العربي بين القومية والملعب
بقلم: محمد محمد محمد أبوريا
هل فرحتنا كعرب لمنتخب السعودية ما هي سوى غزالٌ أهيفٌ رقص مختالاً كفرصةٍ نادرة ينالها؟
إن النشوة للإنتصار المحقق من قبل السعودية، وصلت لكل عربي، وطغت على أي تشجيع آخر لأي فريق آخر، وذلك دليل على تجذر الأصالة العربية فينا، ومدلولات على وجود استنهاض للقومية داخلنا رغم مرضها، وهذا متوقع لوحدة الدم واللغة والثقافة والعقيدة، ولكنّه أيضاً مؤشر على وجود رابطة عربية قوية تنتصر على كثير من الخلافات، وتُظهر لنا هذه المشاعر الحنين الشديد بصورة واضحة منتابةً العربي الغيور على أمجاده التليدة، وتزحف ملاعب الرياضة بالعربي لمدى بعيد من الطموحات، ويسعى العربي بالرياضة لتعويض التعب السياسي، ويجد مقراً رحباً لتفريغ مشاعره الجياشة، إنه ذلك العربي الباحث عن الأمس بإختصار قد وجد مساحةً لكثير من التعابير التي تنتابه، مساحة شعورية تختلف عن تلكم التي يُلقي بها كبته.
وعلى صعيد الرياضة البحت فإن بمقدور العربي -وعلى عكس الصورة النمطية- أن يصعد كلاعب عالمي ما أتاحت الفرصة له، ويستطيع العربي بصورة أعم وأشمل أن يُسطّر القمم تسطيراً بقلم إبداعه، رغم قوالب الدونية المُجبر عليها، ورغم الظروف القاهرة، فالعربي يستطيع أكثر مما تصوره الصور النمطية عمن ألصقت العظمة بهم كروتين وقولبة، ولكن هل يُترك العربي ليثبت جدراته؟
لا يزال الغزو الفكري يحيط بالعربي حتى يخنقه بمشاكله التافهة الصغيرة، فيصرفه عن التفكير بمشاكل الفضاء والعلوم، وعن مشاكل أقطار العالم، والسيادة، وعن أفكار الإقتصاد والتنمية، بل عليه أن يتشجار مع زوجته على الفراش، وأن يكون تابعاً، مطأطأً وفقط.
ولكن كما رأينا فالعربي ينتظر أي مدار ليثبت كينونته ولو تُرك العربي حقاً، وأُعطي الرأي لرأيتم عظمته بمختلف الساحات، وبالساحة السياسية حتى.
وقطر مثال حي، وأنموذج يحتذى به، فقد استطاعت أن تحتضن العالم، رغم ما يُصور لنا أن إحتضانه ثقافياً، وإختلافياً، وشمولياً لا يحدث إلا بين أذرع دولة أوروبية، ولكن قطر العربية فعلت، وقطر الإسلامية سادت، وقطر استطاعت، وأمنياً انتصرت أيضاً، وهذا كله يحطم أي زعم يفتك بشأنية العرب، فما الضعف العربي إلا فكرة نمطية في أخلادنا مع جملة أفكار أخرى ممنهجة كغزو فكري وثقافي، وما علينا سوى أن نطرق الخزان ليس إلا، وأن نؤمن حقاً بما نحمل بين كفينا، وما نحويه وجدانياً يمكننا ترجمته واقعياً، ونستطيع أن نعالج قوميتنا المستمرضَة.
وأخيراً فالرياضة تأخذ مناحي كثيرة، وليس هذياناً، أوتضخيماً لأمرٍ صغير، أو حتى ليست أحلامَ يقظةٍ وسط تأمل وضعف إمكانية، لا بل الرياضة ما كانت سوى لغة تترجم كثير من الأمور، ولكن لأصحاب أبعاد النظر.
بقلم: محمد محمد محمد أبوريا
هل فرحتنا كعرب لمنتخب السعودية ما هي سوى غزالٌ أهيفٌ رقص مختالاً كفرصةٍ نادرة ينالها؟
إن النشوة للإنتصار المحقق من قبل السعودية، وصلت لكل عربي، وطغت على أي تشجيع آخر لأي فريق آخر، وذلك دليل على تجذر الأصالة العربية فينا، ومدلولات على وجود استنهاض للقومية داخلنا رغم مرضها، وهذا متوقع لوحدة الدم واللغة والثقافة والعقيدة، ولكنّه أيضاً مؤشر على وجود رابطة عربية قوية تنتصر على كثير من الخلافات، وتُظهر لنا هذه المشاعر الحنين الشديد بصورة واضحة منتابةً العربي الغيور على أمجاده التليدة، وتزحف ملاعب الرياضة بالعربي لمدى بعيد من الطموحات، ويسعى العربي بالرياضة لتعويض التعب السياسي، ويجد مقراً رحباً لتفريغ مشاعره الجياشة، إنه ذلك العربي الباحث عن الأمس بإختصار قد وجد مساحةً لكثير من التعابير التي تنتابه، مساحة شعورية تختلف عن تلكم التي يُلقي بها كبته.
وعلى صعيد الرياضة البحت فإن بمقدور العربي -وعلى عكس الصورة النمطية- أن يصعد كلاعب عالمي ما أتاحت الفرصة له، ويستطيع العربي بصورة أعم وأشمل أن يُسطّر القمم تسطيراً بقلم إبداعه، رغم قوالب الدونية المُجبر عليها، ورغم الظروف القاهرة، فالعربي يستطيع أكثر مما تصوره الصور النمطية عمن ألصقت العظمة بهم كروتين وقولبة، ولكن هل يُترك العربي ليثبت جدراته؟
لا يزال الغزو الفكري يحيط بالعربي حتى يخنقه بمشاكله التافهة الصغيرة، فيصرفه عن التفكير بمشاكل الفضاء والعلوم، وعن مشاكل أقطار العالم، والسيادة، وعن أفكار الإقتصاد والتنمية، بل عليه أن يتشجار مع زوجته على الفراش، وأن يكون تابعاً، مطأطأً وفقط.
ولكن كما رأينا فالعربي ينتظر أي مدار ليثبت كينونته ولو تُرك العربي حقاً، وأُعطي الرأي لرأيتم عظمته بمختلف الساحات، وبالساحة السياسية حتى.
وقطر مثال حي، وأنموذج يحتذى به، فقد استطاعت أن تحتضن العالم، رغم ما يُصور لنا أن إحتضانه ثقافياً، وإختلافياً، وشمولياً لا يحدث إلا بين أذرع دولة أوروبية، ولكن قطر العربية فعلت، وقطر الإسلامية سادت، وقطر استطاعت، وأمنياً انتصرت أيضاً، وهذا كله يحطم أي زعم يفتك بشأنية العرب، فما الضعف العربي إلا فكرة نمطية في أخلادنا مع جملة أفكار أخرى ممنهجة كغزو فكري وثقافي، وما علينا سوى أن نطرق الخزان ليس إلا، وأن نؤمن حقاً بما نحمل بين كفينا، وما نحويه وجدانياً يمكننا ترجمته واقعياً، ونستطيع أن نعالج قوميتنا المستمرضَة.
وأخيراً فالرياضة تأخذ مناحي كثيرة، وليس هذياناً، أوتضخيماً لأمرٍ صغير، أو حتى ليست أحلامَ يقظةٍ وسط تأمل وضعف إمكانية، لا بل الرياضة ما كانت سوى لغة تترجم كثير من الأمور، ولكن لأصحاب أبعاد النظر.