الأخبار
واشنطن: إسرائيل تواجه خطر نفاد صواريخها الاعتراضية"التربية": امتحان الثانوية العامة سيُعقد في موعدهغزة تجاوزت عض الأصابع.. ولحظة كسر العظم(فيديو) حارس إسرائيلي يمنع فلسطينياً من دخول ملجأ أثناء القصف الإيراني ويدخل امرأة إسرائيليةعشرات الإصابات في قصف إيراني استهدف مواقع "استراتيجية" في حيفالبنان: إطلاق نادي القراءة في معهد صيدا التقني "المواساة""اختراق خطير".. إيران تراقب إسرائيل من الداخل لتصويب ضرباتها الصاروخيةتقرير أممي يبقي إسرائيل بالقائمة السوداء لانتهاكاتها ضد الأطفال34 شهيداً وعشرات الجرحى في مجزرتين جديدتين ارتكبهما الاحتلال وسط قطاع غزةالأردن: سقوط نحو 100 مقذوف وشظية منذ بدء التصعيد بين إسرائيل وإيران60 طائرة حربية إسرائيلية نفذت غارات ليلية على عشرات الأهداف في إيرانإيران: إحباط محاولة اغتيال وزير الخارجية عباس عراقجي في طهرانصاروخ إيراني يستهدف مركزاً للأمن السيبراني قرب مبنى "مايكروسوفت" في بئر السبعبريطانيا:"فرصة سانحة" لحل دبلوماسي مع إيرانروسيا تحذر من "تشيرنوبل ثانية" في إيران
2025/6/21
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

مرارة كأس

تاريخ النشر : 2022-09-24
مرارة كأس

بقلم: مجاهد منعثر منشد

يتردد إلى حبيبة قلبه في بيت بضعته، يستقبلها في بيوت زوجاته، يداعبها ويلاعبها يغمرها بعطف سابغ، رباها وهذبها، يحدق بروحها الأطهر من ماء السماء وقلبها الأصفى من المرآة ينتظرها تتحدث عما رأت في منامها ترتجف: جداه رأيت البارحة أن ريحاً عاصفة قد انبعثت فاسودت الدنيا وما فيها وأظلمت السماء، وحركتني الرياح من جانب إلى جانب فرأيت شجرة عظيمة فتمسكت بها؛ لكي أسلم من شدة الريح العاصفة، وإذا بالرياح قد قلعت الشجرة من مكانها وألقتها على الأرض!

ثم تمسكت بغصن قوي من أغصان تلك الشجرة فكسرتها الرياح، تعلقت بغصن آخر فكسرته الريح العاصفة! فتمسكت بغصن آخر وغصن رابع ثم استيقظت من نومي! أطرق وقلبه يخفق رحمة وحناناً، ضمها بشوق وضع خده على خدها، سالت دموعه على خديه رد بصوته الشجي: أما الشجرة فهو جدك، وأما الغصنان الكبيران فهما أمك وأباك، وأما الغصنان الآخران فأخواك الحسنان تسود الدنيا لفقدهما، وتلبسين لباس المصيبة والحداد في رزيتهم.

سارت للزهراء والدمع يحرق مقلتيها، شمت رائحة أبيها على وجنتيها، ألصقتها بحضنها قبلتها ألقت عليها دروس الوحي والنبوة، غرست في نفسها عنفوان نفس يتخطى الحواجز، مضت الأيام بسرعة البرق ولبى جدها نداء ربه.

اعتصر قلبها الحزن العميق، ذهول وجزع وهي ترى لأول مرة في طفولتها حبيبها يحمل على الآلة الحدباء حتى يوارى الثرى، تصغي للعويل والبكاء وهي ترى جسده الطاهر صامتأً ومن حوله ضجة صاخبة؛ فأي طائف من الحزن طاف بها ليسمعها لحن الموت؟
 
تشاهد جدها ساكناً في حجر أبيها يقبل جبينه وسيل الدمع يتساقط على خديه، يضعه على الوسادة برفق يغسله يطيبه بالمسك ويكفنه فيدخل الناس جماعات ليودعوا أعز راحل.
 
تحدق في القوم يحفرون حفرة عميقه في حجزة الزاوية فيدلون الجسد فيها ويهيلون التراب ! لاذت بحضن أمها عانقتها وآهات النحيب تتعالى بغزارة دموع كالمطر، أضناهما الحزن على النبي.

ترنو إلى أبيها والحزن يعلو ملامحه انقسمت الساحة بعد الرسول بخلاف لا ينتهي تشعبت خطوطه، خمسة وسبعون يوماً عاشت مأساة والدتها من جحود القوم وعنائها بطلب النصرة والتأييد لزوجها: صوت ونداءات أمها ترسخت في أعماقها مثقلة بالأحزان تبكي أباها وتندبه عند قبره:

ماذا على من شم تربة أحمد.. ألا يشم مدى الزمان غواليا
صبت على مصائب لو أنها..صبت على الأيام عدن لياليا
بدت أكثر نضوجاً وأرهف حساً، بادرت تسمع وصايا البتول تمرض أمها بعد إجهاضها جنينها في غمرة أحداث مؤلمة، ساد الانقباض بالدار، لحقت فاطمة بالرسول، ذاقت طفولتها المبكرة مرارة كأس الفقد.

 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف