بهائي راغب شراب
..
أبي اشتر لي سيفا
من فضلك يكون حاداً قوياً فتاكاً، لا ينكسر
هكذا طلب الابن من أبيه وهو يرى السيوف الملونة أمامه معروضة في محلات بيع الألعاب..
ابتسم الأب ..
ودخل المحل ليشتر سيفاً
أخذ يُقَلِبَ السيوفَ المُعَلَقَة المُغْرِية بأشكالِها وألوانِها وأحجامِها المختلفة
قدم واحداً لابنه : ما رأيك بهذا السيف .. أنظر كم هو جميل ورائع
أمسك الابن بالسيف ، قَلَّبَه بين يديه ، ثم قال غاضباً وهو يرميه على الأرض
لا .. لا أريد هذا السيف
إنه مزيف وضعيف ولا يصلح للقتال والمبارزة
إنه غير حقيقي
صُدِمَ أبيه من رَدَّةِ فِعلِ طِفلِهِ، وكاد يُعَنِفَهُ ..
لكنه تماسك وقال له هكذا هي السيوف هنا،
كلها مثل هذا السيف .. مجرد ألعاب جميلة ..
رد الطفل : لا لا ليس هذا السيف الذي أريد
لا أريد لعبة ألهو بها
أريد سيفاً أقاتل به اليهود الذين يحتلون فلسطين ، وبه أقتل الذين قتلوا صديقي وعائلته
يجب أن أنتقم له .. لصديقي وعائلته
أريد سيفاً كــ "سيف القدس"
يقهر اليهود ويجعلهم يهربون إلى المخابئ خوفا وهلعا
سيفاً ..
أهزم به اليهود المعتدين،
أحرر به القدس وفلسطين،
وبه أرفع الحصار عن غزة
أريد سيفا حقيقيا حاداً أضرب به الغزاة والطغاة والأشرار ولصوص الديار
أريد " سيف القدس "
عجب الاب لطفله أن يتكلم هكذا.. لقد رأى رجلا أمامه لا طفلا..
قال له.. ومن أين آتي لك بالسيف الذي تريد .. كل سيوف السوق مجرد ألعاب تسلينا..
الابن مستنكرا: كيف ..؟ بل توجد سيوف
ألم تسمع بــ "سيف القدس" وكيف أثخن بالعدو وأوقع فيه الخسائر الكبيرة،
ألم تر كيف حبس اليهود في الملاجئ لأكثر من عشرة أيام، وكيف أغلق مطاراتهم وضرب قواعدهم ومصانعهم ..
أريد مثل هذا السيف
سيف الفرسان الأحرار المؤمنين الواثقين بنصر الله
وحده هذا السيف يرد لنا شرفنا وكرامتنا وأرضنا المحتلة
ووحده يعطينا شكلنا الفلسطيني الأصيل
وبه نكون..
أريد سيفا كسيف القدس.. نعم..
أريد " سيف القدس "
..
توقف الأب عن الكلام .. جمدته لحظةُ الاستشفاف المقدسة ..
حيث اكتشف ابنه ورآه كما لم يره من قبل
تفاعلت معه الحروف، والمعاني، والمواقف، والذكريات، عادت إليه وكأنها شريط مصور لمحطات حياته السابقة، عندما كان في مثل سنه وعندما صار فتى ثم شاباً يافعا..
وتذكر الذي ما كان يجب أن ينساه أبداً ..
تذكر السيف البتار الذي ورثه عن أبيه،
وكان قد خبأه مع مسدسه وبعض الكتب بعيداً عن أعين جواسيس الأعداء، حتى كاد أن ينساه وأن ينسى مكانه،
والتفت منحنيا نحو ابنه بابتسامة ملأت وجهه :
"سيف القدس" الذي تريده عندنا،
هو هدية لك
حفظها جدك عندي أمانة
لمثل هذه اللحظة"
هيا بنا لأعطيك إياه ؟
وهو من هذه اللحظة سيفك ..أنت ..
وانت الفارس الذي يضرب به رقاب الأعداء..
***
9/6/2021
..
أبي اشتر لي سيفا
من فضلك يكون حاداً قوياً فتاكاً، لا ينكسر
هكذا طلب الابن من أبيه وهو يرى السيوف الملونة أمامه معروضة في محلات بيع الألعاب..
ابتسم الأب ..
ودخل المحل ليشتر سيفاً
أخذ يُقَلِبَ السيوفَ المُعَلَقَة المُغْرِية بأشكالِها وألوانِها وأحجامِها المختلفة
قدم واحداً لابنه : ما رأيك بهذا السيف .. أنظر كم هو جميل ورائع
أمسك الابن بالسيف ، قَلَّبَه بين يديه ، ثم قال غاضباً وهو يرميه على الأرض
لا .. لا أريد هذا السيف
إنه مزيف وضعيف ولا يصلح للقتال والمبارزة
إنه غير حقيقي
صُدِمَ أبيه من رَدَّةِ فِعلِ طِفلِهِ، وكاد يُعَنِفَهُ ..
لكنه تماسك وقال له هكذا هي السيوف هنا،
كلها مثل هذا السيف .. مجرد ألعاب جميلة ..
رد الطفل : لا لا ليس هذا السيف الذي أريد
لا أريد لعبة ألهو بها
أريد سيفاً أقاتل به اليهود الذين يحتلون فلسطين ، وبه أقتل الذين قتلوا صديقي وعائلته
يجب أن أنتقم له .. لصديقي وعائلته
أريد سيفاً كــ "سيف القدس"
يقهر اليهود ويجعلهم يهربون إلى المخابئ خوفا وهلعا
سيفاً ..
أهزم به اليهود المعتدين،
أحرر به القدس وفلسطين،
وبه أرفع الحصار عن غزة
أريد سيفا حقيقيا حاداً أضرب به الغزاة والطغاة والأشرار ولصوص الديار
أريد " سيف القدس "
عجب الاب لطفله أن يتكلم هكذا.. لقد رأى رجلا أمامه لا طفلا..
قال له.. ومن أين آتي لك بالسيف الذي تريد .. كل سيوف السوق مجرد ألعاب تسلينا..
الابن مستنكرا: كيف ..؟ بل توجد سيوف
ألم تسمع بــ "سيف القدس" وكيف أثخن بالعدو وأوقع فيه الخسائر الكبيرة،
ألم تر كيف حبس اليهود في الملاجئ لأكثر من عشرة أيام، وكيف أغلق مطاراتهم وضرب قواعدهم ومصانعهم ..
أريد مثل هذا السيف
سيف الفرسان الأحرار المؤمنين الواثقين بنصر الله
وحده هذا السيف يرد لنا شرفنا وكرامتنا وأرضنا المحتلة
ووحده يعطينا شكلنا الفلسطيني الأصيل
وبه نكون..
أريد سيفا كسيف القدس.. نعم..
أريد " سيف القدس "
..
توقف الأب عن الكلام .. جمدته لحظةُ الاستشفاف المقدسة ..
حيث اكتشف ابنه ورآه كما لم يره من قبل
تفاعلت معه الحروف، والمعاني، والمواقف، والذكريات، عادت إليه وكأنها شريط مصور لمحطات حياته السابقة، عندما كان في مثل سنه وعندما صار فتى ثم شاباً يافعا..
وتذكر الذي ما كان يجب أن ينساه أبداً ..
تذكر السيف البتار الذي ورثه عن أبيه،
وكان قد خبأه مع مسدسه وبعض الكتب بعيداً عن أعين جواسيس الأعداء، حتى كاد أن ينساه وأن ينسى مكانه،
والتفت منحنيا نحو ابنه بابتسامة ملأت وجهه :
"سيف القدس" الذي تريده عندنا،
هو هدية لك
حفظها جدك عندي أمانة
لمثل هذه اللحظة"
هيا بنا لأعطيك إياه ؟
وهو من هذه اللحظة سيفك ..أنت ..
وانت الفارس الذي يضرب به رقاب الأعداء..
***
9/6/2021