الأخبار
سرايا القدس تستهدف تجمعاً لجنود الاحتلال بمحيط مستشفى الشفاءقرار تجنيد يهود (الحريديم) يشعل أزمة بإسرائيلطالع التشكيل الوزاري الجديد لحكومة محمد مصطفىمحمد مصطفى يقدم برنامج عمل حكومته للرئيس عباسماذا قال نتنياهو عن مصير قيادة حماس بغزة؟"قطاع غزة على شفا مجاعة من صنع الإنسان" مؤسسة بريطانية تطالب بإنقاذ غزةأخر تطورات العملية العسكرية بمستشفى الشفاء .. الاحتلال ينفذ إعدامات ميدانية لـ 200 فلسطينيما هي الخطة التي تعمل عليها حكومة الاحتلال لاجتياح رفح؟علماء فلك يحددون موعد عيد الفطر لعام 2024برلمانيون بريطانيون يطالبون بوقف توريد الأسلحة إلى إسرائيلالصحة تناشد الفلسطينيين بعدم التواجد عند دوار الكويتي والنابلسيالمنسق الأممي للسلام في الشرق الأوسط: لا غنى عن (أونروا) للوصل للاستقرار الإقليميمقررة الأمم المتحدة تتعرضت للتهديد خلال إعدادها تقرير يثبت أن إسرائيل ترتكبت جرائم حربجيش الاحتلال يشن حملة اعتقالات بمدن الضفةتركيا تكشف حقيقة توفيرها عتاد عسكري لإسرائيل
2024/3/28
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

السؤال الذهبي

تاريخ النشر : 2022-11-23
السؤال الذهبي

محمد عبد المحسن العلي

السؤال الذهبي

بقلم: محمد عبد المحسن العلي - الكويت

إذا ما قرأ الإنسان عن تجربة من ذاقوا ثمرة توحيد الله عز وجل ومن سلكوا سبيل الذين أنعم الله عليهم بالهدى ونور اليقين وارتقوا إلى مقام الإحسان، وقالوا له عن تجربة ومعايشة، إذا سجد القلب للرب بان وعُرف الدرب وإذا عبدت الله كأنك تراه أراك ما لم تكن تراه، غالبا سيسأل كيف أصل لذلك المقام وما هو السبيل إليه ؟. فمن أجل الإجابة على السؤال كتبت هذا المقال، السؤال الذهبي.

إن من طبيعة الإنسان السؤال والتساؤل والتفكر والبحث، وهناك عدة أسئلة طرحها الفلاسفة والمفكرون وراحوا بالبحث عن إجابات لها، ولكن هذا الحديث المدرج يبين لنا أهم سؤال يجب أن يتردد في ذهن الإنسان المؤمن، لأنه يتعلق بالوصول إلى ( جوهر الغايات ).
 
قال رسول ﷺ ( إنَّ اللَّهَ تَبارَكَ وتَعالَى يقولُ لأهْلِ الجَنَّةِ: يا أهْلَ الجَنَّةِ، فيَقولونَ: لَبَّيْكَ رَبَّنا وسَعْدَيْكَ، فيَقولُ: هلْ رَضِيتُمْ؟ فيَقولونَ: وما لنا لا نَرْضَى وقدْ أعْطَيْتَنا ما لَمْ تُعْطِ أحَدًا مِن خَلْقِكَ؟ فيَقولُ: أنا أُعْطِيكُمْ أفْضَلَ مِن ذلكَ، قالوا: يا رَبِّ، وأَيُّ شَيءٍ أفْضَلُ مِن ذلكَ؟ فيَقولُ: أُحِلُّ علَيْكُم رِضْوانِي، فلا أسْخَطُ علَيْكُم بَعْدَهُ أبَدًا ) صحيح البخاري.

وجوهر الغايات هو كسب رضى الله عز وجل، ولذلك كان السؤال الذهبي ( ما الذي يرضي الله عز وجل ؟ ).
إنه أهم سؤال يجب أن يكون حاضرا في ذهنك دائما في حركة حياتك وتعاملاتك وأنت تعبر مرحلة الحياة نحو محطة المصير، فهو سؤال يدفعك دائما للبحث عن رضا الله عز وجل حتى تكسبه مع ضرورة طلب الهدى والرشاد والسداد أثناء عملية البحث.

هو السؤال الذي يضبط موازينك العقلية ويجعلك بقلب حي وعلى وعي دائما وتحيا بشعور عالي المستوى وواسع الأفق والمدارك .
فهو سؤال يجعلك تعيش تفاصيل الحياة بوعيك الكامل طالما يتردد في ذهنك وأنت تبحث عن الإجابات وبحسب المواقف العديدة التي تواجهك.
( وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ نَسُوا اللَّهَ فَأَنسَاهُمْ أَنفُسَهُمْ ۚ أُولَٰئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ (19)) الحشر

هو السؤال الذي يجعلك دائم البحث عن مرادات الله عز وجل، وفي حال طلب دائم للهدى والرشد والسداد، وهو السؤال الذي يجعلك دائم البحث عن الحقيقة الغائبة، كما أنه هو السؤال الذي يجعلك تبحث عن أفكار الرسالة لتطوف في فلكها مما يجعلك في حال رباني، بدلا من الطواف في فلك الأشخاص وأفكارهم الخاطئة والفاسدة وفي فلك الأشياء الذي يجعلك في حال شيطاني.

هو السؤال الذي يفتح الله لك بعده الآفاق الفكرية الفسيحة الرحبة لتتذوق ثمار عقيدة التوحيد إذا وجد الصدق والإخلاص في قلبك وأنت في حالة البحث عن الحقيقة، وهو السؤال الذي يجعل لحياتك معنى بعد ما تصبح لك أهداف موصلة لجوهر الغايات وهو كسب رضا الله عز وجل، فاجعل إرضاء الله عز وجل ( شغفك ).

إذا كنت أملك عقلا سليما وشيئا من الوعي والشعور لابد أن أجعل هذا السؤال سؤالا ذهبيا في حياتي ومحفزا لصدور أحسن الأقوال والأعمال مني لأن من سأسعى لكسب رضاه إليه المصير . ( خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بِالْحَقِّ وَصَوَّرَكُمْ فَأَحْسَنَ صُوَرَكُمْ ۖ وَإِلَيْهِ الْمَصِيرُ (3) ) التغابن.

ما الذي يرضي الله عز وجل ؟، هذا السؤال من الطبيعي أن يتردد في ذهن من يتمتع بنعم الله الكثيرة التي لا تعد ولا تحصى وهو حامد وشاكر لها وليس جاحدا، وهو السؤال الذى يجعل الله عز وجل دائم الحضور في ذهنك وقلبك وبالتالي سيجعلك تعبد الله كأنك تراه وبقلب دائم السجود، وإذا سجد القلب للرب بان وعُرِف الدرب وبذلك تصبح من ( أهل الحقيقة ) الذين يدركون حقائق الأشياء.

ومن الطبيعي أن يقوم الإنسان الواعي الحامد الشاكر لأنعم الله عز وجل في السعي للقيام بما يرضيه في القول والعمل، ولكن بعد ما اختلت موازين العقول وغاب الوعي والشعور وطمست البصائر يكون هناك معوقات في الوسط المحيط أو من قبل السلطة حيث يصبح القابض على دينه كالقابض على الجمر.

ما الذي يرضي الله عز وجل ؟، إن هذا السؤال يجب أن يغرس في وجدان وضمير النشء منذ الصغر حتى تشب الأجيال القادمة على جعل حركتها باتجاه طاعة الله جل شأنه وهو التطبيق الصحيح للتسبيح العملي، وهو الوضع البديل عن الوضع الذي أوجدته فلسفة التربية والتعليم الغربية الذي تعتبر الإنسان كالديدان التي تنتهي دورة حياتها على الأرض، ففلسفة التربية والتعليم الغربية لا تقدم للدارسين ما يسهل عبورهم لمرحلة الحياة وما يؤمن وصولهم أمنين لمرحلة المصير.

 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف