المهاجر
بهائي راغب شراب
11 / 4 / 1981
..
لم يتجاوز ما مضى من عمر صابر الثلاثين عاماً .. وطوال هذه السنين لم يعش صابر في مكان معين ولا في بلد معين ، إذا طالت إقامته في بلد حط رحاله عندها فإنه لم يكن ليقيم في مدينة واحدة ، فسرعان ما يتركها إلى أخرى .. وإذا أقام في مدينة فترة أطول نجده لا يستقر في منزل واحد .. دائم التغيير لمحل إقامته .
كالرحالة الذين يولدون في الصحراء ، دائم التنقل من كثيب إلى كثيب ومن أرض إلى أرض ، يتبع منابع الماء حيث الحياة .. يبحث عن المرعى الغني بالحشائش التي تشبع طموحاته المجهولة داخل نفسه ولو مؤقتاً ..
صابر .. كم هو طيب ، سمرة بشرته توحي بذلك لمن يراه أول مرة ، يقضي أعماله بسرعة عجيبة .. تحسبه الريح إذ يمر كلمح البصر أو إنه البرق يضيء الليل كله.. ويختفي بسرعة .. سرعته هذه ميزة أدمن عليها وكثيراً ما أوقعته في مشاكل هو في غنى عنها ، بل وفي بعض المرات تتضافر سرعته في الإنجاز مع طيبته ونواياه الساذجة فيصاب بالارتباك ويتعرض لمخاطر حقيقية تهدده مباشرة ..
يعرف ذلك عن نفسه ، يحاول تفادي إدمانه السرعة ، يحاول إشراك عقله ليصاحب طيبته .. لكنه يفشل باستمرار ويقول : إنه خلق للحركة والاندفاع ولم يخلق ليستقر ويهدأ وينام ، خلق ليبحث ، ليجري ، ليتيه ، ليصل ، وعندما يسأل إلى أي شيء تريد أن تصل يكون رده مبهماً وواضحاً .. لا شيء معين أريد الوصول إليه وهذا حق .. إلى ماذا ؟ لا أعرف .. أشعر أحياناً بأنني أقوم برحلة إلى داخلي أكتشف مجاهلي الأصولية ومكامني الأثرية ، أريد أن أصل إلى شيء لا أدرك كنهه ، شيء ليس له شكل .. ليس له اسم ، شيء غير مرئي .. هل الأهداف ترى ؟ .. لا يمكن أن ترى الهدف عينٌ مجردة مهما بلغت حدة إبصارها ، إنه شيء بداخلي ..
لم يكن في الغرفة إلا صابر ، يستعرض شريط حياته من خلال خيط ذهبي لامع يشق ظلام الغرفة ، يحاول صابر أن يمسك النور بأصابعه ، لابد أن يعرف كيف اقتحم خلوته التي فرضها على نفسه والى أن يهتدي لخطوط حياته كلها بحيث تتماسك مكونة خيطاً طويلاً يمتد لأميال بعيدة من عمره الماضي والحاضر والقادم ..
تسرع أصابع صابر مرتعشة في الانتقال خلال الخيط الذهبي اللامع وهو يذكر اسم الله كأنه يسبح ويشكر ، فجأة يقع صابر على الأرض ، لقد قام من مكانه دون أن يشعر ليتابع خيط الضوء ولم ير من سطوة أفكاره الحائط الواقف أمامه يمنعه من متابعة تقدمه فيصطدم به ... كيف قام من قعده .. وكيف اصطدم بالحائط .. ثمة إحساس بوجود موجات مغناطيسية تصل إليه تحثه على القيام وعلى المسير إليها ، حتى إذا استسلم لهذا الشعور لم يلبث حتى يجد الحائط يردعه ويعيده إلى وعيه الحالك في السواد ، فيعود إلى وسط الغرفة ويجلس وحيداً ..
إنه يتذكر تماماً عندما كان يعيش بين والديه ، كان والده دائم الحث له على الذهاب إلى المسجد للصلاة .. وكيف كان يجامله ويذهب أمامه ..
حياته لم تعد تطاق .. ينسكب الماء الساخن على قدمه اليمنى .. لم يصرخ ولم يتأوه .. إنه حتى لم يعلم أن الماء المغلي قد حرق بشرة قدمه .. حيث كان يعد فنجاناً من الشاي.. إنه مغرم جداً به لا يستطيع التقليل من الكميات الكبيرة التي يتناولها .. لقد أدمنه تماماً كالتدخين الذي يستهلك منه صحته لعدد السجائر الكبير الذي يدخنه يومياً ، إذا حدث ولم يشرب كوب الشاي اليومي مع السيجارة عند قيامه من النوم يقضي يومه كاملاً في حالة عصبية شديدة ، لا يحتمل ملامسة النسيم له ولا يحتمل أن يسمع حفيف أوراق الشجر .. يصبح كل شيء أمامه سياطاً تنهش لحمه وصراخاً يملأ رأسه .. لقد أخذته أفكاره بعيداً وارتحلت إلى آفاق عليا لم يبق سوى جسده الذي لا يمكن أن يعي شيئاً حوله .
لقد أُبْلغ أنه ورث البيت والأرض ويجب عليه العودة إلى أرضه والى بيته لكنه لا يطيق العيش في منزل واحد أكثر من أشهر معدودات فكيف يحتمل البقاء الأبدي رهين بيته الخاص وفي بلده الخاص وفي شارعه الخاص وبين الناس أنفسهم .. الوجوه والأصوات والحركة .. روتين لا نهاية له .. لقد تعود السفر والترحال أصبح مهاجراً، والمهاجر لا يستوطن مكاناً ولا ناسا ولا حتى اسما معيناً.. يسأم المكوث ويسأم الانتظار ، يسأم الصمت ويسأم الجلوس على الكرسي الهزاز بين أزهار حديقة بيته تحت ظل أشجارها يستمع لشدو العصافير ، يمضي وقته بلا عمل ، حتماً سيشبه تنابلة السلطان لا هم له إلا الأكل والنوم .. ملل ,, ملل .
إنه أيضاً وبعد السنين الطويلة التي قضاها بعيداً عن بلده لم يصل إلى الاقتناع بحياته الحالية.. الخالية من المعاني هكذا دون هدف أو إلى هدف سيان أن يكون أو لا يكون هدف أمامه ما دام هذا الهدف لا مرئي ولا وجود له حتى الآن وبالمثل هو لا يقتنع بالعودة وبالاستقرار لكنه بحاجة إليه ليس لنفسه بل لعائلته . لقد تزوج أثناء تجواله الطويل وأنجب أولاداً وبناتاً .. ما ذنبهم ليحكم عليهم بالترحال ... يظلون مشردين مثله دون نهاية .. حتماً سيعانون الكثير ومما لا تطيقه أرواحهم الطيبة السلسة الرائقة ..
الفرصة مواتية الآن لهم لأن يستقروا .. الاستقرار يمنحهم كيانهم الذي سوف يقيمونه بأنفسهم ويمنحهم كرامتهم التي يستمدونها من كيانهم ومستقبلهم .. الآن لا مستقبل أمامهم إلا الضياع .. السير إلى لا شيء .. المجهول فقط ينتظرهم بالغموض والرعب الذي يسرق لحظات هناءتهم القليلة .. الآن لا مستقبل .. لا مستقبل أمامهم ..
زوجته ما ذنبها أن تحرم الإحساس بالسعادة والأمان ، كل زوجة تحلم بالبيت ، وبالأولاد تربيهم ، تحلم بأن تكون زوجة حقيقية لا مجرد واجهة يختفي ورائها الرجل هارباً من واقع أليم يعيش فيه .. إنها تحبه كما يحبها ويرعاها وهي بحاجة إلى البيت والى الشارع والى الناس .. الآن هي لا تفقه شيئاً من أمور حياتها غير السفر والترحال والتغيير من عنوان إلى آخر جديد . حتى أولادها لم ينعموا بفرص التعليم التي يهربون منها بسفرهم وتقلباتهم المستمرة ولا يحملون معهم سوى الحسرة على فقدان فرصة غالية أخرى ضاعت منهم ..
أيرسلها هي وأولاده إلى البيت والاستقرار حيث المستقبل الحقيقي لهم.. ويظل هو يواصل حياته كما يريد لها ..! لكنه يعرف أنه لن يقدر على البعد عنهم ولا يتصور أبداً العودة إلى عيش العزوبية السابقة حيث الشرود المتواصل والوحدة والسراب والظلام والبرد ... عليه أن يضحي ، أنانيته يجب أن تنهزم وتتوارى ... لم الخوف .. الطريق واضح .. زوجة و أولاد ، بيت وعنوان ، كل إنسان يبحث عن هذه الأشياء ... وجميعها عنده يملكها ومتوفرة له .. هل يفرط فيها في لحظة أنانية قاتلة ، هل يقذف بها إلى الريح تحملها بعيداً ثم تلقي بها إلى الأرض مجرد ذرات متناثرة لا شكل ولا معنى لها ..
يتسع الخيط الذهبي اللامع شيئاً فشيئاً ، لم يعد له وجود فالغرفة أصبحت قطعة ذهبية متوهجة ، اختفى الظلام نهائياً ، المقاعد تملأ أرجاء الغرفة .. آه هذه لعب الأولاد .. طائرة .. سفينة .. دبابة .. آه ما أجمل مدفعها ... يمد صابر يده إلى الدبابة ، يضغط على زر التشغيل فتتحرك ويدور برجها وسط قصف مدفعها ... يبتسم صابر .. إنها الحياة تدور كهذا البرج وما نحن إلا قذائف يطلقها هذا المدفع .
بهائي راغب شراب
11 / 4 / 1981
..
لم يتجاوز ما مضى من عمر صابر الثلاثين عاماً .. وطوال هذه السنين لم يعش صابر في مكان معين ولا في بلد معين ، إذا طالت إقامته في بلد حط رحاله عندها فإنه لم يكن ليقيم في مدينة واحدة ، فسرعان ما يتركها إلى أخرى .. وإذا أقام في مدينة فترة أطول نجده لا يستقر في منزل واحد .. دائم التغيير لمحل إقامته .
كالرحالة الذين يولدون في الصحراء ، دائم التنقل من كثيب إلى كثيب ومن أرض إلى أرض ، يتبع منابع الماء حيث الحياة .. يبحث عن المرعى الغني بالحشائش التي تشبع طموحاته المجهولة داخل نفسه ولو مؤقتاً ..
صابر .. كم هو طيب ، سمرة بشرته توحي بذلك لمن يراه أول مرة ، يقضي أعماله بسرعة عجيبة .. تحسبه الريح إذ يمر كلمح البصر أو إنه البرق يضيء الليل كله.. ويختفي بسرعة .. سرعته هذه ميزة أدمن عليها وكثيراً ما أوقعته في مشاكل هو في غنى عنها ، بل وفي بعض المرات تتضافر سرعته في الإنجاز مع طيبته ونواياه الساذجة فيصاب بالارتباك ويتعرض لمخاطر حقيقية تهدده مباشرة ..
يعرف ذلك عن نفسه ، يحاول تفادي إدمانه السرعة ، يحاول إشراك عقله ليصاحب طيبته .. لكنه يفشل باستمرار ويقول : إنه خلق للحركة والاندفاع ولم يخلق ليستقر ويهدأ وينام ، خلق ليبحث ، ليجري ، ليتيه ، ليصل ، وعندما يسأل إلى أي شيء تريد أن تصل يكون رده مبهماً وواضحاً .. لا شيء معين أريد الوصول إليه وهذا حق .. إلى ماذا ؟ لا أعرف .. أشعر أحياناً بأنني أقوم برحلة إلى داخلي أكتشف مجاهلي الأصولية ومكامني الأثرية ، أريد أن أصل إلى شيء لا أدرك كنهه ، شيء ليس له شكل .. ليس له اسم ، شيء غير مرئي .. هل الأهداف ترى ؟ .. لا يمكن أن ترى الهدف عينٌ مجردة مهما بلغت حدة إبصارها ، إنه شيء بداخلي ..
لم يكن في الغرفة إلا صابر ، يستعرض شريط حياته من خلال خيط ذهبي لامع يشق ظلام الغرفة ، يحاول صابر أن يمسك النور بأصابعه ، لابد أن يعرف كيف اقتحم خلوته التي فرضها على نفسه والى أن يهتدي لخطوط حياته كلها بحيث تتماسك مكونة خيطاً طويلاً يمتد لأميال بعيدة من عمره الماضي والحاضر والقادم ..
تسرع أصابع صابر مرتعشة في الانتقال خلال الخيط الذهبي اللامع وهو يذكر اسم الله كأنه يسبح ويشكر ، فجأة يقع صابر على الأرض ، لقد قام من مكانه دون أن يشعر ليتابع خيط الضوء ولم ير من سطوة أفكاره الحائط الواقف أمامه يمنعه من متابعة تقدمه فيصطدم به ... كيف قام من قعده .. وكيف اصطدم بالحائط .. ثمة إحساس بوجود موجات مغناطيسية تصل إليه تحثه على القيام وعلى المسير إليها ، حتى إذا استسلم لهذا الشعور لم يلبث حتى يجد الحائط يردعه ويعيده إلى وعيه الحالك في السواد ، فيعود إلى وسط الغرفة ويجلس وحيداً ..
إنه يتذكر تماماً عندما كان يعيش بين والديه ، كان والده دائم الحث له على الذهاب إلى المسجد للصلاة .. وكيف كان يجامله ويذهب أمامه ..
حياته لم تعد تطاق .. ينسكب الماء الساخن على قدمه اليمنى .. لم يصرخ ولم يتأوه .. إنه حتى لم يعلم أن الماء المغلي قد حرق بشرة قدمه .. حيث كان يعد فنجاناً من الشاي.. إنه مغرم جداً به لا يستطيع التقليل من الكميات الكبيرة التي يتناولها .. لقد أدمنه تماماً كالتدخين الذي يستهلك منه صحته لعدد السجائر الكبير الذي يدخنه يومياً ، إذا حدث ولم يشرب كوب الشاي اليومي مع السيجارة عند قيامه من النوم يقضي يومه كاملاً في حالة عصبية شديدة ، لا يحتمل ملامسة النسيم له ولا يحتمل أن يسمع حفيف أوراق الشجر .. يصبح كل شيء أمامه سياطاً تنهش لحمه وصراخاً يملأ رأسه .. لقد أخذته أفكاره بعيداً وارتحلت إلى آفاق عليا لم يبق سوى جسده الذي لا يمكن أن يعي شيئاً حوله .
لقد أُبْلغ أنه ورث البيت والأرض ويجب عليه العودة إلى أرضه والى بيته لكنه لا يطيق العيش في منزل واحد أكثر من أشهر معدودات فكيف يحتمل البقاء الأبدي رهين بيته الخاص وفي بلده الخاص وفي شارعه الخاص وبين الناس أنفسهم .. الوجوه والأصوات والحركة .. روتين لا نهاية له .. لقد تعود السفر والترحال أصبح مهاجراً، والمهاجر لا يستوطن مكاناً ولا ناسا ولا حتى اسما معيناً.. يسأم المكوث ويسأم الانتظار ، يسأم الصمت ويسأم الجلوس على الكرسي الهزاز بين أزهار حديقة بيته تحت ظل أشجارها يستمع لشدو العصافير ، يمضي وقته بلا عمل ، حتماً سيشبه تنابلة السلطان لا هم له إلا الأكل والنوم .. ملل ,, ملل .
إنه أيضاً وبعد السنين الطويلة التي قضاها بعيداً عن بلده لم يصل إلى الاقتناع بحياته الحالية.. الخالية من المعاني هكذا دون هدف أو إلى هدف سيان أن يكون أو لا يكون هدف أمامه ما دام هذا الهدف لا مرئي ولا وجود له حتى الآن وبالمثل هو لا يقتنع بالعودة وبالاستقرار لكنه بحاجة إليه ليس لنفسه بل لعائلته . لقد تزوج أثناء تجواله الطويل وأنجب أولاداً وبناتاً .. ما ذنبهم ليحكم عليهم بالترحال ... يظلون مشردين مثله دون نهاية .. حتماً سيعانون الكثير ومما لا تطيقه أرواحهم الطيبة السلسة الرائقة ..
الفرصة مواتية الآن لهم لأن يستقروا .. الاستقرار يمنحهم كيانهم الذي سوف يقيمونه بأنفسهم ويمنحهم كرامتهم التي يستمدونها من كيانهم ومستقبلهم .. الآن لا مستقبل أمامهم إلا الضياع .. السير إلى لا شيء .. المجهول فقط ينتظرهم بالغموض والرعب الذي يسرق لحظات هناءتهم القليلة .. الآن لا مستقبل .. لا مستقبل أمامهم ..
زوجته ما ذنبها أن تحرم الإحساس بالسعادة والأمان ، كل زوجة تحلم بالبيت ، وبالأولاد تربيهم ، تحلم بأن تكون زوجة حقيقية لا مجرد واجهة يختفي ورائها الرجل هارباً من واقع أليم يعيش فيه .. إنها تحبه كما يحبها ويرعاها وهي بحاجة إلى البيت والى الشارع والى الناس .. الآن هي لا تفقه شيئاً من أمور حياتها غير السفر والترحال والتغيير من عنوان إلى آخر جديد . حتى أولادها لم ينعموا بفرص التعليم التي يهربون منها بسفرهم وتقلباتهم المستمرة ولا يحملون معهم سوى الحسرة على فقدان فرصة غالية أخرى ضاعت منهم ..
أيرسلها هي وأولاده إلى البيت والاستقرار حيث المستقبل الحقيقي لهم.. ويظل هو يواصل حياته كما يريد لها ..! لكنه يعرف أنه لن يقدر على البعد عنهم ولا يتصور أبداً العودة إلى عيش العزوبية السابقة حيث الشرود المتواصل والوحدة والسراب والظلام والبرد ... عليه أن يضحي ، أنانيته يجب أن تنهزم وتتوارى ... لم الخوف .. الطريق واضح .. زوجة و أولاد ، بيت وعنوان ، كل إنسان يبحث عن هذه الأشياء ... وجميعها عنده يملكها ومتوفرة له .. هل يفرط فيها في لحظة أنانية قاتلة ، هل يقذف بها إلى الريح تحملها بعيداً ثم تلقي بها إلى الأرض مجرد ذرات متناثرة لا شكل ولا معنى لها ..
يتسع الخيط الذهبي اللامع شيئاً فشيئاً ، لم يعد له وجود فالغرفة أصبحت قطعة ذهبية متوهجة ، اختفى الظلام نهائياً ، المقاعد تملأ أرجاء الغرفة .. آه هذه لعب الأولاد .. طائرة .. سفينة .. دبابة .. آه ما أجمل مدفعها ... يمد صابر يده إلى الدبابة ، يضغط على زر التشغيل فتتحرك ويدور برجها وسط قصف مدفعها ... يبتسم صابر .. إنها الحياة تدور كهذا البرج وما نحن إلا قذائف يطلقها هذا المدفع .