الأخبار
"التربية" توضح طبيعة أسئلة امتحان الثانوية العامة لطلبة غزةسلطة النقد تصدر تعليمات للمصارف برفع نسبة الإيداعات الإلكترونية لمحطات الوقود إلى 50%يوم دامٍ في غزة: أكثر من 100 شهيد وعشرات الجرحى والمفقودينإعلام إسرائيلي: نتنياهو يبحث "صيغاً مخففة" لإنهاء الحرب على غزةجيش الاحتلال يعلن اعتراض صاروخ أُطلق من اليمنأول اتصال هاتفي بين بوتين وماكرون منذ ثلاث سنواتبالأسماء.. الاحتلال يفرج عن 14 أسيرًا من قطاع غزةتوجيه تهم القتل والشروع به لـ 25 متهماً في قضية الكحول بالأردنالسعودية تسجل أعلى درجة حرارة في العالم خلال الـ24 ساعة الماضيةمصر: أمطار غزيرة تفاجئ القاهرة والجيزة رغم ارتفاع درجات الحرارةمسؤولون إسرائيليون: تقدم في محادثات صفقة المحتجزين.. والفجوات لا تزال قائمة(كان): قطر تسلّم إسرائيل مقترحًا جديدًا لوقف لإطلاق النار في غزةترامب: سأكون حازمًا مع نتنياهو بشأن إنهاء حرب غزة وأتوقع هدنة خلال أسبوعوزير الخارجية المصري: خلافات تعرقل الهدنة في غزة والفرصة لا تزال قائمة للتوصل لاتفاقجامعة النجاح الوطنية: الجامعة الفلسطينية الوحيدة في تصنيف U.S. News لأفضل الجامعات العالمية 2025/2026
2025/7/2
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

العجل

تاريخ النشر : 2022-08-18
بقلم: بهائي راغب شراب
..
1
الحاج أحمد ، غني بفضل الله، تجارته مربحه، وأبواب رزقه متعددة، وهو في كل حال يعود إلى الله، يستعين به ويتوكل عليه، بنفس قدر خشيته وتذلله لله..
من عادة الحاج أحمد وقبل أن يحل عيد الأضحى بأيام قليلة، أن يشتري عجلا لا يشرك معه أحدا كباقي الناس، وذلك من الشكر لله والتحدث بنعمته عليه، حيث يوزع أربعة أخماسه على الناس من الأهل والأصدقاء والمحتاجين من المساكين والفقراء ..
وهكذا صار الأمر قبل العيد بيومين ذهب إلى حظيرة العجول واختار عجلا مميزا سمينا توسم فيه كثرة اللحم،وبعد أن نقد ثمنه للبائع أعطاه عنوانه ليرسل العجل إليه مباشرة ..
قبيل المغرب بقليل، عاد الحاج أحمد إلى بيته كي يتناول إفطاره مع أهل بيته بعد صيام اليوم، وعند دخوله توجه إلى الساحة الجانبية التي أعدها للعجل، فلم ير شيئا، سأل زوجه ، أجابته بأنها لا تعلم شيئا وأن أحدا لم يحضر عجلا إليهم..
توتر قليلا، وهاتف البائع عن ذلك، ولماذا تأخر ؟ وفوجئ به يخبره بأن العجل قد وصل إليهم فعلا ...
أمر محير جدا، كيف ذلك وهو لا يرى ولا يسمع أي صوت قد يشير إلى وجوده ..
وبينما هو في التفكير تناهي إليه صوت جلبة الأطفال التي يصدرونها عادة في عيد الأضحى عند وجود العجل أو وصوله، تعجب أكثر .. يصدر من لدن دار الجيران ، وهو يعلم أن أحدا من جيرانه أفقر من أن يشتري معزة ..
خرج مسرعا .. وتوجه إلى بيت جاره حيث جلبة الأولاد وصراخهم .. ودخل ليرى العجل مربوطا إلى جذع شجرة الجميز الهزيلة وقد تجمع أولاد الحارة مع أولاد جاره يصفقون ويهللون فرحا بالعجل ..
تسمر الحاج أحمد في مكانه ... المنظر جمده، وحمله إلى فضاء واسع جديد لم يدخله قبلا ..
سرت فرحة الأولاد إلى أوصاله ، وتخللته حتى ارتعش وهو يقول .. في نفسه .. هنيئا لكم العجل، والله لا أقلبها عليكم أبدا ..وتوجه عائدا إلى بيته وهو يردد مع الأذان الله اكبر الله أكبر ..
وعلى مائدة الإفطار سأله أولاده عن العجل .. أخبرهم أنه غدا بإذن الله يشتريه ويحضره بنفسه.

2
كان الجو عاصفا ، والأمطار تنهمر بغزارة، وشاحنة العجول المحملة بالكامل تسير فوق الجسر الضيق .. وهي تتمايل يمينا وشمالا مع الريح التي تضربها بدون هوادة .. وصاحب الشحنة بجانب السائق يقرأ القرآن، ويدعو الله أن ييسر له الطريق، وأن يجنبهم أخطار الانقلاب أو التزحلق ..
ومع اشتداد الريح العاصفة ، وغزارة الأمطار ، اشتدت أرجحة الشاحنة المثقلة بحملها.. حتى أحس الرجل بأنها ستقلب لا محال في أي لحظة، وأنه سيفقد العجول كلها .. وأسرع في تلاوة آيات النجاة واللجوء إلى الله مكررا الدعاء .. يا رب .. يا رب إن أنجيتنا لأهبن أول عجل لأول مشتر .. هبة لوجهك الكريم ...

3
في صباح اليوم التالي وعند الساعة التاسعة صباحا، كان الحاج أحمد في حظيرة العجول ليختار واحدا جديدا، عندما وصلت شاحنة العجول إليها وبدأت تفرغ حمولتها،
تقدم الحاج أحمد واستفسر عما إذا كان بإمكانه شراء احد العجول الجديدة ، أومأ إليه التاجر بنعم، حيث بدأ يعاينها واحداد واحدا حتى اختار واحدا أشار إلى التاجر نحوه ..
أخرج الحاج أحمد محفظته لينقد التاجر الثمن، وسأله: كم المبلغ
رد عليه: هل ثبت اختيارك أم .. بإمكانك اختيار واحد آخر ..
قال له : لا لقد اخترت وهذا هو الثمن ..
رد التاجر : ابق مالك في جيبك ..
الحاج أحمد مستغربا: ماذا تعني .. ألا تريد البيع ..
التاجر: لقد بعتك وهو لك بلا ثمن
الحاج أحمد : ماذا تقول..
التاجر : هو هبة لله، وهو لك بلا مقابل .
الحاج أحمد : اسمع أنا رجل غني ومالي كثير ولله الحمد، وأنا في غنى عن هذه الهبة ..
التاجر: لقد وهبته لك أنت ، ولا يصلح إلا لك وحدك دون الناس جميعا
الحاج أحمد : لكن لماذا ..
التاجر : اسمع القصة .. وحكى له حكايته مع العواصف والمطار ودعاءه ..
الحاج أحمد : سبحان الله .. إذن عليك أن تسمع حكايتي أنا الآخر ..
التاجر مشدوها : سبحان الله .. إنه والله فضلك والله أراد أن يكافئك على صنيعك .. وما عملته أنا لا يساوي بعضا مما صنعت ..
الحاج أحمد: صدق رسول الله حين قال : " ما نقص مال من صدقة "
الحمدلله .. الحمدلله ..
*
16/11/2011

من المجموعة القصصية :عندما تولول الرجال للكاتب بهائي راغب شراب
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف