الأخبار
الاحتلال يرفض تسليم الحرم الإبراهيمي للجمعة الثالثة في رمضان(حماس): تصريحات رئيس شاباك تكشف تلاعب نتنياهو المتعمد بملف المفاوضاتالحكومة الإسرائيلية تصادق على إقالة رئيس (شاباك)(أونروا): أفظع المحن اللاإنسانية تحت أنظارنا اليومية في غزةإيران: رسالة ترمب "أقرب إلى تهديد" وسنرد عليها قريباًواشنطن: ترمب يدعم بشكل كامل ما تقوم به إسرائيل في غزةمجدداً.. جيش الاحتلال يعلن اعتراض صاروخ أطلق من اليمنوزير الخارجية الأيرلندي: المشاهد من غزة مروعةجيش الاحتلال يعلن بدء عملية برية في بيت لاهيا وأخرى برفحالمالية الفلسطينية: الاحتلال يحتجز سبعة مليارات شيكل من أموال المقاصة(هيومن رايتس ووتش): إسرائيل ارتكبت جرائم حرب أثناء احتلال المستشفيات في غزةأبو عبيدة: صواريخ اليمن رسالة بأن غزة ليست وحدهاشجون الهاجري تفاجئ والدتها بعيد الأم خلال كواليس "صنع في الكويت"تامر حسني يوجه رسالة مؤثرة إلى محمد سامي بعد إعلان اعتزالهالقسام تقصف تل أبيب وتعطل حركة الطيران بمطار بن غوريون
2025/3/21
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

حيرة عجل من جسد أنثى

تاريخ النشر : 2022-08-17
بقلم: رشيد ابراهيمي

عينه الى الارض يفتش عن عشب يقتات منه ، بينما هو منهمك في اقتلاع بعض العشب ، أو أجزاء منتشرة قرب ساقية لم يبقى من خريرها الا صوت الضفادع .. اصطدم رأسه بكوارع بقرة مربوطة بحبل متين لجذع شجرة يابسة أغصانها وقوة الاصطدام أفقدته توازنه إذ لولا صخرة صلبة أنقدته من الانزلاق في المنحدر لكانت تلك اللحظة فاصلة في حياته وستحوله الى ثلاجة الجزار في المدينة . مرت دوخة الاصطدام ليعود الى وعيه الحيواني ويسائل نفسه عن هذا الشكل الذي اتخذته الكوارع لدى البقر خلافا للسيقان لدى البشر ، تراءت له ذات ليلة في منامه بقرة اوروبية الموطن بصفاء جلدها وبكوارعها النظيفة . وانتصب أمامه سؤال مفاده ؛ ومالفرق بين الكوارع في بلدان الشمال و نظيرتها في الجنوب ؟
تبين بعد عمق تفكير أن المنتمية من الأبقار لمنطقة الجنوب ينتهي بها المطاف فوق مجمر وتتحول الى وجبة دسمة تحيط بها حبيبات الحمص .
غير أن حيرته زادت أكثر عندما توقفت سيارة فارهة نزلت منها فتاة في ريعان شبابها ، بيضاء الوجه ذات شعر يميل الى الحمرة وبسيقان ممتلئة كشفت عنهما تنورة قصيرة جدا ؛ نظرة اليها تسقطك في خيال لذيذ لما تمتلكه من مؤهلات أنثوية ... تبادلا نظرات ملؤها الشك والريبة ، تساءلت الفتاة جهرا وعلى مسامع العجل لماذا ينظر الي هذه النظرة الغريبة هذا العجل الضخم ؟
أبان عن ضحكة بخوار طويل وكرره مرة أخرى... موووووه...
لينصرف بنظره عن تلك السيقان الفاتنة ويتطفل بعقله الحيواني على العقل الانساني ؛ وكيف أن الكوارع البشرية أو السيقان البشرية بإمكانها أن تثير شهوة الانسان وتفقده بوصلة التفكير وقد تجره الى ارتكاب ما لاتحمد عقباه في واقعه المعيشي بل أكثر من ذلك سيفقد العقل عقليته ويصبح حيوانيا تجره نزواته الحيوانية .
ولماذا لا ينتهي المطاف بالسيقان البشرية كالكوارع البقرية في صحن كوجبة دسمة ؟
أثار هذا الجو المشحون الذي خيم على تلك الضيعة غيرة البقرة لتحرك كوارعها بتغنج قصدا منها صرف نظر العجل عن السيقان الأنثوية . لكن دون نتيجة لأن الاغراء الذي يمارس بالسيقان لدى البشر قادر على أن يطمس هوية وطن ويختزل الحرية في تعريتها ويفهم الحداثة بتزيينها وشما أو بإبراز ما فوقها ، عبر لباس مصمم خصيصا للفت النظر ... بل ويجعل من الجسد الانثوي خارطة طريق لفهم تاريخ الثقافة والفكر ... قال العجل هذا الكلام بلغة البقر المفهومة حتى عند ذات التنورة القصيرة ... وأضافت البقرة ما غاب عن عجل جنسها؛
ما انتشر بشكل لافت في عصر المواقع الاجتماعية من تكورع للسيقان عبر مقاطع فيديو تدر من خلالها صاحبات القوام الممشوق مداخيل تعادل ثمن أوراق مؤلفات العصر الوسيط والحديث وتضاهي ما خصصه مشرفو سوق عكاظ للحصول على معلقات سمطت بذهب عصر جاهلي غابر ... كيف لا وهزة واحدة بالوسط أعلى السيقان قادرة أن تأويك بشقة وهزة ثانية تأتيك بسيارة فارهة وكل هزة تجعل ثقافة المثقفين مجرد صداع للرأس و طقسا من طقوس العبودية للعقل ... تيقنت البقرة بعدها أن السيقان المنتمية لجسم ذا قوام بين الهزة والهزة يستطيع أن يزلزل عرش العقل وأن يقتلع الثقافة من جذورها وأن يجعل المثقفين مجرد أقنعة تخلى عنها الزمن .
نقنق الضفدع في الساقية متلفظا كلاما ضفدعيا مفهوما لكل من يسمعه يعني فيما يعنيه أن الثقافة تجعل الحياة أسهل وأيسر وترتقي بالكائن البشري الى مصاف يستحيل على اي حيوان الوصول اليه... هراء مجرد هراء هكذا رد العجل على تعليق الضفدع ، إذ حاول إقناعه بأن تكون تافها في هذا العصر يكفي أن تصبح حياتك أيسر وأيسر جدا .
تساءلت البقرة باندهاش ؛ مادخلنا في تفاهة أو ثقافة البشر ؟ خصوصا وأنه يدعي - أي الانسان - الخروج من الطبيعة والولوج في الثقافة وله من القدرات العقلية ما يجعل الطبيعة خاضعة له وتسطيره لقوانين ينظم بها حياته واتباعه لتشريعات سماوية تربطه بخالق الكون ، كل هذه الحدود التي رسمها كفيلة بأن تفصل بين الكائن الطبيعي الذي تحركه نزواته والكائن الثقافي الذي تميزه ثقافته...
تدخلت دجاجة باحتجاج معلنة عن موقفها من زمن التفسخ الذي وصله الانسان في عصر ما بعد الحداثة والتكنلوجيا وكيف أن التفاهة ستحل محل الثقافة لدى شعوب همها الوحيد والأوحد إشباع معدتها وتلبية نزوة ما بين فخديها ... ضاربة عرض الحائط كل ماهو مرتبط بالفكر والعلم واختزال الحياة في ما يظهر من شكليات خصوصا لدى شعوب يسهل التحكم فيها بوسائل تتخذ من الجسد الأنثوي سلعة للتعبير عن مسايرة عصر التيكتوك واليوتوب...
تدخل العجل بقوة لتوجيه هذا النقاش الحيواني المستفز لذات التنورة القصيرة والسيقان البيضاء الممتلئة والتي بدت عليها ملامح الاستغراب اعتقادا منها أنها تمثل أرقى الكائنات الحية ولها من المخترعات ما يجعل الحياة يسيرة وبقوامها المثير للشهوة تمتلك ثروة ممكن بها اعتقال كل ثائر وتوريط كل نزيه في زمن الفساد واسقاط كل خائن في شباك الخيانة ، زمجر العجل دون وعي منه وحدقتي عينيه مستقرتين في عيني الفتاة وكل من حوله مندهش من ردة فعله تلك ليعلن عن بيان ختامي لهذا النقاش المحير ويوضح أن الكوارع لها وظيفة وتنتهي لوظيفة ولا تخل للحيوان بحيوانيته ... أما السيقان فقد خلقت لوظيفة وتستغل لوظائف قد تجعل من الانسان تافها تحركه نزواته الحيوانية التي تسقطه في شباك الانسان الحيوان ...
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف