الأخبار
"التربية" توضح طبيعة أسئلة امتحان الثانوية العامة لطلبة غزةسلطة النقد تصدر تعليمات للمصارف برفع نسبة الإيداعات الإلكترونية لمحطات الوقود إلى 50%يوم دامٍ في غزة: أكثر من 100 شهيد وعشرات الجرحى والمفقودينإعلام إسرائيلي: نتنياهو يبحث "صيغاً مخففة" لإنهاء الحرب على غزةجيش الاحتلال يعلن اعتراض صاروخ أُطلق من اليمنأول اتصال هاتفي بين بوتين وماكرون منذ ثلاث سنواتبالأسماء.. الاحتلال يفرج عن 14 أسيرًا من قطاع غزةتوجيه تهم القتل والشروع به لـ 25 متهماً في قضية الكحول بالأردنالسعودية تسجل أعلى درجة حرارة في العالم خلال الـ24 ساعة الماضيةمصر: أمطار غزيرة تفاجئ القاهرة والجيزة رغم ارتفاع درجات الحرارةمسؤولون إسرائيليون: تقدم في محادثات صفقة المحتجزين.. والفجوات لا تزال قائمة(كان): قطر تسلّم إسرائيل مقترحًا جديدًا لوقف لإطلاق النار في غزةترامب: سأكون حازمًا مع نتنياهو بشأن إنهاء حرب غزة وأتوقع هدنة خلال أسبوعوزير الخارجية المصري: خلافات تعرقل الهدنة في غزة والفرصة لا تزال قائمة للتوصل لاتفاقجامعة النجاح الوطنية: الجامعة الفلسطينية الوحيدة في تصنيف U.S. News لأفضل الجامعات العالمية 2025/2026
2025/7/2
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

الطـَّبِيبَةُ الـْمُسْلِمَةْ

تاريخ النشر : 2022-11-19
الطـَّبِيبَةُ الـْمُسْلِمَةْ
الطـَّبِيبَةُ الـْمُسْلِمَةْ 

بقلم: الشاعر الدكتور والروائي المصري محسن عبد المعطي محمد عبد ربه - شاعر العالم شاعر الثّلَاثُمِائَةِ معلقة

شَيْمَاءُ طِفْلَةٌ صَغِيرَةٌ تَفَتَّحَتْ عَيْنَاهَا عَلـَى الدُّنْيَا كَمَا تَتَفَتَّحُ الْوُرُودُ الْجَمِيلَةُ فَتُضْفِي عَلـَى الدُّنْيَا السَّعَادَةْ.

 نَشَأَتْ شَيْمَاءُ بَيْنَ أَبَوَيْنِ مُؤْمِنَيْنِ يَعْرِفَانِ اللَّهَ حَقَّ الْمَعْرِفَةْ وَيَعْبُدَانِ اللَّهَ حَقَّ الْعِبَادَةْ

وَكَانَ وَالِدُ شَيْمَاءَ دَائِماً مَا يَقُولُ لَهَا:

شَيْمَاءُ يَا بُنَيَّتِي=أُوصِيكِ بِالْإِيمَانْ

كُونِي لِخَالِقِ السَّمَا=شَدِيدَةَ الْعِرْفَانْ

قـَالـَتْ شَيْمَاءْ: نَعَمْ يَا أَبِي لَابُدَّ أَنْ نَعْتَرِفَ لِلَّهِ بِفَضْلِهِ وَأَنْ نَشْكُرَهُ عَلـَى مَا أَهْدَاهُ إِلـَيْنَا مِنْ نِعَمٍ لَا تُعَدُّ وَلَا تُحْصَى.

قـَالَ الْوَالِدْ: اِحْرِصِي يَا شَيْمَاءُ يَا ابْنَتِي عَلـَى أَنْ تُرَاعِي اللَّهَ فِي كُلِّ أَقْوَالِكِ وَأَفْعَالِكْ

وَأَنْ يَكُونَ كُلُّ مَا يَصْدُرُ عَنْكِ مِنْ قَوْلٍ أَوْ عَمَلٍ ابْتِغَاءَ وَجْهِهِ الْكَرِيمْ.

كَانَتْ شَيْمَاءُ تَلْمَحُ وَالِدَهَا دَائِمَ الصُّحْبَةِ لِكِتَابِ اللَّهْ.

فَسَأَلَتْ وَالِدَهَا فِي شَغَفٍ: مَاذَا تَقْرَأُ يَا أَبِي؟!

قـَالَ الْوَالِدْ: أَقْرَأُ الْقُرْآنَ الْكَرِيمْ.

قـَالـَتْ شَيْمَاءْ: وَلِمَاذَا تُحِبُّ قِرَاءَةَ الْقُرْآنِ الْكَرِيمْ؟!

قـَالَ الْوَالِدْ: لِأَنَّ الْقُرْآنَ الْكَرِيمَ كَلَامُ اللَّهْ.

وَأَنَا أُحِبُّ اللَّهَ الْخَالِقَ الْمُنْعِمْ.

فَلِذَلِكَ أُحِبُّ كَلَامَهْ

وَأُحِبُّ دَائِماً أَنْ أَتَفَكَّرَ فِي مَعَانِي آيَاتِهْ.

اَلْقُرْآنْ اَلْقُرْآنْ

نُورُ اللَّهِ إِلَى الْإِنْسَانْ

وَهِدَايَةُ قَلْبِ الْحَيْرَانْ

وَبِهِ رِيٌّ لِلظَّمْآنْ

وَاحَةُ عِلْمٍ كَالْبُسْتَانْ

قـَالـَتْ شَيْمَاءْ: لَقَدْ شَوَّقتَنِي يَا وَالِدِي لِتِلَاوَةَ الْقُرْآنِ الْكَرِيمِ وَحِفْظِهْ

وَأَرْجُوكَ يَا وَالِدِي أَنْ تُسَاعِدَنِي عَلَى هَذِهِ الْمُهِمَّةْ.

وَحَفِظَتْ شَيْمَاءُ الْقُرْآنَ الْكَرِيمْ ,وَالْتَحَقَتْ بِالْمَعْهَدِ الِابْتِدَائِيِّ الْأَزْهَرِيِّ لِتَتَفَقَّهَ فِي الدِّينْ.

وَكَانَ خَالُ شَيْمَاءَ مُدَرِّساً بِالْمَعْهَدِ فَسَأَلَتْهُ شَيْمَاءُ النَّصِيحَةْ

فَقَالَ خَالُهَا الْأُسْتَاذُ/ عَبْدُ الْأَحَدْ: أُوصِيكِ يَا شَيْمَاءُ بِالتَّوَاضُعِ لِأَسَاتِذَتِكِ وَحُبِّهِمْ وَطَاعَتِهِمْ كَحُبِّكِ وَطَاعَتِكِ لِأَبِيكِ  وَأُمِّكْ .

عَمِلَتْ شَيْمَاءُ بِالنَّصِيحَةْ

فَكَانَتْ مَحْبُوبَةً مِنْ زَمِيلَاتِهَا وَمُعَلِّمَاتِهَا فَتَفَوَّقَتْ وَنَبَغَتْ وَالْتَحَقَتْ بِالْمَرْحَلَةِ الْإِعْدَادِيَّةِ وَكَانَتِ الْأُولَى عَلَى الْمَعْهَدِ .

ثُمَّ الْتَحَقَتْ بِالصَّفِّ الْأَوَّلِ الثَّانَوِيِّ الْقِسْمِ الْعِلْمِي.

وَعِنْدَمَا سَأَلَهَا أَبُوهَا عَنِ السِّرِّ فِي ذَلِكَ قَالَتْ:أُرِيدُ أَنْ أَكُونَ طَبِيبَةً مُسْلِمَةْ.

قـَالَ الْوَالِدْ:عَلَى بَرَكَةِ اللَّهِ يَا شَيْمَاءْ.

وَالْتَحَقَتْ شَيْمَاءُ بِكُلِّيَّةِ الطِّبِّ فَكَانَتْ نِعْمَتِ الطَّالِبَةُ النَّابِغَةُ الْمُتَفَوِّقَةُ الْمُتَوَاضِعَةُ الْمُتَمَسِّكَةُ بِكِتَابِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ وَسُنَّةِ نَبِيِّهِ الْكَرِيمِ.

وَتَخَصَّصَتْ فِي أَمْرَاضِ النِّسَاءِ وَالْوِلَادَةِ وَأَصْبَحَتْ طَبِيبَةً مَاهِرَةً عَلَى خُلُقٍ وَدِينٍ وَفَتَحَتْ عِيَادَتَهَا فِي قَرْيَتِهَا قَرْيَةِ الطَّيِّبِينْ.

وَكَانَ أَهَالِي الْقَرْيَةِ يَمْتَدِحُونَ نُبُوغَهَا وَأَخْلَاقَهَا.

وَذَاتَ يَوْمٍ أَخْبَرَتْهَا إِحْدَى نِسَاءِ الْقَرْيَةِ بِالْخَالَةِ بَهِيَّةْ الَّتِي تَحْتَاجُ فِي وِلَادَتِهَا إِلَى عَمَلِيَّةٍ قَيْصَرِيَّةْ وأَخْبَرَهَا مُعْظَمُ الْأَطِبَّاءِ الَّذِينَ تَرَدَّدَتْ عَلَيْهِمْ بِأَنَّهَا تَحْتَاجُ إِلَى أَرْبَعَةِ آلَافِ جُنَيْهٍ  لَا يَسْتَطِيعُ الْعَمُّ بَشِيرُ زَوْجُ الْخَالَةِ بَهِيَّةَ الْفَقِيرُ سَدَادَهَا.

وَعَلَى الْفَوْرِ قَامَتِ الدُّكْتُورَةُ شَيْمَاءُ  بِنَقْلِ الْخَالَةِ بَهِيَّةَ بِعَرَبَتِهَا الْمَلَّاكِي إِلَى عِيَادَتِهَا وَأَجْرَتْ لَهَا عَمَلِيَّةَ الْوِلَادَةِ عَلَى نَفَقَتِهَا الْخَاصَّةْ.

وَعِنْدَمَا حَاوَلَتِ الْخَالَةُ بَهِيَّةُ الْكَلَامَ فِي سَدَادِ نَفَقَاتِ الْعَمَلِيَّةِ قَالَتْ لَهَا الدُّكْتُورَةُ شَيْمَاءُ:يَا خَالَةْ(اَلْمُؤْمِنُ لِلْمُؤْمِنِ كَالْبُنْيَانِ يَشُدُّ بَعْضُهُ بَعْضَا).

فَهَمَتْ عَيْنَا  الْخَالَةِ بَهِيَّةَ بِدُمُوعِ الْفَرَحِ وَقَالَتْ: نِعْمَتِ الطـَّبِيبَةُ 00الـْمُسْلِمَةْ.

وَقَرَّرَتْ أَنْ تُسَمِّيَ التَّوْأَمَ الَّذِي رَزَقَهَا اللَّهُ بِهِ شَيْمَاءْ عَلَى اسْمِ الدُّكْتُورَةُ شَيْمَاءْ ,وَمُحَمَّدْ عَلَى اسْمِ النَّبِيِّ مُحَمَّدٍ صَاحِبِ الْخُلُقِ الْعَظِيمِ الَّذِي اسْتَقَتْ مِنْهُ الدُّكْتُورَةُ شَيْمَاءُ عِلْمَهَا وَأَخْلَاقَهَا.
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف