أَمَّل فِي عَيْنِ الشَّمْسِ
بِقَلَم: أ. خَالِد الزَّبُون- كاتب فلسطيني
أَمَل الطِّفْلَة الصَّغِيرَةِ الَّتِي تَعِيشُ حَيَاة الدَّلَّال فَقَدْ
جَاءَتْ بَعْدَ عِدَّةِ أَبْنَاء فَسَمَّاهَا وَالِدهَا أَمَل تَيَمُّنًا
بِمَجِيئِهَا فَقَدْ كَانَتْ أُمْنِيَّتُهُ أَنْ يَرْزَقَهُ اللَّهُ بطفلة
جَمِيلَة ليغزل لَهَا مِنْ عَيْنٍ الشَّمْسِ أُغْنِيَّة وَأن يَقْطُف لَهَا
مِنْ الْبَدْر زَهْرَة وَمَن زُرْقَة السَّمَاء وموج الْبَحْر وشاحا، فرحته
تَمْلَأ الدُّنْيَا عِنْدَمَا أَخْبَرَتْه الطِّبِّيَّة أَنَّ الْجَمَالَ قَد
تَوَطَّنَ فِي مَلاَمِحِهَا، فَقَدْ قَامَ بِتَوْزِيع الحَلَوِيَّات عَلَى
أَهْلِ الْحَيِّ جَمِيعِهِمْ لَمْ يَتْرُكْ أَحَدًا، إلَّا وَشَارَكَه
آمَالَه وأحلامه، يُرِيدُهَا مُعَلِّمَةً أَوْ طَبِيبَة أَو ممرضة ، ويراها
تَكَبر أمَامَه وَيَكَبُر الوَطَن فِي انغامه، هِيَ فِي الصَّفِّ الرَّابِع
ومتفوقة فِي دروسها واختباراتها ، تَقُول مُدِيرُة الْمَدْرَسَة أَنَّ لَهَا
مُسْتَقْبَل كَبِيرٌ وَشَأْن عَظِيمٌ، وَفِي يَوْمِ وَهِيَ تَلْعَبُ أمَام
الْمَنْزِلِ الَّذِي يَقَعُ وَسْط المخيم وفجأة يَسْمَع جَلَبَة كَبِيرَة
وَأَصْوَاتًا غَرِيبَةً، يَخْرُجُ لِيَعْلَمَ مَا الَّذِي تَغَيَّر؟
وَمَاذَا يَحْدُث؟ ولهول الصَّدْمَة الْعَنِيفَة وَقَف مَشْدُودًا لَا
يُحَرِّكُ سَاكِناً وَتَوَقَّف قَلْبَهُ لَقَدْ رَآهَا وَالدَّم يَنْزِفُ
مِنْهَا، لَقَد اِقْتَحَم الْجَيْشُ المخيم وفجأة أَزِيز الرَّصَاص يَمْلَأ
الْمَكَان وَإِذَا بِهَا مُصَابِة برصاصة تُنْقَل عَلَى أَثْرِهَا إلَى المشفى
الَّذِي بَذَلَ اطباؤه كُلّ جُهْدِهِم لانقاذها، وَتَمْرُ السَّاعَات
طَوِيلَةً مِنْ الْقَلَقِ وَلَا يَتَوَقَّفُ الدُّعَاء وَيَخْرُج الطَّبِيب
مُطمَئِنًّا لَقَد نَجَت بِكَرَم اللَّه وَلَكِنَّهَا تَحْتَاج عِلَاجًا
مُتَوَاصِلًا، فَقَد اسْتَقَرَّت الرَّصَّاصَة فِي الْعَمُود الفقري وَفِي
الْمُسْتَقْبَلِ الْأَمَل بِاَللَّه كَبِيرٌ أَنْ تَسِيرَ عَلَى قَدَمَيْهَا،
وَبَدَأَت رَحْلِة جَدِيدَة لعائلتها مَعَ الْحَيَاةِ ، عِلَاج جَسَدِي
وَنَفْسِي ودمج الطِّفْلَة مَع مُكَوَّنَات الْحَيَاة ، الْمَدْرَسَة
وَالْأَهْل وَالْجِيرَان وتدريبها عَلَى وَاقِعٍ تَسْتَطِيعُ أَنْ تتعايش
مَعَهُ فِي نَقْلِ اصرارها عَلَى الْحَيَاةِ إِلَى تحَدّ كَبِير لَا بدَ فِيهِ
أَنَّ تنتصر عَلَى معوقات، وَتَمْر السُّنُون وَتَكَبَّر أَمَل وَيُكَبِّر
أَمَلهَا أَنْ تُصْبِحَ طَبِيبَة نَفْسِيَّة تُسَاعِد النَّاسَِ عَلَى
تَجَاوُزِ مآسيهم كَمَا اِسْتَطَاعَتْ أنْ تَقِفَ عَلَى الْمُسْتَقْبَلِ
بِإِرَادَة كَبِيرَة وَيَأْتِي يَوْم التَّخَرُّجُ مِنَ الْجَامِعَة
وَعِنْدَمَا يَذْكُرْ اسْمَهَا لاستلام الشَّهَادَةِ لَمْ تَشْعُرْ
بِنَفْسِهَا أَنَّهَا تَسِيرُ عَلَى قَدَمَيْهَا وَأن الْحُضُور لَمْ
يَتَوَقَّفْ عَنِ التَّصْفِيق وَدُمُوع الْوَالِدَيْن اِبْتِهَالا وَشُكْرًا
لِلَّهِ بأَنْ الْأَمَلَ كَبِيرٍ وَلَا يَتَوَقَّفُ قَطّارَه مَا دَامَ
الْإِنْسَانُ مُؤْمِنًا بِأَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيِّ قَدِيرٌ.
بِقَلَم: أ. خَالِد الزَّبُون- كاتب فلسطيني
أَمَل الطِّفْلَة الصَّغِيرَةِ الَّتِي تَعِيشُ حَيَاة الدَّلَّال فَقَدْ
جَاءَتْ بَعْدَ عِدَّةِ أَبْنَاء فَسَمَّاهَا وَالِدهَا أَمَل تَيَمُّنًا
بِمَجِيئِهَا فَقَدْ كَانَتْ أُمْنِيَّتُهُ أَنْ يَرْزَقَهُ اللَّهُ بطفلة
جَمِيلَة ليغزل لَهَا مِنْ عَيْنٍ الشَّمْسِ أُغْنِيَّة وَأن يَقْطُف لَهَا
مِنْ الْبَدْر زَهْرَة وَمَن زُرْقَة السَّمَاء وموج الْبَحْر وشاحا، فرحته
تَمْلَأ الدُّنْيَا عِنْدَمَا أَخْبَرَتْه الطِّبِّيَّة أَنَّ الْجَمَالَ قَد
تَوَطَّنَ فِي مَلاَمِحِهَا، فَقَدْ قَامَ بِتَوْزِيع الحَلَوِيَّات عَلَى
أَهْلِ الْحَيِّ جَمِيعِهِمْ لَمْ يَتْرُكْ أَحَدًا، إلَّا وَشَارَكَه
آمَالَه وأحلامه، يُرِيدُهَا مُعَلِّمَةً أَوْ طَبِيبَة أَو ممرضة ، ويراها
تَكَبر أمَامَه وَيَكَبُر الوَطَن فِي انغامه، هِيَ فِي الصَّفِّ الرَّابِع
ومتفوقة فِي دروسها واختباراتها ، تَقُول مُدِيرُة الْمَدْرَسَة أَنَّ لَهَا
مُسْتَقْبَل كَبِيرٌ وَشَأْن عَظِيمٌ، وَفِي يَوْمِ وَهِيَ تَلْعَبُ أمَام
الْمَنْزِلِ الَّذِي يَقَعُ وَسْط المخيم وفجأة يَسْمَع جَلَبَة كَبِيرَة
وَأَصْوَاتًا غَرِيبَةً، يَخْرُجُ لِيَعْلَمَ مَا الَّذِي تَغَيَّر؟
وَمَاذَا يَحْدُث؟ ولهول الصَّدْمَة الْعَنِيفَة وَقَف مَشْدُودًا لَا
يُحَرِّكُ سَاكِناً وَتَوَقَّف قَلْبَهُ لَقَدْ رَآهَا وَالدَّم يَنْزِفُ
مِنْهَا، لَقَد اِقْتَحَم الْجَيْشُ المخيم وفجأة أَزِيز الرَّصَاص يَمْلَأ
الْمَكَان وَإِذَا بِهَا مُصَابِة برصاصة تُنْقَل عَلَى أَثْرِهَا إلَى المشفى
الَّذِي بَذَلَ اطباؤه كُلّ جُهْدِهِم لانقاذها، وَتَمْرُ السَّاعَات
طَوِيلَةً مِنْ الْقَلَقِ وَلَا يَتَوَقَّفُ الدُّعَاء وَيَخْرُج الطَّبِيب
مُطمَئِنًّا لَقَد نَجَت بِكَرَم اللَّه وَلَكِنَّهَا تَحْتَاج عِلَاجًا
مُتَوَاصِلًا، فَقَد اسْتَقَرَّت الرَّصَّاصَة فِي الْعَمُود الفقري وَفِي
الْمُسْتَقْبَلِ الْأَمَل بِاَللَّه كَبِيرٌ أَنْ تَسِيرَ عَلَى قَدَمَيْهَا،
وَبَدَأَت رَحْلِة جَدِيدَة لعائلتها مَعَ الْحَيَاةِ ، عِلَاج جَسَدِي
وَنَفْسِي ودمج الطِّفْلَة مَع مُكَوَّنَات الْحَيَاة ، الْمَدْرَسَة
وَالْأَهْل وَالْجِيرَان وتدريبها عَلَى وَاقِعٍ تَسْتَطِيعُ أَنْ تتعايش
مَعَهُ فِي نَقْلِ اصرارها عَلَى الْحَيَاةِ إِلَى تحَدّ كَبِير لَا بدَ فِيهِ
أَنَّ تنتصر عَلَى معوقات، وَتَمْر السُّنُون وَتَكَبَّر أَمَل وَيُكَبِّر
أَمَلهَا أَنْ تُصْبِحَ طَبِيبَة نَفْسِيَّة تُسَاعِد النَّاسَِ عَلَى
تَجَاوُزِ مآسيهم كَمَا اِسْتَطَاعَتْ أنْ تَقِفَ عَلَى الْمُسْتَقْبَلِ
بِإِرَادَة كَبِيرَة وَيَأْتِي يَوْم التَّخَرُّجُ مِنَ الْجَامِعَة
وَعِنْدَمَا يَذْكُرْ اسْمَهَا لاستلام الشَّهَادَةِ لَمْ تَشْعُرْ
بِنَفْسِهَا أَنَّهَا تَسِيرُ عَلَى قَدَمَيْهَا وَأن الْحُضُور لَمْ
يَتَوَقَّفْ عَنِ التَّصْفِيق وَدُمُوع الْوَالِدَيْن اِبْتِهَالا وَشُكْرًا
لِلَّهِ بأَنْ الْأَمَلَ كَبِيرٍ وَلَا يَتَوَقَّفُ قَطّارَه مَا دَامَ
الْإِنْسَانُ مُؤْمِنًا بِأَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيِّ قَدِيرٌ.