الأخبار
لماذا على حماس أن توافق لا أن تناور؟(أونروا): الناس يسقطون مغشياً عليهم في غزة من شدة الجوعفلسفة المصلحةقناة إسرائيلية: جدال كبير بين نتنياهو وقيادة الجيش حول استمرار العمليات العسكرية في غزةغزة: 138 شهيداً و452 جريحاً غالبيتهم من طالبي المساعدات في آخر 24 ساعة(رويترز): مصرفان عالميان يرفضان فتح حسابات لـ"مؤسسة غزة الإنسانية"كاتس: الجيش الإسرائيلي يعد خطة لضمان ألا تتمكن إيران من العودة لتهديدناترقُّب لرد حماس.. وإعلام إسرائيلي: ترامب قد يعلن الاثنين التوصل لاتفاق بغزة(فتح) ترد على تصريحات وزير الصناعة الإسرائيلي الداعية لتفكيك السلطة الفلسطينية30 عائلة تنزح قسراً من تجمع عرب المليحات شمال أريحا بفعل اعتداءات الاحتلال ومستوطنيهمقتل جنديين إسرائيليين وإصابة اثنين آخرين بجروح خطيرة في معارك قطاع غزة20 شهيداً في غارات للاحتلال على مواصي خانيونس وحي الصبرة بمدينة غزةغوتيريش: آخر شرايين البقاء على قيد الحياة بغزة تكاد تنقطعترامب وبوتين يبحثان الحرب في أوكرانيا والتطورات بالشرق الأوسطشهيد وثلاثة جرحى بغارة إسرائيلية استهدفت مركبة جنوب بيروت
2025/7/4
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

"عودة الذاكرة ونسيان النسيان".. قراءة في رواية الخنفشاري لنافذ الرفاعي

تاريخ النشر : 2022-11-01
"عودة الذاكرة ونسيان النسيان".. قراءة في رواية الخنفشاري لنافذ الرفاعي

بقلم:  الكاتب عوني المشني

كيف استطاع الخنفشاري أن يدمج الزمن حاضره بماضيه بمستقبله دون أن يفقد وعيه بحركة التاريخ، تلك هي الأحجية، وعندما تمتد الأسئلة وتكبر وتضيئ غموض النفس أكثر من الأجوبة فإن الخنفشاري يكون بالتأكيد سيد المرحلة.
 
لم أستطع رسم صورة الخنفشاري دون أن أضع بعضا مني في خلفية الصورة، وبعضا من نبيل والبرفسيور وبعضا مِن كل الأسماء في قائمة الأحياء والوفيات ومشاريع الأشخاص الذين سياتون عبر موسيقى العزف على أوتار الجسد.
 
يسقط مرة اخرى ترف الثقافة الأرستقراطية، سقط موضوعيا في حكايات جيفارا، وسقط فكريا امام بدائية الخنفشاري الانسانية حتى العشق، لماذا يعشق الأرستقراطيين قسوة الحياة في مسيرة جيفارا اكثر من أبناء الطبقة العاملة، وكيف تحب تلك الفتاة الواعدة بالرفاهية والدلال هذه تلقائية الأشياء في الخنفشاري؟

لم يلتزم الكاتب نافذ الرفاعي بتقليدية السرد الروائي، ولم يضيف كثيرا في لغة التصوير الأدبي، لكنه وبجنون الخروج عن النص أدار حوار انساني امتزج فيه الخاص بالعام في سمفونية نهاية أجمل ما فيها أن الكلمات تزاحم ذاتها، عسى ان تفك شيفرة الرجل الزمن الخنفشاري.
 
الخطوط المتعرجة والتداخل في الألوان هي التي تعطي للحياة مسحة من الغموض الجميل، لم يكن عبثا أن الطبيعة لم تأتي بخطوط هندسية منتظمة، الخنفشاري انعكاس لعدم انتظام يضيف غموضا جميلا، هذا ليس تحليل انه صورة تحتاج لأكثر من كاميرا ثلاثية الأبعاد لالتقاطها، هنا كانت لغة الكاتب، كاميرا أكثر من ثلاثية الأبعاد.

أحيانا تسارع النص لتكتشف الخنفشاري، أحيانا لا تحتاج لإكمال الفقرة لأنك تحس ذاتك فلا تحتاج الكلمات وأحيانا تتذكر بعضا من رفاق الدرب، الكاتب وظف القارئ بإحساسه بذاته وبدائرة حركته الاجتماعية لفهم الخنفشاري، وأصبحت كلمات الكاتب شيفرة تفتح أبواب النفس الانسانية وتضيئ الوعد.

الهروب من ضجيج السؤال الى الغربة أو الهروب من الغربة إلى الوطن كلاهما نقطة النهاية التي تشكل بداية جديدة، لكن السؤال سواء كان اغتراب او غربة فهو اختصار للزمكان الذي ابتدعه أنشتاين في فيزياء الكون ليصبح بعدا آخر للإنسان يضاف لإبعاده القلقة الأخرى.

يختصر السجن الفروق الطبقية، ولكنها لا تنسى الفوارق بين الماركات حتى امام الانبهار امام الخنفشاري، الخيارات صعبة، والفرق بين الماركات يبدو كالفرق بين الطبقات، الفقر فقط يزيل هذا الفرق، الفقر سجن ايضا.
 
ايجاد مسافات بين الحنين والرغبة مرض أرستقراطي، الخنفشاري يختصر المسافات ويعيد تنظيم الحنين ويكثفه ليعود الى تكونه الأصلي: رغبة بدون مساحيق أرستقراطية، انها شكل من أشكال الصراع بين حقيقة الأشياء وجوهرها، الخنفشاري هو الشكل الذي يعبر عن جوهر الأشياء بلا مكملات جمالية.
 
من قال إن آخر الموال آه، ربما اول الموال آه، وربما ان الموال ليس اكثر من اه ، الخنفشاري يختصر المسافة بين اول الموال وآخره فيطلق آ’ه موجعة، نحتاج بعدها الى نوم عميق يطل علينا عبره فرويد بمدرسته الموجعة ويستنطق عقلنا الباطن علنا نعيد اكتشاف ذاتنا على حقيقتها. . الحكاية ان الخنفشاري يذكرنا بما نسيناه عمدا وعن سبق اصرار، وبعد قراءة الرواية نسينا النسيان، كم كان الخنفشاري موجعا لنا يذكرنا بعجزنا والذي هو جزء اصيل من إنسانيتنا.
 
النص والخروج عن النص هما شخصية الخنفشاري وهم سمات اللغة وهما تفاصيل الحياة الانسانية النابضة بالعشق والاحلام، ثلاثية لها لحم ودم ونبض قلب، ثلاثية حاضرة في اكتمال النص وفي الأحلام المؤجلة وفي الكلمات التي تستنطق الغيم.
لا اكتب نقدا هنا ولا أعيد القراءة، أحاول أن أستظهر ما فهمت، والمعنى دوما ليس في النص وانما فيما يفهم منه لذلك كنت في الرواية حاضرا لا قارئا. وهذه قدرة ابداعية استطاع الكاتب ان يجعل القارئ داخل النص وليس خارجه.
 
الخنفشاري قصيدة يكبر فيها الانسان ليصبح بحجم الوطن ويصغر فيها الوطن ليصبح خلجات قلب، للوطن هنا أكثر من علم ونشيد وطني واسم، الوطن هنا إنسان، انها سريالية تضيئ الجدلية الابدية بين الانسان والمكان لا يجيد تكثيفها الى فكرة سوى الخنفشاري مؤلف رواية الخنفشاري.
 
ربما قرأت نفسي أكثر من النص، ربما، لكن هكذا هي الأعمال العظيمة والتي تستلهمها الى حد التماهي.

 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف