حب كبير
بهائي راغب شراب
..
كان طالبا في السنة النهائية في كلية الحقوق في جامعة عين شمس ، شقته تقع في الدور الثالث للعمارة التي يسكن بها بالإيجار مع طالبين آخرين من بلده .. فلسطين ..
تعود أن يذاكر دروسه في الشرفة المطلة على الشارع الرئيسي ..
ويوما وراء يوم لاحظ أن فتاة في العمارة المقابلة تنظر إليه طالما هو جالس في الشرفة للمذاكرة ..
ويوما وراء يوم كانت ابتسامتها تصل إليه وتدخل أعماقه ...
تحرك قلبه .. وأحبها ..
اتخذ من ابتسامتها الحافز الذي يدفعه للاجتهاد أكثر وأكثر ..
في نهاية العام جاء ترتيبه الأول على دفعته كلها .. قفزة لم يتوقعها .. من مستوى طالب عادي إلى طالب متفوق يطلب العلا .. ابتسامتها .. يشعر بها تسري حرارتها في جوارحه .. تمنحه الأمل كل يوم .. وكان يبادلها الابتسامة الصامتة والنظرات العميقة .. لم يحاول أبدا أن يشير إليها أو يرسل التحية لها ..
حبها منحه الثقة في نفسه .. مع مضي الأيام كبر حبها .. تعود عليها .. ولم يعد يستطيع المذاكرة إلا إذا رأى ابتسامتها الفائقة العذوبة ..
الآن .. نجح بتفوق .. فكر أن يطرق بابها .. أن يقول لها شكرا .. أن يقدم احترامه وحبه .. لقد كانت السبب في نجاحه ..
ولكن مهلا .. وضعه لا يسمح بأي خطوة مؤثرة مثل هذه .. فهو غريب ..وفقير في نفس الوقت ... سيؤجل طرق بابها إلى وقت آخر .. حيث يكون صاحب القرار الوحيد ..
***
مضت سنوات سبع .. سافر فيها إلى فرنسا .. حيث درس وحصل على شهادة الماجستير وبعدها على شهادة الدكتوراه ..
وعاد أخيرا ..
عاد إلى الشارع الذي تسكن فيه حبيبته ..
يتذكر رقم شقتها ..
بثقة طرق الباب ...
انتظر قليلا .. قبل أن يفتح له الباب رجل بدا أنه تجاوز الستين من عمره ..
قدم إليه نفسه ..
دكتور أحمد .. جئتك خاطبا ..
فغر الرجل فاه بدهشة ..
خاطبا .. ؟!!
أجابه بثقة : نعم ..
دعاه إلى الدخول ... احتفى به .. واستمع منه وهو يحدثه عن نفسه ..
وقبل أن ينتهي من حديثه ..
قال الرجل ... لكن لا يوجد لدي بنات للزواج ..
قال د. أحمد .. : كيف ؟؟ كنت أراها دائما وهي تجلس على الشرفة المقابلة لشرفتي قبل سنوات ..
ولقد تأكدت بالأمس أنها مقيمة هنا ..
هنا .. استأذن الرجل ضيفة قليلا من الوقت ..
***
عندما عاد كان برفقته فتاة ..تمشي بجواره ملتصقة به ..
قال له : هل هي هذه .. هذه ابنتي الوحيدة وليس لي إبنة غيرها
وقف د. احمد فرحا وقد رآها .. : نعم هي هي .. أريد الزواج منها ..
أجاب الأب : تتزوجها .. هل تعرف عنها كل شيء .. وهل أنت واثق بأنك فعلا تريدها
د.احمد بثقة أكبر : نعم لقد عدت إليها خصيصا من بلاد الغربة .. عدت إليها لأنها لم تفارقني طوال السنين التي باعدت بيننا ..
الأب : لكنها قد لا تصلح لك ..
د. احمد أنا مصمم على الزواج منها
الأب : لكنها لا ترى .. إنها عمياء
د. احمد بدون تردد : بابتسامتها أنارت لي طريق الحياة .. وبها أعطتني الأمل .. ومن أجلها جاهدت واجتهدت في مواصلة تعليمي .. لأكون كفؤا لها ..لأكون لها الزوج الذي يفخر ويحب.
الأب : غير مصدق ..أنت جاد إذن
د. احمد : نعم والآن يجب انجاز كل شيء
الأب : ماذا أقول .. على بركة الله
**
بهائي راغب شراب
..
كان طالبا في السنة النهائية في كلية الحقوق في جامعة عين شمس ، شقته تقع في الدور الثالث للعمارة التي يسكن بها بالإيجار مع طالبين آخرين من بلده .. فلسطين ..
تعود أن يذاكر دروسه في الشرفة المطلة على الشارع الرئيسي ..
ويوما وراء يوم لاحظ أن فتاة في العمارة المقابلة تنظر إليه طالما هو جالس في الشرفة للمذاكرة ..
ويوما وراء يوم كانت ابتسامتها تصل إليه وتدخل أعماقه ...
تحرك قلبه .. وأحبها ..
اتخذ من ابتسامتها الحافز الذي يدفعه للاجتهاد أكثر وأكثر ..
في نهاية العام جاء ترتيبه الأول على دفعته كلها .. قفزة لم يتوقعها .. من مستوى طالب عادي إلى طالب متفوق يطلب العلا .. ابتسامتها .. يشعر بها تسري حرارتها في جوارحه .. تمنحه الأمل كل يوم .. وكان يبادلها الابتسامة الصامتة والنظرات العميقة .. لم يحاول أبدا أن يشير إليها أو يرسل التحية لها ..
حبها منحه الثقة في نفسه .. مع مضي الأيام كبر حبها .. تعود عليها .. ولم يعد يستطيع المذاكرة إلا إذا رأى ابتسامتها الفائقة العذوبة ..
الآن .. نجح بتفوق .. فكر أن يطرق بابها .. أن يقول لها شكرا .. أن يقدم احترامه وحبه .. لقد كانت السبب في نجاحه ..
ولكن مهلا .. وضعه لا يسمح بأي خطوة مؤثرة مثل هذه .. فهو غريب ..وفقير في نفس الوقت ... سيؤجل طرق بابها إلى وقت آخر .. حيث يكون صاحب القرار الوحيد ..
***
مضت سنوات سبع .. سافر فيها إلى فرنسا .. حيث درس وحصل على شهادة الماجستير وبعدها على شهادة الدكتوراه ..
وعاد أخيرا ..
عاد إلى الشارع الذي تسكن فيه حبيبته ..
يتذكر رقم شقتها ..
بثقة طرق الباب ...
انتظر قليلا .. قبل أن يفتح له الباب رجل بدا أنه تجاوز الستين من عمره ..
قدم إليه نفسه ..
دكتور أحمد .. جئتك خاطبا ..
فغر الرجل فاه بدهشة ..
خاطبا .. ؟!!
أجابه بثقة : نعم ..
دعاه إلى الدخول ... احتفى به .. واستمع منه وهو يحدثه عن نفسه ..
وقبل أن ينتهي من حديثه ..
قال الرجل ... لكن لا يوجد لدي بنات للزواج ..
قال د. أحمد .. : كيف ؟؟ كنت أراها دائما وهي تجلس على الشرفة المقابلة لشرفتي قبل سنوات ..
ولقد تأكدت بالأمس أنها مقيمة هنا ..
هنا .. استأذن الرجل ضيفة قليلا من الوقت ..
***
عندما عاد كان برفقته فتاة ..تمشي بجواره ملتصقة به ..
قال له : هل هي هذه .. هذه ابنتي الوحيدة وليس لي إبنة غيرها
وقف د. احمد فرحا وقد رآها .. : نعم هي هي .. أريد الزواج منها ..
أجاب الأب : تتزوجها .. هل تعرف عنها كل شيء .. وهل أنت واثق بأنك فعلا تريدها
د.احمد بثقة أكبر : نعم لقد عدت إليها خصيصا من بلاد الغربة .. عدت إليها لأنها لم تفارقني طوال السنين التي باعدت بيننا ..
الأب : لكنها قد لا تصلح لك ..
د. احمد أنا مصمم على الزواج منها
الأب : لكنها لا ترى .. إنها عمياء
د. احمد بدون تردد : بابتسامتها أنارت لي طريق الحياة .. وبها أعطتني الأمل .. ومن أجلها جاهدت واجتهدت في مواصلة تعليمي .. لأكون كفؤا لها ..لأكون لها الزوج الذي يفخر ويحب.
الأب : غير مصدق ..أنت جاد إذن
د. احمد : نعم والآن يجب انجاز كل شيء
الأب : ماذا أقول .. على بركة الله
**