الأخبار
"الصحة بغزة": أزمة وقود خانقة تهدد عمل المولدات الكهربائية في المستشفيات(يديعوت أحرونوت): المفاوضات ستحتاج لوقت طويل بعد تعديلات (حماس)ضابط إسرائيلي: مقاتلو (حماس) يهاجموننا بعزم غير مسبوقترامب: قد يكون هناك اتفاق بشأن غزة خلال أيام(هيئة البث الإسرائيلية): التعديلات المقترحة في رد حماس تشكّل تحدياً لقادة إسرائيلشهداء وجرحى في سلسلة غارات للاحتلال على مناطق متفرقة من قطاع غزة(حماس): قدمنا رداً إيجابياً وجاهزون للدخول فوراً في مفاوضات حول آلية التنفيذلماذا على حماس أن توافق لا أن تناور؟(أونروا): الناس يسقطون مغشياً عليهم في غزة من شدة الجوعفلسفة المصلحةقناة إسرائيلية: جدال كبير بين نتنياهو وقيادة الجيش حول استمرار العمليات العسكرية في غزةغزة: 138 شهيداً و452 جريحاً غالبيتهم من طالبي المساعدات في آخر 24 ساعة(رويترز): مصرفان عالميان يرفضان فتح حسابات لـ"مؤسسة غزة الإنسانية"كاتس: الجيش الإسرائيلي يعد خطة لضمان ألا تتمكن إيران من العودة لتهديدناترقُّب لرد حماس.. وإعلام إسرائيلي: ترامب قد يعلن الاثنين التوصل لاتفاق بغزة
2025/7/5
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

في نقد رواية الكوابيس تأتي في حزيران للكاتب الروائي محمد أيوب

تاريخ النشر : 2022-09-08
في نقد رواية الكوابيس تأتي في حزيران للكاتب الروائي محمد أيوب

بقلم: بهائي راغب شراب

الرواية من إصدار وزارة الثقافة الفلسطينية
عام 1998

الكاتب محمد أيوب
 سمعت دائماً عن الأستاذ محمد أيوب ، وعرفته رائداً من قلائل الرواد في مدينة خان يونس ممن يحظون بالاحترام والتقدير من قبل الجميع ، كبيرهم وصغيرهم ، عالمهم وجاهلهم ، سمعت عنه وعرفته وللأسف الشديد ان كل ذلك كان من بعيد وبدون قيام علاقة مباشرة تربطني به ، تتجاوز إلقاء التحية ومن ثم المرور والمضي فوق الطريق.

وكانت " الكوابيس تأتي في حزيران " أول تلامس مباشر لي معه ، وأول اتصال ، جذبني إلى روحه وفكره وإلى تميزه ، ربما وأعترف بذلك لأن " الكوابيس .. " كانت بالنسبة لي هي واحدة من أجمل الصور الفنية المتحركة التي تمنحني الشعور بالحياة الحية في معترك النفير اليومي لمدينة خان يونس .. مدينتي التي أحب . لقد كان شيئاً مشوقاً وجميلاً أن أقرأ لخان يونس وعنها عملا أدبياً وحيد في اعتقادي في جودته وتعاطيه مع خان يونس المدينة والناس والزمان والأشياء والأفكار والمبادئ و الكثير الكثير مما يشدنا إلى خان يونس باندفاع حميد.

أحببت " الكوابيس .." وأحببت الأستاذ محمد أيوب الذي أتوقع أنه ليس مجرد الكاتب لها بل أنه بطلها الحقيقي " أحمد الفايز " بما يحمله من آمال وأفكار ومن غضب يتلبسه ومن إحباطات ومن مواقف تجاه الناس والمرأة أولهم .. إلى الدرجة التي دفعتني بتوزيع كهدايا العديد من نسخ الرواية التي بين أيدينا إلى بعض الأصدقاء وأولهم أولادي الذين أعجبوا بها وتمتعوا وأعتقد أكثر مني..

وعرفت أخيرا محمد أيوب من قرب فوجدته ذاك الإنسان نفسه الذي توقعته .. المبدع الفنان الحالم الغاضب و .. المشاكس أيضاً، وجدته يملك الكثير ويحب أن يفتح المجال له ليعطي ويمنح الكثير مما يملك ، ووجدته الرجل الصريح الذي لم يستسلم للأوهام كما لم يستسلم أمام الكوابيس .. ما تزال تلاحقه ..!

وكان أن بدأت جلسات حوارية دعا إليها أبو نضال ، وكنا رغبنا بها من قبل وجرى حديث حولها لرغبة يحملها المثقفون في خان يونس في أن يحدث لقاء وتواصل بينهم بدون تمييز بين شاعر أو قاص أو روائي او ناقد وكل مهتم بالثقافة والأدب عموماً ..

وذلك من أجل تعزيز الاتصال بينهم وتعزيز التقارب الذي يسمح بإقامة حوار وتطور في التوجهات والمواقف المسبقة التي يمكن ان يحملها المثقفون الواحد تجاه الأخر بعيداً عن التجربة والاحتكاك الشخصي ، ومن أجل تعزيز التفاعل الجماعي وتوحيد الطاقات فيما بينهم تجاه القضايا المحلية والوطنية والعامة وأخيرا من أجل الوصول إلى تفاهم مشترك حول أهمية الاتصال والتواصل وأهمية أن يتعزز ذلك كله بتثبيت اللقاءات الجماعية الدورية وغير الدورية التي يتم فيها تدارس بعض الأعمال والقضايا التي تهم الجميع . ومن أجل أن يصبحوا عنوناً معبرا بأصالة وبجدية عن خان يونس وما تحمله وتعبق به شوارعها ودورها من أنفاس وأحلام .

أحببت شخص محمد أيوب ، لكنني أيضاً لم أعرفه بعد المعرفة الكافية ، ومن هذا المنطلق جاء حرصي على المشاركة في جلسة الحوار المخصصة لمناقشة روايته " الكوابيس تأتي في حزيران " لأتعرف أكثر على هذا المبدع القديم الجديد .

 بداية أقرر أنني غير عالم بمصطلحات النقد الأدبي بأي شكل من الأشكال ، فقط أعرفها كقارئ وكحاجة مهمة وضرورية لسلم الارتقاء الأدبي والعلمي والحضاري . وبالتالي فإن ما أسجله لاحقاً سيكون مجرد ملاحظات ومشاعر انتابتني وأحسست بها خلال قراءتي للرواية ، وأرجو أن يكون واضحاً أن هذه الملاحظات لم آت بها لأقلل أو لأفخم بالرواية و/ أو الكاتب ، بل أعتبرها علامات أساسية أفكر بها وأطلقها في عنان نفسي.

تمهيد
• أحداث الرواية الرئيسة والأساسية جرت في مدينتي خان يونس مما جعلني انحاز إليها منذ البداية . في زمان كنت فيه ما زلت فتى يافعا بل طفلا يتلقى تعليمه في مدرسة الشهيد أحمد عبد العزيز الابتدائية في موقعها الثابت إلى اليوم غربي سوق الخميس الذي تشتهر به خان يونس . وكنت أنهيت للتو امتحان النقل من الصف السادس الابتدائي إلى المرحلة الإعدادية عندما اندلعت حرب يونيو حزيران 1967 حيث اكتملت الكارثة الفلسطينية بضياع ما تبقى من فلسطين ولنكتشف بعدها أن الشعب الفلسطيني كله أينما كان في ذلك الوقت إنما كان أسيراً في سجن كبير سوره أعداؤنا اليهود وأشقاؤنا العرب الذين ادعوا أمامنا أنهم الكفيلين بدحر اليهود إخراجهم من فلسطين بعد تحريرها وبالتالي عودة جماهيرنا المشردين إلى ديارهم وحقولهم ومصانعهم وأحلامهم . جاءت الحرب لنكتشف أننا لم نكن أبداً أحراراً أبداً داخل وخارج حدود فلسطين بشقيها المحتل ، والعربي .

عنوان الرواية
اختصر عنوان الرواية " الكوابيس تأتي في حزيران " بنسبة كبيرة أحداث الرواية وحصلاها في حادث واحد رئيس ، وفي زمان واحد لم يمكن الخروج منه ولا يجوز طرده من ذاكرتنا المتحفة بكل ما هو مؤلم للنفس والجسد والروح .
حزيران هو الفعل المتوسط في الرواية ، وهو أيضاً النتيجة الطبيعية لأحداث ولأحلام جرت قبله ، وهو تمهيد لما سيأتي بعده من المزيد من الانكسارات والهزائم العربية والتمرد والمقاومة الفلسطينية .
وإذا اعتبرنا الرواية الموضوعة من أجل الوصول إلى النتيجة فقد نجح الكاتب في اختيار عنوانه ، أما إذا كانت النتيجة مجرد تسلسل طبيعي للأحداث فثمة ما يحتاج إلى تفسير أكثر من قبل الكاتب ؟

الغلاف
لا يعبر الغلاف إطلاقاً التعبير الصحيح عن عنوان الرواية وعن أحداثها ، جاء منعزلا وحده وبعيداً عن أي معنى ، مما يثير السؤال عن مدى تأثير وسيطرة موظفي وزارة الثقافة التي تولت طباعة الرواية في أن تخرج مطبوعاتها موصومة أو موسومة بأعمالهم لا غير ، اعتقادا منهم أنهم أفضل من يعبر تشكيلياً وبالرسم ، كشرط غير معلن للتعامل مع الأعمال الأدبية التي تقدم للوزارة بغرض الطباعة ، ولأن ذلك يعتبر أفضل وأسهل وأقرب طريق للإعلان عن أنفسهم كفنانين وعن أعمالهم التي كثيرا لا تعني شيئا لأنها لا تحمل فنا حقيقياً

 كان الأفضل أن يُكْتَفَى بعنوان الرواية على الغلاف ، مادام العمل الفني المتوفر غير ملائم ولا مناسب ، ولم يجدر بالكاتب الاستسلام لجموح الفنان الموظف .
 هذا القول أعنيه لذاته حيث أن الغلاف وما يوجد عليه من كلمات ومن صور ورسومات يصبح جزءاً أساسياً وأصيلا من الرواية إذا طبع وخرج إلى الجمهور معها .

الإهداء
 كلمات الإهداء القليلة والبسيطة جاءت مثل طلقة رصاص أطلقت بليل فأصابت حظها .
لقد لخص الكاتب في إهداءه القصير أحداث روايته كلها ، لتظهر لنا وكأنها مرآة تشرح ما أمامها ، لا تكذبنا ولا تزور أحاسيسنا ومشاعرنا .. إنها الرواية .. " مرآة الحقيقة " .. وهذا ما نحتاجه اليوم

البطل " أحمد الفايز "
ما أمتعني كثيرا ان الرواية بدأت بالطل ، الذي يتحسس بندقيته الصامتة ، والذي يفكر بصوت مسموع نكاد من علو صوته نستمع إلى دقات قلبه المتسارعة .

البطل الذي يتحرك ويفكر ويروح ويجيء ، يحلم ويستيقظ ، يصعد ويهبط ، يحب ويكره ، والذي يتذكر شبابه وفتوته وتدريبه ورحلته إلى مصر وحواراته مع المعلمين المصريين معقل القومية العربية آنذاك ، ويتذكر الفحص الطبي والقفز عن سور مدرسة التدريب للذهاب إلى السينما والسهر خارجها ، حيث يتدربون وحيث القوانين تمنع خروجهم إلا بعد تدريب يوم الخميس من كل أسبوع .
 البطل الذي يبحث عن الحرية ويتدرب لأجل هدف أسمى من هدف التدريب لذاته فقط ، إنه يرى فيه واحدة من وسائل استعادة الوطن والعودة إلى يافا مدينته التي يحبها ويفتقدها دائما حيث لا يستطيع الوصول إليها ، فاليهود يحتلونها منذ عام 1948 وجعلوها مدينة لهم بعد طردوا معظم أهلها منها .


 البطل الذي يضمه أصدقاؤه إلى التنظيم فيصبح القائد الفذ الذي يمتلك قدرات عالية من التفكير الناقد ، ومن طرح المقترحات والحلول والأفكار وقدرات القيادة والإدارة مما جعله الموئل والملتقى لأعضاء التنظيم وللمجتمع المحلي .

البطل الذي يتعرف على أول امرأة ، فتسلبه إرادته وتوازنه من أول نظرة ، فيتمرد على أفكاره التي يحملها عن المرأة وعن ضرورة الابتعاد عنها وتجنبها لأنها شر كلها ، ويصبح البطل العاشق للمرأة إنه
 
 أحمد الفايز .. هذا الاسم المميز الذي نلتقي معه وجهاً لوجه في السطر الخير من الصفحة رقم 28 ، بعد رحلة طويلة من الشد والجذب وبعد تشوق ولهفة من القارئ للتعرف على هذا الإنسان الذي يتميز بكل هذه الصفات والذي يحمل في داخله هذا الكم من الطاقة والحركة المستمرة ، مما يجعله حالة إنسانية نضالية قائمة بذاتها .

 مقدمة طويلة لكنها ممتعة ، 28 صفحة نقرأها بلا ملل وبلا هوادة للوصول إلى عامل التشويق والإثارة .. إلى أحمد الفايز .. الاسم الذي يملك الحواس بإيقاعه وحركته ومعانيه المحلية .

 لقد جاءت طريقة الكاتب في السرد وترتيب الوقائع ما بين تأخير وتقديم ، جاء بمثابة البناء الضروري لعنصر التشويق لدى القارئ لمعرفة مَنْ هو هذا الرجل " الكل " الذي لم يكشف عن نفسه ولا عن اسمه رغم أنه يفصح باستمرار عن بعض جوانب شخصيته وأحوال حياته .

بين يدي الرواية
 الرواية وثيقة أدبية هامة كانت تنقص المكتبة الفلسطينية وأدبنا الفلسطيني ، الذي تعاطى في إجماله مع الحدث الفلسطيني الأهم والأكثر مأساوية ، مع نكبة 1948 .. ما قبلها وما بعدها بقليل ، وتعامل مع فلسطيني الشتات خارج حدود فلسطين خصوصاً في الدول العربية المضيفة في لبنان والأردن وسوريا والكويت .. ، وهو لم يتعامل كثرا بل ولم يهتم الاهتمام الكافي بالناس المقيمين الصامدين في بيوتهم وأكواخهم داخل حدود بلدهم فلسطين وخصوصاً في قطاع غزة والضفة الغربية .

 الرواية تقدم شخصياتها وأحداثها في زمان ومكان محددين بدقة . فالزمان هو عقد الستينات من القرن الماضي والمكان هو مدينة خان يونس بكونها واحد من مناطق الحضانة للاجئين الفلسطينيين، وبالذات مخيمها الغربي وبشكل عام جميع قطاع غزة .

 الرواية شاهد على الزمان والمكان أيضاً ، تأتي كمدعي عام يقف أمام قاضي المحكمة الذي هو القارئ نفسه ، يتهم المحيط الجامع حوله الذي يحتوي الأحداث ، وفي مقدمة المتهمين تأتي الأحلام كمتهم رئيسي وأول ، ويليها باقي الكوابيس العربية والفلسطينية والدولية والاجتماعية والمرأة..

 الرواية أيضاً تسجل لأناس عاشوا ويعيشون في مخيم خان يونس وبشكل ما لم نلحظ خلال الرواية ذلك التلاحم الإنساني والكفاحي فيما بين المدينة والمخيمة، حيث جماعات المقاومة كانت منتشرة وموزعة على جميع المناطق إن لم تكن في جميع الحياء والشوارع لمدينة خان يونس كلها ( مخيما وبلداً ) . وأسأل هل جاء ذلك مقصوداً من الكاتب أم أن شخصية البطل ومحل إقامته في المخيم هما من فرضا هذا التصور .

ربما كان على البطل تفادي هذه النقطة السلبية ، لأنها تظهر مجتمع خانيونس وكأنه مجتمع منقسم ما بين المخيم والبلد وأن لكل همومه التي لا تهم الطرف الآخر ، وتظهر وكأن المخيم هو المتثور والثوري الوحيد المهتم بالقضية الوطنية المتمثل بضرورة النضال العسكري لتحرير فلسطين من أجل العودة إلى الديار المفقودة ، وجاء أحمد الفايز وكإبن للمخيم وكأنه الضحية الوحيدة للعدوان الصهيوني اليهودي الأوروبي خلال تاريخ فلسطين الحديث ، وهو أحياناً يتهم أهل البلد بشكل غير مباشر وأحيانا بشكل مباشر بأنهم يفرون وغير مبالين .." .. مادام أبناء الأغنياء لا يتجندون ، فلماذا نتجند نحن ؟ هل نحرر الوطن من أجل أن ينعم به هؤلاء الخدج ، البيض كالبفت ، الطريون كالزبدة ، يأخذون كل شيئ دون تعب ، .. صفحة 54 " .

أكثر الكاتب من الإشارة والتلميح دون التصريح لبعض الأحداث والأسماء ، ربما يدل على عدم استعداد الكاتب لتحمل تبعات ما يكتبه بعد ، خشية اتهامه من قبل البعض خاصة وهو يعلم طبيعة السلوكيات التي تتحكم بأهالي خان يونس .. المخيم والمدينة على السواء . وربما جاءت الإشارات والتلميحات بسبب عدم رغبة الكاتب الخوض في تفاصيل لا يراها ضرورية لأن تسجل ضمن الرواية التي جاءت لتخبر عن شخص واحد فقط هو " أحمد الفايز " حيث لا يجب أن يزاحمه أحد في البطولة المطلقة . " .. إن أبا الحسن قد استشهد في الخارج في إحدى المعارك العربية ضد الفلسطينيين .. في الشرق أو في الشمال .. صفحة 110 " من تكون الدولة العربية ؟ أما كان يجب تحديدها وإلا فإنه ليس من اللازم إيراد الواقعة ناقصة فهي لا تؤثر على مجريات الأحداث في الرواية بل هي دخيلة عليها .

وفي " .. إنه الشيخ ، يتهمه البعض بأنه ضابط مخابرات مصري صفحة 57 " لماذا لا يضع اسما ؟ لا يجب أن يأتي بالاسم الحقيقي فالناس كلهم يعرفونه ..؟

البطل قارئ ممتاز ، وهو مثقف عالي المستوى ، يتابع باستمرار أخبار العدو ( إسرائيل )فهو استمع أو قرأ مسرحية " موتى بلا قبور " التي بثتها الإذاعة الإسرائيلية ، وهو أيضاً يعلم " .. في أيام السبت تقل حركة اليهود تماماً .. صفحة 110 "

مقترحات ورؤى ناقصة
البطل احمد الفايز يملك أيضاً بعداً فكرياً متقدماً ، فبإمكانه طرح القضية واقتراح الحلول لها ، الحلول تبدو منطقية ولكنها تجئ ناقصة غير مكتملة ، فهو لا يقدم لنا كيف يمكن تطبيق حلوله المقترحة وهو لا يحدد زماناً ولا مكاناً لها ، فقط مجرد مقترحات من خطوط ومبادئ عامة . وهنا مكمن خطورة مثل هذه المقترحات التي تعوّم الأمور ولا تحسمها ، والفلسطيني أكثر الناس إحساساً بخطورة هذه المسالك اللولبية العامة والتي تجيد إسرائيل اللعب معه وفتح الثغرات القاتلة فيها وتحولها إلى مجرد غربال يسقط جميع الحلول المقترحة والمتفق عليها ، وحتى جميع الآمال ففي الفصل -9 – صفحة 81 يقر احمد الفايز أن ثمة مشكلة موجودة تمس اليهود ، دون تحديد أين ( الزمان والمكان) الذي توجد فيه ، وهل المشكلة تعلق باليهود في فلسطين أم خارجها ؟ عدم تحديد من هم اليهود تعتبر نقطة جوهرية وأساسية في مشروع نضالنا الوطني ومقاومتنا ضد المشروع الاستعماري ، مما يوقعنا في حيرة من أمرنا وخصوصاً عندما يقترح الحل لهذه المشكلة ويصفه بأنه حل " إنساني " .. " .. 

مشكلة اليهود يجب أن تحل حلاً إنسانياً ، ولكن ليس على حسابنا " وأيضاً هو لا يخبرنا ما هية هذا الحل الإنساني الذي أيضاً يجب ألا يكون على حسابنا نحن الفلسطينيين ، علما ان أمريكيا والدول الأوروبية ينظرون مثلاً إلى مشكلة اللاجئين الفلسطينيين وكأنها مشكلة إنسانية ، ويجب أن تحل من هذا المنطلق الإنساني ، أي بسلخها عن بعدها السياسي والكفاحي والحضاري ، وبحله الإنساني يساوي البطل احمد الفايز مشكلتنا بمشكلة اليهود . فهل هذا الحل ممكن ومعقول ؟ .

وفي الفصل –13- صفحة 119 يتقدم لنا أحمد الفايز بمقترح جديد الذي من خلاله يقول : " ولكي يتوقف هذا النزيف القاتل .. لا بد لنا أن نقاوم رغبتهم في ذبحنا ، لا بد أن نقتل الحقد في نفوسهم ، ولا بد أن نقتلع عقدة الشك والخوف من أعماقهم ، لا بد أن نحطم أسوار الفيتو النفسي .." إنه انقلاب كامل يحدث في فهم احمد الفايز للقضية الفلسطينية .. إنها قضية نفسية مجردة أساسها " عقدة الشك والخوف " التي تتملكهم – وكأننا نحن من صنعها لهم - ، ولا تسمح لهم بالذوبان أو الاندماج في المحيط العربي المجاور .

وهذا يطرح سؤالاً مهماً جداً وهو : من الذي سبق الآخر في طرح القضية الفلسطينية بل والصراع العربي الإسرائيلي وحصرها باليهود بأنها مجرد قضية نفسية . . الكاتب على لسان البطل عام 1967 أم الرئيس المصري محمد أنور السادات الذي اعتمد هذه المقولة لتبرير زيارته وتوقيع اتفاقات سلام منفرد مع إسرائيل ، عندما أعلن وجوب " كسر الحاجز النفسي " المعشش في عقول اليهود الإسرائيليين عام 1977 .

الكاتب أيضاً في مقترحه هذا يخرج يلتف ويهمل مقترحه الأول الإنساني والذي يرى في اليهود مشكلة مجرد مشكلة لم تتحدد ما هيتها ولا أين هي ؟ . وأعتقد أنه ربما كان يعني بمشكلة اليهود هو إستجلابهم من جميع الدول خارج فلسطين للإقامة في فلسطين أرض الميعاد بالنسبة لهم كبديل عن السكان الأصليين أصحاب الأرض الحقيقيين ، لأن تقزيم الصراع مع إسرائيل وتصويره بأنه مجرد قضية نفسية يلقي بشرعية الكفاح الوطني الفلسطيني وبحق المقاومة والصمود إلى مزبلة التاريخ ، لأنه سيصبح غير ذي معنى أن يعلن الشعب الفلسطيني أن نضاله وجهاده العسكري وتضحياته العظمى في معاركه ضد اليهود هو في حقيقته صراع وجود إما أنا أو هو ، إما أنا صاحب الأرض والحقوق ، وإما هو مغتصب الأرض والحقوق .وحتى هنا لا يقدم لنا الكاتب البطل آلية محددة للتعامل مع القضية النفسية لحلها وتركها للمستقبل القريب ، تركها لأنور السادات كي يطبقها بحذافيرها ..!؟
وفي الفصل –25- الصفحة الأخيرة من الرواية – 208 - ،

وفي السطر الخير منها يقدم الكاتب رؤيته أو مقترحه الأخير .." لا بد أن نبدأ من جديد ، لا بد أن نبدأ من جديد "

جاء المقترح بعد أن شارك البطل في تنفيذ عملية صورية المفترض ان تكون ضد جيش الاحتلال الإسرائيلي ، حيث نجد المقاتل يلقي بالقنبلة اليدوية على الأرض الفضاء لتنفجر في الفراغ .. وعندما يتساءل أحمد الفايز " ولكنك لم تلق القنبلة على أحد " يجيبه المقاتل :" المهم أننا ألقينا القنبلة وسجلنا عملية "
إلى هذا المستوى المدقع في ظلامه انحدر الحال بأحمد الفايز وبالمقاومة ، هكذا وجد نفسه مجرد ألعوبة يلعب بها الآخرون ، هو اللاعب دائما يتحول فجأة إلى كرة يركلها لاعبون أقل شأناً منه، والمقاومة .. أهكذا انحدر فهمها وتنفيذها لعملياتها .. فقط لمجرد تسجيل نقاط نفوز بها ونتباهى أمام التنظيمات الأخرى .. لقد جاء ذلك بمثابة سقوط مدوٍ داخل نفسه ، أجبره الجلوس ليعيد التفكير وترتيب الأمور وليقرر أخيراً أنه " لا بد أن نبدأ من جديد .. " وكعادته أيضاً لم يوضح لنا ما هية البداية ولا كيفية دخولها ولا متى ؟
سؤال يطرق كالطبلة ، يملأ الأذنين فلا تسمع صوتاً غيره أبداً .. مقترح أخير كان يجب أن ياتي أكثر نضوجاً وأشد وضوحاً في صياغته وفي تحديد آلياته وأهدافه ومنطلقاته ..

تركيب الرواية
• احتوت الرواية على 25 فصلا مستقلا .
• وجاء كل فصل كعمل قائم بذاته ، وكأنه قصة قصيرة مستقلة ، ولذا يمكن اعتبار أن الرواية تتكون من مجموعة من القصص القصيرة ، شدت إلى بعضها البعض من خلال البطل والزمان والمكان ، لتكون رواية " الكوابيس تأتي في حزيران " .

• وبالرجوع إلى إصدارات الكاتب السابقة ، نجد أنها تشتمل على عدة إصدارات بين القصص القصيرة والنقد والرواية ، وأن اول إصداراته كانت مجموعتي القصص القصيرة وهي على التوالي ،مجموعة " الوحش " ومجموعة " صور وحكايات " ، وهو في ذلك يذكر بالشعر العربي ، حيث تأتي القصيدة كاملة في معانيها وجمال صورها ، وفي نفس الوقت يجيء كل بيت من الشعر وكأنه وحدة مستقلة في جماله ومعناه .

• وأشعر أن هذا في صالح الكاتب ، ويميز إبداعه ، فهو قد استطاع ببراعة وجمال ، ترتيباً وصياغة روحية تتحرك داخله ، أن يخرج لنا شكلاً أدبياً رائعاً، إذا أمسك به القارئ لم يتركه حتى ينجزه بالكامل ، كرواية من بناء قائم متجانس ومتشابك بعضه بعضاً .

• أما إذا كان القارئ من ذوي النفس القصير ، فإنه ولا بد وأن يستمتع بما يقرأه مجزأ ، فصلا من بعد فصل ، بالترتيب أو بدونه ، وكأنه يقرأ مجموعة من القصص القصيرة المتتالية ، وبدون أن يخل ذلك من قيمة الإحساس بالعمل الرائع الذي يقدمه الكاتب ، ويصل إليه القارئ تجزيئا كقارئه تجميعاً .

• الرواية أيضاً في مسلكيتها الإنشائية تبدو وكأنها سيرة ذاتية للكاتب ، فنشعر وكأنه هو البطل ذاته " احمد الفايز " فالكاتب هو نفسه المعلم والفتوة وعضو التنظيم والقائد العسكري والتنظيمي ، وهو العاشق والزوج والمفكر والأديب الذي بمقدوره التعامل مع الجميع برؤية مؤسسة على مبادئ واضحة ممنهجة تقوم على النقاء الإنساني والفكري والاجتماعي وعلى فطرة الثورة والأحلام، وعلى المشاعر التلقائية التي تنهكها ، ولكن بدون استهلاك مسئوليات العمل الجاد للحصول على الحرية والاستقلال للإنسان وللوطن ، ومسئوليات المقاومة وحمايتها والبحث عن سبل لتجديدها والاستمرار فيها ، وأيضاً مسئوليات الحب والعائلة … بدون حاجز يفصل بين جميع تلك المسئوليات التي تتجمع لدى البطل كمسئولية واحدة يتحملها كقدر وجب عليه الرضاء به وقبوله والتعامل معه .

البطل الكل
" احمد الفايز " البطل .. محور الرواية وآلتها الهادرة ، وهو الرابط الوحيد لأحداثها وتواريخها وشخصياتها وفصولها ، حتى خان يونس والأحداث الكبيرة جاءت لتكرس هذه الوحدانية لأحمد الفايز كبطل وكحدث وكمكان .

جميع الأشخاص التي نمر بهم في الرواية كانوا هامشيين في فعلهم وفي تأثيرهم وحتى في جدوى ذكرهم ، كلهم جاءوا لإسناد البطل الأوحد " أحمد الفايز " وفي حالات أخرى جاءوا مجرد شهود على بطولته وقوته وصموده وصبره ، وفي حالات أخرى تجيء الشخوص وكأنها أدوات في يد البطل ، له أن يستخدمها ويستغلها كيف يشاء ، وأقرب مثال على ذلك شخوص عمه وأبناء عمه ، لقد جاءوا هامشيين وجاءوا شهوداً وجاءوا أدوات لأحمد الفايز .
الكاتب في اتخاذه خذا المنحى يخرج أحمد الفايز من آدميته ومن ميدانه الأرضي الإنساني ، ناقلاً له إلى فضاء أرحب تحيط به هالة من القدسية والاحترام ، بعيداً عن أي تشكيك أو اتهام
فنحن مثلا لم نقتنع بكيفية استغلال ضابط التحقيق الصهيوني في المعتقل لاعتراف أحمد الفايز أمام - العصفور – صالح عبد الرحمن في الصفحة 160 ، بأنه يعرف أبو العز ، ونرى أنه خرج من السجن بعد محاكمته دون أن يُساءَل عن اعترافه بوضوح ومباشرة ، على غير المعهود بضباط التحقيق الإسرائيليين .
حتى الكبت الجنسي لدى البطل وممارسته للعادة السرية ، يمر عليها الكاتب مرور الكرام وكأنها أمر غير مقصود ومجرد هفوة ، في محاولة ظاهرة لإبعاد أي شبهة عن البطل الذي يجب من وجهة نظر الكاتب أن يظل متربعاً على عرش " البطل الكل " فوق كرسيه العالي .

حكاية خليل النعسان
حكاية خليل النعسان وزوجه التي تريد أن تصبح ناظرة مدرسة بأي ثمن – الصفحة 39 / 41 - ، ودور إبراهيم أبو إصبع في الإيقاع بالزوجة وتحويلها إلى فريسة طيعة في يد النقيب في المخابرات المصرية ، وبالتالي في يد إبراهيم أبو إصبع .
هذه الحكاية تعتبر شاردة من الشوارد الهائمة التي لا محل لها داخل إطار الرواية ، حيث لا وجوب لإيرادها أصلاً ضمن أحداث الرواية ، لعدم ارتباطها بأحداث الرواية ولا من حيث تأثيرها على مجرياتها .

إلا إذا كان إيرادها جاء مؤكداً على أن الرواية إن هي إلا عبارة عن مجموعة من القصص القصيرة ، وحتى في هذه الحالة لا يمكن اعتبارها من مكونات الرواية .
أو أن الكاتب وهو الأقرب ،كان قد سجل هذه الحادثة في مذكراته أو يومياته التي اعتمدها عند كتابة روايته التي بين أيدينا ، ولم يرد أن يلقي بها في القمامة بعد هذا الزمان الطويل من التخزين الذي لا طائل من زيادة مدته اكثر .
أو أن الكاتب أراد الانتقام من إبراهيم أبو إصبع الحقيقي ، المتوقع أن يقرأ الرواية إن كان ما يزال على قد الحياة ، ليعرفه قيمته الحقيقية كرجل يفتقد معاني الرجولة كلها .

السطر الأخير
" لا بد أن نبدأ من جديد " ، مرة أخرى أعود إلى هذه الجملة التي اتخذت موقعها كأخر جملة في الرواية وفي آخر سطر منه .
العودة إليها أصبحت ضرورة لأنها مثلت القناعة التي توصل إليها البطل بعد عملية تداول الأفكار .. وبوضوح أكثر تداول المقترحات التي تدور حول طبيعة الصراع القائم الملتهب فوق أرض فلسطين وعليها .
حيث تطور مفهوم الصراع عنده من :
مشكلة لدى اليهود .. تحتاج إلى ..
حل إنساني ..
إلى قضية نفسية .. تحتاج إلى
حل نفسي ( مثل مبادرة السادات لزيارة القدس عام 1977 ) .. إلى
إلغاء كل شيء … و..
" لابد أن نبدأ من جديد "
لكن ما هو الجديد الذي سيبدأ منه ، وتكون منه انطلاقة أحمد الفايز القادمة ، إذا افترضنا انه ستكون له انطلاقة جديدة ؟
الجملة بأكملها مبهمة ، لا تعطي جواباً شافياً ، جاء كقناعة بعد تنفيذ عملية صورية للدعاية والإعلام ، وليس بهدف المقاومة المسلحة ضد الاحتلال الإسرائيلي .

ونسأل هل هذه القناعة ولدت من الاعتراف بعدم جدوى حمل السلاح والمقاومة ، أم هو تعبير لتجربة البطل مع التنظيمات : مع تنظيمه الأم الذي أهمله ولم يهتم به ، وتنظيمه الجديد الذي لم يكن جاداً في أساليبه وكان أداءه هزلياً فوق الأرض .
أم هو ضرورة العودة لأفكاره ( مقترحاته ) حول طبيعة الصراع ، ومن ضرورة التفاعل معه من منطلقه الإنساني والنفسي ، وليس الوجودي والحضاري ..
البطل يصل إلى نتيجة واحدة هي أنه لم يتخذ قراره بعد وهو لم يعد يملك الرؤية الكاملة للحل
وأنه أي البطل ما يزال حائراً إلى الدرجة التي يستطيع معها التعرف على الأرض التي يقف عليها .

إن ما أقر به الكاتب من ضرورة البدء من جديد لا يعبر بحق عن قناعة راسخة لديه ، ربما أجد عذراً وحيداً له .. هو أنه انتهى من كتابة روايته عام 1998 ، بفارق زمني عن زمان أحمد الفايز بأكثر من 30 عاماً ، حيث الكثير من المتغيرات قد حدثت وطنياً وقومياً ودولياً ، ممل يجعل من حسم الأمور قضية معلقة .

البطل الجنسي
البطل أحمد الفايز يعاني من الكبت الجنسي ويمارس العادة السرية ، في الصفحة 161 ، يورد الكاتب حال بطله وهو في الاعتقال عندما يستمع لتنهدات وضحكات المجندات الإسرائيليات خارج زنزانته ، وكيف " امتدت يده اليسرى إلى خنجره تريد مداعبته ، خجل من نفسه فتراخت يده .. "

إن التلقائية التي تحركت بها يده اليسرى تحت وطأة الإثارة الجنسية في وضع وموقف حرم فيه من الاتصال الطبيعي ، لم تكن من باب الصدفة ، ولا تحدث إلا مع رجل تعود القيام بهذه العادة السرية والتي لم يرده عن إكمالها إلا إحساسه بالخزي ، إذ كيف يجوز له القيام بهذه الممارسة غير الشرعية والشاذة وهو .. أولاً في الاعتقال بتهم نضالية شريفة ، وثانياً هو الرجل المتزوج .
وهذا يعيدنا إلى موقفه المتشدد تجاه المرأة بشكل عام ، وكيف أنه تأثر بأقوال الكبار حول المرأة وسقوطها وانحرافها وخيانتها ، وأنه بعد أن " كان ينظر إلى المرأة بخشوع ، كأنه يقف أمام آلهة من آلهة الإغريق " بدأ يكره المرأة التي " تحولت إلى شيطان في نظره " فقرر " عدم الارتباط بأية امرأة .

كل هذه الأفكار عن المرأة وبالرغم من القرار بعدم الاقتراب من المرأة ، لم تشفع له ولم تكن له الجدار الواقي ، فنراه قد وقع في أسر أول امرأة ضحكت في وجهه وفتحت بابها أمامه ، واكثر من ذلك نراه وقد قرر الزواج بها الذي كان يمكن أن يتم لولا أنه اكتشف كيف خدعته وكيف أن صديقه كان يستمتع بجسدها عندما يعطيها دروساً في اللغة الإنجليزية وعندما يخلو لهما الجو " كانت تجلس في حضني " ..

إذاً لم يكن مفر أمام البطل أمام هذا الضغط الجنسي الذي يحاصره ، حيث كان " يتعبد في محاريب ذلك الجسد الرائع ، وسبحان من أبدع المرأة على هذه الصورة الرائعة . صفحة 6 " . لم يكن أمام البطل الإنسان إلا الهروب من الضغوط الواقعة عليه وهو الشاب في فورة الشباب ويملك مقومات الرجولة وحيويتها ، ولا يملك ما يغطي زواجه مبكراً .. الهروب هو الحل ، والهروب إلى ممارسة شاذة هو نفسه غير مقتنع بها إلى " العادة السرية " والتي لم تكتشف ممارسته لها إلا بمحض الصدفة إذ هو معتقل ، وكيف أنه كان ضعيفاً وكاد يسقط أمام اغراءات الجنس .. لولا تداركه لأمره في آخر لحظة .

كلمة لا بد منها
أحببت الرواية ، لأنني وجدت فيها قصة الفلسطيني الإنسان ، جمل المحامل ، الصابر ، المؤمن ، الذي يضع أمامه هدفاً ويسعى إلى تحقيقه بنفسه ، صاحب الحلم والأمل ، أحببت الرواية لأنها ملكتني بما حملته في عروقها وشرايينها من حياة ومن استمرار ومن عزم على الوصول مهما كان الثمن وأياً كانت العقبات القائمة على الطريق .

أحببت الرواية ، لأنها تستحق أن تقرأ ولأنها فرضت علي تقديم التقدير والامتنان لكاتبها الأستاذ محمد أيوب الذي أعتقد وأتمنى عليه أن يكملها ، لتكتمل الصورة أمامنا بجميع أبعادها ، وأعلم ان تتمتها عنده مخزونة في غياهبه إن لم يكن قد بدأ باستدعائها .

 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف