الأخبار
"الخارجية": غياب إجراءات دولية رادعة يشجع الاحتلال على تصعيد جرائمه في الضفةتأجيل سفر الدفعة الرابعة من المرضى عبر معبر رفح البريليبرمان يكشف الهدف الرئيس وراء زيارة نتنياهو لترامبلبنان يتقدم بشكوى لمجلس الأمن عقب خرق إسرائيل لقرار (1701)نتنياهو سيعقد اجتماعاً وزارياً لمناقشة المرحلة الثانية من اتفاق وقف النار بغزةطيران الاحتلال يقصف منطقتين في بلدة طمون جنوب طوباس دون إصاباتإعلام الاحتلال يكشف تفاصيل تحقيق أولي في عملية "حاجز تياسير"الصحة العالمية: الأولوية في غزة تلبية الاحتياجات الصحية العاجلة وتشغيل المستشفيات(حماس): الاحتلال يراوغ بتنفيذ المسار الإنساني للاتفاقالاحتلال يواصل عدوانه على مدينة طولكرم ومخيمها لليوم التاسع على التوالياستشهاد المُنفذ.. إصابة ثمانية جنود إسرائيليين في عملية إطلاق نار شرق جنينزعيم المعارضة الإسرائيلية: لا خطر على الحكومة إذا مضت في الصفقة(معاريف): طائرة نتنياهو تتخذ مساراً استثنائياً للوصول لواشنطن تجنباً لاعتقالهترمب يوافق على إغلاق الوكالة الأميركية للتنمية الدولية (USAID)الرئاسة الفلسطينية: ندين ونحذر من توسيع الحرب في الضفة لتهجير المواطنين
2025/2/4
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

عدي التميمي.. بئر بلا قرار

تاريخ النشر : 2022-10-22
عدي التميمي.. بئر بلا قرار

حمدي فراج

عدي التميمي .. بئر بلا قرار 

بقلم: حمدي فراج
 
لا يمنع كثرة من كتبوا و ما كتبوا عن "عدي التميمي" ان أدلي بدلوي في هذه البئر العميقة الوفيرة الرقراقة في زمن شحت فيه الآبار والانهار ، نضبت و تلوثت بعد ان غشيتها الدواب واقتتلت على عتباتها واحيانا كثيرة بالت في دواخلها.

بئر عدي التميمي، لصفائها وعذوبتها ووضوحها، بئر أخرى، تشجع كل فلسطيني وعربي بل و لربما أممي ان يتشرف بالنهل منها حد الارتواء، بعد حقبة طالت واستطالت من العطش والخواء، شربوا كميات كبيرة، ولكن في كل مرة يشربون، يزداد عطشهم من جديد، ربما لأنها آبار اصطناعية محفوفة بالاسمنت الذي يحاصر فلسطين والفلسطينيين، مياهها مخلوطة بالكلور والصوديوم والديكور ، ينفقون على دعايتها وصورها البراقة الخادعة اكثر بكثير مما يخفي ضررها و بشاعتها ، فيذكرنا هذا بأكذوبة "السمن والعسل".

هل كان "عدي" اول ايقونات البطولة في فلسطين ؟
كان هناك مئات بل ألاف الحالات البطولية التي لم ترصدها الكاميرا ، التي قال عنها المحرر العسكري في جريدة هآرتس "زئيف شيف" خلال الانتفاضة الثانية قبل عشرين سنة ، انها الدبابة الجديدة في المعركة. في الانتفاضة الاولى التي لم يكن فيها لا كاميرا و لا بندقية ، حجارة فقط ، فاجأ مجموعة أطفال وحدة جنود من أربعة افراد في احد زقاق مخيم عايدة ، وأجبروهم على القاء اسلحتهم ، فانصاعوا ، احد الاولاد جمع بنادقهم ، والثاني امر الجنود بالانبطاح على الارض ، والثالث ذهب الى بيت المختار وابلغه "بالعملية" ، المختار اتصل بالحاكم العسكري وارسلوا قواتهم لتسلم جنودهم.

بعد ابراهيم النابلسي ، تنبأت والدته التي لم تذرف دمعة واحدة من عينها المدرارة ، ما فعله والد الشهيدين رعد و عبد الرحمن خازم متأثرا بها على ما يبدو ، تنبأت ان سيكون هناك مئات من ابراهيمها ، فانبثقت "عرين الاسود" في نابلس ، و سرعان ما ظهر عدي التميمي ، ممهدا لظهور عرين القدس او عرين شعفاط.
 
ألم يكن "نفق الحرية" ايلول العام الفائت، شيئا ايقونيا في فلسطين ، حيث تفتق رحمها لتضع حملها بالاشاوس الستة فكأنها ولدتهم مرتين.

صورة عدي، دخلت بيت كل من شاهدها ، بما في ذلك اسرائيليين، و سرعان ما شقت طريقها الى قلوب اصحاب البيوت، لتستقر هناك في الذاكرة لخمسين سنة قادمة ، كيف سمح جهاز الشاباك المغفل المفعم بالأباطيل والهالة الاستكشافية العبقرتارية بنشر هذه الصورة ، ظانا انها ستصدم الشبان الفلسطينيين وتمنعهم من التفكير بالأقدام على عمليات مشابههة.

ليست من قبيل الصدفة ربما، ان تكون نقابة المحامين بما تمثل اول من التقطت مأثرة "عدي التميمي" فتطلق اسمه على امتحان المزاولة، لانها اكتشفت انه كان "محاميا" حقيقيا عن فلسطين وقضيتها و شعبها و حاضرها و مستقبلها اكثر بكثير من فصائل "الإدعاء" الوطني والتحرري والنضالي الزائفة.

إنها الصورة ، التي قال عنها الفيلسوف الامريكي "اليهودي" نعوم شومسكي ، ستظهر اسرائيل على حقيقتها امام العالم من انها دولة ظالمة ، بعد ان كانت تنجح دوما إظهار نفسها على انها مظلومة.
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف