نجلاء العمري
واختفى في الظلام
بقلم: الكاتبة والروائية اليمنية نجلاء العمري
يا أبي لا تسافر .. هذا الطريق لا خط رجعة له ..
قلتُ..
واختفى في الظلام..
يا أبي مد لي شاسعا من فؤادك
فأنا في البوادي البعيدة من طرف ثوبك..
صرت شريدة..
وأنا في حكاياتك الخضر لم ألقى نفسي..
إنني يا أبي كالمساء يمضي وحيدا..
تصاحبني خطواتي الوئيدة..
يا أبي كيف غادرت دارك
ومن فمك الأغنيات كانت تسيل!!
وصوتي على شدوك العابق كان يسافر ..
وكان لصمتي هواك الدليل..
يا أبي بيتنا حيث أشعلت نارك ساكن ..
غير انّا يا أبي ما سكنا ..
أشعلوا النار في الجوار فغبنا ..
أنت وحدك يا أبي حيث كنا ..
ليت هذي العيون التي لم تنم ..
على صدرك الحاني ياحبيبي تنام ..
هذه جنة من أغان تزف إلينا السلام ..
جباهك يا والدي لم تخنا ..
إنا بها نستحث الغمام ..
علها تمطر .. سوف تمطر ..
غيث روحك والأماني العظام..
........
يا أبي لا تسافر هذا الطريق لا خط رجعة له .. قلتُ ..
واختفى في الظلام..
.......
يا أبي لون عينيك بحر لا جزر له ..
مدنا بالحقيقة إن الحقيقة كنز..
وصوت الحقيقة كنز
وصمت الحقيقة نار ..
مدنا بالحياة فموت خفي يلف المدينة ..
هل رأيت المدينة ليلا !
اه من صمت اهل المدينة ..
إنهم يصرخون بلا صوت.. ياوالدي
إنهم خفية يضحكون..
يا أبي مات أهل المدينة .. مذ غادرتنا خطاك..
غيلة هلك الحب ..
وانسحبت كل الشوارع خلفك ..
تلملم حبات خطوك وتنثرها في مداك..
مات أهل المدينة يوم توقف حكيك..
فهلا سردت الحكايا ..
علّ البراعم تزهر
وعلّ الطيور السجينة يوما تطير
وعلّ أزيز خفي من باطن الأرض يخبو ..
وعلك يا والدي تستعيد الطريق ..
تسامر في الأمسيات الصحاب وتضحك ..
وتشرب كأسا من البن ليلا و تضحك..
وتصحو على زقزقات الطيور و تضحك
علّ قلب المدينة يضحك..
علّ صوت البكاء يخف..
علَّ ذاك الشراع المسافر يوما يعود ..
والعروسة لا تصحو في الصبح ثكلى..
وعلّ قلب المهاجر ليلا ينام .
.........
يا أبي لا تسافر.. قلتُ ..
وضاع الصدى كالغريب في الأقاصي البعيدة..
غيَّب صوتي الظلام..
بقلم: الكاتبة والروائية اليمنية نجلاء العمري
يا أبي لا تسافر .. هذا الطريق لا خط رجعة له ..
قلتُ..
واختفى في الظلام..
يا أبي مد لي شاسعا من فؤادك
فأنا في البوادي البعيدة من طرف ثوبك..
صرت شريدة..
وأنا في حكاياتك الخضر لم ألقى نفسي..
إنني يا أبي كالمساء يمضي وحيدا..
تصاحبني خطواتي الوئيدة..
يا أبي كيف غادرت دارك
ومن فمك الأغنيات كانت تسيل!!
وصوتي على شدوك العابق كان يسافر ..
وكان لصمتي هواك الدليل..
يا أبي بيتنا حيث أشعلت نارك ساكن ..
غير انّا يا أبي ما سكنا ..
أشعلوا النار في الجوار فغبنا ..
أنت وحدك يا أبي حيث كنا ..
ليت هذي العيون التي لم تنم ..
على صدرك الحاني ياحبيبي تنام ..
هذه جنة من أغان تزف إلينا السلام ..
جباهك يا والدي لم تخنا ..
إنا بها نستحث الغمام ..
علها تمطر .. سوف تمطر ..
غيث روحك والأماني العظام..
........
يا أبي لا تسافر هذا الطريق لا خط رجعة له .. قلتُ ..
واختفى في الظلام..
.......
يا أبي لون عينيك بحر لا جزر له ..
مدنا بالحقيقة إن الحقيقة كنز..
وصوت الحقيقة كنز
وصمت الحقيقة نار ..
مدنا بالحياة فموت خفي يلف المدينة ..
هل رأيت المدينة ليلا !
اه من صمت اهل المدينة ..
إنهم يصرخون بلا صوت.. ياوالدي
إنهم خفية يضحكون..
يا أبي مات أهل المدينة .. مذ غادرتنا خطاك..
غيلة هلك الحب ..
وانسحبت كل الشوارع خلفك ..
تلملم حبات خطوك وتنثرها في مداك..
مات أهل المدينة يوم توقف حكيك..
فهلا سردت الحكايا ..
علّ البراعم تزهر
وعلّ الطيور السجينة يوما تطير
وعلّ أزيز خفي من باطن الأرض يخبو ..
وعلك يا والدي تستعيد الطريق ..
تسامر في الأمسيات الصحاب وتضحك ..
وتشرب كأسا من البن ليلا و تضحك..
وتصحو على زقزقات الطيور و تضحك
علّ قلب المدينة يضحك..
علّ صوت البكاء يخف..
علَّ ذاك الشراع المسافر يوما يعود ..
والعروسة لا تصحو في الصبح ثكلى..
وعلّ قلب المهاجر ليلا ينام .
.........
يا أبي لا تسافر.. قلتُ ..
وضاع الصدى كالغريب في الأقاصي البعيدة..
غيَّب صوتي الظلام..