لا تستكثروا ثمن كيلو زيت الزيتون على المزارع
بقلم: فياض فياض
مع اقتراب موعد قطاف الزيتون الذي لا يفصله عنا سوى أياماً محدودة ومعدودة، فإن هناك حراكاً محموماً، يتواصل به الليل مع النهار، لفئة من التجار وأصحاب المعاصر، بسياراتهم من صنف الجيبات الأوروبية والأمريكية وليست الكورية، لبث إشاعات وتثبيط المزارعين، بأن أسعار الزيت للموسم الماسي، ستكون متدنية، فإن كان سعر كيلو الزيت في الضفة الغربية 35 شيقل أو 30 شيقل أو 25 شيقل أو 20 شيقل، بل ولو 15 شيقل فإن سعر التنكة 15 كيلو غرام ستباع في الإمارات كاقل مستوى ب 600 درهم وسوف تباع بالسعودية ب 700 ريال وفي الكويت ب 60 دينار كويتي.
عام 2022 شهد ارتفاع الأسمدة، ثلاثة أضعاف الأسعار للسنوات السابقة، وتضاعفت أسعار العلاجات.. وشهد عدم وجود الأيدي العاملة، وإن وجدت في الضفة الغربية، فأجرة العامل لا تقل عن 120-150 شيقل باليوم الواحد لمدة خمسة ساعات ونص فقط، وتكسي للذهاب وتكسي للإياب... أما العاملين بإزالة الأعشاب بالجزازات فإن أجرة الساعة الواحدة تتراوح بين 50 إلى 70 شيقل للساعة.
وقطاف الزيتون أصبح ذا تكلفة لربما الاعلى في العالم، ويتقاضى العاملين بقطف الزيتون 40-50%من المحصول، وحصة المعصرة في شمال الضفة الغربية تتراوح بين 7-10% من المحصول، وأما في جنوب الضفة الغربية فالأجرة نقداً على الوزن وهذا أيضاً مكلف أكثر.
فموسم قطف الزيتون ليس جميلاً ووردياً ولا رومنسياً كما تظنون، هو ليس مجرد قلاية بندورة على النار ولا غلاية قهوة على الحطب، ليس مجرد صور تذكارية ولا رحلة جبلية كما يتوهم البعض، هو موسم متعب وشاق، يتطلب الاستيقاظ فجراً والعودة مع مغيب الشمس، فيه تنغيص وحرب حقيقية مع جنود الاحتلال والمستوطنين، الذين يسرقون ويصادرون الثمار ويحرقون ويقطعون ويسممون الاشجار، ويجمعوا طيلة العام مياه مجاري مغتصباتهم ليكبوها على مزارع قرانا.
موسم الزيتون لا يخلو من سقوط عن الأشجار وعن السلالم، أو لدغة عقرب أو أفعى، أو دبور أو ضربة شمس.
لا تستكثروا ثمن كيلو الزيت على المزارع البسيط، خاصة إذا عرفتم أن ثمن ساندويش الفرفل في رام الله بعشرة شواقل، وساندويش الشاورما أصبح من 17-20 شيقل.. وموقف السيارة في رام الله أصبح عشرة شواقل..
أعطوا المزارع حقه عن طيب نفس وخاطر ولا تظنوا أنه يربح أضعافاً مضاعفة، فلا تصل قطرات الزيت لعبوة الزيت إلا بشق الأنفس، وهو حصيلة تعب سنة كاملة.
والمشكلة والمعضلة أن اسعار الزيت في بلادنا ليست مرجعيتها الجودة، ولا المواصفات ولا النوعية كما هو الحال في غزة.. وإنما الأسعار مبنية على مفاهيم غير علمية أساسها جغرافية، وتعود لتوارث مفاهيم خاطئة.
بقلم: فياض فياض
مع اقتراب موعد قطاف الزيتون الذي لا يفصله عنا سوى أياماً محدودة ومعدودة، فإن هناك حراكاً محموماً، يتواصل به الليل مع النهار، لفئة من التجار وأصحاب المعاصر، بسياراتهم من صنف الجيبات الأوروبية والأمريكية وليست الكورية، لبث إشاعات وتثبيط المزارعين، بأن أسعار الزيت للموسم الماسي، ستكون متدنية، فإن كان سعر كيلو الزيت في الضفة الغربية 35 شيقل أو 30 شيقل أو 25 شيقل أو 20 شيقل، بل ولو 15 شيقل فإن سعر التنكة 15 كيلو غرام ستباع في الإمارات كاقل مستوى ب 600 درهم وسوف تباع بالسعودية ب 700 ريال وفي الكويت ب 60 دينار كويتي.
عام 2022 شهد ارتفاع الأسمدة، ثلاثة أضعاف الأسعار للسنوات السابقة، وتضاعفت أسعار العلاجات.. وشهد عدم وجود الأيدي العاملة، وإن وجدت في الضفة الغربية، فأجرة العامل لا تقل عن 120-150 شيقل باليوم الواحد لمدة خمسة ساعات ونص فقط، وتكسي للذهاب وتكسي للإياب... أما العاملين بإزالة الأعشاب بالجزازات فإن أجرة الساعة الواحدة تتراوح بين 50 إلى 70 شيقل للساعة.
ورغم ذلك لا يوجد أيدي عاملة، ونقول للموجودين ربنا يعطيكم العافية، لأنكم صمدتم في قراكم ولم تذهبوا إلى الداخل الفلسطيني، ونقر ونعترف أن هذه الأسعار متدنية جداً مقارنة مع ما يحصل عليه أقرانهم خلف جدار الفصل العنصري.
وقطاف الزيتون أصبح ذا تكلفة لربما الاعلى في العالم، ويتقاضى العاملين بقطف الزيتون 40-50%من المحصول، وحصة المعصرة في شمال الضفة الغربية تتراوح بين 7-10% من المحصول، وأما في جنوب الضفة الغربية فالأجرة نقداً على الوزن وهذا أيضاً مكلف أكثر.
فموسم قطف الزيتون ليس جميلاً ووردياً ولا رومنسياً كما تظنون، هو ليس مجرد قلاية بندورة على النار ولا غلاية قهوة على الحطب، ليس مجرد صور تذكارية ولا رحلة جبلية كما يتوهم البعض، هو موسم متعب وشاق، يتطلب الاستيقاظ فجراً والعودة مع مغيب الشمس، فيه تنغيص وحرب حقيقية مع جنود الاحتلال والمستوطنين، الذين يسرقون ويصادرون الثمار ويحرقون ويقطعون ويسممون الاشجار، ويجمعوا طيلة العام مياه مجاري مغتصباتهم ليكبوها على مزارع قرانا.
موسم الزيتون لا يخلو من سقوط عن الأشجار وعن السلالم، أو لدغة عقرب أو أفعى، أو دبور أو ضربة شمس.
لا تستكثروا ثمن كيلو الزيت على المزارع البسيط، خاصة إذا عرفتم أن ثمن ساندويش الفرفل في رام الله بعشرة شواقل، وساندويش الشاورما أصبح من 17-20 شيقل.. وموقف السيارة في رام الله أصبح عشرة شواقل..
أعطوا المزارع حقه عن طيب نفس وخاطر ولا تظنوا أنه يربح أضعافاً مضاعفة، فلا تصل قطرات الزيت لعبوة الزيت إلا بشق الأنفس، وهو حصيلة تعب سنة كاملة.
والمشكلة والمعضلة أن اسعار الزيت في بلادنا ليست مرجعيتها الجودة، ولا المواصفات ولا النوعية كما هو الحال في غزة.. وإنما الأسعار مبنية على مفاهيم غير علمية أساسها جغرافية، وتعود لتوارث مفاهيم خاطئة.