الأخبار
عشرة شهداء بينهم أطفال في عدة استهدافات بمدينة رفح"عملية بطيئة وتدريجية".. تفاصيل اجتماع أميركي إسرائيلي بشأن اجتياح رفحالولايات المتحدة تستخدم الفيتو ضد عضوية فلسطين الكاملة بالأمم المتحدةقطر تُعيد تقييم دورها كوسيط في محادثات وقف إطلاق النار بغزة.. لهذا السببالمتطرف بن غفير يدعو لإعدام الأسرى الفلسطينيين لحل أزمة اكتظاظ السجوننتنياهو: هدفنا القضاء على حماس والتأكد أن غزة لن تشكل خطراً على إسرائيلالصفدي: نتنياهو يحاول صرف الأنظار عن غزة بتصعيد الأوضاع مع إيرانمؤسسة أممية: إسرائيل تواصل فرض قيود غير قانونية على دخول المساعدات الإنسانية لغزةوزير الخارجية السعودي: هناك كيل بمكياليين بمأساة غزةتعرف على أفضل خدمات موقع حلم العربغالانت: إسرائيل ليس أمامها خيار سوى الرد على الهجوم الإيراني غير المسبوقلماذا أخرت إسرائيل إجراءات العملية العسكرية في رفح؟شاهد: الاحتلال يمنع عودة النازحين إلى شمال غزة ويطلق النار على الآلاف بشارع الرشيدجيش الاحتلال يستدعي لواءين احتياطيين للقتال في غزةالكشف عن تفاصيل رد حماس على المقترح الأخير بشأن وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى
2024/4/20
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

الشاعر العراقي "معروف الرصافي"

تاريخ النشر : 2022-10-01
الشاعر العراقي "معروف الرصافي"
(1292 – 1365 هـ - 1875 - 1945 (م

بقلم: د. سامي عطا حسن

معروف بن عبد الغني بن محمود الجباري، شاعر عراقي من أب كردي ينتسب لعشيرة الجبارة التي تسكن مدينة كركوك ، وأمّ تركمانية من عشائر القره غول ، والتي يرجع أصولها إلى قبيلة الشاة السوداء التركمانية التي حكمت العراق وقسماً من إيران زمناً ما قبل العثمانيين.

ولد في بغداد- جانب الرصافة- عام 1875م ونشأ فيها، حيث أكمل دراسته في الكتاب، ثم دخل المدرسة الرشيدية العسكرية فتركها بدون أن يحرز شهادتها، وانتقل إلى الدراسة في المدراس الدينية على أيدي علماء بغداد الأعلام، تتلمذ للشيخ العلّامة محمود شكري الآلوسي في علوم العربية وغيرها، زهاء عشر سنوات، وتخرّج عليه وكان يرتدي العمامة وزيّ العلماء، وسمّاهُ الآلوسي (معروف الرصافي) ليكون في الصلاح والشهرة والسمعة الحسنة، مقابلاً لمعروف الكرخي (ت 815م) أحد سادات الصوفية في بغداد.

وعُيِّن الرصافي معلماً في مدرسة الراشدية التي أنشأها الشيخ عبد الوهاب النائب شماليّ الأعظمية، ثم نقل مدرساً للأدب العربي في الإعدادية ببغداد، أيام الوالي نامق باشا الصغير عام 1902م ، وظل فيها إلى أعلان الدستور عام 1908م، ثم سافر إلى استانبول فلم يحظ برعاية، ثم عين مدرساً لمادة اللغة العربية في الكلية الشاهانية ، ومحرراً لجريدة سبيل الرشاد عام 1909م، وانتخب عضواً في مجلس {المبعوثان} عام 1912م، وأعيد انتخابه عام 1914م، وعين مدرساً في دار المعلمين في القدس عام 1920م، وعاد إلى بغداد عام 1921م. ثم سافر إلى الآستانة عام 1922م، وعاد إلى بغداد عام 1923م، وأصدر فيها جريدة الأمل، وانتخب عضواً في مجمع اللغة العربية في دمشق عام 1923م، وبعد ذلك عين مفتشاً في مديرية المعارف ببغداد عام 1924م، ثم عين أستاذاً في اللغة العربية بدار المعلمين العالية عام 1927م.

عاصر معروف الرصافي الشاعرَ العراقي جميل صدقي الزهاوي، وقد كانت المنافسة والخصومة بينهما شديدة ، حيث قال الرصافي أشياء كثيرة للنّيل من الزهاوي ، وانتهت الخصومة بالصلح قبل وفاة الزهاوي (سنة 1936) في جلسة صلح نظّمها محمود صبحي الدفتري في داره في الحيدرخانة ، وقد حضر الجلسة عبد العزيز الثعالبي ، وروفائيل بطي ، وفؤاد السمعاني ، والعلّامة محمد بهجت الأثري.

وارتحل الرصافي إلى مدينة الفلوجة عام 1933م ، بعدما سئم الحياة في بغداد، ولغرض التفرغ للمطالعة والكتابة ، فكان يمضي مدة الصباح حتى الظهر بالكتابة، لكنه حتى بعد مغادرته الفلوجة إبّان أحداث ثورة مايس 1941م، ونشوب الحرب بين الجيش العراقي والقوات البريطانية، لم يكمل تأليف كتابه (الشخصية المحمدية أو حل اللغز المقدس) والذي ظل مخطوطاً ومحفوظاً طيلة سنوات؛ منه نسخة لدى الأستاذ كامل الچادرچي ، وأخرى لدى الأستاذ طه الراوي، وثالثة في المجمع العلمي العراقي . وقد نُشِر الكتاب في مدينة كولونيا- ألمانيا عام 2002م، من قبل دار الجَمَل والتي يديرها الشاعر العراقي خالد جابر المعالي، وهو معروض الآن في سوق الكتب.
 
مؤلفات الرصافي:
1- اهتم الباحث العراقي د. يوسف عز الدين ببعض أحاديث الرصافي وحققها ونشرها عام 2004م في كتاب عنوانه ( الرصافي يروي سيرة حياته )، وقد سَجّل الحياة الإجتماعية والسياسية والفكرية بكل جرأة وصراحة، صادراً عن دار {المدى..
2- ديوان الرصافي طبع الطبعة التاسعة سنة 1969م في بيروت ..
3 - دفع الهجنة في ارتضاخ اللكنة» وهي عبارة عن رسالة في الألفاظ العربية المستعملة في اللغة التركية وبالعكس ..
4- دفع المَراق في لغة العامة من أهل العراق ، نشر متسلسلا في مجلة لغة العرب...
5 - رسائل التعليقات في نقد كتاب النثر الفني ، وكتاب التصوف الإسلامي ، وهما للدكتور زكي مبارك ، طبع للمرة الثانية في بيروت سنة 1957.
6- نفح الطيب في الخطابة والخطيب «طبع سنة 1917
7- محاضرات في الأدب العربي» أو «دروس في تاريخ آداب اللغة العربية» وهو جزءان ألقاهما في دار المعلمين ببغداد ، وطبع بها عام 1960.
8 - ديوان الأناشيد المدرسية لطلبة المدارس جمعها خليل طوطح مدير دار المعلمين بالقدس وطبعها هناك سنة 1920
9 - تمائم التربية والتعليم، شعر ، لا يُعلم عنه شيئا ؟
10 - على باب سجن أبي العلاء، طبع ونشر بعد وفاته ,
11- أراء ابي العلاء.. مخطوط .
12- الآلة والأداة مخطوط.
13- الأدب الرفيع في ميزان الشعر وقوانينه طبع بغداد سن 1956.
14- مع الرصافي الثائر طبع سنة 1962 .
15- مختارات من معروف الرَّصافي ، جمعها الشاعر بنفسه، وطبعت في بيروت سنة 1954.
16- المنهل الصافي من شعر الرصافي، وهو عبارة عن مختارات في المجالات الأدبية ، والأخلاقية ، والاجتماعية، والتاريخية التي جمعها الشاعر بنفسه، وطبعت ببغداد سنة 1964.
17- نظرة إجمالية في حياة المتنبي، حققه إبراهيم العلوي طبع ببغداد سنة 1959.
18- رواية الرؤيا ، وهي ترجمة لرواية نامق كمال الشاعر التركي ، وطبعت ببغداد سنة 1909.

تلك هي مؤلفات الرصافي المطبوعة والمخطوطة، والتي لا تتضمن كتاب ( الشخصية المحمدية أو حل اللغز المقدس)،، إذاً فالكتاب لم يكتمل حتى يوضع ضمن معروف الرصافي؟ لذلك نتفحص عقيدة الشاعر.. - عقيدة الرصافي : كان الرصافي مسلما سنيا وهو اشتراكي النزعة السياسية يفضل أحكام العقل، ويرفض العادات والتقاليد البالية - في زعمه -، وكان ثائراً على ما يراه في قومه من ظواهر تقديس القبور وزيارتها والتبرك بها، وهو في شعره جريئ وشديد التعلق بالتقدم والنهوض بالمجتمع وحرية المرأة، إذ يقول:

يقولون في الإسلام ظلماً بأنه *** يَصُدّ ذويه عن طريق التقدم
فإن كان ذا حقّاً فكيف تقدّمت *** أوائله في عهدها المتقدم
وإن كان ذنب المسلم اليوم جهله *** فماذا على الإسلام من جهل مسلم
هل العلم في الإسلام إلاّ فريضة *** وهل أمة سادت بغير التعلُّم
لقد أيقظ الإسلام للمجد والعلا *** بصائر أقوام عن المجد نُوَّم
وحلّت له الأيام عند قيامه *** حُباها وأبدت منظر المتبسّم
فأشرق نور العلم من حَجَراته *** على وجه عصر بالجهالة مظلم
ودّك حصون الجاهلية بالهدى *** وقَوّض أطناب الضلال المخيّم
وأنشط بالعلم العزائم وابتنى *** لأهليه مجداً ليس بالمتهدّم
وفَكّ أسار القوم حتى تحفّزوا *** نهوضاً إلى العلياء من كل مَجْثَم
فخلَّوا طريقاَ للبداوة مَجهَلاً *** وساروا بنهج للحضارة مُعلَم
وما ترك الإسلام للمرء ميزة *** على مثله ممَّن لآدم ينَتمي
فليس لمُثْرٍ نقصُه حقَ مُعدِم *** ولا عربيٍ بخسه فضل أعجم
ولا فخرَ للإنسان إلاّ بسعيه *** ولا فضلَ إلا بالتُقى والتكرُّم
وليس التقى في الدين مقصورةً على *** صلاة مُصلَّ أو على صوم صُيَّم ولكنها ترك القبيح وفعل ما *** يؤدي من الحُسنى إلى نيل مَغْنَم
فتَقوى الفتى مَسعاه في طلب العلا *** وما خُصَّت التقوى بترك المحرّم
فهل مثل هذا الأمر يا لأولي النُهى *** يكون عثاراً في طريق التقدّم
ألا قل لمن جاروا علينا بحكمهم *** رُوَيداً فقد قارفتم كل مأثمَ
فلا تنكروا شمس الحقيقة أنها *** لأظهَرُ من هذا الحديث المُرَجَّم
عَلَوْنا وكنتم سافلين فلم نكن *** لنُبدي إليكم جَفوة المتهكِّم
ولم نترك الحُسنى أوان جدالكم *** وتلك لعمري شِيمة المتحلِّم
فلما استدار الدهرُ بالأمر نحوكم *** كشفتم لنا عن منظر متجَهِّم
فلا تأمنوا الأيام أن صُرُوفها *** كما هي إذ أودت بعاد وجُرْهُم
انبرى الرصافي مدافعا عن دين الله الإسلام دفاع الدعاة الصادقين ، ورد أولئك الذين يزعمون أن هذا الدين حائل دون التقدم، فيجلو لهم حضارة الإسلام الماضية يوم أشرق نوره فبدد ظلام الجهل والعبودية والرق والتخلف واوابد الجاهلية ، واطلق الأذهان من قيودها ، فشاع العدل والأمن والسلام والحرية والتقدم في المجتمع الإسلامي ردحا من الزمن ، فالإسلام لا يعوق التقدم ، بل يساعد عليه ، لأن الأجداد تقدموا به في الماضي. 

وشعر الرصافي ناري، ثائر يرج كل سكون في المجتمع إذ يقول مستنهضا العرب بسخرية واضحة في قصيد بعنوان «الحرية في سياسة المستعمرين» يقول:
يا قـوم لا تتكلَّـموا *** إن الكــلام محـرَّمُ
ناموا ولا تستيقظـوا *** ما فــاز إلاَّ النُّـوَّمُ
وتأخَّروا عن كلِّ مـا *** يَقضي بـأن تتقدَّموا
ودَعُـوا التفهُّم جانبـاً *** فالخير ألاَّ تَفهـمـوا
وتَثبتُّوا في جـهـلكم *** فالشرُّ أن تتعلَّــموا
أما السياسة فاتـركوا *** أبـداً وإلاَّ تندمـوا
إن السياسـة سـرُّها *** لو تعلمون مُطـلسَمُ
والعَدلَ لا تتوسَّمــوا *** والظلمَ لا تتجَّهـموا
من شاء منكم أن يعيش *** اليوم وهــو مُكرَّمُ
فليمُس لا سـمـع ولا *** بصر لديه ولا فــمُ
لا يستحـق كرامــة *** إلا الأصم الأبكــمُ
إن قيـل هـذا شهدُكم *** مرٌّ فقـولوا علقــمُ
أو قيل إن بلادكـــم *** يا قوم سـوف تقسَّمُ
فتـحمّـدوا وتشكـّروا *** وترنّحـوا وتـرنّمـوا

المهم أن الرصافي شديد الحماس للثورة على كل شيء ، حتى انه قال رادا عن الذين اتهموه في دينه لثورته التي أشرنا إليها سابقا فهو يقول من قصيدة طويلة :
فيا لهفي على بغداد أمست*** من العمران ليس لها نصيب
سأبكي ثم استبكي عليها *** إذا نضبت من العين الغروب
أيا بغداد لا جازتك سحب *** ولا حلّت بساحتك الجدوب
تطاول ساكنوك علي َّ ظلماً *** فضاق علي َّ مغناك الرحيب
وكم نطقوا بالسنة حداد *** يسيل بها من الأشداق حُوب
رماني القوم بالالحاد جهلاً *** وقالوا عنده شك مُريب
ألا يا قوم سوف يجدُّ جِدي *** وسوف يخيب منكم من يخيب
فمن ذا منكم قد شق قلبي *** وهل كُشفت لكم فيَّ الغيوب
فعند الله لي معكم وقوف *** إذا بلغت حَناجرَها القلوب
يقيني شرّ فريتكم يقيني *** بأن الله مطلع رقيب

وإذا ربطنا هذا النوع من الفلتات الشعرية مع ما ورد في كتاب ) الشخصية المحمدية أو حل اللغز المقدس( عرفنا ما قام به الذين وقفوا وراء إصدار هذا الكتاب ، وما تضمنه من آراء تشوه ثوابت الدين الإسلامي ، وتزرع الشك في كل شيء.

إذن من هو الذي أكمل كتاب ( الشخصية المحمدية أو حل اللغز المقدس؟) بل من حرفه ؟؟ المهم أن الرصافي- كما بينا أعلاه - لم يكن من أكمل هذا الكتاب ، ولكن لماذا تم العبث بكتاب الشاعر معروف الرصافي ، والزعم بأنه مؤلف لهذا الكتاب ) الشخصية المحمدية او حل اللغز المقدس) ؟؟ وللإجابة عن ذلك نقول الأسباب كثيرة منها:
1- ما عرف به الشاعر من مجون واستهتار ولهو يجسد تمهيدا لمثل ذلك الانفلات ؟!
2 - شدة حماسه للثورة على واقع العرب ، والحث على طلب الحرية ، والعلم لنيل التقدم والازدهار ، وهذا ما يجعل الذين يقفون وراء تشويه هذا الكتاب ، يعتقدون أن ( ثورة الشاعر يمكن أن تفرز مثل تلك الكتابات).
3 - تحديد موقع التأليف وهو الفلوجة ، وهذه المدينة هي رمز الصمود والتحدي في سبيل استقلال العراق وحريته ، وهذه طعنة موجهة إلى أهل السنة ، لأن الشاعر سنيا ومكان التأليف هو الفلوجة ، فيبدو تخريب الدين من أهل السنة ، ومن هذه المدينة ؟؟
4 - صدر كتاب ( الشخضية المحمدية ....) عام 2002 عن منشورات الجمل وهو يحمل في الصفحة 13 التالي: ايضاح عن النسخة الأصلية ، إجازة الرصافي في النقل : (اطلعت على هذه النسخة من كتابي الشخصية المحمدية ، فرأيتها صحيحة كاملة خالية من الأغلاط في النسخ ، فلذا أجيز روايتها والنقل عنها ، كتبت هذا إعلاما بذلك ، وكان الإمضاء في الأسفل باسم معروف الرصافي.)؟!

وهنا نسأل لماذا كتب هذا التوضيح ، وكيف أخذت هذه النسخة منه، ومن هو الذي قدمها له ، ومتى كان ذلك؟ وإذا كانت النسخة قدمت للرصافي وهو حيّ كما يظهر من خلال هذه الجمل ، لماذا يتم طبع هذا الكتاب سنة 2002 أي بعد وفاته بسبع وخمسين سنة تقريبا ؟؟ ولماذا لم يكتب التوضيح بحط المؤلف وتوقيعه ، ثم يتم تصوير ذلك ويلحق بمقدمة الكتاب كما هي العادة في مثل هذه الحالة ؟؟ وما أشير إليه في الصفحات الأولى من الكتاب: أن هذه النسخة هي الأصلية ، مع بعض الوثائق الملحقة بها، ولكن، أين هي تلك الوثائق؟فالنسخة مزورة بلا شك، ونسبت إلى الشاعر معروف الرصافي ظلما وتعسفا على شاعر تقدره الأمة التي طالما تغنى بأمجادها، وطالما نادى بتطويرها، وطالب بتقدمها، هل كان صديقه (المستشرق اليهودي ذا الأصول العراقية - إبراهام شالوم يهودا )هو من أكمل الكتاب، وقام بتشويه سيرة الرسول الأعظم محمد - صلى الله عليه وسلم - ..؟ فاذا تصفحنا الكتاب، وجدنا أن مؤلف كتاب ( الشخصية المحمدية أو حل اللغز المقدس( يعتبر أن الرسول- صلى الله عليه وسلم - لم يكن عادلا؟! - حسب زعمه- في التعامل مع مشركي قريش من ناحية ، ويهود المدينة من ناحية ثانية..فهذا المؤلف يعتبر أن الرسول -صلى الله عليه وسلم - تعامل مع مشركي قريش بعطف، ومع اليهود بقسوة ؟؟!!( [1] ) ؟؟!! فهل أراد المستشرق اليهودي الانتقام لبني دينه ؟؟؟ ( [2] )
من شعره:

حفظنا كثيرا من شعره- السهل الممتنع - كان مقررا علينا في مراحل دراستنا المختلفة ؟؟ من ذلك : ما كتبه تحت عنوان :
الأرملة المرضعة
لقيتها ليتني ما كنت ألقاها *** تمشي وقد أثقل الإملاق ممشاها
أثوابها رثّةٌ والرجل حافية *** والدمع تذرفه في الخدّ عيناها
مات الذي كان يحميها ويسعدها *** فالدهر من بعده بالفقر أشقاها
الموت أفجعها والفقر أوجعها *** والهمّ أنحلها والغمّ أضناها
فمنظر الحزن مشهود بمنظرها *** والبؤس مرآه مقرون بمرآها
تمشي بأطمارها والبرد يلسعها *** كأنه عقرب شالت زباناها
حتى غدا جسمها بالبرد مرتجفا *** كالغصن في الريح واصطكّت ثناياها
تقول يا ربّ لا تترك بلا لبن *** هذي الرضيعة وارحمني وإياها
ويح ابنتي أن ريب الدهر روّعها *** بالفقر واليُتم آها منهما آها
كانت مصيبتها بالفقر واحدة *** وموت والدها باليتم ثنّاها
وقلت يا أخت مهلاً أنني رجل *** أشارك الناس طُرّاً في بلا ياها
هل تسمح الأخت لي أني أشاطرها ***ما في يدي الآن استرضي به اللها
ثم اجتذبت لها من جيب ملحفتي *** دراهماً كنت استبقي بقاياها
وقلت يا أخت أرجو منك تكرِمتي *** بأخذها دون ما مَنٍّ تغشاها
فأرسلت نظرةً رعشاءَ راجفةً *** ترمي السهام وقلبي من رماياها
وأخرجت زفرات من جوانحها *** كالنار تصعد من أعماق أحشاها
وأجشهت ثم قالت وهي باكية *** واهاً لمثلك من ذي رِقَّةٍ واها
لو عمّ في الناس حِسٌ مثل حسّك لي *** ماتاهَ في فلوات الفقر من تاها
أو كان في الناس إنصاف ومرحمة *** لم تشك أرملة ضنكاً بدنياها
وقال في نشيد الشجرة مذكرا بصفات الله وقدرته :
انظر لتلك الشجرة *** ذات الغصون النضرة
كيف نمت من حبة *** وكيف صارت شجرة
فانظر وقل من ذا الذي *** يخرج منها الثمرة
ذاك هو الله الذي *** أنعمه منهمرة
ذو حكمة بالغة *** وقدرة مقتدرة
انظر إلى الشمس التي *** جذوتها مستعرة
فيها ضياء وبها *** حرارة منتشرة
من ذا الذي أوجدها *** في الجو مثل الشررة
ذاك هو الله الذي *** أنعمه منهمرة
ذو حكمة بالغة *** وقدرة مقتدرة
انظر إلى الليل فمن *** أوجد فيه قمره
وزانه بأنجم *** كالدرر المنتثرة
ذاك هو الله الذي *** أنعمه منهمرة
ذو حكمة بالغة *** وقدرة مقتدرة
انظر إلى المرء وقل *** من شق فيه بصره
من ذا الذي جهزه *** بقدرة مبتكرة
ذاك هو الله الذي *** أنعمه منهمرة
ذو حكمة بالغة *** وقدرة مقتدرة

وقال حاثا على تعليم البنين والبنات:
هي الأخلاق تنبت كالنبات
هـي الأخـلاق تـنـبـت كـالنـبـات *** إذا ُســقِــيَـت بـمـاء المـكـرُمـات
تــقــوم إذا تـعـهّـدهـا المُـرَبّـي *** عــلى ســاق الفـضـيـلة مـثـمـرات
وتــســمــو للمــكــارم بــاتِّســاق *** كـمـا اتّـسـقـت أنـابـيـب القناة
ولم أر للخـــلائق مـــن مَـــحَـــلّ *** يــهــذّ بــهــا كــحِـضـن الأمـهـات
فــحــضــن الأم مــدرسـة تـسـامـت *** بـتـربـيـة البـنـيـن أو البـنات
وأخــلاق الوليـد تُـقـاس حـسـنـاً *** بـــأخـــلاق النــســاء الوالدات
فـكـيـف نـظُـنّ بـالأبـنـاء خـيـراً *** إذا نــشأوا بـحِـضـن الجـاهـلات
أؤم المــؤمــنـيـن إليـك نـشـكـو *** مـصـيـبـتـنـا بـجـهـل المـؤمـنـات
فــتــلك مـصـيـبـة يـا أم مـنـهـا *** نــكــاد نــغـص بـالمـاء الفـرات
تـخـذنـا بـعـدك العـادات ديـنـاً *** فـأشـقـى المـسـلمـون المـسـلمات
فـقـد سـلكـوا بـهـنّ سـبـيـل خُـسْر *** وصــدّوهــنّ عــن سُــبُــل الحــيــاة
بـحـيـث لزِمـن قـعـر البـيـت حتى *** نـــزلْنَ بـــه بــمــنــزلة الأداة
وقـالوا شـرعـة الإسـلام تـقـضي *** بـتفـضـيـل الذيـن على اللواتي
لقـد كـذَبوا على الإسلام كذباً *** تـــزول الشُـــمّ مــنــه مُــزَلزَلات
أليـس العـلم في الإسلام فرضاً *** عــلى أبــنــائه وعــلى البـنـات
وكـانـت اُمّـنـا فـي العـلم بحراً *** تَــحُــلّ لســائليــهـا المُـشـكـلات
وعــلّمــهــا النــبــيّ أجــلّ عــلم *** فــكــانــت مــن أجــلّ العـالمـات
لذا قـال أرجـعـوا أبـداً إليها *** بــثُـلثَـيْ ديـنـكـم ذي البـيّـنـات
فـهـم سـاروا بـنـهـج هدىً وسِرنا *** بــمــنــهــاج التـفـرُّق والشَـتـات
نـرى جـهـل الفـتـاة لهـا َعفافاً *** كــأن الجــهــل ِحــصــنٌ للفــتــاة
لئن وَأدوا البـنـات فقد قَبَرنا *** جـمـيـع نـسـائنـا قـبـل المـمـات
حــجـبـنـاهـنّ عـن طـلب المـعـالي *** فــعِــشــن بــجــهــلهــنّ مـهـتّـكـات
ويكفيه قصيدته العصماء : وضح الحق واستقام السبيل
وضــح الحــق واســتــقاـم السـبـيـل *** بــعــظــيــم هــو النــبــيّ الرســول
قــام ـيدعــو إلى الهُـدى بـكـتـاب *** عــــربــــيّ قــــرآنــــه تــــرتـــيـــل
طــالبـاً غـايـة مـن المـجـد قُـصـوى*** صــدّه عــن بُــلوغــهــا مــســتــحـيـل
ووصــــولاً إلى مــــقــــام رفـــيـــع *** عَـــزّ مـــن قــبــله إليــه الوُصــول
جــرّد اللّه مــنــه للحــقّ ســيــفــاً *** كــــان ضــــدَّيــــن حـــدّه والفـــلول
أنــهــض القــوم للعــلاء وكــانــت *** فــي دُنــى القــوم رقــدة وخُــمــول
فـاسـتـقـلّت بـه عـلى الدهـر يـقظى *** هِــــمــــم يـــعـــرُبـــيّـــة وعـــقـــول
نــهــضــة عــالمــيّــة فــي وغَــاهــا *** مــن أمــام البــعــيـر فـرّ الفـيـل
هــي كــالبــرق ســرعـة والتـمـاعـاً *** كـــل أفـــق بــفــضــلهــا مــشــمــول
خــضــعــت فــارس لهــا عــن صَــغــار *** وتــداعى إيـوانـهـا المـسـتـطـيـل
يــعــرف النــيـل فـضـلهـا وعـلاهـا *** مــن قــديــم ويــشــهــد الدردنـيـل
غـيـر أنـا عـن نَهجها اليوم حِدنا *** واســتــحَــلْنــا وكــل حــال تــحــول
حــيـث عُـدنـا وفـي النـهـوض قـعـود *** ورجــعــنــا وفــي الصــعــود نــزول
واختلفنا في الدين حتى افترقنا *** فِــرَقــاً لا يُــســيـغـهـا المـعـقـول
والتـزمـنـا الفـروع مـنـه فـضـاعت *** بــالتــزام الفـروع مـنـه الأصـول
كـــل حـــزب بـــمـــا لديــه فَــخــور *** ولمَـــن هـــم مـــخـــالفـــوه خَـــذول
ونــحِــجّ القــبــور كــالبـيـت حـجّـاً *** يــكـثُـر المـسـح فـيـه والتـقـبـيـل
ونَـــعُـــدّ الركـــوع للقـــبــر حِــلاًّ *** وهــو فــي الديــن مـا له تـحـليـل
كـــل مَـــن قــال مــنــكــم أن هــذا *** هــو ديــن الإســلام فــهــو جَهــول
لمَ لم تـــحـــفَـــظـــوا أخــوّة ديــن *** جــاءكــم نـاطـقـاً بـهـا التـنـزيـل
كـان حـبـل الإخـاء فـيـكـم وثـيقاً *** كـــيـــف أمــســى وعَــقــده مــحــلول
لســت مــنــكــم بــيــائس بـل نُهـوض *** مـــنـــكــم بــعــد فــتــرة مــأمــول
فـاجـمـعـوا الشمل ناهضين فإنّ الكُـفـر فـي الديـن عـجـزكم والخمول

محطات سوداء في حياة الرصافي : -:
1- نظّمت الحركة الصهيونية احتفالاً كبيراً بافتتاح الجامعة العبرية في القدس، ودعت إليه رئيس بلدية القدس راغب النشاشيبي – عليه من الله ما يستحق - والشاعر العراقي معروف الرصافي., أرسل طه حسين برقية تهنئة، وحضر احتفال وضع حجر الأساس للجامعة لطفي السيد الذي كان يعرف بـ "أستاذ الجيل" في مصر، حضر حفل افتتاح الجامعة مندوبا عن الحكومة المصرية ,, وسقط الشاعر الرصافي في وحل التطبيع ، وناصر اليهود ؟! وألقى في تلك المناسبة قصيدة احتفائية مطوّلة حيّا فيها المستشرق اليهودي ذا الأصول العراقية( إبراهام شالوم يهودا...) ، قال فيها:
خطاب يهودا قد دعانا إلى الفكر *** وذكَّرنَا ما نحن منه على ذُكر
ومجَّد ما للعُرب في الغرب من يدٍ *** وما لبني العباس في الشرق من فخر
لدى محفِل في القدس بالقوم حافلٍ *** تبَّوأه هرير صموئيل في الصدر
دعاهم رئيس القدس ذو الفضل راغب *** إليه فلَبَّوْا دعوة من فتىً حرّ
فأمسَوْا وفي ليل المحاق اجتماعهم *** يحفّون من هرير صموئيل بالبدر
فياليلة كادت وقد جَلَّ قدرها *** تكون على علاّتها ليلة القدر
ولما تناهى من يهودا خطابه *** وقد سرّنا من حيث ندري ولا ندري
تصّدى له هرير صموئيل ناطقاً *** بسحر مقال جلّ عن وصمة السحر
فصدّق ما للعرب من تالد العلا *** وما لهم في العلم من خالد الذكر
حنانَيْك يا هربر صموئيل كم لنا ***على الدهر من حق مضاع ومن وِتْر
لنا قلَبَ الخَؤون مِجَنّه *** وكرّ علينا لابساً جلدة النمر
وقد أفنَت الأيام كل عَتادنا *** سوى ما ورثنا من إباءٍ ومن صبر
فلسنا وإن عضّت بنا اليوم نابُها ***نقرّ على ذلّ وننقاد عن ذُعر
فَمن سامَنا قسراً على الضيم يلقَنا***مصاعيب لا تُعطي المقادة بالقسر
إذا نحن عاهدنا وفَيْنا ولم نكن *** إذا ما ائتُمنّا جانحين إلى الخَتْر
فإن شئت يا هربر صموئيل فاختبر ***خلائق منا لا تميل إلى الغَدْر
وها أنا قبل القوم جئتك معلناً *** لك الشكر حتى أملأ الأرض بالشكر

2 - مدح الشاعر معروف الرصافي في قصيدته السابقة صديقه إبراهام شالوم يهودا ومدح كذلك الصهيوني (هربرت صموئيل) المندوب السامي البريطاني في فلسطين ، وأنشدها في محفل ماسوني في القدس سنة1920م .والمحفل : هو مكان اجتماع الماسونيين ؟!.. وعلى أثر هذه القصيدة طرد الشعب الفلسطيني " الرصافي " بعد رجمه بالحجارة! وقد غادر القدس فجرًا، وماذا ننتظر من الشعب الفلسطيني غير هذا التوديع بالطرد والحجارة وهو يكيل المديح إلى الصهيوني "هربرت صموئيل" الذي أرسلته بريطانيا إلى فلسطين لتهويدها " ( [3] ( ورد عليه ( وديع البستاني ) بقصيدة يقول في مطلهها
: خطابُ 'يهودا أمْ عُجابٌ مِنَ السّحرِ! *** وقولُ الرّصافيِّ أمْ كِذابٌ مِنَ الشّعـرِ؟!
قـريـضُــكَ مِـــنْ درِّ الـكــلامِ فــرائـــدٌ *** وأنــتَ بـبـحـرِ الشّـعـرِ أعـلــمُ بـالــدُّرِّ
ولكـنْ هـذا الـبـحــرُ بـحـــرُ سـيـاســـةٍ *** إذا مــدَّ فــيــهِ الـحــقُّ آذنَ بـالـجـــزرِ
أجلْ، عابرُ الأردنِّ كــانَ ابــنَ عـمِّـنــا *** ولكنّنـا نـرتــابُ فــي عـابـرِ البـحـــرِ
أيـهــجــــرُ أوروبّـــا لـيـبـنــي بـيـتَــــهُ *** على قبّةٍ ما بـيـنَ مـهـديَ والـقـبـــرِ؟!
( كتاب (الشخصية المحمدية أو حل اللغز المقدس) في دائرة الضوء (
لو عقدنا مقارنة بين ثلاثة من كتاب السيرة وهم : الرصافي العراقي، وعلي الدشتي الايراني ، وهشام جعيط التونسي ، لوجدنا علي الدشتي([4]) ، وهشام جعيط ، ينقلان حرفيا عن الرصافي؟؟ والثلاثة ينقلون عن المستشرقين ؟؟ أو أن المعلومات مصدرها واحد ، وزعت عليهم .. من مؤسسة راند ، وربما من مؤسسة غيرها، أو نقلا عن كتاب نولدكة ( تاريخ القرآن )( [5] ) وغيره ؟؟ ومن أمثلة ذلك :
1. 1 - - قال الرُّصافي في الكتاب المنسوب زورا له : إن (محمّدا كان قبل النبوّة خامِلَ الذّكر) غيرَ مُشتهِر ولا معروف عند العرب ، وهذا يُناقض الرّواياتِ الكثيرة في كُتب السّيرة والتّاريخ التي تتحدّث عن مآثره في الجاهليّة، وتحكيمه حين اختلف العرب في إعادة بُنيان الكعبة، وتسميته بالصادق الأمين ..ويناقض ما ذكره عن الرسول – صلى الله عليه وسلم – في قصيدته العصماء وغيرها ؟!
وهذا ما اجتره جعيط التونسي ( [6] ) الذي جاء بعد الرصافي ، وكرر نتائجا تُقارِب ما ذكره الرصافي ، وتُناظِرُها حتى في اللّفظ، إذ يُسائِل جعيط نفسه : كيف أنّ محمّدا خرج من هذا الوسط الخامل . وكلاهما ناقل عن المستشرقة الفرنسية ( ج. شابّي الفرنسية - (J. Chabbi( [7] )

2- - ذهب الرّصافي إلى القول إنّ عُموم الرّسالة حصَلَ لمحمّد بالمدينة بعد فتح مكّة. وكرر جعيط نفس الرّأي.

3- يبين الكاتب الإيراني الشيوعي علي الدَّشتي في غير موضع من كتابه (دراسة في الممارسة النبويّة المحمديّة ) أنّ تشريعات المدينة (مُستمدّة إمّا من التّشريعات اليهوديّة، أو من العادات العربيّة الوثنيّة)، كالتّشريع المُتعلّق بالزّواج؟؟ ( وهذا غير صحيح ألبتة ، فالأحوال الشخصية في اليهودية والنصرانية والإسلام مختلفة تماما لا تشابه بينها .. كما أن الإسلام ناسخ لليهودية والنصرانية ؟؟

4- يقول علي الدشتي : (ليس بمقدورِنا أن نجِدَ أيَّ مُبرّر عقلاني أو ديني للحِفاظ على مُمارسات وثنيّة قديمة في شعيرة الحجّ الإسلاميّة) !!؟ وهذا ترديد لما قاله يوحنا الدمشقي؟! إذ انتقد يوحنّا الدّمشقي (St. Jean Damascène) الذي تُوفّي سنة (749م) (الوثنية)في الإسلام ، كتقبيل الحجر الأسود…؟!

5- يُؤكِّد هشام جعيط في كتابيْه(تاريخيّة الدّعوة المحمدية في مكة ، والوحي والقرآن والنبوّة) صلةَ الإسلام بالشّرائع السّابقة، ليُظهِر أثرها فيه؟ وهو كاذب في دعواه .. فقد جاء الإسلام حربا على اليهودية وسماهم بالمغضوب عليهم ، وسمى النصارى بالضالين؟؟

6- أدّى الشكّ في المرويات بكثير من كُتّاب السّيرة إلى الإقرار بأنّ القُرآن رأسُ مصادر السّيرة وأوثقِها، إذ يقول علي الدَّشتي ( والأهمّ من بين هذه المصادِر هو القُرآن، الذي يُمكِنُ أن نتحصّل منه على معرِفة بكثيرٍ من حوادث ذلك الزّمن ) . ومِن قبلِ الدَّشتي ذهب الرّصافي هذا المذهبَ حين اعتبر القُرآن أوثقَ من باقي المصادر في معرفة حياة محمّد، وكذلك ما فتِئ جعيط في كِتابيْه يكرر أنّ (القُرآنَ مُعاصِرٌ للأحداث، فهو المصدرُ الأساس).بل يقول جعيط : القُرآنُ يُقدِّمُ لنا لوحةً مُكتمِلةً لحياة النبيّ ؟؟ وهذه الآراء منقولة عن المستشرق منتغمري واط.؟!!!( [8] )؟! .
 
7- إنّ تقريرَ الكُتّاب الثّلاثة بأنّ القُرآنَ أوثق المصادر لحياة محمّد، والرّصافي أوّلهم في هذا المذهب، لا يُمكِنُ أن يُفهمَ بمعزلٍ عن الكِتابات الاستِشراقيّة الكلاسيكيّة على اختِلافِها، إذ ادعى ذلك المُستشرِق الإيطالي كِيتاني ( [9] ) وقد اتّبع خُطاه لامنس، وبلاشير( [10] ) . ونقول : ( لوكان هذا صحيحا لوجدنا فيه ذكرا للسيدة خديجة زوج الرسول – صلى الله عليه وسلم – التي وقفت معه في سنوات الدعوة الأولى وساندته ، ولوفاة ابنه إبراهيم ، وعمه ( أبو طالب ) .و ...و... ..؟)
 
8- لو نظرنا في مراجع كِتاب الرّصافي نجد أنّه لا يُحيل على أيّ كِتاب أعجمي، فكيف تسنّى له أنْ يطِّلِعَ على آراء كِيتاني مثلا؟ وغيرها مما في كِتابه من آراء استِشراقيّة أخرى عديدة...؟؟!!.

9- إنّ من مظاهر التأثُّر البيِّن بآراء المُستشرِقين قول الرّصافي في عوارض النبوّة التي كانت تطرأ حين نُزول الوحيِ: ( وإذا أنعمنا النّظرَ جيِّدا في أعراضِها التي هي الرِّعدة، وشِبه الإغماء، واحمِرار العينين، وتحدّر العرق من الجبين في البرد الشّديد ، علِمنا أنّها ليست إلا حالة كحالة المصروع ، لأنّ هذه الأعراض ليست إلا من أعراض الصّرْع، وأنّ كلّ مَنْ بِه صرْع لا يكون إلا كذلك) . وهي تهمة قديمة لعدد من المستشرقين القدماء وذيولهم .( هذه فِرية بلا مِرية .. فالمصروع عادة لا يعي ما يقول .. وكنت أرى الكثير منهم في شوارع بعض العواصم العربية ، ، وأتعمد سؤاله عن سبب ما حصل له من الصرع ، فأكتشف أن ما أصابه ناجم عن سوء التغذية ، في حين أن الرسول – صلى الله عليه وسلم – كان ينطق بآيات يتحدى بها الإنس ..إلى قيام الساعة )

10- أمّا اتّهام محمّد بالوُجد بالنّساء فيكثُر في كِتاب الدَّشتي خاصّةً، إذ يُورِد القُرآن باعتِباره مُبرِّرا لشهوات الجسد مثلما جاء في حديثه عن (مِلك اليمين)، ويُقرّر تصريحا أنّ محمّدا لمّا أصبح رجلَ دولة بالمدينة التفت بقوّة إلى المرأة: (أمّا بعد الانتِقال إلى المدينة فقد توافرت الفُرص ووجدت شهوة النبيّ الشّديدة للنّساء مرتعها الفسيح). والكلام في هذه «التّهمة»، والاحتِفاء بها دلالة على اجترار الكاتب لكلام المستشرقين (مُوير.... ولامنس…) وهو في مُعظمِه مُلوَّنٌ بالعقيدة المسيحيّة.
إنّنا لا نستغرب خضوعَ الرّصافي في وقته (1933) لسُلطة الاستِشراق الكلاسيكي، وتأثُرَ الدَّشتي رجل السّياسة الإيراني ببعض الآراء الاستِشراقية الحديثة القديمة في جوهرها، وكذلك فعل جعيط بكلام أندريه في الفصل الخامس، ثمّ ينقُل عنه نقلا يكاد يكون لفظيّا،خُصوصا ما يتعلّق بآراء إفرائيم (Ephrem) وهو من آباء الكنيسة السّوريّة. وحتّى عناوين الفُصول تتشابه،ومثله فعل جعيط حين جعل عُنوان المسألة الثّانية من الفصل الخامس (آراء إفرائيم والقُرآن) . وههنا ينقل ما ذكره أندريه من تناظر بين آراء إفرائيم والقُرآن في وصف السّاعة حين تأتي في لمح البصر، وما يُصاحِبها من تناثر النّجوم، وكيف تكفهرّ وجَلا من هول السّاعة… . ويُواصل جعيط إظهار التشابه في وصف الجنّة بين إفرائيم والقُرآن، فيوشك على نقل كلام أندريه (بلفظه)، بل ينقُل عنه حتّى بعض إحالاته!

11- يذهب الرّصافي إلى أنّ المقصود بالأمّيين في القُرآن هم الأقوام الذين ليس لهم كِتاب مُنزَّل ، وهي ذات النّتيجة التي يُقرِّرها هشام جعيط في كِتابيْه، ويذهب كذلك إلى ما ذهب إليه الرّصافي من أنّ (النبيّ الأمّي يعني النبيّ المبعوث من غير بني إسرائيل )( وقد تحدثت عن أمية الرسول – صلى الله عليه وسلم –عند حديثي عن الجابري في كتابي- فصل المقال فيما بين العلمانية والماسونية من الاتصال ...) وهي نفس النتيجة التي ذهب إليها ، نصر أبو زيد المصري ، والجابري المغربي ، والنيهوم الليبي ..وكل ذيول المستشرقين، ليثبتوا أن محمدا – صلى الله عليه وسلم – كان يقرأ ويكتب ، وبالتالي هو أخذ ما جاء به عن اليهود والنصارى.

12- أفضى التّجاسُر في نقد المُسلّمات الدّينيّة الرّاسِخة في الكُتب والأذهان بالرّصافي إلى نِقاش حِجاج القُرآن، فانتهى إلى أنّه لا ( يُناسِبُ ذكاء محمّد) ؟!. وقد أسهب الكاتب في ضرب الأمثلة لإظهار ما رآه (ضَعفا) في جدل القُرآن. ومثله فعل جعيط دون إفاضة حين قال: (إنّ ردّ القُرآن قبل سورة النّجم وضمن هذه السّورة، على اعتِبار الآلهة (بنات اللّه) غير مُقنع بتاتا..؟

13- يقول الرّصافي: ولا ريب أنّ الجنّة التي وصفها محمّد بأوصافها الباهرة المعلومة، بالشّكل المُبهِج العجيب، غير مذكورة في التوْراة ولا في الإنجيل ، وههنا نكتشف حدود الآفاق المعرفية للكاتب، إذ بيّن( ط. أندري )(المستشرق السويدي )) أنّ وصف الجنّة في القُرآن يُشبِه ما جاء في تعاليم المُبشِّرين النّصارى السُّوريين . )؟؟

ملاحظات عامة:
1- هناك زيادات لفظية في الكتاب المنسوب للرصافي ككلمة التلفاز الذي لم تكن معروفا أيام الكاتب؟!

2- تم تأليف (كتاب الشخصية المحمدية أو حل اللغز المقدس) سنة 1933 م – 1941م ، في حين أن المراجع والمصادر المذكورة في آخر الكتاب نجد بعضها قد طبع بعد هذا التاريخ ؟؟ من ذلك : كتاب المصاحف لابي حاتم السجستاني الذي صدر بمصر سنة 1936 . وكتاب الكشاف عن حقائق التنزيل «لجار الله الزمخشري مطبعة الحلبي بمصر سنة 1966.وقد طبعت بعد تاريخ تأليف (كتاب الشخصية المحمدية او حل اللغز المقدس) وهذا يدل على أن من أكمل الكتاب عاشوا بعد الرصافي ؟؟
 
3- قال في مراجعه كتاب: (السيرة الحلبية) أي ( إنسان العيون في سيرة المأمون) : لمؤلفه نور الدين الحلبي . والحقيقة هي: أن عنوان الكتاب هو :إنسان العيون في سيرة الأمين المأمون- لعلي بن برهان الدين الحلبي الشافعي، فالخطأ واضح في عنوان الكتاب واسم المؤلف أيضا ..
 
4 - تم تعيين الرصافي مدرسا بالمدارس الابتدائية ، ثم بالمعاهد الثانوية، ورحل الى الاستانة، وفي سنة 1918م ، ثم انتقل الى دمشق ، ثم عاد الى بغداد فتم تعيينه ( نائبا لرئيس لجنة الترجمة والتعريب) وأصدر صحيفة يومية بعنوان (الأمل) سنة 1923م ، وتقلب في الوظائف عين مفتشا في المعارف ، ثم مدرسا للعربية وآدابها، ورئيسا للجنة الاصطلاحات العلمية . وفي سنة 1928م استقال من الأعمال الحكومية ، ثم انتخب عضوا بمجلس النواب خمس مرات في مدة لا تتجاوز ثماني سنوات ، زار مصر سنة 1936م ، وانضم إلى ثورة رشيد عالي الكيلاني ، ونظم أناشيدها ، وفشلت الثورة ، وهذا في أوائل الحرب العالمية الثانية ، وتوفي بالأعظمية في بغداد، ودفن في مقبرتها بجوار قبر صديقه اللدود جميل صدقي الزهاوي سنة 1945م . فالرصافي أثناء سنة 1933م وما قبلها وما بعدها ، في مرحلة نشاط سياسي ومهني وثقافي لا يسمح له بالانزواء في مكان لا صلة له به أي الفلوجة ...
ولماذا ذكرت الفلوجة ؟ ( وهي من مراكز أهل السنة ) دون غيرها من المدن العراقية، ألها صلة بواقع العراق اليوم؟ ثم إذا كان الأمر فيه شك ، يجرنا ذلك إلى الشك في تاريخ صدور الكتاب أي 2002م، وحينها نميل إلى الاعتقاد بان كتاب الشخصية المحمدية قد تم إصداره بعد الاحتلال الامريكي للعراق، وجعل المكان والتاريخ للاستفزاز ، وللإيهام بأن تخريب ثوابت الدين جاء من أهل السنة ، ومن أهل هذه المدينة السنية ؟؟
 
5 - أشار في الكتاب إلى أن هذه النسخة هي النسخة الأصلية مع بعض الوثائق الملحقة بها، ولكن، أين هي تلك الوثائق؟؟ فالنسخة مزورة بلا شك، ونسبت إلى الشاعر معروف الرصافي ظلما وتعسفا ، وطبعت بعد وفاته؟! لكن هل كان مؤلفها ( صديقه المستشرق اليهودي إبراهام شالوم يهودا ) يرغب في تشويه سيرة الرسول الأعظم محمد- صلى الله عليه وسلم –انتقاما من قسوته – حسب وعمه – على يهود المدسنة ؟! ..؟..

6 - إذا تصفحنا الكتاب، وجدنا ما يساعد على هذا الاحتمال .. فمؤلف (كتاب الشخصية المحمدية أو حل اللغز المقدس) يعتبر أن الرسول - صلى الله عليه وسلم - ( لم يكن عادلا؟؟؟! حسب زعمه، في التعامل مع مشركي قريش من ناحية ، ويهود المدينة من ناحية ثانية.. فهذا المؤلف يعتبر أن الرسول - صلى الله عليه وسلم - تعامل مع شركي قريش بعطف ، ومع اليهود بقسوة..؟! ( [11] ) =
 
7 - يحوي الكتاب الكثير من الأخطاء في النحو والصرف ،( والرصافي كان عضواً بمجمع اللغة السوري ؟؟ ) (مثل وظائف الأسماء الخمسة، والمضارع الجمع المسبوق بأداة جزم...الخ...)، وهذا لا يدخل في باب الأخطاء المطبعية التي نعلم متى تكون في النص، وأين تكون في الكلمة...( [12] )

8 - إن مؤلف أو مؤلفي كتاب (كتاب الشخصية المحمدية) يتحدث عن المسلمين بمثل : كان المسلمون .. أو للمسلمين ... فكأنه ليس منهم ...

9 - كتاب الشخصية المحمدية او حل اللغز المقدس يقع في 766 صفحة عندما تقرأه لا يبقى لديك أي شك بأنه : إما نولدكه نسخ كتاب الرصافي ، أو أن الرصافي نسخ كتاب نولدكه ، فالنظريات واحدة في الكتابين حول تفسير النبوة ، وحول القران ، وحول حياة النبي محمد - صلى الله عليه وسلم - ، هو نسخة من كتاب (تاريخ القران) ، وطبعه وتوزيعه إنما هو محاولة التفافية لإيصال أفكار الكتاب الثاني ، واختيار معروف الرصافي كونه انسان ميت ولايوجد من يدافع عنه ؟؟ ( [13] )
 
10- - لهذا نقول ان كتاب )الشخصية المحمدية أو حل اللغز المقدس( المنسوب زورا وبهتانا للشاعر معروف الرصافي هو تكرار ممجوج لما ورد على ألسنة المستشرقين والمبشرين ، وأعداء الإسلام ، وإن قل عن مستواهم، فالكتاب تشويه للسيرة النبوية ، واعتداء على شخصية الرسول الأعظم محمد - صلى الله عليه وسلم- واختيار)لفلوجة( هو تشويه لأرض الصمود والبطولات التي أظهرها أهل الفلوجة الأشاوس في مقاومة الاحتلال الأمريكي للعراق الشقيق.

11- وفي إحدى أحاديث معروف الرصافي الى الأستاذ كامل الجادرجي ، يعترف الرصافي بكتابته لكتاب((الشخصية المحمدية) وهو حديث يوم 29 ايلول في عام 1944 وفي جانب من هذا الحديث يقول الرصافي؛ (بقيت مدة من الزمن محتاراً في أمر معيشتي حيث أن راتبي كان لا يزيد على 12 ديناراً فقررت أن أهجر بغداد لسببين:- الاول: أن راتبي لا يكفيني في بغداد. والثاني:- أردت أن اشتغل اشتغالات فكرية بعيدا عن صخب العاصمة ، فقررت الذهاب إلى الفلوجة فذهبت إلى هناك سنة 1933م او سنة 1932) وبقيت هناك اشتغل بكتابي (الشخصية المحمدية)حتى سنة 1941 ولما وقعت الحرب بين العراق والانكليز اضطررت على العودة الى بغداد.
ووجه كامل الجادرجي سؤالا إلى معروف الرصافي .. : هل أكملتم كتابكم المذكور؟
قال: لم اكمل هذا الكتاب لأن الكتاب كما تعلمون هو عبارة عن ملاحظات كنت أُدونها كلما خطر لي خاطر حول هذا الموضوع. لذا ليس بعيدا أن يقوم صاحبه المستشرق اليهودي ، أو قسيس متعصب وحاقد ومفتري ، بإكمال الكتاب ، ودفعوا له ما تيسر مساعدة له على مواجهة أعباء الحياة علما بأنه كان سكيرا ؟! فهناك كتب وضعها قسس متعصبون وحاقدون ومفترون بنفس المضمون ، ومنسوبة لأسماء مجهولةهذا في الحديث ، كما وضع الشعوبيون في القديم كتاب (الامامة والسياسة ) ونسبوه لابن قتيبة.
والخلاصة : هناك تضارب في نسبة هذا الكتاب للرصافي .. ربما يكون هو من بدأ بكتابة الكتاب ، ولكنه لم يكمله نتيجة لظروفه المعيشية وانشغاله الفكري والسياسي . وكثرة الأخطاء اللغوية مع بساطتها– علما بأنه عضو بمجمع اللغة في دمشق - ترجح أنه لم يكمل الكتاب ، وقام بإكماله صاحبه اليهودي وعبث به ؟؟ أو بعض المستشرقين من أصحابه ، وردد كل افتراءات المستشرقين المكررة والتافهة ... فالكتاب تحوم عليه الشكوك حول مصداقية مايحتوي ، نظرا لــــــعدم وجود محقق للكتاب . كما أن مصادر الكتاب تضيف عليه شكا آخر , فهي من وضع الناشر وليس مـــن وضع المؤلف ، وهذا يشمل حواشي الكتاب . فقد ذكر الناشر في صفحة المصادر تاريخ طبع أحد المصادر وهو الكشاف للزمخشري عام 1966 ، والرصافي قد توفى عام 1945م ، كما أن عددا آخر من المصادر قــــد طبعت بعد وفاته , فلا يعقل أن الرصافي قد اعتمد عليها , ويجيب الرصافي على هذا التناقض قائلا (اذا كان عملي ناقصا فسببه قلة المصادر التي لدي ، فأنا الفت هذا الكتاب وليس لدي من امهات المصادر سوى اربعة وهي : السيرة النبوية للحلبي , وسيرة ابن هشام , والتفسير للزمخشري , ومعجم البلدان, وهــــــذه الكتب الأربعة هي أيضا ليست ملكي وانما استعرتها من السيد مصطفى علي ـ( [14] ) علما أن المصادر المذكورة في نهاية الكتاب هي 30 مصدرا . ولعل تاريخ تأليف الكتاب هو أحد الأخطاء التي ذكرها الناشر , فلا يعقل أن المؤلف قد ألف هكذا كتاب بسنة واحدة كما ذكر ذلك الناشر في ص 4 من أن المؤلف : ( له العديد من المخطوطات التي لم تطبع ومنها هذا الكتاب الذي انجزه عام 1933 في الفلوجة بالعراق) ولا يمكن لأي دار نشر رصينة أن تكتب بدون تحقبق وتدقيق , وأحيل القارىء إلى حديث الرصافي يوم 29 ايلول 1944 حيث قال ( قررت أن اهجر بغداد لسببين الاول : إن راتبي لايكفيني في بغداد ـ 12دينارـ والثاني : أردت أن أشتغل اشتغالات فكرية بعيدة عن صخب العاصمة فقررت الذهاب إلى الفلوجة , فذهبت الى هناك سنة 1933 أو سنة 1932 وبقيت اشتغل بكتابي ـ الشخصية المحمديةـ حتى سنة 1941 ولما وقعت الحرب بين العراق وانكلترا اضطررت إلى العودة إلى بغداد ـ ) ( [15] ) ولمزيد من التوضيح قال الرصافي في نفس المقابلة : عند سؤاله : ـ هل أكملتم كتابكم المذكور ؟

فقال : لم نكمل هذا الكتاب , لأن الكتاب كما تعلمون هو عبارة عن ملاحظات كنت أدونها كلما خطر لي خاطر حول الموضوع.
إن هذا يقودنا إلى سؤال آخر عن النسخة الأصلية المكتوبة بخط الرصافي , فالناشر يوهمنا في الإيضاح المذكور في ص 13 هو إيضاح عن النسخة الأصلية ، لذلك صدّر الكتاب بها , وهو فوق ذلك بدون تاريخ , وقد حذف منه جمل عديده بقصد سوف أوضحه , فالأجازة كتبت كما يلي:

إجازة الرصافي في النقل : ( أطلعت على هذه النسخة ...... من كتابي (الشخصية المحمدية) فرأيتها صحيحة كاملة خالية من الأغلاط في النسخ , فلذا أجيز ........ روايتها والنقل عنها ...... , كتبت هذا أعلاما بذلك ـ انتهى... وهذه الأجازة لاتخص النسخة المكتوبة بخط الرصاقي ، المودعة عند المرحوم محمود السنوي , بل إنــــها كتبت أجازة لنسخة أستنسخها الأستاذ كامل الجادرجي في 15 آب 1944م وقد ذكر د. وليد محمود خالص نصها نقلا عن الأستاذ المدقق ميخائيل عواد وهي : ( اطلعت على هذه النسخة التي استنـــــــسخها صديقي الفاضل كامل الخيام ـ الجادرجي ـ على النسخة التي كتبتها بيدي عن كتاب الشخصية المحمدية , فرأيتــها صحيحة خالية من الأغلاط في النسخ , فلذا أجيز له روايتها , والنقل عنها ، والاعتماد على ما هو مكــــتوب فيها قبل طبع نسخة الكتاب الأصلية , ونشرها, وبما أني أثق بثقافة كامل الخيام , وبصدقه وإخلآصه في مسائل العلم والأدب , كتبت هذا إعلاما بذلك ) . والنص هذا مثبت في كتاب مخطوطات المجمع العلمي العراقي . إن عدم ذكر اســــــم الأستاذ المرحوم كامل الجادرجي معناه أن النسخة التي اعتمدت عليها دار النشر هي أيضا ليست نسخة الأستاذ الجادرجي !!! وان النسخة التي استنسخها المرحــــوم الجادرجي موجودة عند الأستاذ نصير الجادرجي ولم تعتمد عليها دار النشر , وهذا يقودنا الى توضيح آخــــــــر مع الإشارة الى نص الأستاذ قاسم علوان في نصوص عراقية ـ العدد 25 ـ وهو كالتالي:

1- إن النسخة الأصلية المكتوبة بخط الرصافي والمودعة عند المرحوم محمود السنوي هي لحــــــد الآن مجهولة المصير .
2- كتب الأستاذ كامل الجادرجي نسخة بخطه في بداية عام 1944م , وطابـــــقها محام معروف , وكنب الرصافي في صدرها الأجازة المذكورة آنفا , والنسخة هذه موجودة عند الأستاذ نصير الجادرجي .
3 - توجد نسخة أخرى كتبها الأستاذ مصطفى علي بخطه , وهي غير معروفة المصير .
4- قام الأستاذ كامل الجادرجي بتصوير صورة فوتوغرافية للنسخة التي كتبها بيده , وأهدى النــــــسخة المصورة للمجمع العلمي العراقي .
5- قام السفير العراقي باهر فائق , سفير النظام البعثي , باستنساخ عدد من النسخ بأجهزة الاستنــــساخ الحديثة , من الصور المودعة لدى المجمع العلمي العراقي , وباعها لمن يرغب , وكأنها ميراث أبـيه ,والنسخة التي اعتمدها الناشر هي على الأكثر من مبيعات السفير المذكور , وهذا هو سر عدم نشـــــر الأجازة كاملة . ودار النشر مطالبة بتوضيح ذلك .
6- ذكر الناشر في صفحة 5 من الكتاب ( المجلدات المصورة ثمانية, وهي تحتوي على وثيقتين , وعلى بعض المستندات المتعلقة بها .) والوثيقتان هما الكتاب المتكون من 7 مجلدات, وصفحة واحدة : وصـية الرصافي . وصفحة واحدة : تعريف بعنوان ( وصية المرحوم الرصافي (.وصفحة ( فهرست كتاب الشخصية المحمديةلمؤلفه معروف الرصافي) . والمجلد الثامن:الفهرست بتنضيد موسع , وفي آخره صفحة غير مرقمة فيها خلاصة نصوص النظام الاجتماعي للدين اليهودي ..لم تطبع كل هذه المستندات ولا ندري لماذا ؟هل كانت الوصية هي بيت القصيد ؟أم سبب آخر منـــع دار النشر من طبع جزء من الكتاب كما جرى ذلك من قبل باقتطاع نصوص من الأجازة ؟ ان ذكر وصية الرصافي يستوجب الأقرار بأحقية من أوصى لهم الرصافي من حصة بيـــــع الكتاب ,لان الوصية نصت على ذلك .( [16] ) وهي ( كل ماعندي من الكتب المخطوطة التي كتبتها ، أن تباع لمن يرغب في شرائها ؟؟ على أن له حق الطبع والنشر, ولا يكون لي فيها سوى الاسم , ويدفع المال الحاصل من بيعها إلى بنات عبد)؟؟ .( [17] )
7- يتضمن الكتاب محاور تستفزك بسرعة لما فيها من عناوين مثل( هل محمد صادق فيما أخبر به وادعاه أو :... ) ( فكرة النبوة كيف حصلت لمحمد؟) وأيضا (هل لمحمد كلام بعد النبوة؟) والعناوين التي تشي بخفايا صاحبها هي «اقتران الدعوة بالسيف» و»حروبه الدينية» و»العيون والجواسيس» و»جواسيسه السرية الخاصة» و»الجواسيس العلنية العامة» و»خزاعة كلها جواسيسه» و (العباس صاحب استخبارات محمد) والذي تشمئز النفوس النبيلة بالإسلام منه، هو حديثه عن القرآن..مثل الادعاء بان القرآن هو من كلام الرسول - صلى الله عليه وسلم- وغير ذلك مما يكرره المستشرقون وذيولهم ؟؟
8- والنتيجة التي يخرج بها قارىء الكتاب بعد الاطلاع عليه تتلخص فيما يلي: الشك في كل محطات السيرة النبوية ، وفي صفات الرسول – صلى الله عليه وسلم - وإنكار الدين الإسلامي، وخلط سور القرآن ، ودمج المفردات القرآنية لتغيير الآيات ، وأخيرا نقول هو تخريب للسيرة النبوية ، وإنكار للدين الإسلامي بالتشكيك في كل شيء. فالكتاب تشويه للسيرة النبوية واعتداء على شخصية الرسول الأعظم محمد- صلى الله عليه وسلم - ، واختيار )«الفلوجة) هو تشويه لأرض الصمود والبطولات التي أظهرها أهل الفلوجة الأشاوس في مقاومة الاحتلال الأمريكي للعراق الشقيق.
9 - يمثل كتاب الشخصية المحمدية:الخلط الواضح بين المحاور، والاضطراب البين في نسق التفكير، والارتكاز على (السيرة الحلبية التي تعتبر من التآليف التي أنجزت في مرحلة (الإنحطاط ) الفكري والحضاري الذي شهده التاريخ العربي الإسلامي فهذه السيرة التي كرع منها الكتاب كانت أسوأ تأليف في تاريخ السيرة النبوية .. كما أن مؤلف كتاب الشخصية المحمدية تعمّد، أو لم يكلف نفسه عناء لا التثبت والتدقيق عرض الآيات القرآنية بأخطاء، كان قادرا على تقويمها، .. إن هذا الكتاب هو النموذج الأمثل لسوء التأليف ، والشاهد الحقيقي لمنهجية النقل والتي تجاوزتها الأحداث.( [18] )
وصية الرصافي : أودع الرصافي وصيته صديقه ( محمود السنوي ) وطلب منه أن لا يذيعها إلا بعد وفاته .. وهي مكتوبة بخط الرصافي ..يقول فيها : (( .... أراهم يُهَيجون عَليَّ العوام باسم الدين ، ولا أظنهم يتركونني حتى يعدمونني الحياة ، وليس لي من ألتجىء إليه سوى الله ، وكفى بالله حافظا وحسيبا ، وليس لي من الأقارب من أعهد إليهم بوصيتي سوى معارفي من الأصدقاء الأحرار من أهل البلاد ، فلذا أكتب هذا إليهم عسى أن يقوموا بتنفيذه ولهم من الله الأجر ..كل ما كتبت من نظم ونثر لم أجعل هدفي منه منفعتي الشخصية ، وإنما قصدت منفعة المجتمع الذي عشت فيه ، والقوم الذين أنا منهم ونشأت بينهم ، فلذا لم أوفق إلى شيء في حياتي يسمى بالرفاهية والسعادة في الحياة لا أملك سوى فراشي الذي أنام فيه ، وثيابي التي ألبسها ، وكل ما عدا ذلك من الأثاث الحقير الذي في مسكني ليس لي ، بل هو مال أهله الذين يساكنونني .. كل من اعتدى علي في حياتي فهو في حِلٍّ مني ، وإن كان هناك من اعتديت عليه فهو بالخيار إن شاء عفا عني ، وإلا قضى بيني وبينه الله الذي هو أحكم الحاكمين .. أنا – ولله الحمد – مسلم مؤمن بالله وبرسوله محمد بن عبد الله إيمانا صادقا لا أرائي فيه ولا أداجي ، إلا أني خالفت المسلمين فيما أراهم عليه من أمور يرونها من الدين ، وليست هي منه إلا بمنزلة القشور من اللباب ، ولا يهمني من الدين إلا جوهره الخالص ، وغايته المطلوبة التي هي الوصول إلى شيء من السعادة في الحياة الدنيوية الاجتماعية ، والحياة الأخروية ما أمكن الوصول إليه من ذلك بترك الشرور وبعمل الصالحات ، وكل ما عدا ذلك من أمور الدين فهو وسيلة إليه وواسطة له ليس إلا .. بما أن ( عبد بن صالح ) الذي هو معاوني على العيش في مسكن كنت أنا السبب في زواجه ، وقد ولد له بنات صغار ، وليس له من أسباب المعيشة والكسب ما يجعله قادرا على إعاشتهن ، أرجو من أهل الخير في الدنيا ، ومن أصدقائي الكرام الأحرار أن يسعوا في إيجاد شغل له يكسب به ما يقوم بإعاشتهن ، وإن الله لا يضيع أجر المحسنين . كل ما عندي من الكتب المخطوطة التي كتبتها أنا ، تُباع لمن يرغب في شرائها( [19] ) ؟؟؟؟ على أن يكون له حق الطبع والنشر ، ولا يكون لي فيها إلا الاسم ، ويدفع المال الحاصل من بيعها إلى بنات ( عبد ) ....) أدفن في أي مقبرة كانت على أن يكون قبري في طرف منها ، وأن يكون في أرض مظلومة ، وهي التي لم تحفر قبلا .. إن كانت الحياة نعمة سابغة من الله على عباده ، فإن الموت رحمة واسعة منه عليهم ، فالموت هو رحمة الله التي وسعت كل شيء .. ( كل من عليها فان . ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام ) ... وذيل الوصية بقوله : المؤمن بالله وحده لا شريك له : معروف الرصافي ( [20] ) وفاة الرصافي : توفي الرصافي في داره في محلة السفينة في الأعظمية ليلة الجمعة 16 آذار 1945م وشُيِّع بموكب مهيب سار فيه الأدباء والأعيان ورجال الصحافة ودُفِن في مقبرة الخيزران، وصلّى على جنازته الشيخ حمدي الأعظمي، وشهد الصلاة عليه الشاعر وليد الأعظمي، وقيلتْ في تأبينه قصائد كثيرة.
________________________________________
[1] - الشخصية المحمدية : ص 32

[2] - من المفارقة صدور ثلاثة كتب في السيرةة النبوية في وقت متقارب نسبيا ، ولو عقدنا مقارنة بين هذه الكتب الكتاب المنسوب للرصافي العراقي، والكتاب الثاني لعلي الدشتي الايراني ، والثالث لهشام جعيط التونسي ، لوجدنا علي الدشتي وهشام جعيط ، ينقلان حرفيا عن الرصافي؟؟ والثلاثة ينقلون عن المستشرقين ؟؟ أو أن المعلومات مصدرها واحد ، وزعت عليهم .. من مؤسسة راند؟؟أو غيرها من المؤسسات ؟! انظر ما كتبه رشيد الخيُّون- في صحيفة الشرق الأوسط: الخميـس 17 جمـادى الاولـى 1426 هـ 23 يونيو 2005 العدد 9704 واتهامه صراحة للدشتي بنقل كتابه عن الكتاب المنسوب للرصافي ) وليس هنا مكان عقد مفارنة فيما بينها ؟!
 
[3] - مجلة "إحياء التراث العربي الإسلامي" العدد 12 السنة الثالثة : ص 72

[4] - قال رشيد الخيُّون- في صحيفة الشرق الأوسط: الخميـس 17 جمـادى الاولـى 1426 هـ 23 يونيو 2005 العدد 9704 : ( وقبل رمي تهمة السرقة على الأديب والدبلوماسي والسياسي علي دَّشتي علينا التأكد إذا كان قد قصد السرقة أم أنه أراد ترجمة النص وإصداره بالفارسية خالياً من اسم المؤلف؟ فهناك من الأدلة ما يؤكد تورط دَّشتي بسرقة الكتاب، وبالمقابل هناك ما يشير إلى دوره كمترجم حاول إبعاد اسمه من على غلاف الكتاب خشية مما يُرمى به من تهمة التجاوز أو تخطي الحدود في كتابة السيرة النبوية، على الرغم من أن «الشخصية المحمدية» كان كتاباً موقراً لشخصية الرسول، وليس فيه غير محاورة الروايات الواردة في سيرة ابن هشام، أو السيرة الحلبية.

وورد في مذكرات الرصافي: «ومنذ اختياري للفلوجة عزمت على تأليف كتابي الشخصية المحمدية، أجلو بها سيرة المختار، وفعلاً باشرت بتأليفه عندما وضعت قدمي في الفلوجة. وأنا إذ كان عملي ناقصاً فسببه قلة المصادر التي لديَّ، فأنا ألفت هذا الكتاب وليس لدي من أمهات المصادر سوى أربعة وهي: السيرة للحلبي، وسيرة ابن هشام، والتفسير للزمخشري ومعجم البلدان. وهذه الكتب الأربعة هي أيضاً ليست ملكي، وإنما استعرتها من مصطفى علي» (يوسف عز الدين، الرصافي يروي سيرة حياته، دار المدى 2004 ص110) وبدوري اطلعت على النسخة الأصلية المطابقة لنسخة منشورات الجمل، محفوظة في مكتبة هارفرد بكامبرج بالولايات المتحدة الأميركية في نوفمبر من العام الماضي، مطبوعة عام 1991 على الورق العادي، بلغت عدد صفحات ملازمها السبع 1154 صفحة. يضاف إلى ذلك لم يكن مثل هذا التأليف غريباً على الرصافي فمن غير أعماله المجهولة، التي نشرها نجدة فتحي صفوة في والاجتماع، و«نفخ الطيب في الخطابة والخطيب» وغيرها. أوردنا هذا لأن هناك مَنْ شكك بنسبة الكتاب إلى مؤلفه الرصافي...؟؟
التاريخ والعقائد، له: «الآلة والدواة»، و«دفع المراق في كلام أهل العراق»، «الرسالة العراقية» في السياسة والدين والاجتماع، و«نفخ الطيب في الخطابة والخطيب» وغيرها. أوردنا هذا لأن هناك مَنْ شكك بنسبة الكتاب إلى مؤلفه الرصافي...؟؟ )
 
[5] - قبل نصف قرن ونيف صدر كتاب ( تاريخ القران) للمستشرق الالماني تيودور نولدكه (1836 الى 1930) وقد ظل الكتاب بدون ترجمة حتى نقل إلى العربية على يد نخبة من المستغربين العرب وفي مقدمتهم استاذ الفلسفة جورج تامر وطبع ب 841 صفحة وعندما دخل الى لبنان اعتبره السيد محمد حسين فضل الله كتابا يطعن بالقران وبالنبي وبأمهات المؤمنين ويثير الطائفية ويمس دين المسلمين ومشاعرهم وبالتالي قامت السلطات بسحب الكتاب من المكتبات ومنعت تداوله
[6]- انظر : د. إبراهيم عوض المخزاة الجعيطية-في كتابة السيرة النبوية .
 
[7]- جاكلين شابي" أستاذة في جامعة "باريس سان دونيس"، ومتخصصة في تاريخ العالم الإسلامي، ومهتمّة بالتصوّف، لها عدة كتب عن الإسلام ، أهمها كتاب : حل شفرة القرآن".

[8]- مستشرق بريطاني عمل أستاذا لللغة العربية و الدراسات الإسلامية والتاريخ الإسلامي بجامعة إدنبرةفي أدنبرة، إسكتلندا. ومن أشهر كتبه كتاب محمد في مكة 1953 وكتاب محمد في المدينة 1956.

[9]- من أبزر المستشرقين الإيطاليين، فقد كان يتقنُ عدَّة لغات، منها: العربية والفارسية، من أبرز مؤلَّفاته: حوليات الإسلام المكوَّن من عشرة مجلدات

[10]- هنري لامنس ولد في, بلجيكياعام 1862, توفي في بيروتسنة 1937. يسوعي بلجيكي ومستشرق. ، قام بعدة دراسات عن الأمويين وعن الجزيرة العربية ما قبل الإسلام. وريجي بلاشير : مستشرقفرنسي ترجم القرآن إلى اللغة الفرنسية. ولخص أبحاث المستشرقين الذين كتبوا عن حياة النبي في كتاب .

[11] - وهذا ما دفع الدكتور زهير محمد جميل كتبي- أديب وكاتب سعودي - للقول : أقسم بالله العظيم أنني صعقت وفجعت عندما قرأت كتاب الشخصية المحمدية أو حل اللغز المقدس، لمؤلفه معروف الرصافي، المثقف والأديب والشاعر العراقي الشهير، والذي درسنا أدبه وشعره وثقافته ونحن صغار في المرحلة الإعدادية وما بعدها، هذا الشاعر المثقف العراقي الكبير والذي كتبت عنه الكثير من رسائل الماجستير والدكتوراه، وكل ما قرأته عنه من دراسات علمية عميقة وجاءت تؤكد على حسن إسلامه.

بيد أنني عندما قرأت كتاب الشخصية المحمدية استغربت ودهشت وتساءلت كيف استطاع معروف الرصافي- إن كان هو المؤلف الحقيقي- أن يغش ويضحك على هذه الأمة، التي احترمته وقدرته أجمل وأرقى تقدير وتكريم، لدرجة أن بعض الدراسات العلمية اعتبرته شاعر العراق الأول، وأن مكانته الشعرية في العراق، مثل مكانة أحمد شوقي في مصر،...
 
لقد أراد الرصافي- إذا صحت نسبة الكتاب إليه وهو الذي طبعته دار الجمل- أن يهدم الدين الإسلامي عبر أسلوب التشكيك الفكري، وعبر استخدام والتعامل مع الآيات القرآنية الكريمة والأحاديث النبوية الشريفة، واستخدامهما لخدمة أغراض مزاجه الفكري والثقافي ، إن الكتاب مليء بالظلمات المتكاثفة من أول سطر بالكتاب حتى نهايته السوداء، لقد غفل ونسي الرصافي، المثقف المتنور، بقصد وسوء نية، وهذا أمر بالغ الخطورة... حقيقة أحسنت الجهات المصرية المختصة حين منعت دخول أو تسويق هذا الكتاب الخبيث في مصر، مما دفعني إلى شراء صورة منه بمبلغ خمسمائة جنيه مصري، رغم أنني لا أؤيد مصادرة الفكر ولكن هذا الكتاب فيه خطورة شديدة، بل بالغة الخطورة، خصوصا لو تمت قراءته من قبل بعض ضعاف الإيمان، أو من جيل الشباب، فقد يؤمنون بما ورد فيه من كفر والحاد وتشكيك وطعن في العقيدة الإسلامية وسيدنا محمد...

أزعم.. بل أقسم بالله أن ما وقع من رسام الكاريكاتير الدنماركي (Edgan Kokvold) والذي نشر رسما (كاريكاتيريا) ساخراً يوم الثلاثاء 26-8-1426هـ - 30 سبتمبر 2005م في صحيفة (جيلانذر بوستن) الدنماركية، أو ما قاله بابا الفاتيكان الكاردينال رتزينجر (بنيديكت) السادس عشر، بل إن هذا الكتاب أكثر خطورة من رواية آيات شيطانية لمؤلفها الإنجليزي سلمان رشدي، لما فيه من تطاول وحقد وظغينة، بل أنه يعتبر ضعيفاً جداً أمام ما كتبه هذا الخبيث الرصافي الذي نفث السم ودسه في ثنايا الحروف والكلمات والأفكار المظلمة. من أجل ماذا؟!... لا أعرف!
[12] - انظر : د. أحمد مطلوب : الرصافي آراؤه اللغوية والنقدية .. لتتأكد أنه لا يمكن أن يخطىء بمثل هذه الأخطاء .
[13] - انظر مقال : طالب الشطري : كتاب الشخصية المخمدية فضيحة من العيار الثقيل . موقع كتابات
[14] - انظر كتاب د. يوسف عز الدين ـ الرصافي يروي سيرة حياته ص 110
[15] - المصدر السابق ص244 : .
[16] - ان نص الوصية مذكور في كتاب د. يوسف عز الدين عن الرصافي ص314
[17] - انظر : حسين سميسم : الشخضية المحمدية بين العقل والتقل ، الحوار المتمدن ، العدد: 1594. بتاريخ : 27/ 6 / 2006م .
[18] - في سبيل الحقيقة : حول كتاب « الشخصية المحمدية» للرصافي: بقلم : التهامي الهاني-
نشر في الشعب يوم 27 - 10 - 2007
[19] - وهذا ما يؤكد أن الرصافي لم يكتب كل ما تضمنه كتاب ( الشخصية المحمدية ..) من بلايا ، إنما هي من كتابة يهود حاقدين ، أو مستشرقين مبشرين ، اشتروها وعبثوا بها ، وسطروها بأمانيهم الخبيثة ، وأحقادهم الدفينة ؟؟!!
[20] - د. أجمد مطلوب : الرصافي آراؤه اللغوية والنقدية : ص 93-94.
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف