الأخبار
الأمم المتحدة: سكان شمال غزة بأكملهم معرضون للموت الوشيكالولايات المتحدة تنشر قاذفات B-52 وسفن حربية في الشرق الأوسط84 شهيدا في مجزرتين نفذهما الاحتلال بشمال غزةالصحة العالمية: مستعدون لاستئناف التطعيم ضد شلل الأطفال بغزة19 جريحا إثر ضرب صاروخ من لبنان مبنى وسط إسرائيلمدير مستشفى العودة بشمال غزة: نعمل بجراح واحد ونحذر من نفاد الوقود الأحدالإعلام الحكومي بغزة: ارتفاع عدد الشهداء الصحفيين بغزة إلى 183وداع بلا مقدمات.. عندما حمل متطوع الهلال الأحمر والدته دون أن يعرفهامصطفى يبحث مع نظيره السعودي أهمية الاجتماع الأول للتحالف الدولي لتنفيذ حل الدولتينناشر صحيفة (هآرتس): الفلسطينيون "مقاتلون من أجل الحرية"الاحتلال يزعم إحباط تهريب أسلحة من مصر"بعد قرار حظرها".. الاحتلال يهدم مكتب "أونروا" في مخيم نور شمستشكيل الاتحاد المتوقع لديري جدة الليلةفصائل تجتمع في القاهرة لبحث ملفات سياسية واقتصاديةالاحتلال يطالب سكان مخيم الرشيدية وقرى بجنوب لبنان الإخلاء الفوري
2024/11/2
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

الرسالة الرابعة يا ولدي .. إذا أردت أن تكون قائدا صالحا .. فعش حياتك وكأنك في امتحان دائم

تاريخ النشر : 2022-08-15
الرسالة الرابعة
يا ولدي ..
إذا أردت أن تكون قائدا صالحا ..
فعش حياتك وكأنك في امتحان دائم

نعم يا ولدي القائد الصالح هو الذي تصلح به رعيته ويصلح به إخوانه ، وهو الذي تصلح أقواله وتتطابق مع صالح أعماله ، ولن يصل قائد إلى مستوى التطابق إلا إذا اخذ على نفسه عهد الصلاح في كل أمر وفي كل حال ، يسير فوق دربه آملا الوصول إلى مبتغاه الذي يؤمن انه يستحقه وانه ينتظره في نهاية الطريق .
درب الإنسان يا ولدي هو حياته التي يحياها ، إذا انتهى من قطعه فهو واصل إلى نتيجة تتطابق مع كيف كان سيره في هذه الحياة .
حياتك الخيرة تؤدي إلى نهاية خيرة ، تؤدي إلى جائزة خيرة ، والجائزة هنا لا غيرها الجنة يا ولدي ، سعد من وصل إليها ، وبئس من حاد عنها وانحرف إلى عقاب جهنم ..
ولأقرب الصورة أكثر إلى ذهنك ، تخيل انك طالب علم ، تسعى للنجاح بتفوق ، وانك تريد أن تصبح طبيبا ، ولكن ذلك يحتاج منك ليس النجاح فقط ، بل يحتاج منك مجموعا كبيرا يؤهلك لدخول كلية الطب..
وهكذا هو القائد الصالح .. هو دائم السعي نحو الأفضل ويسير في نفس اتجاه الخير ، ويجب أن يكون مستوى عطاءه عاليا ، حتى يصل إلى الدرجات العلى في رضا الله .. ليحظى بعفوه ورحمته و.. فردوسه ..
فليكن كل جانب من عمل تقوم به بمثابة مادة علمية تجتهد أن تتقنها لتفوز بدرجاتها فإذا أردت أن ترعى جماعتك فلا تنتظر منهم الاستدعاء ولا تطلب منهم الجر ، وإذا أردت أن تحدثهم فطهر لسانك بالصدق وحثهم بما جرى وبما هي الأحوال كما هي ، وأطلب منهم ما هو مستحق منهم فعلا ، وإياك وأن تخادعهم أو تزيف حاجاتهم ، وإياك أن تستغل عفويتهم وطاعتهم لك ، بان تنهب عرقهم وتضعهم في حال السخرة والمعاناة ، كن رحيما بهم عطوفا ودودا ، ولا يشغلنك عن رعاية مصالحهم انشغالك برعاية مصالحك ، واعلم أن تحقيق مصالح الناس أولى من تحقيق مصالحك ، فالناس مجبولون بالبراءة ، وهم أسرع إليك عند الشدائد يؤازرونك ويتعاونون معك ويبذلون جهدهم من أجلك ، ولا أعني هنا أن تهمل رعاية مصالحك ، لكن إياك أن تشغلك هذه الرعاية عن رعاية مصالح الناس الذي هم الأكثرية والأشد إلحاحا وطلبا للرعاية بحكم انك أكثر علما وامهر عملا ، وأنصح رأيا ، وأوسع يدا من أي احد فيهم .
والناس يكرهون البخيل ، وليس البخل بالمال فقط بل أيضا يكون بالنصيحة وبكلمة الحق ، فإياك أن تحرمهم كرم يدك ، وأغدق عليهم من جود حكمتك ومعرفتك وقوتك .
نعم يا ولدي .. كن في حالة امتحان دائم ، تسعى للحصول على الشهادة العليا بتفوق وجدارة ، وادرس أمورك وأمور الناس حولك ، أعطهم ما يستحقونه وما يحتاجونه ، حتى لو أدى الأمر إلى التضحية ببعض أو بكل ما عندك .
وكن مجتهدا في سعيك الدءوب نحو تحقيق العدل والأمان والرخاء والسلام ، وكن لواءً للعمل والجهاد من أجل جماعتك وبلدك ، إذا وعدتهم فأنفذ وعدك ، وإذا منيتهم فحقق لهم ما منيتهم ، لا تكذبهم ولا تخلفهم ، ولا تدعهم في الوقت الذي يحتاجونك .
وإياك والتزلف لهم بالنفاق والرياء لتحصل منهم على شيء عندهم تريده لنفسك ، واعلم أن حاجتهم فيك أولى بالقضاء والوفاء من حاجتك فيهم .
واسهر عليهم ، تقصَّ أمورهم ، وتعسَّ أحوالهم ، تسأل عنهم ، وتفتقد غائبهم ، وتعود مريضهم وبعيدهم ، وكن يدهم اليمنى التي تخفف عنهم الآلام ، وتقدم لهم العون وتربت على أكتافهم ، وإياك أن يروا فيك العصا والعقاب ، فيكرهونك وينفروا منك مبتعدين ، مفضلين حياة الانعزال بعيدا في صوامعهم وفيافيهم عن الإقامة بجوارك والاستظلال بظلك .

نعم يا ولدي ..
كن الكلمة الطيبة التي تواسيهم ويحبون سماعها منك مباشرة ، وكن الابتسامة الرقيقة التي تفرحهم والقلب الخافق الذي ينبض بالحب والمودة والإخلاص لهم .
وإياك أن تشعرهم بفضلك عليهم ، ودعهم هم يشعرون بفضلك ، واترك لهم العنان ليعبروا لك طواعية واحتراما وتقديرا عن حبهم وولائهم ووفائهم لك وعن التفافهم حولك ، عرفانا ، بحسن قيادتك الحكيمة ، وبفضل يدك الكريمة الممدودة إليهم ،
نعم يا ولدي ..
حياتك امتحان .. فعشها بدأب الساعي إلى الظفر بالجنة ، بلا كلل ولا ملل .. واجعل من الناس أعوانا لك للوصول غليها لا عائقا بدعائهم عليك فيحجزونها عنك إلى الأبد .

***
** من كتاب (رسائل إلى ولدي في القيادة الصالحة - يا ولدي لماذا لا تكون قائدا صالحا؟) المؤلف : بهائي راغب شراب 2008