الأخبار
أيّ جزء من الدجاج صحي أكثر.. الصدر أم الفخد؟الأمانة العامة لـ "التعاون الإسلامي" تُدين تدنيس نسخة من المصحف في هولندااستطلاع رأي: بايدن يتأخر أمام ترامب في انتخابات 2024إيطاليا: وفاة زعيم مافيا ظل هارباً 30 عاماًصحيفة: طهران حصلت على وثائق إسرائيلية تفضح مرضاً مزمناً لدى نتنياهونادي الشارقة لسباقات الهجن يشارك بمعرض الأصايل 2023ندى الكامل تتصدّر الترند بفستان مكشوف ومكياج صاخبمسير أعمال محافظ بيت لحم ومنسق القوى السياسية يلتقي وفداً قيادياً من النضال الشعبيرمزي رباح: الرد على جرائم الاحتلال بتطبيق قرارات المجلسين الوطني والمركزيعضو مجلس بلدي الخليل فرّاح: محاولة اغتيالي بسبب محاربتي الفسادتحدٍّ خطير على (تيك توك) يرعب أولياء الأمور في فرنساالسعودية تستضيف معرض ومؤتمر الطاقة السعودي في مايو 2024مركز الإنسان يدين حادثة الاعتداء على المحامي فراحالمبادرة الوطنية تُصدر بياناً في ذكرى الراحلين ادوارد سعيد وحيدر عبد الشافيعلماء روس يبتكرون طريقة جديدة لمعالجة الزهايمر
2023/9/25
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

الحب في زمن الحرب

تاريخ النشر : 2022-09-21
الحب في زمن الحرب

أ. خالد الزبون

الحب في زمن الحرب

بقلم: الكاتب الفلسطيني خالد الزبون 

تخرج شيماء الجميلة من بين الركام كربيع أزهرت أوراقه وأخضرت وتفتحت رياحينه، كإشراقة الشمس تبعث الروح في الحياة وتنثر السعادة في كل مكان، على الرغم من الدمار الذي أحدثته الحرب وقذائف الموت التي لم تتوقف منذ أسبوعين في إعتداء على الإنسان والشجر والحجر.

كان المكان يغص بالحركة والضجيج، صوت الأطفال وحديث المارة وصوت المنادي حي على الصلاة، وقرع الأجراس وهدير البحر وتكسر الأمواج على الشاطئ وابتسامات وضحكات تملأ المكان وتجاور زمن الحب والسلام والجمال وعشقه الذي عاش طفولته معه وترعرع على رؤية شيماء ترسم على جدران الأيام وطن ومفتاح وعودة، وفينيق ينشر جناحيه يوم ميلاده ليسكن السفح ويحلق فوق الوادي كاتباً فصول العزة والكرامة.

هنا كانت شيماء في أرجوحة المنتزه تنطلق إلى فضاء من الأحلام تسكن مع الغيمات وتحرسها نجمة حظ وسعادة هكذا كان يراها تذهب إلى المدرسة وتكبر معها الآمال، لتغدو فتاة جامعية تدرس الطب وتدافع عن ما تبقى من إرث لمن سقط مدافعاً عن النجوم، ومن يمكث خلف الأسلاك الشائكة ومن سكنت في تجاعيد وجهه سنوات عجاف مثقلاث بألم اللجوء والتشريد.

تطوف شيماء ويطوف معها وجده الذي تملك حياته وأنفاسه والتي حبستها أزيز الطائرات والقتل والدمار الذي جاء يمحو كل أثر للحياة، طلب أنس من والدته أن تزورها وتحدث والدتها لتكون نصيب حياته التي ما زال يحلم أن يسكنها النجوم وأن يشتري لها الكواكب والرياض والقصور والمواكب.

اتفقت العائلتان على موعد الزواج واشترى لها خاتماً نقش عليه كل طموحاته وأمنياته وأحلامه، فهنا معها تبدأ حياته عندما كتب اسمها على جذع شجرة الزيتون ليكبر الجذع ويكبر اسمها، اتفقا على رسم مستقبلهما هي طبيبة الفقراء هذا ما يناديها أهل الحي، لقد عكفت على مساعدتهم بكل ما يحتاجونه، ورود وأزهار تتطاير وتعانق السماء وعندما كان يحضر نفسه وعائلته ليومه الموعود سمع صوت قذائف في الحي، خرج بسرعة ليعلم ما الذي حدث
وفجأة شعر بأن قدميه لا تحملانه وأن العالم ينهار أمامه.

لقد أصابت القذائف والمدفعية الثقيلة منزل عائلتها، وبدأ يبحث بين الأنقاض ولكن القدر سبقه بأن ترتقي إلى السماء شهيدة وشاهدة على ظلم الزمان وتنكر الإنسانية لإنسانيتها، سقطت شيماء فداء للوطن، فداء للأمل الساكن فينا، ولكنها ستبقى في قلب أنس كأيقونة تضئ طريق العودة وتعبد بدمها النازف يد الشجاع فهي الوطن والحبيبة والشهيدة.

 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف