجة الجنسية.

نأمل من المثقفين الذين يدعون الإنتماء إلى الفكر والثقافة إعادة النظر في تداول هذه اللفظة التي تطفلت في غير محلها والتي والله ما أريد بها إلا باطل بعد سقوط الدولة بفعل الغزو الفرنجي المدعوم بمرض "التضليل الناعم للتاريخ والذاكرة"عام 2011م وأختم بماقاله شاعر شعبي:
كيف البحر في غيضى(الضب) موجة تجيء زرقاء وموجة بيضاء ألأيام يقلبن !

 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف