موعظة بليغة
بقلم: محمد بوعنونو
حرك مفاتحه في يده وهو يطالع حسابه البنكي ويطمئن على رصيده السمين الذي يزيد ولا ينقص، ثم رسم على محياه ابتسامة خفيفة وعاد إلى سيارته الفاخرة المركونة على الجهة الأخرى للرصيف.
أدار المحرك وانطلق كالسهم يخترق أكواخ الفقراء وأزقة المحتاجين، أولئك الذين دبغهم الفقر وأعوزتهم الحاجة وأذلّتهم الفاقة فعاشوا على هامش الحياة.
في الطريق أجرى مكالمة هاتفية أصرّ فيها على ضرورة إحضار الكبشين الأملحين الأقرنين ليلة العيد حتى يفرح بهما الأطفال، ثم مضى إلى السوق فاشترى ما لذ وطاب ومن الطعام والشراب، وفي كل مرة يشتري شيئا يذكر البائع بضرورة الإسراع لأنه خطيب وتنتظره خطبة الجمعة ليذكر الناس ويعظهم ويزكيهم.
عاد إلى منزله الفخم فاستحم كأحسن ما يكون الاستحمام، ولبس من الثياب ما يعدل أجرة أسبوع من عمل الفقراء، ووضع من العطور ما يساوي يوماً كاملاً من الكدح والاحتراق تحت أشعة الشمس، ثم توجه إلى المسجد.
اعتلى المنبر، فخطب في جموع الفقراء الذين كانوا ينتظرون منه أن يرقق قلوب الأغنياء حتى يساعدوهم في إدخال البهجة على أسرهم وعيالهم، وينالوا أجر هذه الشعيرة الربانية أضحية العيد، التي كاد يحرمهم منها غلاء الأسعار والظروف المعيشية الصعبة.
بقلم: محمد بوعنونو
حرك مفاتحه في يده وهو يطالع حسابه البنكي ويطمئن على رصيده السمين الذي يزيد ولا ينقص، ثم رسم على محياه ابتسامة خفيفة وعاد إلى سيارته الفاخرة المركونة على الجهة الأخرى للرصيف.
أدار المحرك وانطلق كالسهم يخترق أكواخ الفقراء وأزقة المحتاجين، أولئك الذين دبغهم الفقر وأعوزتهم الحاجة وأذلّتهم الفاقة فعاشوا على هامش الحياة.
في الطريق أجرى مكالمة هاتفية أصرّ فيها على ضرورة إحضار الكبشين الأملحين الأقرنين ليلة العيد حتى يفرح بهما الأطفال، ثم مضى إلى السوق فاشترى ما لذ وطاب ومن الطعام والشراب، وفي كل مرة يشتري شيئا يذكر البائع بضرورة الإسراع لأنه خطيب وتنتظره خطبة الجمعة ليذكر الناس ويعظهم ويزكيهم.
عاد إلى منزله الفخم فاستحم كأحسن ما يكون الاستحمام، ولبس من الثياب ما يعدل أجرة أسبوع من عمل الفقراء، ووضع من العطور ما يساوي يوماً كاملاً من الكدح والاحتراق تحت أشعة الشمس، ثم توجه إلى المسجد.
اعتلى المنبر، فخطب في جموع الفقراء الذين كانوا ينتظرون منه أن يرقق قلوب الأغنياء حتى يساعدوهم في إدخال البهجة على أسرهم وعيالهم، وينالوا أجر هذه الشعيرة الربانية أضحية العيد، التي كاد يحرمهم منها غلاء الأسعار والظروف المعيشية الصعبة.
لكن الخطيب قال حكمة بليغة : { أيها الناس لا تناقشوا غلاء أسعار الأضاحي، فمن وجد فليضح، ومن لم يجد فلا حرج عليه}.
ضارباً عرض الحائط نظرات أطفال صغار لا يعرفون من مقاصد الأضحية وغاياتها سوى الكبش الأملح الأقرن.
فطأطأ الفقراء رؤوسهم معجبين بهذه الحكمة البالغة البليغة، وخرجوا فرحين بما سمعوه من هذا الخطيب المفوه.
فطأطأ الفقراء رؤوسهم معجبين بهذه الحكمة البالغة البليغة، وخرجوا فرحين بما سمعوه من هذا الخطيب المفوه.