الأخبار
إعلام إسرائيلي: إسرائيل تستعد لاجتياح رفح "قريباً جداً" وبتنسيق مع واشنطنأبو عبيدة: الاحتلال عالق في غزة ويحاول إيهام العالم بأنه قضى على فصائل المقاومةبعد جنازة السعدني.. نائب مصري يتقدم بتعديل تشريعي لتنظيم تصوير الجنازاتبايدن يعلن استثمار سبعة مليارات دولار في الطاقة الشمسيةوفاة العلامة اليمني الشيخ عبد المجيد الزنداني في تركيامنح الخليجيين تأشيرات شنغن لـ 5 أعوام عند التقديم للمرة الأولىتقرير: إسرائيل تفشل عسكرياً بغزة وتتجه نحو طريق مسدودالخارجية الأمريكية: لا سبيل للقيام بعملية برفح لا تضر بالمدنييننيويورك تايمز: إسرائيل أخفقت وكتائب حماس تحت الأرض وفوقهاحماس تدين تصريحات بلينكن وترفض تحميلها مسؤولية تعطيل الاتفاقمصر تطالب بتحقيق دولي بالمجازر والمقابر الجماعية في قطاع غزةالمراجعة المستقلة للأونروا تخلص إلى أن الوكالة تتبع نهجا حياديا قويامسؤول أممي يدعو للتحقيق باكتشاف مقبرة جماعية في مجمع ناصر الطبي بخانيونسإطلاق مجموعة تنسيق قطاع الإعلام الفلسطينياتفاق على تشكيل هيئة تأسيسية لجمعية الناشرين الفلسطينيين
2024/4/25
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

سلسلة نور المشكاة في الرد على أبرز الشبهات

تاريخ النشر : 2022-10-06
(سلسلة نور المشكاة في الرد على أبرز الشبهات).. الحلقة (4)

مع أستاذ الفقه المساعد بجامعة الأزهر الدكتور حلمي الفقي

إعداد وحوار: أحمد الحاج

*ومن الشبهات التي تثار بين الحين والأخر الزعم بتعارض وتناقض واختلاف أحاديث نبوية واردة في كتب السنة والصحاح وغيرها مع احاديث اخرى من السنة ذاتها ، نحو ( لا يوردن ممرض على مصح ) و{ فرَّ من المجذوم فرارك من الأسد }المتعارض بوصفهم مع حديث {لا عدوى ولا طيرة }، وحديث{والله لا يؤمن، من لا يأمن جاره بوائقه} المتعارض بزعمهم مع حديث " الإيمان بضع وسبعون أو بضع وستون شعبة، فأفضلها قول لا إله إلا الله، وأدناها إماطة الأذى عن الطريق، والحياء شعبة من الإيمان".. نرجو توضيح ذلك وفك اللبس والرد على الشبهة.

- قلنا كما قال سلفنا الصالح عبر العصور والدهور: لا تعارض بين آية وآية ،ولا بين آية وحديث ، ولا بين حديث، وحديث , هذا ما استقر عليه الفكر الإسلامي الرشيد بلا أدني خلاف، فما ورد مما ظاهره التعارض فمرده إلى الفكر السقيم أو إلى الذهن المريض، أو الى خبث نية، وسوء طوية ، ونقول وبالله التوفيق، مستمدين من ربنا التوفيق والسداد، والهداية والرشاد:

قد يتوهم بعضهم بوجود تعارض ظاهر فى قول النبي ﷺ: ( لايوردن ممرض على مصح ) وقوله عليه الصلاة والسلام :{ فرَّ من المجذوم فرارك من الأسد }وبين قوله ﷺ: {لا عدوى ولا طيرة}.

أولاً: حديث :( لا يوردن ممرض على مصح ) وحديث :{ فرَّ من المجذوم فرارك من الأسد }المتعارض مع حديث {لا عدوى ولا طيرة }، يوضحان قواعد الحجر الصحي التي يجب أن يلتزم بها المجتمع – أفرادا وجماعات - أثناء الجائحات الوبائية والامراض المعدية التي تصيب الأمم والشعوب فتفتك بها، وتوهن قواها، وتذهب بالكثير من خيرة شبابها وفلذات أكبادها، وهذا ما رآه العالم في كثير من الأمراض المعدية والتي كان من آخرها وباء كورونا.

وقواعد الحجر الصحي التي بينتها السنة النبوية تعد من أفضل سبل الوقاية، ومن أنجع طرق مقاومة الأوبئة المعدية، والإسلام يوجب على المسلم أن يكون حريصاً على صحة غيره من الأفراد كما يحرص على صحة نفسه وولده، ويجب على المسلم أن يكون حريصاً أشد الحرص على محاربة المرض ومحاصرته ومنع انتشاره، ويجب على المسلم أن يحافظ على صحة غير المسلم كما يحافظ على صحة المسلم سواء بسواء، لأن النبي ﷺ يقول في الحديث الشريف {لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه} والمراد بأخيه هنا في الحديث، إضافة إلى مرادها المتعارف عليه، الاخوة في الإنسانية ايضا كما نص على ذلك النووي في شرح مسلم.

ولكن هل يوجد تعارض بين هذين الحديثين وحديث { لا عدوى ولا طيرة }، لا يوجد أي تعارض، فكلمة لا عدوى الواردة في الحديث ليس معناها نفي العدوى كما يتوهم بعضهم ، ولكنه خبر بمعنى النهي، أي لا يتسبب أحد بعدوى غيره.

فالمعنى المراد من الحديث: نهي للمسلم عن أن يتسبب فى إيذاء غيره بعدوى، أو بأي مرض معد، ففي الحديث أمر للمسلم بأن يلتزم بالمحافظة علي صحة أخيه الإنسان، وألا يتسبب فى مرض يعدي أخاه، والله أعلم.

*هناك شبهة يجعلها بعضهم ذريعة لعدم الآخذ بالسنة بزعم أن معظمها أخبار آحاد ولم يتواتر منها سوى 17 حديثا فقط، ومنهم من شط بعيداً ليجعل المتواتر منها واحدا فقط الا وهو حديث (مَنْ كَذَبَ عَلَيَّ مُتَعَمِّدًا فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ)، ومنهم من طالب بتأويل أحاديث السنة النبوية على ظاهرها دفعا للتعارض، وبزعم الحفاظ على الدين وتنقيته مما لحق به.. ماهو ردكم ؟

- السنة النبوية فيها أكثر من أربعة آلاف حديث صحيح ، وهذا الرقم وفقاً لعلماء الحديث العارفين بأصول علم الجرح والتعديل، أما من يقولون بأن الحديث الصحيح سبعة عشر حديثا فقط، فهذا القول لم يذهب إليه واحد قط من علماء الحديث المعتبرين، فضلاً عن أن يكون الصحيح حديث واحد فحسب، فهذا شطط كبير، وخطأ عريض، يهدف إلى محاربة الإسلام وليس السنة.

وأما تأويل أحاديث السنة على ظاهرها دفعا للتعارض، وحفاظا على الدين وتنقيته ، فالتأويل والتوفيق بين الأحاديث علم قديم، فلدى المسلمين علم يسمى علم مشكل الحديث، أو مختلف الحديث، وأول من كتب فيه حسب علمي هو الإمام الشافعي بكتابه مختلف الحديث، وكتب ابن قتيبة الدينوري كتابه تأويل مختلف الحديث، وللإمام الطحاوي كتاب في هذا العلم يسمى مشكل الآثار، فالتأويل والتوفيق يجب أن يخضع لمصادر الدين المعتبرة ، وقواعد الشرع الحنيف، والأصول المتعارف عليها لدى العلماء الراسخين ، وليس بابا مفتوحا لكل من في قلبه مرض ، أو لديه هوى فى هدم الشرع، والإتيان على الدين من أصله ، كما يفعل من يسمون أنفسهم بالقرآنيين.. والله أعلم.

*من شبهاتهم كذلك قولهم إذا كانت السنة النبوية بأهمية القرآن في الحكم والاستنباط وتسيير حياة المسلمين إلى قيام الساعة، فلماذا لم يتكفل الله تعالى بحفظها كما تكفل بحفظ القرآن الكريم كما في قوله تعالى: "إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون".

- أرسل الخالق سبحانه وتعالى نبيه محمدا ﷺ بالهدى ودين الحق، وأنزل المولى تبارك وتعالى القرآن على نبيه الكريم ﷺ وقال تعالى : { إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون } والقرآن الكريم وحي من الله، والسنة النبوية التي نطق بها محمد ﷺ وحي من الله كذلك.

وقد وَكَلَ إلى نبيه صلى الله عليه وسلم مهمة البيان للقرآن، فقال عز وجل: ( وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ)، وقال: ( وَمَا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ إِلاّ لِتُبَيِّنَ لَهُمُ الَّذِي اخْتَلَفُوا فِيهِ وَهُدىً وَرَحْمَةً لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ).

فقامَ رسول الله ﷺ بذلك خير قيام : يُفَصِّلُ مُجْمَلَهُ ، ويُقَيِّدُ مطلقه ، ويشرح ألفاظه، ويُوَضِّحُ أحكامه ومعانيه ، فكان هذا البيان منه ﷺ هو سُنَّتَه التي بين أيدينا .

ولما كان هذا البيان منه بياناً لكتاب الله ، فإنه كان مؤيداً في ذلك من الله عز وجل، وكانت سُنَّتُه وحياً من عند الله، كما قال سبحانه وتعالى: ( وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى إِنْ هُوَ إِلاّ وَحْيٌ يُوحَى).

قال ابن حزم الظاهري في كتابه الإحكام في أصول الأحكام : " فأخبر تعالى أن كلام نبيه صلى الله عليه وسلم كله وحي، والوحي بلا خلاف ذكر ، والذكرُ محفوظ بنص القرآن.

فصح بذلك أن كلامَه صلى الله عليه و سلم كلُّه محفوظ بحفظ الله عز وجل، مضمونٌ لنا أنه لا يضيع منه شيء، إذ ما حفظ الله تعالى فهو باليقين لا سبيل إلى أن يضيع منه شيء، فهو منقول إلينا كله".

قال ابن القَيِّم في كتابه مختصر الصواعق المحرقة : " فَعُلِمَ أَنَّ كَلَامَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الدِّينِ كُلِّهِ وَحْيٌ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ ، وَكُلُّ وَحْيٍ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ فَهُوَ ذِكْرٌ أَنْزَلَهُ اللَّهُ ، وَقَدْ قَالَ تَعَالَى : ( وَأَنْزَلَ اللَّهُ عَلَيْكَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ) فَالْكِتَابُ : الْقُرْآنُ ، وَالْحِكْمَةُ : السُّنَّةُ ، وَقَدْ قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ( إِنِّي أُوتِيتُ الْكِتَابَ وَمِثْلَهُ مَعَهُ) ، فَأَخْبَرَ أَنَّهُ أُوتِيَ السُّنَّةَ كَمَا أُوتِيَ الْكِتَابَ ، وَاللَّهُ تَعَالَى قَدْ ضَمِنَ حِفْظَ مَا أَوْحَاهُ إِلَيْهِ وَأَنْزَلَ عَلَيْهِ ؛ لِيُقِيمَ بِهِ حُجَّتَهُ عَلَى الْعِبَادِ إِلَى آخِرِ الدَّهْرِ".

وإن من مظاهر هذا الحفظ لسنته صلى الله عليه وسلم: ما قام به علماء الإسلام وجهابذة من جهد ظاهر، وعمل دؤوب مُضْنٍ، في سبيل جمع هذه السنة وتدوينها، ووضع القواعد التي تضبط روايتها، وتحدد قبولها من ردها، وتمحص أحوال نقلتها ورواتها.

فالسنة تكفل الله بحفظها ﷺ عن طريق هؤلاء الرواة الذين سخرهم لحفظ سنته.
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف