بقلم: بهائي راغب شراب
ماذا يعني المدرب :
من المصطلحات الجديدة ( في فلسطين ) التي أصبحت متداولة وبازدياد يجيء مصطلح المدرب المدني ليأخذ دوره بعيداً عن سياق مفهومنا التقليدي له والذي كان محصوراً في عمليات التدريب الفني في المجالات العسكرية والرياضية المختلفة مثل مدرب رياضة كرة القدم أو كرة السلة أو كرة اليد أو ألعاب القوى والمصارعة والجمباز ومدرب حيوانات السيرك ومدرب الكشافة ومدرب الفتوة الخ ...المدرب الآن يحمل مفهوما مبتكرا وحديثا على المجتمع التعليمي والإنساني والمجتمعي فهو يمثل ثورة بالمعنى الحرفي لها من حيث الدور الذي يؤديه المدرب ، ومن حيث المهام التي يقوم بها ، ومن حيث الأسلوب المتفرد في الأداء وإدارة الجلسات ، ومن حيث الفئات المستهدفة التي يتوجه إليها ويمثلها الكبار والبالغون في مواقع العمل المختلفة ، وفي المستويات المهنية والنقابية والخدماتية والخيرية ، الحكومية وغير الحكومية .
إننا نرى في المدرب الرجل المهني الذي يمتلك من الخبرة والمعرفة والصفات الشخصية ما يجعله قادراً على تنفيذ المهام الملقاة على عاتقه في اتجاه إدارة الجلسات المتخصصة وتنظيم الحوار داخلها بما يضمن مشاركة جميع المتدربين ، ويكون قادراً على استخدام المواد المساعدة وعلى استخلاص النتائج وتقييم العمل أثناء وبعد تنفيذه ، ويكون قادرا على تقديم المساعدة إلى مجموعة المتدربين حتى يمكنهم المشاركة بخبراتهم وتجاربهم وبمخزونهم العلمي والعملي خلال سِنِيِّ عمرهم ، متحررين من عاملي الخوف والخجل اللذين يقيدان الإنسان ويحدَّان من درجة انفتاحه واندماجه مع الآخرين. وقد تكون هذه الجلسات عبارة عن ورشة عمل أو جلسة تبادل آراء أو جلسات حوار أو عمل مجموعات أو أي نوع من الجلسات التي تحتاج لمن يديرها ويقودها نحو النجاح .
الفرق بين المدرب والمحاضر
يُعَـرِف " روبرت هاينمان في كتابه فن المحاضرة " -الترجمة العربية الصادرة عن الدار العربية للعلوم ، الطبعة الأولى 1996، لبنان - المحاضر بأنه : " الشخص الذي يقدم مواد ونشاطات تشرك المستمعين في المحاضرة .
ثم يقسم المحاضر إلى نوعين :
1. المحاضر المتكلم ( SPEAKER ) : " حيث يعمل المحاضر على إعطاء المعلومات ، ويكتفي المستمعون بالإصغاء دون مشاركة في الكلام " .
2. المحاضر المُدَرِّب ( TRAINER ) : " ويعمل على تدريب المستمعين على تأدية مهارة معينة ويكون التدريب عادة بالممارسة " ( االممارسة وحدها لا تكفي لخلق مدرب مدني ماهر ، بل من الضروري أن يطور مهاراته واساليبة بشكل مستمر من خلال الدورات العلمية النظرية والعملية التخصصية والتدريب المستمر والتعلم )
وهنا يجب أن نحدد هل المدرب الذي نعنيه هو الذي يجمع بين المدرب والمحاضر ويدمج خصائصهما معا في عملية مهمة لإخراج ما نسميه بالمدرب المدني تمييزا له عن المحاضر وإبعاداً له عن التشوشات التي يمكن أن يحدثها استخدام مصطلح المحاضر المدرب .
ولكي تتضح الصورة أفضل فإن الجدول التالي يوضح بعض الفروقات الموجودة بين المدرب المدني وبين المحاضر واضعين في اعتبارنا أوجه التشابه الواضحة بينهما :
المدرب
• مرسل ومستقبل ( من الطرفين )
• يتعامل مع مجموعات عمل صغيرة
• يسهل تبادل الأفكار والخبرات بين المشاركين
• ينظم إدارة الجلسة ويضبطها
• يهتم بأن يشارك الجميع بالحوار والرأي (الاتصال الجماعي )
• ذو نظرة شاملة ، حساس ، منفتح وصادق ، مرن ، واضح ، مباشر ، مستعد دائماً ، مضطلع على المعلومات بشكل كافي ، يحترم وجهات النظر الأخرى ، غير متحكم ، هاديء غير عصبي ، لا يقاطع المتكلمين ، ليس متكبراً ، يُشْعِـر المشاركين بأنه واحد منهم ...
يأخذ بعين الاعتبار الفروقات الفردية بين المشاركين واحتياجاتهم ويشجعهم على التعبير عن أنفسهم
المحاضر
• مرسل ( من طرف واحد )
• يتعامل مع أكثر عدد ممكن من الناس
• هو فقط مصدر المعلومات للمشاركين
• يتكلم حول موضوع ولا يدير جلسة
• المشاركين فقط يستمعون ولا يشاركون في الحوار ( اتصال فردي )
• يكون متخصصاً أو خبيراً في الموضوع الذي يتحدث عنه ومحيطأ بكل جوانبه ،ولا يكون معنيا بأية مسائل أخرى يهتم بها المستمعون
• غير معني باهتمامات وحاجات المشاركين ولا يضع في الاعتبار الفروقات الفردية بينهم .
من الواضح أن الفروقات المذكورة أعلاه تعطينا الدافع لأن نمنح المدرب اسمه المستقل عن المحاضر بالرغم من انتساب كلاهما إلى حقل إنساني ومجتمعي واحد ، إلا أن إختلافهما في آلية وتقنية العمل التربوي الذي ينفذه كل منهما تحتم أن نحافظ على مسمى المدرب المدني الذي يعتمد تدريب المشاركين على المهارات من خلال عمل المجموعات والممارسة العملية والمشاركة في تبادل الخبرات والأفكار .
***
مهـمة التدريب
لتوضيح مهام التدريب فإنه من المفضل المرور على موقع التدريب من العملية التربوية وعلى الفئة المستهدفة منه والتي تتمثل في الكبار والبالغين ( المتعلمين وغير المتعلمين ) الذين يمتلكون الخبرات والأفكار الكافية لإثراء عملية التدريب والتفاعل معها أيا كان شكلها التدريبي ( تعليم مهارة مهنية أو فكرية _ فردية أو جماعية ) .
ومن نوعية الفئة التي يستهدفها التدريب يتبين لنا الموقع الذي يحتله التدريب في العملية التربوية حيث يمثل التدريب أسلوباً متطورا وراشداً في عملية تستهدف إشراك الإنسان فرداً كان أو جماعة من خلال رفع درجة وعيه وإدراكه واندماجه مع مجتمعه ومع القضايا الإنسانية التي تواجهه اليوم والتي تمثل عائقاً حضارياً إن لم يتم التعامل معها واختراقها من خلال توجه عام نحو الممارسة والتدرب على مهارات وسلوكيات والوصول إلى معلومات غير محددة ولا محدودة من أجل ترسيخ وتنمية وعي الإنسان لموقعه ولدوره ولإمكانياته الكبيرة للتعامل مع الحياة اليومية الحديثة .
المهارات : لعل أهم هذه المهارات التي يهدف التدريب إلى إضافتها أو تطويرها لدى الفرد أو الجماعة تأتي مهارات الاستماع والحديث والحوار والتفكير ، ومهارات إدارة الجلسات وتنظيم النقاش وإعداد واستخدام المواد المساعدة ، ومهارة الإعداد والتخطيط وعقد الدورات وورش العمل وجلسات الحوار وتبادل الخبرات والأفكار ، ومهارات الاتصال والتعارف وإقامة وتقوية العلاقات الاجتماعية والعملية الفردية والمؤسساتية ، ومهارات عرض وحل المشاكل.
السلوكيات : تأتي سلوكيات العمل الجماعي والمشاركة وتقبل آراء الآخرين والاستماع إليهم كأهم السلوكيات التي يُحَــفِّـزها التدريبُ وينميها ، ويأتي السلوك التعاوني عنوانا أساسيا لكل ذلك مع تطوير وتحسين السلوك الفردي مثل حرية الاختيار والانتماء إلى الجماعة والإحساس بها والدمج السلوكي بين العقل العاطفة وسلوكيات الاتصال والدراسة والبحث .
المعلومات : يعتبر التدريب من أفضل الوسائل التي تزودنا بالمعلومات وتنميها وذلك من خلال الدمج والتعامل المباشر مع مصادر المعلومات التي يوفرها التدريب والتي تتمثل في :
1. المدرب : بما يعرضه من معلومات ووسائل وتدريب وبما يقدمه من خبرات وأفكار.
2. المتدربين : وذلك من خلال تبادل الأفكار والخبرات والبحث والدراسة فيما بينهم ، وفيما بينهم وبين المدرب ، ومن خلال إبداعات وابتكارات المتدربين والكشف عن الطاقات الكامنة داخل كل فرد منهم .
3. المواد والأدوات : مثل أوراق العمل وبعض المطبوعات والنشرات والمواد البصرية والسمعية وغير ذلك مثل البحث والدراسة العملية في البيئة المحيطة نفسها كمصدر أساسي للعطاء الفكري والإنساني .
***
أيّ نوع من المدربين أنت ؟
* هل تجد نفسك قادرا على تسيير عمل المجموعة حسب الخطة الموضوعة للوصول الى الهدف ؟
إذا فقد المدرب قدرته على التأثير الإيجابي في توجيه الجلسة نحو النجاح بسبب عدم قدرته على ضبط أعمالها ولفقدانه السيطرة على التوجيه والإدارة فإن ذلك لا معنى له إلا أن المدرب قد فشل في عمله كمدرب وبالتالي لم يعد كفوءاً ولا جديراً بأن يعد ويدير الجلسات التدريبية بمعنى آخر هو لا يصلح لأن يكون مدرباً !
ولتلافي هذه اللحظة المؤلمة ولعدم الوصول إليها يتحتم على المدرب أن يجيب على العديد من الأسئلة التي يوجهها هو إلى نفسه قبل وبعد كل جلسة :
• هل إدارة الجلسة عمل سهل وعادي بالنسبة لي أم إنني أجد صعوبة وأحتاج إلى قدرات كبيرة لا تتوفر لدي كلها .
• هل أحافظ على مستوى ضبط معين للجلسة حتى لا تنحرف عن هدفها وهل لدي المقدرة على إعادة ضبط وتنظيم الجلسة وأعيد التركيز إلى متابعة تحقيق الوصول إلى الهدف ؟
• هل نجاحي في تسيير عمل الجلسة هو هدف من أهداف الجلسة أم هو هدفي الأساسي ، وكيف أعددت نفسي للوصول إلى النجاح .
* ما هي حسب رأيك أهم مهام مدير الجلسة ؟
في معظم الأحيان يكون المدرب هو نفسه مدير الجلسة وهذا يتطلب منه أن يتحمل مهام أخرى إضافة مهامه كمدرب مثل تحديده للوقت وتوزيعه على أعمال الجلسة وزمن كل فقرة مثل زمن البداية والاستراحة ، والتلخيص والخاتمة ، والتأكد من مشاركة جميع المتدربين في الحوار والممارسة بعدالة وبشكل مناسب ، والعمل على خلق الجو المتوازن الذي يؤدي الى تقبل الأفراد لبعضهم البعض وخلق شعور بالراحة والانسجام بين عناصر الجلسة وهي الموضوع ومجموعة المشاركين والفرد نفسه .
وعلى المدرب المدير أن يراجع نفسه باستمرار ويسألها عما إذا كان :
• هو محرك وموجه ( قائد ) الفريق في نفس الوقت
• يملي على الفريق ( المجموعة ) بشكل واضح ما يجب عمله .
• يجب عليه أن يتوصل إلى نتيجة عمل جيدة بغض النظر عن كيفية الوصول إلى هذه النتائج
• ثمة تناقض أو انسجام بين عمله كمدرب وبين قيامه بإدارة الجلسة وهل يمتلك القدرة على تنفيذ المهام الموكلة عليه.
* هل تبقى موضوعي عند تواجد اختلاف في الآراء .؟
من الأمور الشائكة التي يتعرض لها المدرب أثناء عمله كيفية التصرف إزاء الآراء المتطرفة والمحتدة من قبل بعض المشاركين والتي كثيراً ما تتناقض مع فكره ورأيه الخاص مما يضعه أمام مشكلة ! إما أن ينتصر لرأيه ويغضب وينحاز لنفسه وهذا سيخرجه عن دوره كمدرب منفتح ومرن عليه أن يتقبل جميع الآراء والأفكار دون قمع ولا إهانة مما يهدد بإفشال الجلسة لأنه سيتحول إلى رجل متسلط لا يتقبل الرأي الآخر وسيشعر المشاركون بالتالي أنه غير مؤهل لإدارة الجلسة فيسحبون ثقتهم به منه ولا يستمعون إليه مما يضيق حلقة الحوار في الأفراد المؤيدين لرأي المدرب ( حوار من طرف واحد ) وهذا خروج واضح عن أهداف أي جلسة تدريب وحوار .
وإما أن يتقبل المدرب الرأي الآخر فيزداد احترام المشاركين له فيمنحونه ثقتهم لأنهم يرون فيه الرجل الحيادي المستنير والمنفتح على تعددية الأفكار والآراء ولا يبخس من قيمة الأفكار المخالفة لفكره .
ويوجد العديد من الأسئلة التي يتوجب على المدرب إلقائها على نفسه ليضمن المراجعة المستمرة لسلوكياته التدريبية والتي يمكن أن تؤثر سلباً على سير عمل الجلسة التدريبية وبالخصوص حول مقدرته كشخص يتقبل الآراء المخالفة لرأيه أو التي لا تنسجم معه والمحافظة على موضوعيته وعدم تحديد موقف قاطع حول المواضيع المثيرة للخلاف ، وهل يحاول دائما أن يضع نفسه في المكان الذي يجعله مؤهلاً للاستمرار في عمله كمدرب موثوق به ومطلوب لإدارة الجلسات :
• إني أحاول بقدر المستطاع أن أظل موضوعياً ، ولكني لا أنجح دائماً ، لماذا لا أنجح ؟
• أن أحافظ على حيادي ، هدفي الأعلى دائماً
• عندما أزعل أو أغضب ، أميل إلى عدم بقائي موضوعياً ( إلى التحيز ) ، لماذا ؟
• هل أكبح نفسي وغضبي وأتصرف بشكل طبيعي
ماذا يعني المدرب :
من المصطلحات الجديدة ( في فلسطين ) التي أصبحت متداولة وبازدياد يجيء مصطلح المدرب المدني ليأخذ دوره بعيداً عن سياق مفهومنا التقليدي له والذي كان محصوراً في عمليات التدريب الفني في المجالات العسكرية والرياضية المختلفة مثل مدرب رياضة كرة القدم أو كرة السلة أو كرة اليد أو ألعاب القوى والمصارعة والجمباز ومدرب حيوانات السيرك ومدرب الكشافة ومدرب الفتوة الخ ...المدرب الآن يحمل مفهوما مبتكرا وحديثا على المجتمع التعليمي والإنساني والمجتمعي فهو يمثل ثورة بالمعنى الحرفي لها من حيث الدور الذي يؤديه المدرب ، ومن حيث المهام التي يقوم بها ، ومن حيث الأسلوب المتفرد في الأداء وإدارة الجلسات ، ومن حيث الفئات المستهدفة التي يتوجه إليها ويمثلها الكبار والبالغون في مواقع العمل المختلفة ، وفي المستويات المهنية والنقابية والخدماتية والخيرية ، الحكومية وغير الحكومية .
إننا نرى في المدرب الرجل المهني الذي يمتلك من الخبرة والمعرفة والصفات الشخصية ما يجعله قادراً على تنفيذ المهام الملقاة على عاتقه في اتجاه إدارة الجلسات المتخصصة وتنظيم الحوار داخلها بما يضمن مشاركة جميع المتدربين ، ويكون قادراً على استخدام المواد المساعدة وعلى استخلاص النتائج وتقييم العمل أثناء وبعد تنفيذه ، ويكون قادرا على تقديم المساعدة إلى مجموعة المتدربين حتى يمكنهم المشاركة بخبراتهم وتجاربهم وبمخزونهم العلمي والعملي خلال سِنِيِّ عمرهم ، متحررين من عاملي الخوف والخجل اللذين يقيدان الإنسان ويحدَّان من درجة انفتاحه واندماجه مع الآخرين. وقد تكون هذه الجلسات عبارة عن ورشة عمل أو جلسة تبادل آراء أو جلسات حوار أو عمل مجموعات أو أي نوع من الجلسات التي تحتاج لمن يديرها ويقودها نحو النجاح .
الفرق بين المدرب والمحاضر
يُعَـرِف " روبرت هاينمان في كتابه فن المحاضرة " -الترجمة العربية الصادرة عن الدار العربية للعلوم ، الطبعة الأولى 1996، لبنان - المحاضر بأنه : " الشخص الذي يقدم مواد ونشاطات تشرك المستمعين في المحاضرة .
ثم يقسم المحاضر إلى نوعين :
1. المحاضر المتكلم ( SPEAKER ) : " حيث يعمل المحاضر على إعطاء المعلومات ، ويكتفي المستمعون بالإصغاء دون مشاركة في الكلام " .
2. المحاضر المُدَرِّب ( TRAINER ) : " ويعمل على تدريب المستمعين على تأدية مهارة معينة ويكون التدريب عادة بالممارسة " ( االممارسة وحدها لا تكفي لخلق مدرب مدني ماهر ، بل من الضروري أن يطور مهاراته واساليبة بشكل مستمر من خلال الدورات العلمية النظرية والعملية التخصصية والتدريب المستمر والتعلم )
وهنا يجب أن نحدد هل المدرب الذي نعنيه هو الذي يجمع بين المدرب والمحاضر ويدمج خصائصهما معا في عملية مهمة لإخراج ما نسميه بالمدرب المدني تمييزا له عن المحاضر وإبعاداً له عن التشوشات التي يمكن أن يحدثها استخدام مصطلح المحاضر المدرب .
ولكي تتضح الصورة أفضل فإن الجدول التالي يوضح بعض الفروقات الموجودة بين المدرب المدني وبين المحاضر واضعين في اعتبارنا أوجه التشابه الواضحة بينهما :
المدرب
• مرسل ومستقبل ( من الطرفين )
• يتعامل مع مجموعات عمل صغيرة
• يسهل تبادل الأفكار والخبرات بين المشاركين
• ينظم إدارة الجلسة ويضبطها
• يهتم بأن يشارك الجميع بالحوار والرأي (الاتصال الجماعي )
• ذو نظرة شاملة ، حساس ، منفتح وصادق ، مرن ، واضح ، مباشر ، مستعد دائماً ، مضطلع على المعلومات بشكل كافي ، يحترم وجهات النظر الأخرى ، غير متحكم ، هاديء غير عصبي ، لا يقاطع المتكلمين ، ليس متكبراً ، يُشْعِـر المشاركين بأنه واحد منهم ...
يأخذ بعين الاعتبار الفروقات الفردية بين المشاركين واحتياجاتهم ويشجعهم على التعبير عن أنفسهم
المحاضر
• مرسل ( من طرف واحد )
• يتعامل مع أكثر عدد ممكن من الناس
• هو فقط مصدر المعلومات للمشاركين
• يتكلم حول موضوع ولا يدير جلسة
• المشاركين فقط يستمعون ولا يشاركون في الحوار ( اتصال فردي )
• يكون متخصصاً أو خبيراً في الموضوع الذي يتحدث عنه ومحيطأ بكل جوانبه ،ولا يكون معنيا بأية مسائل أخرى يهتم بها المستمعون
• غير معني باهتمامات وحاجات المشاركين ولا يضع في الاعتبار الفروقات الفردية بينهم .
من الواضح أن الفروقات المذكورة أعلاه تعطينا الدافع لأن نمنح المدرب اسمه المستقل عن المحاضر بالرغم من انتساب كلاهما إلى حقل إنساني ومجتمعي واحد ، إلا أن إختلافهما في آلية وتقنية العمل التربوي الذي ينفذه كل منهما تحتم أن نحافظ على مسمى المدرب المدني الذي يعتمد تدريب المشاركين على المهارات من خلال عمل المجموعات والممارسة العملية والمشاركة في تبادل الخبرات والأفكار .
***
مهـمة التدريب
لتوضيح مهام التدريب فإنه من المفضل المرور على موقع التدريب من العملية التربوية وعلى الفئة المستهدفة منه والتي تتمثل في الكبار والبالغين ( المتعلمين وغير المتعلمين ) الذين يمتلكون الخبرات والأفكار الكافية لإثراء عملية التدريب والتفاعل معها أيا كان شكلها التدريبي ( تعليم مهارة مهنية أو فكرية _ فردية أو جماعية ) .
ومن نوعية الفئة التي يستهدفها التدريب يتبين لنا الموقع الذي يحتله التدريب في العملية التربوية حيث يمثل التدريب أسلوباً متطورا وراشداً في عملية تستهدف إشراك الإنسان فرداً كان أو جماعة من خلال رفع درجة وعيه وإدراكه واندماجه مع مجتمعه ومع القضايا الإنسانية التي تواجهه اليوم والتي تمثل عائقاً حضارياً إن لم يتم التعامل معها واختراقها من خلال توجه عام نحو الممارسة والتدرب على مهارات وسلوكيات والوصول إلى معلومات غير محددة ولا محدودة من أجل ترسيخ وتنمية وعي الإنسان لموقعه ولدوره ولإمكانياته الكبيرة للتعامل مع الحياة اليومية الحديثة .
المهارات : لعل أهم هذه المهارات التي يهدف التدريب إلى إضافتها أو تطويرها لدى الفرد أو الجماعة تأتي مهارات الاستماع والحديث والحوار والتفكير ، ومهارات إدارة الجلسات وتنظيم النقاش وإعداد واستخدام المواد المساعدة ، ومهارة الإعداد والتخطيط وعقد الدورات وورش العمل وجلسات الحوار وتبادل الخبرات والأفكار ، ومهارات الاتصال والتعارف وإقامة وتقوية العلاقات الاجتماعية والعملية الفردية والمؤسساتية ، ومهارات عرض وحل المشاكل.
السلوكيات : تأتي سلوكيات العمل الجماعي والمشاركة وتقبل آراء الآخرين والاستماع إليهم كأهم السلوكيات التي يُحَــفِّـزها التدريبُ وينميها ، ويأتي السلوك التعاوني عنوانا أساسيا لكل ذلك مع تطوير وتحسين السلوك الفردي مثل حرية الاختيار والانتماء إلى الجماعة والإحساس بها والدمج السلوكي بين العقل العاطفة وسلوكيات الاتصال والدراسة والبحث .
المعلومات : يعتبر التدريب من أفضل الوسائل التي تزودنا بالمعلومات وتنميها وذلك من خلال الدمج والتعامل المباشر مع مصادر المعلومات التي يوفرها التدريب والتي تتمثل في :
1. المدرب : بما يعرضه من معلومات ووسائل وتدريب وبما يقدمه من خبرات وأفكار.
2. المتدربين : وذلك من خلال تبادل الأفكار والخبرات والبحث والدراسة فيما بينهم ، وفيما بينهم وبين المدرب ، ومن خلال إبداعات وابتكارات المتدربين والكشف عن الطاقات الكامنة داخل كل فرد منهم .
3. المواد والأدوات : مثل أوراق العمل وبعض المطبوعات والنشرات والمواد البصرية والسمعية وغير ذلك مثل البحث والدراسة العملية في البيئة المحيطة نفسها كمصدر أساسي للعطاء الفكري والإنساني .
***
أيّ نوع من المدربين أنت ؟
* هل تجد نفسك قادرا على تسيير عمل المجموعة حسب الخطة الموضوعة للوصول الى الهدف ؟
إذا فقد المدرب قدرته على التأثير الإيجابي في توجيه الجلسة نحو النجاح بسبب عدم قدرته على ضبط أعمالها ولفقدانه السيطرة على التوجيه والإدارة فإن ذلك لا معنى له إلا أن المدرب قد فشل في عمله كمدرب وبالتالي لم يعد كفوءاً ولا جديراً بأن يعد ويدير الجلسات التدريبية بمعنى آخر هو لا يصلح لأن يكون مدرباً !
ولتلافي هذه اللحظة المؤلمة ولعدم الوصول إليها يتحتم على المدرب أن يجيب على العديد من الأسئلة التي يوجهها هو إلى نفسه قبل وبعد كل جلسة :
• هل إدارة الجلسة عمل سهل وعادي بالنسبة لي أم إنني أجد صعوبة وأحتاج إلى قدرات كبيرة لا تتوفر لدي كلها .
• هل أحافظ على مستوى ضبط معين للجلسة حتى لا تنحرف عن هدفها وهل لدي المقدرة على إعادة ضبط وتنظيم الجلسة وأعيد التركيز إلى متابعة تحقيق الوصول إلى الهدف ؟
• هل نجاحي في تسيير عمل الجلسة هو هدف من أهداف الجلسة أم هو هدفي الأساسي ، وكيف أعددت نفسي للوصول إلى النجاح .
* ما هي حسب رأيك أهم مهام مدير الجلسة ؟
في معظم الأحيان يكون المدرب هو نفسه مدير الجلسة وهذا يتطلب منه أن يتحمل مهام أخرى إضافة مهامه كمدرب مثل تحديده للوقت وتوزيعه على أعمال الجلسة وزمن كل فقرة مثل زمن البداية والاستراحة ، والتلخيص والخاتمة ، والتأكد من مشاركة جميع المتدربين في الحوار والممارسة بعدالة وبشكل مناسب ، والعمل على خلق الجو المتوازن الذي يؤدي الى تقبل الأفراد لبعضهم البعض وخلق شعور بالراحة والانسجام بين عناصر الجلسة وهي الموضوع ومجموعة المشاركين والفرد نفسه .
وعلى المدرب المدير أن يراجع نفسه باستمرار ويسألها عما إذا كان :
• هو محرك وموجه ( قائد ) الفريق في نفس الوقت
• يملي على الفريق ( المجموعة ) بشكل واضح ما يجب عمله .
• يجب عليه أن يتوصل إلى نتيجة عمل جيدة بغض النظر عن كيفية الوصول إلى هذه النتائج
• ثمة تناقض أو انسجام بين عمله كمدرب وبين قيامه بإدارة الجلسة وهل يمتلك القدرة على تنفيذ المهام الموكلة عليه.
* هل تبقى موضوعي عند تواجد اختلاف في الآراء .؟
من الأمور الشائكة التي يتعرض لها المدرب أثناء عمله كيفية التصرف إزاء الآراء المتطرفة والمحتدة من قبل بعض المشاركين والتي كثيراً ما تتناقض مع فكره ورأيه الخاص مما يضعه أمام مشكلة ! إما أن ينتصر لرأيه ويغضب وينحاز لنفسه وهذا سيخرجه عن دوره كمدرب منفتح ومرن عليه أن يتقبل جميع الآراء والأفكار دون قمع ولا إهانة مما يهدد بإفشال الجلسة لأنه سيتحول إلى رجل متسلط لا يتقبل الرأي الآخر وسيشعر المشاركون بالتالي أنه غير مؤهل لإدارة الجلسة فيسحبون ثقتهم به منه ولا يستمعون إليه مما يضيق حلقة الحوار في الأفراد المؤيدين لرأي المدرب ( حوار من طرف واحد ) وهذا خروج واضح عن أهداف أي جلسة تدريب وحوار .
وإما أن يتقبل المدرب الرأي الآخر فيزداد احترام المشاركين له فيمنحونه ثقتهم لأنهم يرون فيه الرجل الحيادي المستنير والمنفتح على تعددية الأفكار والآراء ولا يبخس من قيمة الأفكار المخالفة لفكره .
ويوجد العديد من الأسئلة التي يتوجب على المدرب إلقائها على نفسه ليضمن المراجعة المستمرة لسلوكياته التدريبية والتي يمكن أن تؤثر سلباً على سير عمل الجلسة التدريبية وبالخصوص حول مقدرته كشخص يتقبل الآراء المخالفة لرأيه أو التي لا تنسجم معه والمحافظة على موضوعيته وعدم تحديد موقف قاطع حول المواضيع المثيرة للخلاف ، وهل يحاول دائما أن يضع نفسه في المكان الذي يجعله مؤهلاً للاستمرار في عمله كمدرب موثوق به ومطلوب لإدارة الجلسات :
• إني أحاول بقدر المستطاع أن أظل موضوعياً ، ولكني لا أنجح دائماً ، لماذا لا أنجح ؟
• أن أحافظ على حيادي ، هدفي الأعلى دائماً
• عندما أزعل أو أغضب ، أميل إلى عدم بقائي موضوعياً ( إلى التحيز ) ، لماذا ؟
• هل أكبح نفسي وغضبي وأتصرف بشكل طبيعي