بقلم: بهائي راغب شراب
طالب الوظيفة المغرور : قيمة الإنسان .. أصله
الموظف المسئول : هذا حق .. لكن أصل الإنسان فعله
طالب الوظيفة : أتخالف رأيي ..؟
الموظف : إبداء الرأي مخالفة ..؟!
طالب الوظيفة : إذا عارض رأيي
الموظف : لكن رأيك خاطئ
طالب الوظيفة : هذا كثير .. لثاني مرة تخالف رأيي
الموظف : لا أخالف رأيك .. بل أصحح مفهوماً خاطئ
طالب الوظيفة : تعني أني جاهل
الموظف : لم أعن ذلك
طالب الوظيفة : أتعاند وتتحداني ..
الموظف : ليس ثمة موضوع يستلزم أن أتحداك ؟؟
طالب الوظيفة : أتعني أن كلامي ليس بذي قيمة إذن
الموظف : أراك تفسر معانيّ بهواك
طالب الوظيفة : لست أفسر شيئاً .. لكن أصون حقوقي ..
الموظف : حقوقك ..؟! ... أي حقوق تعني ..؟
طالب الوظيفة : حقي في إبداء الرأي
الموظف : وهل أنا ممن يمنع رأياً ..
طالب الوظيفة : لحظة لا تكمل ، حقوقي كثيرة .
الموظف : أسرع .. عجل ..
طالب الوظيفة : أتستعجلني .. إنك تطردني ..
الموظف : ما هذا التفكير الأعوج
طالب الوظيفة : لثالث مرة .. إنك تحرجني ..
الموظف : عفوا .. ماذا جنيت ..؟
طالب الوظيفة : تتعمد إحراجي
الموظف : أنا ...
طالب الوظيفة : وتتعمد أن تطفو على السطح
الموظف : أنا ..
طالب الوظيفة : لأظل أنا المغمور
الموظف : أراك جنحت كثيرا
طالب الوظيفة : لم أجنح .. فأنا بعد لم أسرد باقي حقوقي
الموظف : أنا مصغ .. فلتكمل ..
طالب الوظيفة : من حقوقي عليك أن تنصت لي عند كلامي ، ومن حقوقي عليك ألا تقاطعني بين فواصل قولي ، ومن حقوقي عليك أن تطلب لي فنجاناً من القهوة المضبوطة ..
الموظف : عفوا ، آسف .. يا سالم ...
سالم : نعم سيدي
الموظف : احضر فنجان قهوة مضبوطة للسيد
سالم : حاضر سيدي .
طالب الوظيفة : إنك حتى نسيت كل حقوقي
الموظف : أي حقوق تعني بأني نسيت
طالب الوظيفة : ألا تقاطعني بين فواصل قولي
الموظف : آسف .. أثمة حقوق أخرى ..
طالب الوظيفة : نعم
الموظف :أذكرها .. أسرع ..
طالب الوظيفة : لا تستعجلني .. هو حق واحد باق
الموظف : وهو ..
طالب الوظيفة : ألا تخالفني القول ، ما دمت تراني ومن بعدي ..
الموظف : هذا حَجْر للفكر
طالب الوظيفة : وماذا يعني الفكر أكثر من أن تبقى فوق الأرض ، وأكثر من تخطيط لحفل ليلي .. وأكثر من زوج .. ومن أولاد .. ومن بيت .. ومن ركوب الخيل ..
الموظف : لكن الدنيا أوسع من جميع أمورك تلك ..
طالب الوظيفة : ليست أوسع من نفسي ..
الموظف : النفس .. ولأقل نفسي .. جزء من ذرة في هذا العالم
طالب الوظيفة : هذا لأنك لا تحسب بالأصل
الموظف : أؤكد لك .. أصل الإنسان فعله .. فماذا تحسب قيمتك لدي ..
طالب الوظيفة : لست أساوم على قيمة نفسي ..
الموظف : سأوضح لك : إن كنت أنا جزء من ذرة في هذا العالم فلأني أعمل ، لكن أنت لا تكمل هذا الجزء من الذرة .. أنت عدم .. لا شيء .. لا تساوي عندي بصلة ..
طالب الوظيفة : ماذا .. إعلان للحرب إذن ..
الموظف : حدودي أكبر من أن يتخطاها أفاق مثلك
طالب الوظيفة : إني أغضب .. وجهي يحمر .. للمرة المليون .. تتعمد جرحي
الموظف : لم تك شيئاً لأنشئ جرحا بك
طالب الوظيفة : أنا فصلي .. وأصلي .. ومالي .. أنا حسبي وجاهي ..
الموظف : طز .. قل هذا لغيري .. أنا أعلم من أنت ..
طالب الوظيفة : لا تعلم .. لم تعرفني من قبل
الموظف : بل أعلم .. قابلت كثيرين على شاكلتك .. أنت من دود الأرض ..
طالب الوظيفة : يجدر بي ألا أعرض نفسي لشخص مثلك ، يجهل قيمة الأصل .. متمادٍ في غيّه .. صعلوك من إسفلت الشارع .. يواقحني أنا .. إنسان القصر
الموظف : أخرج فوراً ، اذهب بلا رجعة .. إلا ..
طالب الوظيفة : إلا .. ماذا تعني بإلا ..
الموظف : إلا إذا عدت لرشدك ، وقبلت وظيفتنا المعلن عنها في صحف اليوم
طالب الوظيفة : لم أطلب عملا منكم
الموظف : إذن لا تضيع وقتي ، أغرب فورا عن وجهي
طالب الوظيفة : أتطردني
الموظف : نعم
طالب الوظيفة : ل .. ل .. لكن .. ما .. ما .. ما نوع ... و .. و .. وظيفتكم
الموظف : كاتب
طالب الوظيفة : هذا أصغر من شأني وأقل من مهاراتي الفردية
الموظف : مهاراتك ..؟!
طالب الوظيفة : في الصيد .. والحفلات الليلية .. والفروسية
الموظف : هذا الموجود لدي
طالب الوظيفة : امنحني فرصة لأفكر
الموظف : لا .. ليس ثمة وقت للتفكير ، طلاب وظيفتنا ينتظرون الدور لمقابلتهم ..
طالب الوظيفة : لا تعطها لأحد منهم .. ما زلت أفكر
الموظف : أسرع .. أنا أفضلك عليهم
طالب الوظيفة : كاتب .. كاتب ..
الموظف : نعم
طالب الوظيفة : موافق ..
الموظف : يمكنك الآن أن تشرب قهوتك المضبوطة
طالب الوظيفة : شكرا .
***
طالب الوظيفة المغرور : قيمة الإنسان .. أصله
الموظف المسئول : هذا حق .. لكن أصل الإنسان فعله
طالب الوظيفة : أتخالف رأيي ..؟
الموظف : إبداء الرأي مخالفة ..؟!
طالب الوظيفة : إذا عارض رأيي
الموظف : لكن رأيك خاطئ
طالب الوظيفة : هذا كثير .. لثاني مرة تخالف رأيي
الموظف : لا أخالف رأيك .. بل أصحح مفهوماً خاطئ
طالب الوظيفة : تعني أني جاهل
الموظف : لم أعن ذلك
طالب الوظيفة : أتعاند وتتحداني ..
الموظف : ليس ثمة موضوع يستلزم أن أتحداك ؟؟
طالب الوظيفة : أتعني أن كلامي ليس بذي قيمة إذن
الموظف : أراك تفسر معانيّ بهواك
طالب الوظيفة : لست أفسر شيئاً .. لكن أصون حقوقي ..
الموظف : حقوقك ..؟! ... أي حقوق تعني ..؟
طالب الوظيفة : حقي في إبداء الرأي
الموظف : وهل أنا ممن يمنع رأياً ..
طالب الوظيفة : لحظة لا تكمل ، حقوقي كثيرة .
الموظف : أسرع .. عجل ..
طالب الوظيفة : أتستعجلني .. إنك تطردني ..
الموظف : ما هذا التفكير الأعوج
طالب الوظيفة : لثالث مرة .. إنك تحرجني ..
الموظف : عفوا .. ماذا جنيت ..؟
طالب الوظيفة : تتعمد إحراجي
الموظف : أنا ...
طالب الوظيفة : وتتعمد أن تطفو على السطح
الموظف : أنا ..
طالب الوظيفة : لأظل أنا المغمور
الموظف : أراك جنحت كثيرا
طالب الوظيفة : لم أجنح .. فأنا بعد لم أسرد باقي حقوقي
الموظف : أنا مصغ .. فلتكمل ..
طالب الوظيفة : من حقوقي عليك أن تنصت لي عند كلامي ، ومن حقوقي عليك ألا تقاطعني بين فواصل قولي ، ومن حقوقي عليك أن تطلب لي فنجاناً من القهوة المضبوطة ..
الموظف : عفوا ، آسف .. يا سالم ...
سالم : نعم سيدي
الموظف : احضر فنجان قهوة مضبوطة للسيد
سالم : حاضر سيدي .
طالب الوظيفة : إنك حتى نسيت كل حقوقي
الموظف : أي حقوق تعني بأني نسيت
طالب الوظيفة : ألا تقاطعني بين فواصل قولي
الموظف : آسف .. أثمة حقوق أخرى ..
طالب الوظيفة : نعم
الموظف :أذكرها .. أسرع ..
طالب الوظيفة : لا تستعجلني .. هو حق واحد باق
الموظف : وهو ..
طالب الوظيفة : ألا تخالفني القول ، ما دمت تراني ومن بعدي ..
الموظف : هذا حَجْر للفكر
طالب الوظيفة : وماذا يعني الفكر أكثر من أن تبقى فوق الأرض ، وأكثر من تخطيط لحفل ليلي .. وأكثر من زوج .. ومن أولاد .. ومن بيت .. ومن ركوب الخيل ..
الموظف : لكن الدنيا أوسع من جميع أمورك تلك ..
طالب الوظيفة : ليست أوسع من نفسي ..
الموظف : النفس .. ولأقل نفسي .. جزء من ذرة في هذا العالم
طالب الوظيفة : هذا لأنك لا تحسب بالأصل
الموظف : أؤكد لك .. أصل الإنسان فعله .. فماذا تحسب قيمتك لدي ..
طالب الوظيفة : لست أساوم على قيمة نفسي ..
الموظف : سأوضح لك : إن كنت أنا جزء من ذرة في هذا العالم فلأني أعمل ، لكن أنت لا تكمل هذا الجزء من الذرة .. أنت عدم .. لا شيء .. لا تساوي عندي بصلة ..
طالب الوظيفة : ماذا .. إعلان للحرب إذن ..
الموظف : حدودي أكبر من أن يتخطاها أفاق مثلك
طالب الوظيفة : إني أغضب .. وجهي يحمر .. للمرة المليون .. تتعمد جرحي
الموظف : لم تك شيئاً لأنشئ جرحا بك
طالب الوظيفة : أنا فصلي .. وأصلي .. ومالي .. أنا حسبي وجاهي ..
الموظف : طز .. قل هذا لغيري .. أنا أعلم من أنت ..
طالب الوظيفة : لا تعلم .. لم تعرفني من قبل
الموظف : بل أعلم .. قابلت كثيرين على شاكلتك .. أنت من دود الأرض ..
طالب الوظيفة : يجدر بي ألا أعرض نفسي لشخص مثلك ، يجهل قيمة الأصل .. متمادٍ في غيّه .. صعلوك من إسفلت الشارع .. يواقحني أنا .. إنسان القصر
الموظف : أخرج فوراً ، اذهب بلا رجعة .. إلا ..
طالب الوظيفة : إلا .. ماذا تعني بإلا ..
الموظف : إلا إذا عدت لرشدك ، وقبلت وظيفتنا المعلن عنها في صحف اليوم
طالب الوظيفة : لم أطلب عملا منكم
الموظف : إذن لا تضيع وقتي ، أغرب فورا عن وجهي
طالب الوظيفة : أتطردني
الموظف : نعم
طالب الوظيفة : ل .. ل .. لكن .. ما .. ما .. ما نوع ... و .. و .. وظيفتكم
الموظف : كاتب
طالب الوظيفة : هذا أصغر من شأني وأقل من مهاراتي الفردية
الموظف : مهاراتك ..؟!
طالب الوظيفة : في الصيد .. والحفلات الليلية .. والفروسية
الموظف : هذا الموجود لدي
طالب الوظيفة : امنحني فرصة لأفكر
الموظف : لا .. ليس ثمة وقت للتفكير ، طلاب وظيفتنا ينتظرون الدور لمقابلتهم ..
طالب الوظيفة : لا تعطها لأحد منهم .. ما زلت أفكر
الموظف : أسرع .. أنا أفضلك عليهم
طالب الوظيفة : كاتب .. كاتب ..
الموظف : نعم
طالب الوظيفة : موافق ..
الموظف : يمكنك الآن أن تشرب قهوتك المضبوطة
طالب الوظيفة : شكرا .
***